عجمان.. شواطئ ومزارات سياحية تستقطب الزوار
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
سعيد أحمد (عجمان)
تواصل إمارة عجمان، استقطاب السياح والزوار لما تتمتع به من المقومات السياحية البارزة، كالمواقع التراثية الفريدة، والشواطئ الخلّابة، والمرافق السياحية والترفيهية، وغابات شجر القرم في محمية الزوراء، بالإضافة إلى الفنادق ذات المعايير العالمية، وما تقدّمه الإمارة من عروض وفعاليات وأنشطة متنوعة، خصوصاً في هذه الفترة من العام.
وتشهد عجمان، تنظيم مهرجانات وفعاليات وأنشطة ترفيهية تناسب مختلف الفئات العمرية، وخاصة الأطفال والعائلات، كما تقدم فنادق الإمارة عروضاً حصرية ومتنوعة على أسعار الإقامة الفندقية والمطاعم العالمية والنوادي الصحية، خلال الموسم الشتوي.
وقد نجحت إمارة عجمان في خوض تجربة مثيرة في قطاعها السياحي والفندقي المتميز، واستحوذت المعالم السياحية في الإمارة على حصة متنامية من اهتمام العائلات والأفراد في ظل توفر البرامج السياحية والترفيهية المتنوعة لهم، وتطور البنية التحتية التي جعلت من الإمارة إحدى أهم الوجهات السياحية في الدولة، التي تمكنت من استقطاب شرائح سياحية جديدة.
وتسعى دائرة التنمية السياحية في عجمان إلى جذب الزوار المحليين من داخل الإمارات، إذ تعتبر السوق المحلية من أهم الأسواق المصدرة للسياحة، حيث أعلنت عن تفعيل أنشطتها الشتوية، تزامناً مع حملة «أجمل شتاء»، التي تهدف إلى تشجيع السياحة الداخلية في الدولة في موسم الشتاء، والتعرف على المقومات الطبيعية والجغرافية والتراثية الجميلة في شتى مناطقها.
وتمتد الأنشطة والفعاليات الشتوية لتشمل منطقة مصفوت، حيث تم افتتاح مهرجان ربيع مصفوت، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على العادات الأصيلة، والموروثات الشعبية، ودعم كافة المواهب الرياضية من خلال تنظيم مجموعة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة، وإبراز الواجهة السياحية والتاريخية للمنطقة، وتتطلع الإمارة إلى استقبال الزوار من مختلف إمارات الدولة ودول العالم للاستمتاع بشتاء عجمان وزيارة معالمها البارزة والاستفادة من العروض الحصرية المتنوعة، التي تتوفر خلال هذا الموسم، الذي يشهد أيضاً إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة الرياضية والترفيهية والثقافية، التي تساهم في إبراز مكانة عجمان وجهة سياحية رائدة، محلياً وعالمياً طوال أيام السنة.
الحي التراثي
أحد أبرز الوجهات السياحية ومنارة تاريخية مفعمة بالحياة تعكس تراث الإمارة، والذكريات الخالدة، وتبرز هويتها الأصيلة، ويحتضن الحي التراثي في قلبه متحف عجمان الشهير.
متحف عجمان
يضم مجموعة من المقتنيات من القطع الأثرية، والمخطوطات القديمة، والفخار والجواهر، التي يعود تاريخها إلى عام 3000 قبل الميلاد، وتم تجهيز المتحف بعدد من الأجهزة الإلكترونية التفاعلية، لتضمن التفاعل الشخصي من قبل الزوار. كما تم ترميم المتحف، الذي يعتبر قلعة تعود إلى القرن الثامن عشر، وكانت مقر إقامة حاكم عجمان حتى 1970.
متحف مصفوت
افتتح في 2 ديسمبر 2021 تزامناً مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الخمسين عاماً، ويحتوي على 12 قاعة تشكل كل واحدة منها معرضاً خاصاً مقسماً حسب الموضوع، إضافة إلى برجين أماميين للمتحف، وتتيح هذه الأقسام للزوار فرصة التعرف على تاريخ الإمارة والعائلة الحاكمة، وتقاليد الأجداد، والحرف، والأسلحة عبر رحلة من الزمن تمتد حوالي خمسة آلاف عام.
حديقة «الحيوانات القزمة»
الحديقة الأولى من نوعها في إمارة عجمان، توفر مكاناً مناسباً للعائلات والأطفال للاستمتاع بأوقات مميزة في الهواء الطلق والتعرف على أنواع مختلفة من الحيوانات القزمة من حول العالم، بالإضافة إلى مجموعة من الطيور والزواحف، وتحتوي الحديقة على منطقة خارجية مناسبة للنزهات العائلية والاسترخاء، بينما يستمتع الأطفال بالتفاعل مع الحيوانات وركوب الخيل والجمال، والعديد من الأنشطة الترفيهية الأخرى.
محمية الزوراء
تقع محمية الزوراء الطبيعية شمال إمارة عجمان، وتحتوي على مساحة مليون متر مربع من غابات القرم، التي تشكل ملاذاً للطيور المهاجرة والمقيمة، مثل طائر الفلامنجو، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الأحياء البحرية التي تتكاثر فيها، ويمكن للزوار والسياح مشاهدة الطيور والتقاط الصور والاستمتاع بالأجواء الخلابة.
نادي الجولف
ويتميز ملعب الجولف في الزوراء، بمواصفات عالمية، ويحتوي على 18 حفرة، وتم تصميمه من قبل مجموعة نيكلاوس ديزاين الشهيرة، ويقع ضمن مساحة مليون متر مربع من شجر القرم وهو محاط بواجهة بحرية بطول 12 كم، لإعطاء اللاعبين إحساساً بالهدوء والتنوّع البيولوجي.
سوق صالح
يعتبر سوق صالح التراثي الذي يقع في سوق عجمان، واحداً من الوجهات السياحية المهمة، شيّد في فترة الخمسينيات، ولا يزال محافظاً على طرازه المعماري القديم، وتشتهر محال سوق صالح ببيع الأقمشة، وتوفير أجمل المخاوير والقفطان المغربي الجلابيات الفاخرة.
سوق الذهب
ويقع سوق الذهب في قلب مدينة إمارة عجمان، وهو مركز تجاري معروف بأبنيته ذات الطابع المعماري التقليدي، ويقدم مجموعة متنوعة من التصاميم العربية والهندية والأوروبية، ويمكن للزوار طلب تصميم قطعة خاصة بهم، لتحمل ذكرى دائمة عن عجمان، والحصول على أفضل الأسعار المناسبة.
سوق السمك
يستطيع الزائر والسائح لإمارة عجمان، زيارة سوق السمك، المفعم بالحركة، ويعرض تشكيلة واسعة من الأسماك الطازجة والمأكولات البحرية، وتتوفر فيه الكثير من أكشاك خدمات التنظيف والتتبيل والشوي حسب الطلب، كما يمكن مشاهدة المزاد «الدلالة» في الساعة السادسة مساءً من كل يوم.
شاطئ عجمان
ويتصدر شاطئ عجمان قائمة أفضل شواطئ الإمارة، ويمر في معظم مناطق عجمان السكنية، ويوفر للزوار فرصة للاستمتاع بالمشي بعد الظهر على الكورنيش أو الرمال البيضاء، أو السباحة في مياه الخليج العربي، أو النزهات مع الأسرة أو الأصدقاء.
كويست للمغامرات
ويوفر «كويست للمغامرات» الواقع في منطقة الزوراء جولات للتجديف «الكاياك» لعيش مغامرة بين غابات أشجار القرم والخلجان الضيقة والممرات المائية المحاطة بالأشجار، ومشاهدة الطيور المهاجرة والكائنات البحرية عن قرب، كما تتيح الفرصة لزوار المنطقة المساهمة في تفعيل الحملة الوطنية لزراعة 100 مليون شجرة قرم في دولة الإمارات بحلول العام 2030، حيث يمكن لزوار المنطقة المشاركة في زيادة الرقعة الخضراء بزراعة شتلات شجر القرم فيها.
بيت راشد الخضر
تم إعادة تأهيل إقامة الشاعر الإماراتي البارز، راشد الخضر، بعناية فائقة لتعكس بدقة ثقافة الإمارة وتراثها، ويظهر المنزل الآن في حالته الأصلية، ممتلئاً بالفخامة والتألق، مُحيطاً بالفن الرفيع الذي يحمل بين طياته قصة الحياة المميزة للكاتب وإسهاماته القيمة في حفظ وحماية التراث الإماراتي، ويعتبر هذا العمل الفني المتقن والمكتوب نموذجاً لتنقل التراث الثقافي والفني إلى الأجيال القادمة، حيث يبرز المهارات والإبداعات التي تميزت بها الشخصية البارزة للشاعر.
مرسى مارينا 1
إنها واحدة من الوجهات السياحية العالمية المميزة، الموجودة على سواحل إمارة عجمان، ويتكون الموقع السياحي من ممر واسع مصمم بأناقة، يتخلله عربات الطعام المزينة بالزهور وديكور يستوحى من أنماط الستينيات والسبعينيات، وتحتوي المنطقة على مجموعة متنوعة من المرافق المخصصة للزوار، بما في ذلك محلات هدايا فريدة وأكشاك لبيع المأكولات، وتشكل الوجهة السياحية خياراً مثالياً للعائلات، ويقدم الموقع خيارات ترفيه متنوعة، بما في ذلك ركوب قوارب التجديف، والقلاع العملاقة المصممة خصيصاً لإسعاد الأطفال، ويمكن للزوار الاستمتاع بتجولهم في جنبات الممر الجميلة، والاستمتاع بالمشاهد البحرية الرائعة والأجواء الفريدة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عجمان السياحة القرم دائرة التنمية السياحية الوجهات السیاحیة إمارة عجمان
إقرأ أيضاً:
شـواطئ.. روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟ (10)
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يتابع عالم السياسة الشهير ألكسندر جليبوفيتش رار فى كتاب (روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟) والذى نقله إلى العربية (محمد نصر الدين الجبالى) بقوله: تعتمد العلاقات الروسية مع الاتحاد الأوروبي على ألمانيا، حيث تميل الأخيرة إلى إلغاء التأشيرات مع روسيا وتسعى لذلك أكثر من دول أوروبية أخرى. وتحتل ألمانيا المرتبة الأولى في الاستثمارات الأوروبية في روسيا، ويتوجب على روسيا إقامة علاقات وطيدة مع ألمانيا لا تنطلق فقط من المصالح التجارية، فليس سرًا أنه وبعد أن أنقذت ألمانيا الاتحاد الأوروبي من أزمته المالية بدأت في لعب دورًا أكبر في بناء أوروبا. ويعي حكماء السياسة في ألمانيا أن روسيا لن تستطيع بناء أوروبا المستقبل وحدها، كما يعون أيضا أنه دون المحروقات الروسية لن يجد البيت الأوروبي ما يضمن له الدفء.
سيكون بمقدور التحالف الروسي الأوروبي تحقيق التماسك في القارة. ولكن الأمر لا يبدو سهلا، حيث يتعرض سوق الغاز إلى تغيرات حادة. وتشهد روسيا تطورات في سوق الغاز وتظهر شركات جديدة وتنضم إلى هذا الاقتصاد. وما زالت شركة "غازبروم" تعد المنتج الأكبر والرئيسي للغاز والمصدر الأكبر له. إلا أن شركة "روس نفط" تستحوذ على أسهم جديدة وأصول في قطاع الغاز سواء في روسيا أو خارجها. ويجرى العمل على إصدار تشريعات لتحرير تصدير الغاز المسال من قبل الشركات الأخرى العاملة على أراضي روسيا الاتحادية. وهناك مطالب أخرى وتحديات جديدة ترتبط بإنتاج وتصدير الغاز المسال.
فما مستقبل الغاز؟ وجد الأمريكيون الحل في تكنولوجيا الحفر المسمى "فريكنج" أي استخراج كميات ضخمة من الغاز من الرمال والصخور. وتحولت الولايات المتحدة الأمريكية من المستهلك الأكبر للنفط والغاز في العالم إلى المنتج الأكبر لهذه المحروقات. وبالتالي فقد أصيبت الأسواق بتخمة في المعروض من النفط والغاز وفاق المعروض الطلبات. وانخفضت أسعار المحروقات في العالم بوتيرة سريعة. فهل ستشهد أوروبا هي أيضا ثورة في النفط والغاز الصخري؟ وستحصل الأسواق على الغاز الأمريكي عندما تقرر واشنطن البدء في التصدير. فما زالت أمريكا تسعى إلى تحقيق الاكتفاء التام في السوق المحلية من المحروقات واستغلالها في الخروج بالبلاد من أزمتها. وبفضل انخفاض سعر الغاز الأمريكي حققت أمريكا ارتفاعا في معدلات النمو وتخطت العديد من الدول وحافظت على مكانتها كدولة اقتصادية عظمى. لقد كانوا محظوظين جدا بظهور الغاز الصخري وقد أحسنوا الاستفادة من هذه السلعة، إلا أن ذلك لا يعنى انه سيكون لديهم القدرة على تصديره عبر المحيط إلى أوروبا. فمن ناحية يتجه العالم إلى إنشاء سوق عالمي موحد للغاز، ومن ناحية أخرى أغلب مشتريي الغاز الروسي راضون حيث أصبحت هناك ضمانة بان الاتفاقيات التي أبرمت سابقا تسمح بإرساء علاقة مستقرة مع روسيا. ويتغير الوضع في سوق الغاز العالمي باستمرار.
ويحاول الأمريكيون وبشكل فج إبعاد شركة غازبروم من السوق الأوروبية وأن تصبح أمريكا المصدر الرئيسي للغاز إلى أوروبا. ولذا نجد الكثير من اللغط والحديث عن التبعية الأوروبية لروسيا وما يتبعها من تبعات خطيرة. وتقف قيادة الاتحاد الأوروبي في صف واشنطن وتعمل على تدمير أو تجميد تطوير البنية الأساسية لقطاع الغاز في روسيا.
وقد أطلق أحدهم مزحة قائلا إن روسيا تعد دولة عظمى في المحروقات دون امتلاك اقتصاد قوى، في حين يعتبر الاتحاد الأوروبي دولة صناعية عظمى دون موارد طاقة. وربما ينجح الاتحاد الأوروبي في الصمود فقط بشرط انضمام روسيا إليه. وتعتقد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من دول أوروبا الشرقية هذا الطرح غير مقبول على الإطلاق. وفجأة اشتعلت قضية أوكرانيا في أوروبا. وأصبحت كييف مفتاحا ومحورًا مهما في الجيوسياسية الجديدة في أوروبا. وعلى كييف أن تقرر إما أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي وأن تصبح مرتبطة بالتحالف عبر الأطلسي أو أن تبحث عن مسارها التاريخي في الانضمام إلى الاتحاد الأوراسى.
في عام 2013 دخل الصراع على أوكرانيا بين روسيا والغرب مرحلة شديدة الخطورة. وكان الاتحاد الأوروبي يتفهم أن سياسته في عقد شراكات مع دول الجوار الشرقي قد فشلت. فالهدف الرئيسي – أوكرانيا لا تبذل جهدا في سبيل التقرب من الغرب والارتماء في احضانه. في حين لا يرغب السياسيان مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية وستيفان فيولى المفوض التشيكي في ترك منصبيهما دون إنجاز عمل يخلد ذكراهما، حيث أرادا أن يقوما وبأي ثمن بتمهيد الطريق لتحقيق توسع مستقبلي للاتحاد الأوربي. وقد أدى فشل ثورات الربيع العربي إلى سد الطريق أمام مساعي الامتداد جنوبًا في بلدان شمال أفريقيا. وشعرت بروكسل أن أوكرانيا هي فرصتها الأخيرة.
وأصبحت أوكرانيا ضحية لرغبة الغرب في اقتطاعها من روسيا، وكانت في حاجة إلى القوى الخارجية التي تستطيع تحقيق الاستقرار فيها. كان نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا كبيرًا في غرب ووسط أوكرانيا. أما روسيا فتسيطر على الجنوب والشرق. وكان من الممكن حل الأزمة الأوكرانية التي طال أمدها والاتفاق على حل وسط يقضى بأن تقوم أوكرانيا بالتحول من حكومة مركزية إلى كيان فيدرالي يكون للأقاليم علاقاتها الاقتصادية والثقافية المستقلة مع روسيا والغرب.