محمد كركوتي يكتب: «دافوس».. سنة حرجة أخرى
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
ينطلق اليوم (الاثنين) منتدى دافوس العالمي الشهير بنسخته الـ 54، وسط مشهد عالمي بآفاق ليست واضحة تماماً. وهذا المنتدى، الذي يمثل منذ إطلاقه في 1971، أكبر ساحة دولية لتبادل الأفكار والطروحات، واستعراض المبادرات، وأثرها في الحراك الاقتصادي والتنموي العالمي عموماً، يواجه هذا العام معضلة ليست أسهل من المعضلة التي واجهها في نسخته الـ53، التي عقدت في أوج وصول الحرب في أوكرانيا إلى مستويات خطيرة.
فمخاطر هذه الحرب لا تزال قائمة، إلى جانب سلسلة لا تنتهي من المصاعب العالمية الأخرى، كعدم استقرار سلاسل التوريد، والتضخم الذي لا يزال مرتفعاً، ومعه تكاليف الاقتراض، والمواجهات الراهنة في الشرق الأوسط، ناهيك عن الصراعات الجيوسياسية بشكلها «البارد» أو «الساخن»، ومسائل أخرى تؤثر بصورة غير مباشرة في الحراك الدولي العام.
منتدى دافوس لهذا العام، أطلق شعاراً يتسق بالطبع مع طبيعة التطورات والتحولات الجارية على الأرض، هو «إعادة بناء الثقة». وهذا يعني، أن المشاركين فيه الذين يصل عددهم إلى نحو 2500، فضلاً عن حضور ممثلين عن 100 حكومة، أن الثقة الراهنة على الساحة العالمية لم تتراجع فقط، بل ولد تراجعها مواجهات مختلفة الأشكال، سواء اقتصادية أو سياسية، أو حتى عسكرية.
ولا شك في أن ذلك يعمق المشاكل التي يمر بها العالم، ويعطل في الوقت نفسه مسار التعافي المطلوب للاقتصاد العالمي، بعد سنوات يمكن ببساطة وصفها بـ «العجاف»، بما في ذلك الجانب المعيشي الاجتماعي في غالبية البلدان الذي بلغ حدوداً صعبة حتى في الدول المتقدمة.
التحديات كبيرة أمام «دافوس»، وغيره من التجمعات والمنظمات المعنية بالحراك العالمي عموماً. فهي تحديات إنسانية واجتماعية واقتصادية بالطبع، ومناخية أيضاً.
وهذه النقطة باتت تمثل محوراً أساسياً في كل الأجندات بربطها بالتنمية والاستقرار الاقتصادي عموماً. لا أحد ينتظر حلولاً من هذا المنتدى، إلا أنه يبقى جهة عالمية مهمة للغاية توفر كل ما يحتاجه العالم من أفكار وخبرات وتجارب، للانطلاق نحو آفاق تعيده إلى مراحل كانت الأمور مستقرة فيها، بل ومزدهرة، خصوصاً في فترات الانفراج الدولي التي شهدت قفزات نوعية على ساحات التنمية والتجارة والتعاون الدولي والأمن. بمعنى آخر السعي لاستعادة ما يمكن وصفه بـ «القدرة الجماعية»، إلى جانب تعزيز المبادئ الأساسية للشفافية. والنقطة المهمة أيضاً هي تلك التي تعزز آليات الحوار بين أصحاب القرار حول العالم.
باختصار هناك ملفات لا حدود لها تطرح في «دافوس» هذا العام، تتصدرها بالطبع مسائل تحقيق الأمن والتعاون، والسعي لإيجاد النمو بصرف النظر عن مستوياته لمواجهة التحديات التي لا تتوقف. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر
إقرأ أيضاً:
اليونيسيف تحيي اليوم العالمي للملاريا بإطلاق لقاح جديد في مالي
أحيت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) اليوم العالمي للملاريا أمس الجمعة في دولة مالي، بإطلاق حملة لتوزيع اللقاح الجديد "آر 21 ماتريكس- إم" الذي يستهدف الأطفال في المرحلة العمرية الأولى بين 5 أشهر و36 شهرا.
وقد أصبحت مالي الدولة الـ20 على مستوى العالم التي تعتمد اللقاح الجديد الذي طُرِح لأول مرة في ملاوي أبريل/نيسان 2019 ضمن مشروع تجريبي بدعم من اليونيسيف، ومنظمة الصحّة العالمية، والتحالف العالمي للّقاحات.
وأظهرت نتائج هذه التجربة أن إعطاء 3 جرعات من اللقاح ساهم في خفض حالات الإصابة بالملاريا المصحوبة بأعراض بنسبة 75% خلال عام واحد.
وبحسب خطة التوزيع الجديدة في مالي، سيحصل الأطفال على جرعتين إضافيتين بعد تلقي الجرعات الثلاث خلال السنة الأولى من العمر.
وتهدف هذه الإستراتيجية إلى توفير أكبر قدر من الحماية خلال مواسم انتشار الملاريا، حيث تتزامن مواعيد التطعيم مع الفترات التي يكون فيها خطر الإصابة مرتفعًا.
ورغم أهمية هذه الخطوة، يؤكد المختصون أن الحماية التي يوفرها اللقاح الجديد ليست دائمة، وجاءت دون التوقعات الأولية للأطباء.
وقال الدكتور نيكولاس وايت، أستاذ الأمراض المدارية بجامعة أكسفورد وجامعة ماهيدول في تايلاند "إن هذه اللقاحات توفر حماية متوسطة، لكنها ليست بدرجة اللقاحات الأخرى التي قد تكفي منها جرعة واحدة مدى الحياة، كما أن وقايتها لا تستمر طويلا".
إعلان أفريقيا بؤرة الملارياوتعتبر مالي من أكثر الأماكن التي تنتشر فيها الملاريا، حيث تحتل الرتبة الـ11 في قائمة الدول الأعلى إصابة بهذا الوباء على مستوى العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وفي تقرير المنظمة الصادر عام 2024، فإن مالي يوجد بها 8 ملايين من المصابين بالملاريا، وهو ما يمثل نسبة 3.1 من حالات الوباء على المستوى العالمي.
ويشير التقرير نفسه إلى أن الوفيات الناجمة عن الملاريا في دولة مالي بلغت 14 ألفا و328 حالة، وهو ما يمثل نسبة 2.4% من مجموع الوفيات في مختلف البلدان على مستوى العالم.
وتصنّف أفريقيا أكبر بؤرة لمرض الملايا، الذي يفتك بأرواح مئات الآلاف من الأطفال في مختلف دول القارة سنويا.
وفي سنة 2023 تسبّبت الملاريا في وفاة 432 ألف طفل في أفريقيا، بينما يقدّر مجموع الوفيات في جميع أنحاء العالم بـ590 ألف حالة، وفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية.