تشكل السياحة الجيولوجية في دولة الإمارات عنصراً فريداً يدعم حملة “أجمل شتاء في العالم” التي تهدف إلى تعزيز السياحة الداخلية وجذب الزوار من جميع أنحاء العالم لما تحتويه الدولة من كنوز جيولوجية وتتميز به من تنوع جيولوجي يشمل الكثبان الرملية المتحركة والجبال الشاهقة والأودية العميقة والسواحل الخلابة الأمر الذي لا يقدم فقط مناظر طبيعية خلابة للزوار بل يروي أيضاً قصة الأرض وتطورها عبر ملايين السنيين.

ويقول المهندس خالد الحوسني مدير إدارة الجيولوجيا والثروة المعدنية بوزارة الطاقة والبنية التحتية إن دولة الإمارات تضم العديد من المواقع الطبيعية الفريدة من نوعها وذات القيمة الجيولوجية العالية التي تستقطب الجيولوجيين من مختلف أنحاء العالم بهدف دراسة هذه المظاهر الجيولوجية الفريدة فمن الناحية التاريخية تمثل الأفلاج التي تتميز بها المناطق الجبلية الشرقية والسهول الصحراوية نظاماً متميزاً للري حيث تمثل أنهاراً من صنع الإنسان الذي بناها لتعترض منسوب الماء الجوفي عند أقدام الجبال وتنقله للسطح للاستخدام خاصة في الأغراض الزراعية.

وتعد الكثبان الرملية متحفاً طبيعياً وتشتمل معظم أنواع الكثبان الموجودة على سطح الأرض وتغطي ما يقرب عن 74% من المساحة الكلية للدولة ويوجد منها أنواع كثيرة مثل الكثبان الرملية الطولية والمتعرضة والمتوازية والهلالية والنجمية. وترتفع هذه الكثبان في واحة ليوا إلى أكثر من مئة متر فوق سطح الأرض وتحتوي على مزارع فريدة تعرف محلياً باسم “المحاضر” كما أنه يتم استخدام بعض مناطق الكثبان الرملية لبعض الرياضات الخاصة مثل سباق السيارات والدراجات وفي تسلق الكثبان والتزلج على رمال الكثبان.

وتتميز المناطق الجبلية تتميز بخصوصية التتابع الصخري والذي يندر وجوده إلا في مناطق قليلة بالعالم لأن هذه الصخور اندفعت إلى مكانها الحالي خلال النشاط الديناميكي للأرض منذ حوالي 95 مليون سنة ماضية.

وتجذب هذه الجبال العلماء من كل أنحاء العالم لزيارتها ودراستها. وتتميز بتباين وتناغم ألوانها وتكوينها لمنحدرات طبيعية جميلة.

وقال الحوسني إن تلك الجبال هي أكثر المناطق مطراً في الدولة فقد نشأت فيها العديد من المزارع والواحات وتظهر فيها الكثير من الينابيع التي تضاف إلى هذا الجمال الفريد وحالياً تقام بعض الأنشطة التي تنظم من قبل بعض الجهات المعنية بالسياحة وهي رياضة تسلق الجبال.

ويعد جبل حفيت جنوب مدينة العين موقعاً نموذجياً لرياضة تسلق الجبال واستكشاف الكهوف التي يقبل عليها السائحون بالإضافة إلى واحات العين وهيلي والبريمي التاريخية، متحف العين، القلاع، والأفلاج.

وتشكل العديد من جزر الإمارات مثل جزيرة دلما، وصير بني ياس وصير أبو نعير نماذج جيولوجية فريدة حيث تكون جبالا من الملح والمتبخرات . وألباب تلك الجزر التي أخذت طريقها من باطن الأرض إلى سطحها منذ ملايين السنين عبر صخور يطلق عليها معقد هرمز والتي تمتد إلى آلاف الأقدام في العمق. ويحيط باللب الملحي لتلك الجزر سهول منبسطة ومناطق ساحلية تعتبر من المناطق الخلابة التي تنمو بجانب الكثير منها الشعاب المرجانية في المياه الضحلة من الخليج العربي.

وأضاف أن الكثبان الأحفورية مثل متكون غياثي تمثل كنزاً لكونها مهمة من الناحية الجيولوجية في تحديد الجغرافيا القديمة للمنطقة حيث نتجت هذه الصخور من انكشاف الخليج العربي في الأزمة الجليدية وذرو حبيبات سطح الخليج العربي بواسطة رياح الشمال وترسيبها في أبو ظبي ودبي ومن ثم تكون الكثبان وتحولها إلى صخور في الفترات التي تكثر فيها مياه الأمطار.

وتضم الإمارات أكثر من 50 مسار اً جبلياً مثل مسار عين الشرية الذي يظهر على هيئة تشكيلات ملونة مذهلة تتغير من اللون الأخضر إلى الرمادي والأحمر إلى البني الأحمر الموجود في إمارة الفجيرة وخاصة في منطقة دبا التي تحتوي على صخور متطبقة من الصوان ذي الألوان المختلفة مع الحجر الجيري والحجر الطيني، فيما يحتوي مسار عين الشرية حيث يقع المسار الجيولوجي “عين الشرية” ..على أنواع معقدة من الصخور التي تعطي للمنطقة ألوانًا صخرية مختلفة، ويتميز المسار باحتوائه على رواسب المحيط العميقة – الصوان.

وحديقة بحيص الجيولوجية تقع في منطقة مليحة بإمارة الشارقة وهي تتميز بموقعها الأثري الفريد وتهدف إلى تعزيز المحتوى المعرفي للزوار بتاريخ الإمارة الجيولوجي الغني بالبقايا المتحجرة للعديد من الكائنات البحرية القديمة التي استوطنت بحاراً ضحلة كانت تغمر معظم اليابسة في الدولة حتى فترة قريبة من المنظور الجيولوجي. كمان يوجد في الحديقة دلائل تاريخية حول كيفية تشكل الطبيعة المحلية قبل فترة لا تقل عن 93 مليون سنة”. فيما يمثل القرن” الشمالي في جزيرة قرنين – قطعة ضخمة غير ثابتة من صرح بركاني كامل صعد إلى السطح من عمق عدة كيلومترات في قبة ملح.

وأكد الحوسني أن وزارة الطاقة والبنية التحتية أنجزت مشروع المسوحات الجيولوجية والجيوفيزيائية وإعداد الخرائط لجميع مناطق الدولة ومن خلال هذا المشروع تم تحديد المناطق ذات الأهمية الجيولوجية وتسليط الضوء عليها علاوة على ذلك إطلاق مبادرة بالتنسيق مع الجهات المعنية للحفاظ على التراث الجيولوجي للدولة من أجل حماية المناطق الجيولوجية باعتباراتها محميات طبيعية جيولوجية علمية يجب الحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار.

وأوضح أنه ومنذ أكثر من 600 مليون سنة تقريباً بدأت العوامل الأرضية والعناصر الطبيعية بتشكيل جيولوجية دولة الإمارات بتضاريس متنوعة وطبيعة جميلة وبتنوع جيولوجي فريد وبوجود العديد من المظاهر الجيولوجية المتميزة والنادرة والتي تمثل عامل جذب سياحي لأنها هذه التضاريس تمثل حصيلة العمليات الجيولوجية التي حدثت خلال تاريخ الأرض مشيراً إلى أنه يمكن تقسيم مناطق الدولة إلى عدد من الأقاليم والمناطق مثل المناطق الجبلية والسهول الحصوية الصحراوية والمناطق الساحلية والسبخات والجزر. ولكل منها خصائصها الجيولوجية التي تجذب العلماء والدارسين والسائحين. وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

أليك تطلق “استراتيجية الروبوتات” التي تهدف إلى أتمتة 5٪ من أعمال البناء بحلول عام 2030

أعلنت شركة أليك عن “استراتيجية الروبوتات” التي تركز على تحويل عمليات البناء الأساسية من خلال استخدام حلول الأتمتة المتطورة، وجاء هذا الإعلان خلال فعالية يوم الابتكار السنوية التي تنظمها الشركة. وتماشياً مع أجندة الابتكار الأشمل التي تنتهجها الشركة، سيتضمن هذا البرنامج عقد أليك لشراكات استراتيجية مع الشركات الرائدة في مجال الروبوتات على مستوى العالم بهدف تطبيق حلول مبتكرة في مشاريع البناء التي تنفذها، وإدخال هذه التقنيات إلى المنطقة، مما سيسهم بالارتقاء بقطاع البناء بأكمله.

وتطرّق السيد باري لويس، الرئيس التنفيذي لشركة أليك إلى أن الشركة بتبنيها لهذه الاستراتيجية المبتكرة تظهر التزامها العميق بدعم المبادرات الحكومية في المنطقة، حيث قال: “نظراً لكون قطاع البناء يوظف نسبةً كبيرة من القوى العاملة، وانطلاقاً من كون أليك شركة مبتكرة وذات تفكير مستقبلي، فإنها تدرك مدى أهمية دمج الروبوتات في عملياتها. كما نعمل في الوقت ذاته بشكل وثيق مع جميع الأطراف ذات الشأن في هذا القطاع، فكل تقدّمٍ يطرأ على القطاع يعتبر تقدّماً لجميع الجهات العاملة فيه، وهذا يعني أن زيادة الاعتماد على الأتمتة على مستوى قطاع البناء كاملاً ستساعد في حل العديد من التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع، بدءًا من تعزيز الاستدامة ومعالجة نقص العمالة الماهرة إلى الإيفاء بالمتطلبات الدقيقة للمشاريع.”

وتمثل استراتيجية الروبوتات الجديدة التي تتبعها أليك امتداداً لمبادرة “الروبوتات المصغّرة” التي أطلقتها أليك خلال عام 2017، والتي تضمّنت منذ إطلاقها قيام الشركة باختبار تسعة حلول مبتكرة مرتكزة على الروبوتات، وتطبيق هذه الحلول بشكل فعلي في مشاريعها. وامتداداً لهذه الجهود الكبيرة، ستتعاون الشركة الآن بشكل وثيق مع الجهات الحكومية والجامعات المحلية والدولية والشركات المخضرمة والناشئة في مجال الروبوتات لتقييم ما يصل إلى 20 فكرة وشراكةً في مجال الروبوتات كل عام. وتهدف الشركة على مدار خمس سنوات إلى أتمتة 5% من أعمال البناء في مشاريعها من خلال تطبيق حلول روبوتية مدروسة ومتقدمة.

وخلال المرحلة الأولى من استراتيجية الروبوتات التي ستتبناها الشركة، تعتزم أليك التركيز على تحقيق الريادة في استخدام تقنيات الروبوتات العالمية التي أثبتت جدارتها بشكل فعلي، إضافةً إلى المساعدة في تسريع التقدّم الذي تحققه مشاريع الروبوتات الواعدة التي ما زالت قيد التطوير. وقد قامت الشركة بالفعل بتحديد بعض مزودي هذه التقنيات، واستعرضت أعمال العديد منهم ضمن فعاليات يوم الابتكار الذي تنظمه الشركة.

ومن بين الشركات الرائدة في مجال روبوتات البناء من جميع أنحاء العالم التي حضرت هذه الفعالية المتميزة، والتي كان عددها 14 شركة، كانت جامعة نيويورك أبوظبي، والتي تستكشف حلول الذكاء الاصطناعي والروبوتات لاكتساب البيانات بشكل ذاتي في مشاريع البناء. كما قدمت شركة (هيلتي HILTI) عرضاً توضيحياً مذهلاً لروبوتها (جايبوت Jaibot)، وهو روبوت بناء شبه مؤتمت، ومصمم لأعمال التركيب الميكانيكية والكهربائية وأعمال السباكة والتشطيب الداخلي. بينما أذهلت شركة (كونستركشن روبوتيكس Construction Robotics) الحضور بروبوتها (ميول MULE) ، وهو حل روبوتي مخصص للمساعدة على رفع الأوزان الثقيلة، وهو مصمم لتحميل المواد الثقيلة ونقلها وتنزيلها في مواقع البناء. أما في مجال الحلول المرتكزة على الطائرات المسيّرة الذي يشهد تقدّماً سريعاً، فقد تميزت شركة (أنجيلز وينغ Angelswing) بمنصتها الرقمية المزدوجة المبتكرة التي ترتكز في عملها على الطائرات المسيرة، والتي تعزز الفعالية والكفاءة طيلة فترة المشروع من مرحلة التخطيط وحتى إتمام التنفيذ.

وفي هذا الصدد، قال السيد عماد عيتاني، رئيس قسم الابتكار في شركة أليك: “في خضم التحولات الكبيرة التي يشهدها سوق البناء، يمثل الوعي البيئي والتقدم التكنولوجي السريع فرصةً مثالية أمام قطاع البناء لتحقيق القدّم السريع نحو عصر يتسم بالكفاءة المعززة والاستدامة والتميز، وتقود أليك مسيرة التحول هذه. ومن خلال الدعم الكبير الذي يقدمه قسم الابتكار الذي نمثله، فقد تم إدماج ثقافة الابتكار في التكوين الجوهري للشركة. كما مكنتنا أطر العمل المصممة بدقّة متناهية من وضع أهداف واضحة ذات معالم ملموسة تضمن استمرارية التطور. وبصفتها شركة البناء الرائدة في المنطقة، فإنّ أليك تدرك تماماً أن نجاحاتها ستقف شاهدةً على القيمة والجدوى التي تتمتع بها الأساليب الجديدة المتبعة في عالم البناء. وانطلاقاً من هذا الإدراك، سنواصل التعاون وعقد الشراكات مع أفضل المواهب من جميع أنحاء العالم لتقديم أفضل الحلول والتفوق على توقعات المساهمين لدينا”.


مقالات مشابهة

  • الأمير سعود بن مشعل يشهد حفل “المساحة الجيولوجية” بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها وتدشن شعارها الجديد
  • بوميل: “فخور بإعادة المولودية إلى المكانة التي تستحقها”
  • الليموري يترأس “طنجة تطوان الحسيمة للتوزيع” التي ستخلف أمانديس
  • أليك تطلق “استراتيجية الروبوتات” التي تهدف إلى أتمتة 5٪ من أعمال البناء بحلول عام 2030
  • “وزارة الطاقة والبنية التحتية” و “إمباور” توقعان مذكرة تفاهم بشأن تعزيز فرص الشراكة المستقبلية لتقديم خدمات تبريد المناطق للإمارات الشمالية
  • “الشويهدي” يناقش الصعوبات التي تواجه عمل منظمات المجتمع المدني
  • “في خيمة واحدة”
  • ما هي قاعدة “حتسور” الجوية الصهيونية التي استهدفها حزب الله للمرة الثانية
  • “الأونروا”: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة السكان
  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين