صحيفة الاتحاد:
2025-01-16@16:58:49 GMT

محمد كركوتي يكتب: «دافوس».. سنة حرجة أخرى

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

ينطلق اليوم (الاثنين) منتدى دافوس العالمي الشهير بنسخته الـ 54، وسط مشهد عالمي بآفاق ليست واضحة تماماً. وهذا المنتدى، الذي يمثل منذ إطلاقه في 1971، أكبر ساحة دولية لتبادل الأفكار والطروحات، واستعراض المبادرات، وأثرها في الحراك الاقتصادي والتنموي العالمي عموماً، يواجه هذا العام معضلة ليست أسهل من المعضلة التي واجهها في نسخته الـ53، التي عقدت في أوج وصول الحرب في أوكرانيا إلى مستويات خطيرة.

 
فمخاطر هذه الحرب لا تزال قائمة، إلى جانب سلسلة لا تنتهي من المصاعب العالمية الأخرى، كعدم استقرار سلاسل التوريد، والتضخم الذي لا يزال مرتفعاً، ومعه تكاليف الاقتراض، والمواجهات الراهنة في الشرق الأوسط، ناهيك عن الصراعات الجيوسياسية بشكلها «البارد» أو «الساخن»، ومسائل أخرى تؤثر بصورة غير مباشرة في الحراك الدولي العام.
منتدى دافوس لهذا العام، أطلق شعاراً يتسق بالطبع مع طبيعة التطورات والتحولات الجارية على الأرض، هو «إعادة بناء الثقة». وهذا يعني، أن المشاركين فيه الذين يصل عددهم إلى نحو 2500، فضلاً عن حضور ممثلين عن 100 حكومة، أن الثقة الراهنة على الساحة العالمية لم تتراجع فقط، بل ولد تراجعها مواجهات مختلفة الأشكال، سواء اقتصادية أو سياسية، أو حتى عسكرية. 
ولا شك في أن ذلك يعمق المشاكل التي يمر بها العالم، ويعطل في الوقت نفسه مسار التعافي المطلوب للاقتصاد العالمي، بعد سنوات يمكن ببساطة وصفها بـ «العجاف»، بما في ذلك الجانب المعيشي الاجتماعي في غالبية البلدان الذي بلغ حدوداً صعبة حتى في الدول المتقدمة. 
التحديات كبيرة أمام «دافوس»، وغيره من التجمعات والمنظمات المعنية بالحراك العالمي عموماً. فهي تحديات إنسانية واجتماعية واقتصادية بالطبع، ومناخية أيضاً. 
وهذه النقطة باتت تمثل محوراً أساسياً في كل الأجندات بربطها بالتنمية والاستقرار الاقتصادي عموماً. لا أحد ينتظر حلولاً من هذا المنتدى، إلا أنه يبقى جهة عالمية مهمة للغاية توفر كل ما يحتاجه العالم من أفكار وخبرات وتجارب، للانطلاق نحو آفاق تعيده إلى مراحل كانت الأمور مستقرة فيها، بل ومزدهرة، خصوصاً في فترات الانفراج الدولي التي شهدت قفزات نوعية على ساحات التنمية والتجارة والتعاون الدولي والأمن. بمعنى آخر السعي لاستعادة ما يمكن وصفه بـ «القدرة الجماعية»، إلى جانب تعزيز المبادئ الأساسية للشفافية. والنقطة المهمة أيضاً هي تلك التي تعزز آليات الحوار بين أصحاب القرار حول العالم.
باختصار هناك ملفات لا حدود لها تطرح في «دافوس» هذا العام، تتصدرها بالطبع مسائل تحقيق الأمن والتعاون، والسعي لإيجاد النمو بصرف النظر عن مستوياته لمواجهة التحديات التي لا تتوقف.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: «بريكست» في الميزان محمد كركوتي يكتب: عام التشديد النقدي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر

إقرأ أيضاً:

"كنتُ اليد الحازمة التي كان العالم بحاجة إليها".. بايدن يخرج من البيت الأبيض منتشيًا بـ"إنجازاته"

رغم التحديات التي شابت ولايته، يحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن الترويج لها قبل خروجه من البيت الأبيض، بوصفها فترة مستقرة عززت دور واشنطن على الساحة العالمية وسط توسع النفوذ الصيني. كما أنه يؤمن، وفقًا لما صرّح به، بأنه قد يتمكن من العودة إلى كرسي الرئاسة.. فما هي أبرز محطات ولاية بايدن؟

اعلان

في مؤتمر صحفي عقده الاثنين، قال بايدن إن الولايات المتحدة "فازت بالمنافسة العالمية"، مؤكدًا أن حقبة جديدة قد بدأت بعد "الحرب الباردة". وأشار إلى أن الإدارة الجديدة يجب أن تستفيد من "التركة" الغنية التي خلفتها ولايته.

وأضاف الزعيم الديمقراطي: "خلال هذه السنوات الأربع، واجهنا أزمات وخرجنا منها أقوى"، مشيرًا إلى أن واشنطن تتقدم على منافسيها في مختلف المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والقيم الإنسانية.

ثم استعرض بايدن إنجازاته، قائلا إنه منع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تحقيق أهدافه الحربية، وأوضح أن دعمه لأوكرانيا ووقوفه إلى جانبها مكّناها من الصمود. كما تفاخر بقدرته على إضعاف إيران وحلفائها في المنطقة.

كيف كانت فترة ولاية بايدن؟

وصل بايدن إلى البيت الأبيض قبل أربع سنوات، فاستلم الحكم عن دونالد ترامب، في خضم جائحة كوفيد-19، الأزمة الصحية الأسوأ منذ قرن، وسرعان ما واجه استحقاقات بالغة الأهمية، مثل الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، والحرب الروسية الأوكرانية، وهجوم 7 أكتوبر وما تلاه من حرب إسرائيلية على جبهات متعددة في الشرق الأوسط.

وبينما يستعد اللرئيس المنتهية ولايته لمغادرة منصبه، لا يزال مصرا على أن رئاسته اليتيمة أثبتت أن الولايات المتحدة لا تزال شريكاً لا غنى عنه في جميع أنحاء العالم، وهي فكرة تُطرح حولها علامات استفهام.

ففي وقت سابق، أشار مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" إلى تقدّم واشنطن على الساحة في مواجهة بكين قائلاً: "هل يعتقد العالم اليوم أن الولايات المتحدة هي بطلة العالم بلا منازع في الوزن الثقيل عندما يتعلق الأمر بمخزون قوتنا الوطنية، واقتصادنا، وقاعدة الابتكار لدينا، وقدرتنا على جذب الاستثمارات، وقدرتنا على جذب المواهب؟ ربما عندما تولينا المنصب، قال الكثير من الناس إن الصين هي القوة المهيمنة... لكن لم يعد أحد يقول ذلك بعد الآن".

الخروج الفوضوي للولايات المتحدة من أفغانستان: "أولى علامات الفشل"

انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان بشكل كامل عام 2021، وهي نقطة تُسجل لصالح بايدن، الذي كان يعد بإنهاء أكثر من 20 عامًا من الحرب، لكنّ انعكاسات الانسحاب لم تكن مرضية. فقد أسفرت عن انهيار الحكومة الأفغانية المدعومة من واشنطن، كما أدى تفجير دموي إلى مقتل 13 جنديًا أمريكيًا و170 شخصًا آخرين. وقد استغل خصوم بايدن الجمهوريون تلك الفترة للقول إن هذا الحدث ينذر بولاية فاشلة.

وخلال مناظرته الرئاسية الوحيدة مع بايدن، هاجم ترامب الرئيس الديمقراطي قائلًا: "كان ما حدث في أفغانستان سيئًا جدًا... كانت لحظة فظيعة، اللحظة الأكثر إحراجًا في تاريخ بلدنا".

يسلم رجل أفغاني طفله إلى جندي بريطاني من القوات المحمولة جواً التابع للواء الثاني، فوج المظلات في كابول، أفغانستانAPالحرب الروسية الأوكرانية: إمدادات أمريكية ضخمة

مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية، نجح بايدن في حشد الحلفاء في أوروبا وخارجها لتقديم مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا، بما في ذلك أكثر من 100 مليار دولار من الولايات المتحدة وحدها. وقد مكنت هذه المساعدات كييف من الصمود في وجه الجيش الروسي.

ومن الناحية الدبلوماسية، كانت إدارة بايدن اللاعب الأساسي في فرض سلسلة من العقوبات على روسيا بهدف عزل الكرملين وتكبيد موسكو خسائر اقتصادية للضغط عليها.

- الرئيس جو بايدن ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي يتصافحان بعد توقيع اتفاقية أمنية على هامش قمة مجموعة السبع، يوم الخميس 13 يونيو 2024، Alex Brandon/ AP

ومع ذلك، واجه بايدن انتقادات بسبب ما وصفه البعض "بالحذر المفرط خلال الحرب"، إذ تردد الرئيس البالغ 82 عامًا في تزويد الأوكرانيين بأسلحة متطورة في بداية الحرب، مثل صواريخ "أتاكمز"، وفرض قيود على استخدامها، خوفًا من مواجهة مباشرة مع موسكو.

Relatedبايدن يعلن كاليفورنيا منطقة منكوبة وهوليوود تشتعل دون مؤثرات سينمائيةبايدن يستبق ولاية ترامب ويمدد ل 18 شهرا إقامة 800 ألف مهاجر من فنزويلا والسلفادور وأوكرانيا والسودانبايدن يدعو لوقف فوري للنار في غزة والجيش الإسرائيلي يغير أساليب قتاله بشمال القطاع بعد تكبده خسائرالوقوف إلى جانب إسرائيل في حربها على غزة

دعم بايدن الدولة العبرية في حربها على غزة، وأيّد توسعة المعركة إلى لبنان، وأعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لضرب إيران بشكل مباشر. وقد كان الأخير يشير بشكل دائم إلى أن تل أبيب تخوض معارك على 8 جبهات.

واستطاعت إسرائيل، بفضل الدعم الأمريكي، أن تسجل العديد من النقاط لصالحها في المنطقة، أبرزها إضعاف حزب الله في لبنان، والاستفادة من سقوط نظام بشار الأسد الداعم له في سوريا، باحتلال أراض سورية، وقطع إمدادات الأسلحة عن لبنان وفلسطين.

شاب فلسطيني يحمل جثمان أحد أقاربه الثلاثة الذين قتلوا يوم السبت في غارة جوية إسرائيلية، دير البلح، وسط قطاع غزة، يوم الأحد 12 يناير 2025. Abdel Kareem Hana/AP

في المقابل، كانت للحرب نتائجها الكارثية والمفجعة على الصعيد الإنساني، حيث قُتل وشرّد وأحرق الآلاف من الفلسطينيين. ومع دخول الحرب سنتها الثانية، تجاوز عدد الضحايا حاجز الـ46 ألف قتيل، وسط حصار إسرائيلي مطبق على المساعدات الغذائية.

في هذا السياق، طالب نشطاء مؤيدون للفلسطينيين بفرض حظر على بيع الأسلحة لإسرائيل، لكن السياسة الأمريكية في عهد بايدن لم تتجاوب. وفي الأيام الأخيرة، أبلغت وزارة الخارجية الكونغرس بخطة بيع أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار للدولة العبرية. وقد كان لهذا الملف دور حاسم في تقدم ترامب على كامالا هاريس في الولايات المتأرجحة التي شعرت بأن بايدن لا يستمع لمطالبها الداعية إلى "وقف حرب الإبادة".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الإمارات تستأنف نشاطها الدبلوماسي في لبنان وتعيد فتح سفارتها بعد انقطاع دام ثلاث سنوات ميلانوفيتش يفوز بولاية ثانية في كرواتيا: "رسالة لمن يريد أن يسمعها" تقرير: المحقق الخاص يكشف تورط ترامب في "جهد إجرامي" للبقاء في السلطة بعد انتخابات 2020 غزةدونالد ترامبجو بايدنإسرائيلروسياأفغانستاناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. حرب غزة: إسرائيل تمهد لانسحابها من محور نتساريم مع اقتراب الصفقة والحوثيون ينفذون 3 عمليات عسكرية يعرض الآن Next المشاهير وحرائق كاليفورنيا: بيونسيه تتبرع بـ 2.5 مليون دولار وميغان ماركل ترجئ مسلسلها على نتفلكس يعرض الآن Next احتفالات بسيطرة الجيش السوداني على مدينة ود مدني الاستراتيجية ومعقل قوات الدعم السريع يعرض الآن Next جيروزاليم بوست: من بورقيبة إلى بن علي.. علاقات سرية بين تونس وإسرائيل وانتفاضة الأقصى أجهضت التطبيع يعرض الآن Next بيلا حديد تبكي منزل طفولتها المدمر في حرائق ماليبو بلوس انجلوس اعلانالاكثر قراءة تكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية.. ماذا نعرف عنه؟ روسيا تعلن رسميا عن موعد التوقيع على اتفاقية للتعاون الاستراتيجي مع إيران بالصور: "يوم بلا سراويل" تقليد سنوي بمترو لندن لتحدي الشتاء.. ركاب عراة الساقين بملابس داخلية ملونة زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب قبالة سواحل ميازاكي باليابان وتحذير من حدوث تسونامي النرويج: حمامات الجليد الجماعية في بيرغن فوائد صحية جمة ووجهة عشاق السباحة وإحساس استثنائي بالانتعاش اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلالشتاءدونالد ترامبحركة حماسبنيامين نتنياهوالهندغزةقطاع غزةالمملكة المتحدةحرائقجرائم حرباليابانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: لماذا نظامُ البكالوريا المِصْريّة؟
  • رئيس حزب البيئة العالمي: التغير المناخي يهدد العالم بانفجارات بركانية
  • اقتربت اللحظة التي طال انتظارها.. موعد افتتاح المتحف المصري الكبير وهذه أسعار التذاكر
  • هدايا قدمها مجدي يعقوب إلى العالم عقب ابتكار صمامات القلب الطبيعة.. إنجازات مهمة
  • "منتدى دافوس": هذا هو أكبر خطر على نمو اقتصاد العالم في 2025
  • بمشاركة كريم بدوي.. مؤتمر التعدين الدولي يناقش حلول استدامة الصناعة وتعزيز النمو العالمي
  • أسوأ وجبة في العالم.. زلابية دم الحيوانات ودقيق الشعير
  • افتراضياً..ترامب يشارك في منتدى دافوس العالمي
  • ترامب يلقي كلمة في المنتدى الاقتصادي العالمي بعد تنصيبه رئيسا لأمريكا
  • "كنتُ اليد الحازمة التي كان العالم بحاجة إليها".. بايدن يخرج من البيت الأبيض منتشيًا بـ"إنجازاته"