“أجمل شتاء في العالم”.. السياحة الجيولوجية في الإمارات تروي قصة الأرض وتاريخها
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
تشكل السياحة الجيولوجية في دولة الإمارات عنصراً فريداً يدعم حملة “أجمل شتاء في العالم” التي تهدف إلى تعزيز السياحة الداخلية وجذب الزوار من جميع أنحاء العالم لما تحتويه الدولة من كنوز جيولوجية وتتميز به من تنوع جيولوجي يشمل الكثبان الرملية المتحركة والجبال الشاهقة والأودية العميقة والسواحل الخلابة الأمر الذي لا يقدم فقط مناظر طبيعية خلابة للزوار بل يروي أيضاً قصة الأرض وتطورها عبر ملايين السنيين.
ويقول المهندس خالد الحوسني مدير إدارة الجيولوجيا والثروة المعدنية بوزارة الطاقة والبنية التحتية إن دولة الإمارات تضم العديد من المواقع الطبيعية الفريدة من نوعها وذات القيمة الجيولوجية العالية التي تستقطب الجيولوجيين من مختلف أنحاء العالم بهدف دراسة هذه المظاهر الجيولوجية الفريدة فمن الناحية التاريخية تمثل الأفلاج التي تتميز بها المناطق الجبلية الشرقية والسهول الصحراوية نظاماً متميزاً للري حيث تمثل أنهاراً من صنع الإنسان الذي بناها لتعترض منسوب الماء الجوفي عند أقدام الجبال وتنقله للسطح للاستخدام خاصة في الأغراض الزراعية.
وتعد الكثبان الرملية متحفاً طبيعياً وتشتمل معظم أنواع الكثبان الموجودة على سطح الأرض وتغطي ما يقرب عن 74% من المساحة الكلية للدولة ويوجد منها أنواع كثيرة مثل الكثبان الرملية الطولية والمتعرضة والمتوازية والهلالية والنجمية. وترتفع هذه الكثبان في واحة ليوا إلى أكثر من مئة متر فوق سطح الأرض وتحتوي على مزارع فريدة تعرف محلياً باسم “المحاضر” كما أنه يتم استخدام بعض مناطق الكثبان الرملية لبعض الرياضات الخاصة مثل سباق السيارات والدراجات وفي تسلق الكثبان والتزلج على رمال الكثبان.
وتتميز المناطق الجبلية تتميز بخصوصية التتابع الصخري والذي يندر وجوده إلا في مناطق قليلة بالعالم لأن هذه الصخور اندفعت إلى مكانها الحالي خلال النشاط الديناميكي للأرض منذ حوالي 95 مليون سنة ماضية.
وتجذب هذه الجبال العلماء من كل أنحاء العالم لزيارتها ودراستها. وتتميز بتباين وتناغم ألوانها وتكوينها لمنحدرات طبيعية جميلة.
وقال الحوسني إن تلك الجبال هي أكثر المناطق مطراً في الدولة فقد نشأت فيها العديد من المزارع والواحات وتظهر فيها الكثير من الينابيع التي تضاف إلى هذا الجمال الفريد وحالياً تقام بعض الأنشطة التي تنظم من قبل بعض الجهات المعنية بالسياحة وهي رياضة تسلق الجبال.
ويعد جبل حفيت جنوب مدينة العين موقعاً نموذجياً لرياضة تسلق الجبال واستكشاف الكهوف التي يقبل عليها السائحون بالإضافة إلى واحات العين وهيلي والبريمي التاريخية، متحف العين، القلاع، والأفلاج.
وتشكل العديد من جزر الإمارات مثل جزيرة دلما، وصير بني ياس وصير أبو نعير نماذج جيولوجية فريدة حيث تكون جبالا من الملح والمتبخرات . وألباب تلك الجزر التي أخذت طريقها من باطن الأرض إلى سطحها منذ ملايين السنين عبر صخور يطلق عليها معقد هرمز والتي تمتد إلى آلاف الأقدام في العمق. ويحيط باللب الملحي لتلك الجزر سهول منبسطة ومناطق ساحلية تعتبر من المناطق الخلابة التي تنمو بجانب الكثير منها الشعاب المرجانية في المياه الضحلة من الخليج العربي.
وأضاف أن الكثبان الأحفورية مثل متكون غياثي تمثل كنزاً لكونها مهمة من الناحية الجيولوجية في تحديد الجغرافيا القديمة للمنطقة حيث نتجت هذه الصخور من انكشاف الخليج العربي في الأزمة الجليدية وذرو حبيبات سطح الخليج العربي بواسطة رياح الشمال وترسيبها في أبو ظبي ودبي ومن ثم تكون الكثبان وتحولها إلى صخور في الفترات التي تكثر فيها مياه الأمطار.
وتضم الإمارات أكثر من 50 مسار اً جبلياً مثل مسار عين الشرية الذي يظهر على هيئة تشكيلات ملونة مذهلة تتغير من اللون الأخضر إلى الرمادي والأحمر إلى البني الأحمر الموجود في إمارة الفجيرة وخاصة في منطقة دبا التي تحتوي على صخور متطبقة من الصوان ذي الألوان المختلفة مع الحجر الجيري والحجر الطيني، فيما يحتوي مسار عين الشرية حيث يقع المسار الجيولوجي “عين الشرية” ..على أنواع معقدة من الصخور التي تعطي للمنطقة ألوانًا صخرية مختلفة، ويتميز المسار باحتوائه على رواسب المحيط العميقة – الصوان.
وحديقة بحيص الجيولوجية تقع في منطقة مليحة بإمارة الشارقة وهي تتميز بموقعها الأثري الفريد وتهدف إلى تعزيز المحتوى المعرفي للزوار بتاريخ الإمارة الجيولوجي الغني بالبقايا المتحجرة للعديد من الكائنات البحرية القديمة التي استوطنت بحاراً ضحلة كانت تغمر معظم اليابسة في الدولة حتى فترة قريبة من المنظور الجيولوجي. كمان يوجد في الحديقة دلائل تاريخية حول كيفية تشكل الطبيعة المحلية قبل فترة لا تقل عن 93 مليون سنة”. فيما يمثل القرن” الشمالي في جزيرة قرنين – قطعة ضخمة غير ثابتة من صرح بركاني كامل صعد إلى السطح من عمق عدة كيلومترات في قبة ملح.
وأكد الحوسني أن وزارة الطاقة والبنية التحتية أنجزت مشروع المسوحات الجيولوجية والجيوفيزيائية وإعداد الخرائط لجميع مناطق الدولة ومن خلال هذا المشروع تم تحديد المناطق ذات الأهمية الجيولوجية وتسليط الضوء عليها علاوة على ذلك إطلاق مبادرة بالتنسيق مع الجهات المعنية للحفاظ على التراث الجيولوجي للدولة من أجل حماية المناطق الجيولوجية باعتباراتها محميات طبيعية جيولوجية علمية يجب الحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار.
وأوضح أنه ومنذ أكثر من 600 مليون سنة تقريباً بدأت العوامل الأرضية والعناصر الطبيعية بتشكيل جيولوجية دولة الإمارات بتضاريس متنوعة وطبيعة جميلة وبتنوع جيولوجي فريد وبوجود العديد من المظاهر الجيولوجية المتميزة والنادرة والتي تمثل عامل جذب سياحي لأنها هذه التضاريس تمثل حصيلة العمليات الجيولوجية التي حدثت خلال تاريخ الأرض مشيراً إلى أنه يمكن تقسيم مناطق الدولة إلى عدد من الأقاليم والمناطق مثل المناطق الجبلية والسهول الحصوية الصحراوية والمناطق الساحلية والسبخات والجزر. ولكل منها خصائصها الجيولوجية التي تجذب العلماء والدارسين والسائحين. وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
المدرسة الرقمية تحصد جائزة “1885 للخدمة الجليلة في التعليم”
حصلت المدرسة الرقمية، إحدى مبادرات محمد بن راشد العالمية، على جائزة “1885 للخدمة الجليلة في التعليم” من مؤسسة نيو إنجلاند للمدارس والكليات “نياسك”، تقديراً لإسهاماتها البارزة في إحداث تحول إيجابي في التعليم حول العالم، لتكون المؤسسة التعليمية الأولى عالمياً التي تحصل على الجائزة من خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
وتسلم فريق المدرسة الرقمية الجائزة ضمن حدث خاص خلال مؤتمر “نياسك 2024” لقيادات التعليم في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، في إنجاز عالمي جديد يضاف إلى إنجازات المدرسة الرقمية بعد الاعتماد العالمي الذي حققته في يوليو الماضي، كأول مؤسسة تعليمية من نوعها تقدم تعليماً رقمياً بمستويات عالية الجودة للمجتمعات الأقل حظاً حول العالم.
وتُعد جائزة “1885 للخدمة الجليلة في التعليم” أرقى جائزة تقديرية تقدمها مؤسسة نيو إنجلاند للمدارس والكليات “نياسك” في مجال التعليم، وسُميت تيمناً بسنة إنشاء المؤسسة التي تُعتبر واحدة من أعرق مؤسسات الاعتماد الأكاديمي في الولايات المتحدة، والتي تتمتع بحضور بارز في القطاع التعليمي منذ نحو 140 عاماً، وفي أكثر من 90 دولة حول العالم.
وأكد معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، رئيس مجلس إدارة المدرسة الرقمية، أن المدرسة تمثل مبادرة نوعية تم إطلاقها تجسيداً لرؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإحداث التغيير الإيجابي في حياة المجتمعات، عبر تقديم حلول ابتكارية ذكية يُستثمر فيها التطور التكنولوجي السريع لنشر العلم والمعرفة وتعليم الأجيال وخاصة الطلاب الأقل حظاً حول العالم، مشيراً إلى أن حصول المدرسة على الجائزة يمثل اعترافاً دولياً بجهودها وإنجازاتها المتميزة والرائدة عالمياً، وتأثيرها الإيجابي الكبير في مستقبل التعليم.
وقال، إن جائزة 1885 تمثل إضافة لمسيرة الإنجازات والنجاحات التي تحققها المدرسة الرقمية منذ تأسييها، وتعكس ما تمثله من مبادرة داعمة لريادة دولة الإمارات في مجالات التعليم الرقمي، وتميزها عالمياً في مبادراتها الإنسانية الهادفة إلى توفير فرص التعليم المتطور والمتقدم وفق أفضل المعايير التي تضمن فرص المعرفة النوعية للأطفال، وتوفرها لهم بمرونة عالية في أنحاء العالم كافة وفي الظروف والأحوال المختلفة.
من جهته، قال الدكتور وليد آل علي، أمين عام المدرسة الرقمية، إن حصول المدرسة على جائزة “1885 للخدمة الجليلة في التعليم” يمثل تقديراً لدورها الإيجابي العالمي في نشر وتوفير حلول التعليم الرقمي، ويترجم إنجازاتها في تطوير نموذج حديث في نشر التعليم حول العالم وحل أبرز تحدياته عبر توظيف الممكنات كافة بطريقة احترافية وعملية، ويعكس الثقة بها كمؤسسة تعليمية رقمية قادرة على نشر التعليم حول العالم، بحلول متطورة تسهم في دعم الأطفال الذين لم تتح لهم الظروف للحصول على تعليم يمكنّهم في المستقبل، ويعزز قدرتهم على مواكبة التغيرات المتسارعة في الحياة.
وأضاف أن الجائزة تعد حافزاً كبيراً للقائمين على المدرسة الرقمية للمضي نحو تحقيق الإنجازات النوعية التي تضعها في مقدمة المدارس الرقمية حول العالم، وتسهم في ضمان استدامة هذا النشاط التعليمي والإنساني، والذي يعبر عن ثقافة العطاء والتواصل الإنساني لدولة الإمارات، وحرصها على تقديم العون والدعم في المجالات كافة بما فيها التعليم الحديث.
في سياق متصل، أعرب كام ستابلز رئيس “نياسك NEASC”، عن إعجابه العميق برسالة المدرسة الرقمية وتقديره لجهودها المبتكرة في الوصول إلى الفئات المحرومة والمهمشة، من القرى النائية إلى مخيمات اللاجئين، وسعيها لتوفير تعليم عالي الجودة لهؤلاء الطلاب.
وتعد المدرسة الرقمية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في نوفمبر 2020، ضمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أول مدرسة رقمية معتمدة من نوعها، وتهدف إلى تمكين الطلاب بخيارات التعلم الرقمي في المناطق التي لا تتوافر فيها الظروف الملائمة أو المقومات التي يحتاجها الطلاب لمتابعة تعليمهم، كما توفر خياراً نوعياً للتعلم المدمج والتعلم عن بُعد، بطريقة ذكية ومرنة، مستهدفة الفئات المجتمعية الأقل حظاً واللاجئين والنازحين، عبر مواد ومناهج تعليمية عصرية.
وتواصل المدرسة توسعها، حيث ضمت أكثر من 200 ألف طالب مستفيد وتقدم خدماتها في أكثر من 14 دولة، كما عملت على تدريب وتأهيل أكثر من 3000 معلم رقمي معتمد من جامعة ولاية أريزونا، فيما يتم توفير المحتوى التعليمي والتدريبي بلغات عدة بينها العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والكردية.وام