عصب الشارع –
صفاء الفحل
أسوأ مايمكن أن يحدث لدولة أن يبدأ المسئولين فيها إطلاق تصريحات متضاربة وكأنما هناك مجموعة من الحكومات داخل حكومة من المفترض أنها واحدة، فبينما يرفض قائد اللجنة الإنقلابية المشاركة في قمة الإيقاد القادمة في أوغندا والتي ستناقش الأوضاع بالسودان والصومال على إعتبار مشكلة السودان شأن داخلي ولا يحق حتي للاصدقاء من دول الجوار التدخل والعمل على حل مشكلة إستمرار الحرب والظروف الصعبة التي يعيشها كل الشعب السوداني.
في ذات الوقت يقول نائب رئيس مجلس السيادة الافتراضي والذي يغرد في وادي آخر بانه ناقش مع المبعوث الأممي لعمامرة ما يحدث في أمن البحر الأحمر وتأثير الحرب الدائرة في (تهديد مبطن) على ذلك الأمن وأبلغه بأن هذه الحرب لها أبعاد إقليمية ودولية وهو عكس ما قاله البرهان إعلام مجلس سيادتة بأنها شأن داخلي لا يحق لاحد التدخل فيها ولا ندري كيف سيستوي الأمر بأنها شأن داخلي وأن لها تأثير على كل الإقليم بل والعالم.
البرهان (الخجلان) من مواجهة رؤساء الإيقاد الذين طاف عليهم قبل فترة (يرجوهم) تأجيل كافة القرارات الخاصة بالسودان لفترة على إعتبار أن مايحدث عبارة عن تمرد وقتي من قوة قليلة وأن (الجيش) قادر على حسم الأمر خلال أيام حسب ما أملاه عليه الكيزان في بداية الإستنفار ، ولكنه فشل في تنفيذ ذلك الوعد بل إن الأمور زادت سوءاً ومعاناة المواطنين أصبحت لاتحتمل المزيد من الصبر وقد أصبح ليس لديه ما يقوله لهم، ولم يجد غير الهروب من المواجهة والاعتذار عن المشاركة رغم علمه بان هذا الشعب الصابر في أمس الحاجة لهذه المشاركة لعلها تعمل على تحريك المجتمع الدولي لإنقاذ مايمكن إنقاذه.
من المؤسف وفي ظل هذه المعاناة العميقة التي يعيشها كل السودانيين أن تقبض على زمام الدولة مثل هذه المجموعة الأرزقية النفعية المشتتة والتي تبني كل مجموعة مواقفها وقراراتها وما يتواءم مع مصالحها الشخصية حيث يعيش العسكر أحلام الاستمرار في السلطة بكافة الوسائل والطرق بينما تعيش المجموعة الكيزانية ك(طفيلي) في جسد هذه الأحلام وتحاول توجيه سياسة الدولة داخلياً وخارجيا بناءً على مصلحتها، وعلى فتات صراع هذه الموائد يعيش مالك عقار وترك وشيبة وغيرهم من شلة الأرزقية ليأتي هذا التضارب ويجعل كل الأمور تدور في دائرة مغلقة لن يفك طلاسمها إلا قرارات دولية حاسمة منتظرة، تتهرب من مواجهتها دولة بورتسودان المعزولة، فسياسة (الجزرة) اثبتت عدم جدواها مع هذه (الجوغة) التي تعتبر مصالحها فوق مصالح الوطن والشعب.
ومن المنتظر سياسة العصا لحل لغز هذه (الغلوطية) والتي لاندري خلالها هل لهذه الحرب أبعاد إقليمية ودولية ويحق للدول التي تتأثر بها التدخل أم انها شأن داخلي يباد فيه الشعب أرضاً بسلاح الجنجويد وجواً بالطيران العسكري وعلى كل العالم ان يشاهد ويتابع ويصمت.
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص يظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء...
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: شأن داخلی
إقرأ أيضاً:
رئيس اتحاد نقابات الشمال: جهاز الاطفاء في طرابلس غير قادر على تلبية الاحتياجات
قال رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي النقيب شادي السيد في بيان: "لا نكاد ننتهي من ملف حتى يباغتنا آخر وكأن هموم العمال من ضيق في الرزق وغلاء فاحش لا تكفيهم حتى تزيد بعدم قبض مستحقاتهم".
اضاف: "في هذا السياق نستذكر الجديد القديم ملف ومشكلة اتحاد بلديات الفيحاء المالية ولا سيما الاجهزة المرتبطة به من عمال ومياومين والجهاز الاكبر فوج الاطفاء صاحب التضحيات، ولا يزال دم شهيدهم على الارض لم يجف جراء حادثة السقوط المشؤومة، كل ذلك لم يحرك ضمائر المسؤولين لتحريك الملف وإنصافهم في حقوقهم، ومنذ اسبوع طلبت من مكتب وزير الداخلية موعدا لنحل هذه المعضلة الا انني لم ألق جوابا من مكتبه حتى اللحظة".
وتابع: "من هنا جئتكم ببياننا هذا لنضع كل مسؤول امام مسؤوليته، ففي هذه الايام المباركة الاتحاد وفوج الاطفاء دون رواتب ولا طبابة ولا استشفاء حتى لا يوجد تغطية صحية لرجال الاطفاء اثناء مكافحة الحريق، ناهيك عن النقص الحاد في المازوت للآليات. من هنا لا بد من مسارعة وزارتي المال والداخلية وكل المعنيين بهذا الملف الى نجدة الاتحاد وتوفير المال له، اما من صناديق مستحدثة او من خلال سلف خزينة كنا قد وعدنا بها او من خلال قوانين جديدة توفر له الاموال".
واردف: "نلفت الطرابلسيين والمسؤولين في الحكومة، الى ان جهاز الاطفاء في مدينة طرابلس غير قادر على تلبية الاحتياجات ولا على التدخل عند حصول اي كارثة تتطلب منه التدخل السريع والفوري .ونقول هذا الكلام وثمة معيلون لاسر غير قادرين على اطعام عيالهم ولا على تلبية احتياجاتهم ولا على الاستشفاء ولا على الطبابة، لذلك ينبغي لنا ان نكون جديين بمعالجة هذه المشكلة والمسارعة فورا الى حلها، كما حل مشكلة اتحاد بلديات الفيحاء بالكامل".
وختم: "اننا نرفع الصوت لا حبا برفع الصوت انما حبا بمدينة طرابلس وبمصالح الناس وحرصا على فئة من المواطنين الذين يعملون بدون رواتب".