موقع جغرافى مميز تتمتع به مصر جعل منها مركزاً إقليمياً فى محيطها العربى والأفريقى، وتشهد الحدود المصرية المترامية الأطراف توترات وساحات مشتعلة، ما يتطلب جهوداً مضنية لتأمينها، فمن ناحية الشمال الشرقى تلتهب الأوضاع فى قطاع غزة المضطرب أمنياً منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى فى السابع من أكتوبر، وتحاول إسرائيل تمرير مخططها الرامى إلى التهجير القسرى للفلسطينيين إلى مصر، وهو ما رفضته القاهرة التى تسعى بشتى السبل لإحباط تصفية القضية الفلسطينية.

أما الحدود الشرقية التى تمتد لأكثر من 1250 كيلومتراً مع ليبيا، فتشهد هى الأخرى توترات بين الحين والآخر، وجنوباً تتشارك مصر نحو 1280 كيلومتراً مع السودان الذى يشهد أعمال عنف وحرباً مستعرة أدت إلى نزوح ملايين اللاجئين الذين استضافتهم مصر، علاوة على ذلك ما يشهده البحر الأحمر من تصعيد انعكاساً لما يحدث فى غزة.

«فهمى»: مصر تتبنى إعادة توحيد الجيش الليبى وحفظ الهدوء

يقول الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلاقات الدولية، إن حدود مصر الدولية تسمى نطاقات استراتيجية للدولة، سواء من جانب ليبيا أو السودان ودول حوض النيل، أو من جانب الاتجاه الآخر الشمال الشرقى، سواء غزة أو المرافق والممرات المائية، حيث البحر الأحمر ومضيق باب المندب واتجاهات هرمز والخليج العربى، مؤكداً أن تلك النطاقات الاستراتيجية الرئيسية جميعها تمثل الأمن القومى المصرى فى هذا التوقيت، مما يتطلب من صانع القرار التحرك بمناورات كبيرة، سواء كان على المستوى السياسى أو العسكرى أو الاستراتيجى.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية أهمية حضور الدولة المصرية وفرض استراتيجية الردع الكاملة فى هذا الإطار مع اتباع أساليب عدة وأنماط متجددة، ما بين طرح الخيارات الدبلوماسية، والاشتباك المباشر سياسياً ودبلوماسياً فى محاولة لتقليب وجهات النظر ولعب دور فى هذا الإطار مثلما هو جارٍ فى ملف قطاع غزة، مشيراً إلى أن القاهرة تتحرك بصورة كبيرة من أجل مصالحها الكبرى، وباعتبار أن القضية الفلسطينية ركيزة للأمن القومى، منوهاً أن تأمين الحضور المصرى فى الملف الفلسطينى بكل تفاصيله المباشرة يتطلب جهوداً ووقتاً ومراجعات استراتيجية.

وحول الحدود الليبية، يرى «فهمى» أن مصر تتبنى مقاربة فى إعادة توحيد الجيش الليبى وبناء مقاربة وفق المنطقة المحددة التى أطلق عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى وقت سابق، بأنها خط أحمر للأمن القومى، وذلك فيما يتعلق بمدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية الليبية، متابعاً: «هذا الخط تطلّب فى مراحل معينة من مصر رسم حدودها البحرية من جانب واحد مع ليبيا للحفاظ على مصالحها».

وحول الأوضاع فى السودان، أكد أستاذ العلاقات الدولية أن مصر تراقب عن كثب تطورات الأحداث بالسودان، كما عرضت إمكانية إجراء حوار سودانى فى القاهرة مثلما فعلت فى القضية الفلسطينية، وأشار إلى أن ما يحدث على السواحل اليمنية مرتبط بالمصالح المصرية، منوهاً بأن قناة السويس فقدت 40% من إيراداتها بسبب تطورات حرب غزة، وهذا الأمر يحتاج إلى مراجعة، وهو ما تفعله مصر.

وأكد «فهمى» أن مصر تؤمّن مصالحها ولديها قدرات عسكرية كبيرة بما يلائم ويسهم بقوة فى تأكيد ثوابت السياسة المصرية وقراءتها الواعية لمتطلبات واحتياجات الأمن القومى.

«اليمنى»: «القاهرة» حائط صد أمام مخطط التهجير القسرى للفلسطينيين

وفى السياق ذاته، قال الدكتور محمد اليمنى، خبير العلاقات الدولية، إن مصر مستهدفة منذ ثورات الربيع العربى، لكن السياسة الرشيدة للرئيس عبدالفتاح السيسى جعلتها تتعافى على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، مشيراً إلى أن الحدود المصرية تُعد بمثابة خط أحمر، وهو ما أكد الرئيس عليه فى أكثر من مناسبة.

وأوضح «اليمنى» أن مصر عانت لفترة بسبب الحدود الليبية التى شهدت توترات حادة، بجانب ما يحدث فى الداخل السودانى، لكن الدولة فتحت أذرعها لملايين السودانيين، مشيراً إلى أن أخطر ملف حالياً هو الحدود مع غزة فى ظل الحديث المتكرر لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا والتهجير القسرى للفلسطينيين، لكن الدولة المصرية كانت حاضرة ورادعة فى ذلك الأمر.

وأكد أستاذ العلاقتات الدولية أن مصر تنتهج الدبلوماسية فى جميع الملفات وبذلت قصارى جهدها لتهدئة الأوضاع، وهو ما أسفر عن الهدنة السابقة بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حدود مصر خط أحمر العلاقات الدولیة وهو ما إلى أن أن مصر

إقرأ أيضاً:

الشعب الجمهوري: الخطة المصرية للقمة العربية خطوة جادة لحماية حقوق الفلسطينيين

أعرب الدكتور أحمد حلمي عبد الصمد، الأمين المساعد لحزب الشعب الجمهوري بالجيزة، للخطة المصرية المقدمة إلى القمة العربية الطارئة التي تستضيفها القاهرة، والتي تمثل خطوة جادة ومسؤولة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة، وتعكس التزام مصر التاريخي والثابت بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومواجهة مخطط التهجير الإسرائيلي المدعوم بقوة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال "عبد الصمد" ـ في تصريحات صحفية اليوم ـ إن الخطة تستند إلى مبادئ أساسية لا يمكن التخلي عنها، وفي مقدمتها الحفاظ على حقوق وكرامة الشعب الفلسطيني، والتأكيد على أن حل الدولتين هو الحل الأمثل وفقًا للقانون الدولي، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة متصلة الأراضي، مع التأكيد على أن محاولات نزع الأمل من الفلسطينيين أو انتزاع أراضيهم لن تؤدي إلا إلى مزيد من الصراع وعدم الاستقرار.

وذكر الأمين المساعد لحزب الشعب الجمهوري أن مصر، من خلال هذه الخطة، تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، داعية إلى تكثيف الجهود الإنسانية لإغاثة غزة، ودعم إعادة الإعمار وفق ترتيبات تضمن الأمن والاستقرار، مضسفًا بأن الحفاظ على وقف إطلاق النار أولوية لمنع تفاقم المعاناة الإنسانية.

ودعا الدكتور أحمد حلمي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته السياسية والمالية لدعم تنفيذ الخطة المصرية، مشددًا على ضرورة الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال وتحقيق سلام عادل ودائم.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: مصر حرصت أن يكون الإجماع العربي رسالة واضحة للقوى الدولية
  • أستاذ علاقات دولية: مصر طرحت خطتها لإعمار غزة كبديل لخطة ترامب
  • «استشاري»: تطوير أنظمة المطارات يُعزز الأمن القومي
  • استشاري: تطوير أنظمة المطارات يُعزز الأمن القومي
  • أمير المدينة المنورة يشارك رجال الأمن وجبة الإفطار في ساحات المسجد النبوي.. فيديو
  • برلماني: قانون تنظيم الفتاوى ضرورة لحماية الأمن الفكري والمجتمعي
  • المجلس الوزاري برئاسة السوداني يناقش تعزيز الإجراءات المتعلقة بأمن الحدود الدولية
  • أستاذ علوم سياسية: التوافق في القمة العربية يعكس نجاح القيادة المصرية
  • أمريكا أولا والانقلاب الكبير في العلاقات الدولية
  • الشعب الجمهوري: الخطة المصرية للقمة العربية خطوة جادة لحماية حقوق الفلسطينيين