كوثر بن هنية: «بنات ألفة» قصة حقيقية
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
محمد قناوي (القاهرة)
حصدت مؤخراً المخرجة التونسية كوثر بن هنية، من خلال فيلمها «بنات ألفة»، جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في نسخته الثالثة، ويشكل الفيلم مزيجاً بين الوثائقي والروائي.
في حوارها لـ«الاتحاد»، عبّرت بن هنية عن سعادتها بالجائزة، وقالت إن الفيلم يروي قصة حقيقية عن سيدة تونسية أربعينية بسيطة لديها أربع بنات، ويسلط الضوء على الفترة ما بين أعوام 2010 و2020، وبما تحمله من صراعات سياسية واجتماعية ودينية، لتتصاعد الأزمة بسقوط الفتيات في مستنقع الإرهاب، ليهربهن إلى ليبيا للانضمام إلى تنظيم «داعش»، لينتهى المطاف بهن إلى السجن.
تناقضات
ترى كوثر بن هنية، أن هذه الحكاية الصغيرة مرتبطة بالحكاية الكبيرة لتونس بعد 2011، وأنها مشغولة بالتأثير الذي أحدثته هذه الثورة على حياة النساء، لدرجة أن بطلة الفيلم تقود ثورتها الخاصة، وتتخلى عن زوجها وترحل كي تعيش حياتها بحرية.
وأضافت بن هنية أن الفيلم استغرق رحلة طويلة، بدأت قبل سبع سنوات، بين الكتابة والتنفيذ حتى يخرج للنور، وكنت أنوي تقديمه في شكل وثائقي، وانطلقت الفكرة عندما استمعت إلى الشخصية الحقيقية الأم «ألفة الحمروني»، وهي تتحدث عن بناتها في الإذاعة، وكان اسمها قد ذاع في العالم عام 2016، وشعرت بأن لديها جانباً روائياً يستحق أن نقدمه إلى الجمهور، وما جذبني إليها كونها أمّاً مليئة بالتناقضات، تجمع بين الحب والعنف، لذا قررت تقديم فيلم وثائقي ممزوج بالروائي مع الاستعانة بالشخصيات الواقعية.
صاحبة الفكرة
أشارت بن هنية، إلى أنها كانت تعرف الكثيرعن حياة «ألفة» وأخبرتها عن ماضيها في جلسات استماع، وكتبت مشاهد صغيرة لتنظيم التصوير، لمعرفة ما يجب القيام به في موقع التصوير، لكنني عندما بدأت التنفيذ تركت المشاهد مفتوحة للتجريب، ومنحت فرصة للممثلات والشخصيات الحقيقية لتتفاعل.
وكشفت كوثر عن أن «ألفة» هي صاحبة فكرة الاستعانة بهند صبري في هذا الدور، وهي معجبة بها وتعتبرها ممثلة مهمة ونجمة كبيرة، ويحسب لها جرأتها في المشاركة في هذا المشروع البعيد عن هالة النجومية وشباك التذاكر وحسابات الشهرة.
وشددت بن هنية عن أنها كي تختار موضوعات أفلامها لابد أن تشعر بأن الفكرة تحرك شيئاً بداخلها، وتدفعها إلى العمل، فصناعة الفيلم طويلة ومعقدة؛ لذلك يجب أن يكون لديها شغف حقيقي به، وهو المحرك لها، ولكل فيلم نقطة انطلاق خاصة به.
أسطورة «ميم»
وأوضحت بن هنية، قائلة «هناك مشروع فيلم بعنوان (ميم)، أستعد لتقديمه خلال العام المقبل، وهو عمل طموح شرعت في كتابته منذ عام 2013، ووقتها لم أكن أملك الخبرة اللازمة لتقديم مشروع بهذا القدر، لكن اليوم بعد تلك المسيرة ومشاركاتي في مهرجان «كان» وترشيحي للأوسكار، يمكنني التصدي لتلك التجربة».
وتدور أحداث الفيلم خلال فترتين زمنيتين مختلفتين، أربعينيات وتسعينيات القرن الماضي في تونس، حول فتاة شابة تقوم بنبش الماضي في قريتها، حيث تكشف عن أسطورة يؤمن بها أهل القرية، وتقوم بكشف الكواليس والأسرار حول هذه الأسطورة التي أصبحت من المعتقدات الراسخة في وجدان الأهالي.
السينما والمنصات الرقمية
عن مستقبل صناعة السينما في عالم المنصات الرقمية، قالت: السينما في القرن العشرين كانت سيدة الفنون، والأكثر وجوداً، أما في القرن الحادي والعشرين، فتواجه منافسة كبيرة من الإنترنت والمنصات الرقمية، وفي عصر السرعة أصبح البعض ربما يفضل مشاهدة فيديو قصير على«تيك توك» مثلاً، بدلاً من أن يشاهد فيلماً مدته ساعتين؛ لذلك أمام السينما تحد كبير للبقاء في صدارة المشهد في عالم الترفيه، وهناك تحد آخر أمام الصناع، ليقدموا أعمالاً ممتعة، وفي الوقت نفسه عميقة تذكرنا بذواتنا الإنسانية، في عالم مملوء بالسطحية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كوثر بن هنية بن هنیة
إقرأ أيضاً:
"تحولات السينما العُمانية".. رصد تاريخي لنصف قرن من الإبداعات على "الشاشة الكبيرة"
الرؤية- إيمان العويسية
يرصد كتاب "تحولات السينما العمانية 1970-2020" الصادر عن وزارة الثقافة والرياضة والشباب، بقلم المخرج السينمائي محمد الكندي، مختلف التحولات السينمائية في سلطنة عُمان منذ سبعينات القرن الماضي إلى عشرينيات القرن الحالي، مركزا على تداخل السينما مع التلفزيون.
وسلط الكتاب الضوء على أهم الجوائز التي حصدتها الأفلام الوثائقية محليا ودوليا خاصة والتي أنتجها تلفزيون سلطنة عمان، كما رصد خطوات الحراك السينمائي العماني، وإسهامات وزارة الثقافة والرياضة والشباب في دفع العجلة السينمائية، ودور النادي الثقافي في دعم الحركة السينمائية، وما قدمته جهود السينما العمانية في خدمة الحفاظ على البيئة.
ويسجل المؤلف أهم منجزات السينما العمانية في إنتاج الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة، ويتطرق إلى لحظة تأسيس الجمعية العمانية للسينما، مسجلاً دورها الحيوي في تطوير المشهد السينمائي، كما يخصص فصلا هاما لأهم رواد السينما العمانية وإسهاماتهم في التجربة السينمائية على مستوى الانتقالات والتكوين وقيمة التجارب الفنية والجمالية، بدءاً بالمصور الفوتوغرافي والسينمائي تغلب بن هلال البرواني، ومسعود بن علي الخلاصي، والمصور السينمائي سلطان بن سعيد الطوقي الحارثي، والممثل والمؤلف الدرامي صالح بن عبدالله الشحي، والتقني والمخرج السينمائي سالم بن علي منصور، والمكرم والكاتب أمين عبد اللطيف، والمخرج سعيد بن ناصر المالكي، والمخرج عبد الرحيم بن سالم الحجري، والمخرج منصور بن عبدالرسول الرئيسي، والمخرج مال الله بن درويش البلوشي، والمخرج والكاتب عبدالله بن حبيب المعيني، والممثل والإعلامي ذياب بن صخر العامري، والمخرج حاتم الطائي، والكاتب والسيناريست عيسى بن حمد الطائي، ويتضمن الكتاب شهادة حول التصوير الفوتوغرافي والسينمائي في عُمان، والنشاط السينمائي التجاري بالبلاد.
كما يستعرض الكتاب ندوة السينما بين الحرية والوصاية ورقة الحرية والرقابة الذاتية، تلك الندوة التي احتضنها مهرجان مسقط السينمائي العاشر 2018؛ والتي قدمت للمتلقي نظرة حول جهود المنظمين في تطوير البنية الأساسية الداعمة للممارسة السينمائية في البلاد، وتهيئتها لتكون منصة تستوعب مختلف النقاشات المتعلقة بقضايا صناع السينما العمانية، وتسليط الضوء على ذاكرة مهرجان مسقط السينمائي الدولي وأيام الملتقيات السينمائية.
وقال مؤلف الكتاب: "لم تكن هناك مصادر مكتوبة وبحوث سينمائية محققة عن تاريخ بدايات أنشطة مشاهدة أو نشأة السينما في سلطنة عمان، كما نستطيع القول بأن المرجع يعد الأول من نوعه في هذا المضمار ما لم يأت ما يخالف ذلك".
وأضاف: "بدأت السينما في عمان بالأفلام الوثائقية، وكذلك كان الحال في البدايات الأولى للتصوير في سلطنة عُمان منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت وثائقية أيضًا، وقد افتتَح بها تلفزيون سلطنة عمان بثّه، وهو لا يزال يعول على الفيلم الوثائقي القصير ويعتمد عليه في توثيق الحياة الاجتماعية والسياسية والتجارية والصحية، وغيرها من المناشط الحيوية والتنموية".
يشار إلى أنَّ المخرج السينمائي محمد الكندي، مؤلف هذا الكتاب حاصل على شهادة البكالوريوس في الإنتاج والإخراج التلفزيوني والسينمائي من جامعة جريفث الأسترالية 2006، ويمتلك خبرة في المجال الإعلامي على مدى 30 سنة، وأخرج عددا من الأفلام القصيرة الوثائقية، ومثل في عدد من المسلسلات العمانية، وحاز على جوائز ذهبية وفضية وبرونزية عن برامج تلفزيونية وأفلام وثائقية داخليا وإقليميا ودوليا وهو أحد مؤسسي الجمعية العمانية للسينما.
واختتم الكتاب بسرد لأهم الأنشطة التي قامت بها الجمعية العمانية للسينما منذ بداية يناير 2017 إلى ديسمبر2018، إلى جانب ملحق خاص يُعنى ببعض المحطات في تاريخ السينما العمانية انطلاقاً من تسليط الضوء على بعض تفاصيل دورات مهرجان مسقط السينمائي منذ الفترة الأولى 2001 والثانية 2002، والدورة المنعقدة في إطار عمان عاصمة الثقافة العربية سنة 2006، وبرنامج الدورة الخامسة 2008 والسادسة 2010 والسابعة 2012 والثامنة 2014 والتاسعة 2016 والعاشرة 2018.
ويضم الملحق إشارة إلى أيام "مجان" السينمائية لسنتي 2004و2005، والتأريخ لأول عدد من مجلة "سيني عمان"، ومهرجان مسقط السينمائي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورتيه الأولى2007 والثانية 2009، وملتقى الفيلم العماني بمدينة نزوى 2011 و2013، وأيام البريمي السينمائية 2014، وملتقى ظفار الأول للفيلم العربي بصلالة 2014 والثاني 2015 والثالث 2016، كما وثق أهم الجوائز السينمائية بعمان للأفلام الروائية والوثائقية القصيرة، ومسابقة أفلام التحريك، ومسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة للتراث الثقافي المادي، منتهيا بصور فوتوغرافية لبعض الوثائق ذات الصلة بالمؤلف والحركة السينمائية العمانية في تاريخ السينما العمانية.