غزة - صفا

أعلن الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) "أبو عبيدة" في اليوم المائة من العداون على غزة، عن تدمير الكتائب نحو 1000 آلية عسكريّة إسرائيلية ، مؤكدًا أنّ ما يعلنه الاحتلال من إنجازات هي محض كذب وافتراء.

وقال أبو عبيدة، خلال كلمة مصوّرة مساء الأحد: "استهدفنا وأخرجنا عن الخدمة نحو 1000 آلية عسكرية صهيونية توغلت في قطاع غزة في شماله ووسطه وجنوبه كما نفذنا مئات المهام العسكرية الناجحة في كل نقاط توغل وعدوان الاحتلال"

وأضاف "إنّ ما يعلن عنه العدو من إنجازات مزعومة حول السيطرة أو تدمير ما يسميه مستودعات أسلحة وما يطلق عليه منصات صواريخ جاهزة للإطلاق وما يزعم أنها أنفاق بالكيلومترات هي أمور مثيرة للسخرية، وسيأتي اليوم الذي نثبت فيه كذب هذه الدعاوى".

وأوضح "نقول بشكل مختصر أنه قبل السابع من أكتوبر وضمن خطة العمليات لم يكن هناك أي مستودع أسلحة القسام في أي مكان في قطاع غزة ولا يوجد لدينا منصات صواريخ مذخّرة التي يدعي العدو أنه دمرها" لافتًا إلى أنّ القسام لا يزال لديها الكثير لتقوله للاحتلال والعالم في الوقت المناسب".

وشدّد على أنّ أي حديث "سوى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني ليست له أي قيمة"، مبينًا أن الاحتلال أخفق في تحقيق أهدافه، أو تحرير أي أسير لدى المقاومة، والقسّام لا زال يكبّد الاحتلال خسائر فادحة وأثمانًا باهظة تفوق كلفتها ما تكبده الاحتلال يوم السابع من أكتوبر.

وفيما يتعلق بموضوع الأسرى لدى القسّام، أوضح الناطق "أنّ العديد من أسرى ومحتجزي العدو بات خلال الأسابيع الأخيرة مجهولًا أمّا الباقون فهم جميعًا دخلوا نفق المجهول بفعل العدوان الصهيوني وعلى الأغلب سيكون العديد منهم قد قتل مؤخرا فيما لا يزال الباقون في خطر داهم وكبير كل ساعة"

وأكد أبو عبيدة أنّ قادة الاحتلال وجيشه يتحملون كامل المسؤولية عن هذا الملف.

وأثنى على إبداع مقاتلي القسّام في الميدان رغم الفارق الكبير في ميزان القوة المادية والعسكرية محافظين خلال ال100 يوم على تماسك صفوفهم  ومستبسلين في تكبيد جيش الاحتلال خسائر هائلة في صفوف ضباطه وجنوده.

وبيّن الناطق العسكري أنّ" كل ما تقاوم به كتائب القسّام من عبوات ناسفة ومقذوفات صاروخيّة وراجمات ومدافع ومضادات للدروع وقنابل بمختلف أنواعها وبنادق القنص حتى الرصاص هو من صنعها".

وأوضح أبو عبيدة أنّ هذه الصناعات لم تكن لتجدي نفعًا أمام الترسانة الأمريكية الكبيرة لولا الصناعة الأهم التي تمتلكها القسام وهي صناعة الانسان المقاتل والمقاوم المجاهد الذي لا تقف قوة في الأرض أمام إرادته وإصراره على مواجهة قاتلي أجداده وآبائه ومدنسي مسراه ومحتلي تراب وطنه.

وأضاف " فماذا ستفعل تكنولوجيا الصواريخ والدبابات المحصنة والطائرات الحديثة بأسلحتها الفتاكة أمام قوة إيمان مجاهد يمكث شهرين وأكثر في عقدته الدفاعية منتظرا القوات المتقدم منتظرا الظفر بعدوه وتنفيذ مهمته مؤمنًا بعدالة قضيته؟"

وأكدّ أنّ " إساءة وجه هذا العدو وكسر عدوانه لم تكن لتحدث لولا عطاء وصمود وعظمة شعب حر كريم شامخ يجود بكل عزة وكبرياء بكل شيء ولا يعطي الدنية في وطنه وأرضه ومقدساته".

وذكّر أبو عبيدة قوى العالم المتواطئة مع الاحتلال بالعدوان الذي بلغ اقصى مداه على المسجد الأقصى ومسرى النبي محمد والبدأ بتقسيمه الزماني والمكاني لافتًا إلى البقرات الحمر التي أحضرها متطرفي الاحتلال تطبيقًا لخرافة دينية واستهتارًا بمشاعر أمةٍ كاملة.

وأكّد أبو عبيدة "لم يكن أمامنا سوى أن نفعّل ما امتلكناه من قوة لنذكّر العالم بأنّ لهذه الأرض ولهذا المسرى رجال وأهل وحماه، فكانت ملحمة السابع من أكتوبر التي جاءت لتدفيع الثمن لهذا المحتل وعصاباته التي ترتكب المجازر على مدار 100 عام وتسعى لإبادة شعبنا وتصفية وجوده"

وشدد الناطق باسم القسّام على أنّ معركة طوفان الأقصى هي معركة الكل الفلسطيني، لافتًا إلى أهداف الاحتلال التي تكسرت على صخرة صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ، مضيفًا " فلا التهجير الذي يحلم به قادة الحرب الإرهابيون تحقق ولا التدمير العشوائي حقق أو سيحقق لهم سوى الخزي ولا هم تمكنوا من استعادة الأسرى"

ووجّه أبو عبيدة التحية إلى المقاومة في لبنان واليمن والعراق، مباركًا جهودهم وعطائهم وناعيًا شهدائهم، كاشفًا أنّ المقاومة في غزة وصلتها رسائل من هذه الجهات بتوسيع عملياتها في قادم الأيام مع استمرار العدوان على غزة.

ودعا أبو عبيدة "كل أحرار الأمة أن يهبوا لنصرة أقصاهم ومسرى نبيهم الذي يسير الصهاينة المجرمون في خطوات عملية لهدمه وإقامة هيكلهم والذي لأجله كانت ملحمة السابع من أكتوبر".

وأضاف " على كافة مجاهدي شعبنا العظيم أبناء العاروري والعياش والكرمي وطوالبة في ضفتنا المباركة وكافة مقاتلي الأمة الذين بقيت دماء عربية ومسلمة تسري في عروقهم أن يلتقطوا هذه اللحظة التاريخية ليقولوا كلمتهم للعالم ويوقعوا انضمامهم لطوفان الأقصى"

وتحدّث أبو عبيدة عن جرائم الاحتلال خلال العدوان، إذ قال إنه من واجب المقاومة الجهادي والديني أن تحيط ملياري مسلم في العالم علمًا بأنّ الاحتلال دمّر معظم مساجد قطاع غزة وأوقف الأذان والصلاة ودنس وأحرق المساجد في حرب دينيّة واضحة استكمالًا لما بدأته العصابات اليهودية المتطرفة من حربٍ على المسجد الأقصى.

وأضاف " هي دعوة أيضا لكل مسلم على وجه الأرض أن يعي طبيعة الصراع وخلفياته وطبيعة هذه الحكومة الصهيونية المجرمة سليله عصابات الهاجانا" داعيًا لصلوات القيام والقنوت في هذا الشهر الحرام في كل مساجد العالم.

وختم " 100 يوم وما كلّت عزائم مجاهدين وما ضعفوا وما استكانوا ، وترقبوا نصر الله القريب ووعده بالفتح الكبير ودخول المسجد الأقصى المبارك".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الاقصى ابو عبيدة القسام السابع من أکتوبر أبو عبیدة

إقرأ أيضاً:

أكاديمي إسرائيلي يستعرض تاريخ الصراع مع حماس.. لن ترفع الراية البيضاء

منذ الضربة الكبيرة التي وجهتها حركة حماس لدولة الاحتلال يوم السابع من أكتوبر، انجرفت الأخيرة إلى حرب طويلة وصعبة لا تلوح نهايتها في الأفق، ورغم أنه تم تحديد أهدافها بشكل غامض من خلال شعارات "النصر الكامل، تدمير حماس".

لكن لأنه لم يتم تحديد معاني هذه الشعارات، فإن سقف التوقعات الذي خلقه الجمهور هو رؤية حماس تختفي، أو على الأقل تركع على ركبتيها، وتسليم المختطفين، وهذا ما ليس قابلا للتحقق في ضوء الاعترافات الإسرائيلية المتتالية.

أور ليفي الباحث العسكري الإسرائيلي، ومؤلف كتاب "لعبة في حرب غير متكافئة"، أكد أن "هذه التوقعات المبالغ فيها تخلق سعياً وراء ذلك الوعد الغامض بتحقيق "النصر الكامل"، والنتيجة هي حرب لا نهاية لها، بنتائج محدودة، بدلاً من الانتقال إلى أساليب عمل أخرى قد تكون أكثر فعالية على مر السنين، استخدم فيها الاحتلال العديد من الأدوات ضد حماس من الاعتقالات والترحيل والإجراءات المضادة المستهدفة والعمليات العسكرية خلال سنواتها الـ37".

وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "حماس التي تأسست في ديسمبر 1987، بعد أسبوع من اندلاع الانتفاضة الأولى، كان أساس إنشائها حركة اجتماعية من قبل الشيخ أحمد ياسين أواخر السبعينيات، وأطلق عليها اسم "المجمّع الإسلامي"، فيما ظهرت الانتفاضة الأولى شعبية واسعة النطاق، وبعد أيام قليلة من بدئها، أصبح من الواضح أنها ليست حدثا قصيرا، بل وضعا دائما، واجتمع ياسين وشركاؤه، وقرروا إنشاء حماس كي تقود صراعا عنيفا ضد الاحتلال".

وأوضح أنه "بعد وقت قصير من تأسيسها، تمكنت الحركة عام 1989، من تنفيذ عمليتي اختطاف جنود من الداخل المحتل، وتنفيذ الهجمات بنفس الطريقة، وبجانب النجاح العملياتي، سجلت حماس إنجازاً آخر بتقويض الشعور بالأمن داخل دولة الاحتلال، وهو النمط الذي سيميز أساليب عملياتها في المستقبل، حيث جاء ردّ فعل الاحتلال سريعاً، وتم اعتقال قائدها المؤسس أحمد ياسين، بجانب 600 من أعضائها، وظنّ الاحتلال حينها أنهم نجحوا بتحييد نشاط الحركة، لكنها تعلمت الدروس، وأعادت تنظيم نفسها، وكان درسها الرئيسي هو تقسيم عملياتها، وعدم التركيز على غزة فقط".



وأشار إلى أنه "في أعقاب الاعتقالات الجماعية، أنشأت الحركة فرعها في الخارج بعيداً عن متناول الاحتلال، وتم إنشاء فروع أخرى في الضفة الغربية، ولبنان، والقدس، وبعد فترة صدمة استمرت عدة أشهر، عادت حماس لتنفيذ العمليات، وتمكنت قيادتها في الخارج من تجنيد المئات من الشباب الجدد، ونقل الأموال والسلاح لقطاع غزة، وفي نهاية 1992، بلغت وتيرة هجماتها ذروتها، ورفعت مستوى جرأتها، وأدت إلى رد إسرائيلي غير عادي من خلال قرار رئيس الحكومة إسحاق رابين إبعاد جماعي لأربعمائة من أعضاء الحركة".

وقال إنه "بعد أيام من الصدمة، بدأت حماس عملية إعلامية مذهلة نجحت بتحريك الرأي العام العالمي بجانبها، وجاءت طواقم التلفزيون من كل العالم لمخيم مرج الزهور المتجمد جنوب لبنان، ثم اضطر الاحتلال للموافقة على عودة المبعدين إلى غزة والضفة، بعد أن حظوا بتغطية إعلامية كبيرة، مما عزز قوة الحركة بشكل كبير، ودفع الاحتلال للتوقف عن استخدام عقوبة الإبعاد، لكن الحركة زادت هجماتها ضده بهدف معلن هو تخريب اتفاق أوسلو، وأصبحت السيارات المفخخة والاستشهاديين السلاح الأكثر فتكاً بالإسرائيليين".

وأوضح أنه "بعد سنوات من ملاحقة السلطة الفلسطينية لحركة حماس، اندلعت الانتفاضة الثانية التي شهدت بدء العمليات الاستشهادية الأصعب على الاحتلال، حتى شهد شهر إبريل 2002 الرهيب تنفيذ 17 هجوماً قتل 133 إسرائيلياً، مما دفع الاحتلال لتنفيذ عملية السور الواقي لتغيير الوضع في الضفة الغربية، وأسفرت عن مقتل واعتقال آلاف المسلحين، لكن الهجمات الانتحارية القاتلة استمرت، وحينها غيرت حكومة أريئيل شارون تكتيكاتها، وبدلا من الاغتيالات والاعتقالات للقادة الميدانيين، فقد قرر تصفية كبار قادة حماس، وحصل رئيس الأركان موشيه يعلون ورئيس الشاباك آفي ديختر على الإذن بتنفيذها".

وذكر أن "عملية "شقائق النعمان" هدفت للقضاء على القادة الأوائل في حماس، وعلى رأسهم المرشد الأعلى أحمد ياسين ومعه محمود الزهار، عبد العزيز الرنتيسي، إبراهيم المقادمة، إسماعيل أبو شنب، مما أدى لتوقف الهجمات الانتحارية، مع التوضيح أن حماس لم تتحول إلى حركة سلام، بل بدأت بإعادة تنظيم نفسها، والاستثمار في أسلحة استراتيجية جديدة، وتطوير الصواريخ، حتى وصلنا الى كارثة السابع من أكتوبر، وقد سبقها سلسلة من الحروب العسكرية الضارية بين 2006-2014".

وتشير هذه القراءة التاريخية لتطور الصراع بين حماس والاحتلال أنه بعد تسعة أشهر مع بداية الحرب الحالية، لم تظهر الحركة أي علامة استسلام، ولم تُظهر أي استعداد للتحلي بالمرونة، بل تشددت في مواقفها، فضلا عن كون الضرر الذي لحق بقادتها الكبار يعتبر مُحتملاً في الوقت الحالي، ولا يشكل حتى الآن فعالية في الضغط على حماس، وبهذا المعنى، فإن استمرار الحرب لا يساعد الاحتلال بالضرورة، بل قد يمنح الحركة مزيدا من استنزافه وتوريطه أكثر في وحل غزة.

مقالات مشابهة

  • محور نتساريم تحت غطاء المقاومة.. والفلسطينيون ينتظرون ظهور ابو عبيدة
  • أكاديمي إسرائيلي يستعرض تاريخ الصراع مع حماس.. لن ترفع الراية البيضاء
  • الحاج حسن: المراهنون على إضعاف المقاومة إنهم يراهنون على سراب
  • غارات إسرائيلية على منازل في جنوب لبنان .. والاحتلال يزعم أنها لحزب الله
  • "المقاومة في العراق" تعلن ضرب هدف إسرائيلي حيوي في إيلات "أم الرشراش"
  • "سيجدنا أمامه".. "أبو عبيدة" يتوعد الجيش الإسرائيلي
  • "سيجدنا أمامه".. "أبو عبيدة" يتوعد الجيش الإسرائيلي (فيديو)
  • سرايا القدس تقصف موقع إسرائيلي.. و«القسّام» تستهدف ناقلة وجرافة صهيونية في تل الهوى
  • حسن عز الدين: الشعب الفلسطيني وحده من يرسم اليوم التالي في غزة
  • بكمائن محكمة بالعبوات والقذائف.. المقاومة توقع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح في الشجاعية ورفح