من المضحك أن يتضاءل دور القادة العسكريين في هذه المرحلة لدرجة أنهم يخولون ولاة الولايات لمحاربة لجان المقاومة عنهم وحلها ولا أعلم كيف يحل تنظيم جاء من رحم الثورة بقرار أداري وهذا؟ ليس قرارَا ليس سند قانوني لولاة الولايات, إنما تم تكوين لجان المقاومة إبان الثورة. وهؤلاء الشباب يتخذوا شرعيتهم من المبادئ التي قامت عليها الثورة وشعاراتها وهم يدافعون عن الثورة، بل هم صناع الثورة, لذلك، فإن القرارات الأخيرة التي أراها قمة السخف والإسفاف وتعبر حقيقة عن حال برهان ورهطه وعن عقلية العسكريين أو الولاة الجدد و تظل باطلة هذه القرارات لأن من أصدرها لا يملك شرعية الحكم ودعك من أتخاذ قرارت بهذا الحجم ولا تمثل تحدي حقيقي لقوى الثورة الحية، أو للجان المقاومة.

إنما هم أبواق يرددون تعليمات العسكر لكي يكسبوا مزيدَا من السلطة والنفوذ، ولكن في نهاية الأمر تظل لجان المقاومة واقعا نعيشه ووقودَا للثورة , وإن غضبهم من لجان المقاومة هو أنهم في مدّة الانقلاب لم يستطيعوا كبح جماحها أو تقليص دورها في محاربة هذا الانقلاب، ولكن بحمد الله. ما زال الشباب ولا تزال لجان المقاومة. تنبض بالحياة بها، ملايين بل ألوف مؤلفة من الشباب، لم ينحازوا لكلا الطرفان في هذه الحرب التافهة بين التافهين والأقزام

لا أعلم أن كانت القرارات الأخيرة من ذهن البرهان أو عقول العسكر المشاركين معه في أدارة البلاد تعتبــر الولايات مــن الأهمية بما كان والحدود وهي مناطق بسط سيطرة الدولــة، فهــي بمســؤوليتها عــن توفيــر الخدمــات العامــة الأساســية لملاييــن السودانيين تمثل الحكــم الرســمي والدولــة بالنســبة لكثيــر مــن الســكان إلاّ أن اشــتداد القتال الدائــر بيــن الجيش والدعم السريع منــذ قرابة التسعة أشهر كبيــر على تمويــل وأمــن المجالــس المحليــة، مقوضَا قدرتهــا على تقديــم الخدمــات بشــكل فعــال في معظــم مناطــق البــلاد في العديــد مــن المجالات، أدى غيــاب الحكــم الرســمي الفعـال إلـى خلـق أرض خصبـة للفاعليـن غيـر الرسـميين لفــرض نفوذهــ, ففــي المناطــق الواقعــة تحــت ســيطرة الدعم السريع ويراقــب أمــا في المدينــة الســاحلية بور سودان وأغلب الأقاليم واقعــة تحــت تأثيــر نزاعــات المليشيات المسلحة المتنافسة التــي تشــكل جــزءًا مــن نــزاع نفــوذ أوســع بيــن كيانــات تدعم الجيش وآخرون ذوي نزعــة انفصاليــة ومجلس السيادة في غيبوبة يتخذوا من القرارات التي تؤجج الصراع وعلى الرغــم مــن التحديــات التــي تواجههــا الأمة السودانية، لا تزل الأقاليم تمثــل أدوات فاعلــة لتنســيق جهــود الإغاثــة الإنســانية والوســاطة في النزاعــات على المسـتوى المحلـي. ففـي غيـاب سـلطة الدولـة المركزية، ظهــرت عــدة نمــاذج حكــم محلــي فعالــة ومســتقلة القـرار نسبيَا عـن المركـز، ولا بـد مـن وضـع نظـام حكـم جديـد يظهر الحقائـق الجديـدة على الأرض؛ فقـد نشـير لهـذه النمـاذج ذات يوم لأن التجربة بعيدة عن التقييم لعمرها القصير جدا ولا نعلم هل هي إحـدى الطـرق الممكنـة للسـير قدمـا في أدارة الحكم المحلي
هــي مــن أفضــل وأمتــن المؤسســات لدعــم التحــول بعيــدًا عــن النمــوذج المركــزي الســابق. تمثـل القـدرة المحـدودة حاليَا الولايات مصدر القلق منـذ انـدلاع النـزاع وتعمـق الأزمـات الاقتصادية والإنســانية بغــض النظــر عــن كيفيــة تقــدم النـزاع، لا بـد أن يسـعى الفاعلـون المحليـون والإقليميـون والدوليـون ليـس فقـط نحـو الحفـاظ على هيـاكل الإدارة المحلية مــن الانهيــار، بــل وأيضــا نحــو تعزيــز قــدرات الكيانات المحليــة في ســيناريوهات مــا بعــد النــزاع, فيجب أن يتزامن خروج الجيش من الحياة المدنية، وانسحابه من اقتصاده الموازي، دمج هذا الاقتصاد الموازي مع الاقتصاد الوطني الحالي للبلاد، وكذا كل محتويات ما يسمى بالصناديق السيادية الأخرى، التي تشكل في حقيقة الأمر اقتصاديات أخرى موازية للاقتصاد القومي، وتتمتع بنفس ما يتمتع به اقتصاد الجيش، من ناحية عدم إدراجهما بالموازنة العالمة للدولة، وكذا عدم خضوعهما ألية نوع من الرِّقابة، أو المحاسبة, التي هي حصرا في جب أن يكون هناك اقتصاد وطني واحد جامع لكل هذه الصناديق، والاقتصاديات الموازية في بوتقته، أو وعاء واحد، وهو الاقتصاد الوطني مانعا في ذات الوقت ظهور أي نوع أخر من الصناديق أو الاقتصاديات الموازية
أري كغيري من الراصدين أن دور الخارجية ينحصر في تعزيز التمثيل الدبلوماسي للدولة وبناء جسور التعاون مع العالم من أجل السلام والأمن ولكن نري وضعا مختلف هو تغول القرار العسكري علي الخارجية نعلم أو الوزير المكلف من أضعف أصحاب البقات البيضاء داخل رواق الخارجية ولا يملك غير الولاء لحركة الأخوان المسلمين وهو أقدر من يؤدّي هذا الدور ومن جانب أخر العسكر احتارو كباشي لثقافته غير العسكرية ويرون فيه مقدرة علي ادارة مِلَفّ الخارجية من خلال موقعه في مجلس السيادة لذلك تركوا لعباقرة الخارجية كل ماهو لا يعدو غير مشاركة في بالمؤتمرات الدولية التي تناولت الأزمة السودانية، وأكدت في تلك المؤتمرات على التزام الحكومة السودانية بالسلام والرغم أن دور الخارجية السودانية في 2023 كان ضئيل جدا ولكنه شهد عددًا من التطورات المهمة, في البداية، توترت العلاقات بين السودان والإمارات العربية المتحدة، بعد أن اتهمت الحكومة السودانية الإمارات بدعم المتمردين , وفي سبتمبر 2023، زار رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان تركيا، ووقع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عددًا من الاتفاقيات، بما في ذلك اتفاقية أمنية وفي أكتوبر 2023، أعلنت الخارجية السودانية استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بعد قطيعة دامت 7 سنوات ولا أعتقد سوف نري خلال دور الخارجية السودانية في 2024 في عام 2024، حتي وتواصلت جهود الخارجية السودانية للتوصل إلى اتفاق سلام مع المتمردين , وليس هنالك أمل بالعام الحالي أن توقع الحكومة السودانية وتنسيقية القِوَى الديمقراطية المدنية (تقدم) إعلانًا سياسيًا قريب ينص على وقف إطلاق النار وبدء محادثات سلام, أن تقييم دور الخارجية السودانية لا لأسباب يعلمها الجميع هي الضعف المهني لقيادتها الحالية, عمومًا، لعبت الخارجية السودانية دورًا ما في محاولة احتواء الأزمة السودانية ومناصرة الجيش ويسعون أن يكونوا جزء من السلام حن أجل الاحتفاظ بمناصبهم وقد بذلت جهودًا كبيرة في محاولة إقناع المجتمع الدُّوَليّ بدعم الحكومة السودانية الغير موجودة في الواقع ، وبدء محادثات سلام مع المتمردين.
تواجه الخارجية السودانية عددًا من التحديات في محاولتها احتواء الأزمة السودانية وتحقيق السلام. ومن أهم هذه التحديات, الموقف الإقليمي المعقد وهما اعني ليس لهم طرح غير خصومة السلطة و تعاني الأزمة السودانية من تداخل المصالح الإقليمية، حيث تدعم بعض الدول المتمردين، في حين تدعم دول أخرى الحكومة السودانية.
الموقف الدَّوْليّ المتفاوت لن يجدوا من المجتمع الدُّوَليّ قَبُول موقف واحد من الأزمة السودانية، حيث تدعم بعض الدول الحكومة السودانية، في حين تدعو دول أخرى إلى إجراء تغييرات سياسية في السودان ضرورة , لوضع الداخلي المضطرب يعاني السودان من حالة عدم الاستقرار السياسي، حيث يسيطر الجيش والحكومة الانتقالية المناصرة له على جزء من البلاد، مع أنّ يسيطر المتمردون على جزء آخر وفي حالة الوصول إلي اتفاق سلام لن يكون لكلاهما دور في السلطة لذلك يعضون العوائق أمام اي تفاوض من أجل وقف أطلاق دعك من السلام الحتمي الذي سوف يكون
ما أننا لا نعيش في عالم منعزل، وعالم لن يسمح لكم بإعادة تجرِبة حكم العهد البائد، وذلك ببساطة الآن القِوَى الكبرى المتحكمة في طرفي الصراع لها مصالح في كل مكان تقريبًا من العالم جزء منه وهذا الوطن علي هؤلاء المتحاربين أن يفهموا أن القرار قد صدر بإقصائهم وإنهاء هذه الفوضي وهنالك قرارات قد تكون مؤلمة لنا سودانيين ولكن هي بداية أبعاد الإسلاميين عن دائرة الفعل السياسي ومهما زار البرهان وحميدتي كل القيادات الإقليمية المتوقعة حقيقة أعلموا أنتم خارج دائرة الفعل السياسي ولن يكون التفاوض معكم بصفة طرف في ترتيبات السلام القادمة والشباب في لجان المقاومة هو البديل لكم ومهما حاولتم أن تحاربوا هذه الظاهرة الشباب ذات النقاء الثوري والقيم الإنسانية لذلك لن تجدي قرارات حل لجان المقاومة هو أصحاب المستقبل بامتياز ولهم سوف تكون أدارة الدولة بعد وقف هذا الصراع الدامي الحالي وعليه لن تجدي محاولات البرهان في حربهم مع شباب لجان المقاومة أو عسكرة الخارجية التي يعمل شبابنا الآن مع كل العالم لعزل حكومة البرهان وقياداته من سدة السلطة, وهذا لقريب بالرغْم كبد النضال مرارة الصراع.

zuhairosman9@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الخارجیة السودانیة الحکومة السودانیة الأزمة السودانیة لجان المقاومة دور الخارجیة

إقرأ أيضاً:

«البرهان» يتفقد الخطوط الأمامية للمعارك بولاية سنار

تأتي زيارة قائد الجيش لولاية سنار عقب معارك ضارية شهدتها الولاية الأسبوع الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع.

الخرطوم: التغيير

وصل قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، السبت، إلى الخطوط الأمامية للمعارك التي تدور الجيش وقوات الدعم السريع بولاية سنار جنوب شرقي البلاد.

وأظهرت صوراً نشرتها وكالة الأنباء السودانية البرهان وهو يتناول الطعام وسط الجنود، فيما لم تورد الوكالة الرسمية أي تفاصيل عن الزيارة.

وتأتي زيارة قائد الجيش عقب معارك ضارية شهدتها تخوم مدينة سنار الأسبوع الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع التي لازال جزء منها يتمركز في منطقة “جبل موية” القريبة من المدينة.

وبحسب شهود ما مازالت مدينة سنار وهي أكبر من الولاية تتعرض لقصف مدفعي من قبل قوات الدعم السريع في محاولة لدفع السكان للنزوح.

فيما نزح المئات من سكان قرى جبل مويه باتجاه مدينة سنجة التي تبعد نحو 50 كيلومترا جنوب سنار، أو غربا إلى مدينة ربك عاصمة ولاية النيل الابيض.

من ناحيتها أقرّت المقاومة الشعبية بولاية سنار، بسقوط منطقة جبل موية في يد قوات الدعم السريع وتقول إنه جار العمل لاستعادتها.

الوسومالجيش السوداني حرب الجيش والدعم السريع عبد الفتاح البرهان ولاية سنار

مقالات مشابهة

  • نائب البرهان: انهيار السودان خطر على المنطقة وهذه خارطتنا للحل
  • بعد تصدرها التريند.. ماذا تعرف عن مدينة سنجة السودانية؟
  • التعليم العالي السودانية: فروع بعض المؤسسات بالخارج لم تلتزم بالنظم واللوائح
  • لجان المقاومة: تصعيد حرب الإبادة محاولة فاشلة لفرض وقائع جديدة على شعبنا ومقاومته
  • خيبات !!
  • يؤججها الحوثي.. حروب قبلية تمتد من الجوف الى صنعاء
  • حروبُ القوى الاستعمارية ضد الشعوب
  • صحف عالمية: نتنياهو يخوض 3 حروب استنزاف وتحقيق بشأن الرصيف العائم
  • البرهان يتفقد القوات السودانية في خط المواجهة بسنار
  • «البرهان» يتفقد الخطوط الأمامية للمعارك بولاية سنار