مع دخول العدوان على غزة يومه ال 100 تزايد الخلافات في داخل الحكومة الإسرائيلية التي يرأسها بنيامين نتنياهو فيما بدأت الأصوات التي تطالبه في التنحي تتعالى.

فقد قال رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان إن الحكومة الإسرائيلية الحالية لم تعُد قادرة على قيادة الشعب، مشيرا إلى ضرورة تشكيل حكومة جديدة.

وأشار ليبرمان إلى أن تخلي وزير الدفاع يوآف غالانت عن حكومة الحرب يعدّ مستوى متدنيا لم تصل إليه الحكومة من قبل.

وكان ليبرمان يشير إلى مغادرة غالانت اجتماع مجلس الوزراء الحربي جراء منع مدير مكتبه من الحضور، وسط تزايد التوتر داخل المجلس.

خلافات حادة

وتزامن موقف غالانت مع تزايد التوترات والخلافات داخل مجلس الحرب، وذكرت قناة 13 الإسرائيلية أن غالانت طالب نتنياهو بعدم "التشويش" على عمله داخل الحكومة.

وخلال الشهور الأخيرة، تطرق الإعلام الإسرائيلي مرارا، إلى خلافات مستمرة بين غالانت ونتنياهو، تتعلق بكيفية إدارة العدوان على قطاع غزة، وما بعد الحرب، بالإضافة إلى محاولات نتنياهو المتكررة لتحميل الجيش مسؤولية الحرب على غزة.

ولم تتوقف مشكلات نتنياهو عند خلافه مع وزير حربه، ففي مشهد لافت شارك بيني غانتس، رئيس حزب معسكر الدولة والعضو في مجلس الحرب، في مظاهرة مساء أمس السبت وسط تل أبيب، للمطالبة باستعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة.

ويعدّ غانتس الرجل الأبرز في حكومة نتنياهو ويشكّل ضمانا لبقاء الحكومة، حيث تحالف مع نتنياهو بعد معركة طوفان الأقصى، ورفض مطالب العديد من الساسة الإسرائيليين بالاستقالة لإسقاط نتنياهو وحكومته.

وكان استطلاع للرأي أجرته صحيفة معاريف الإسرائيلية قد أظهر أن 29% من الإسرائيليين يرون أن نتنياهو الأنسب لرئاسة حكومة إسرائيل.

وأشارت معاريف في استطلاعها يوم الجمعة الماضية أن 42% من الإسرائيليين قالوا إن غانتس هو الأنسب للمنصب.

تتزامن تلك التوترات في الحكومة مع ما تشهده مناطق مختلفة في تل أبيب والقدس وحيفا من مظاهرات لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى لدى المقاومة في غزة.

تأتي هذه المظاهرات ضمن فعاليات مستمرة منذ مساء أمس السبت، بالتزامن مع مرور 100 يوم على الحرب.

مظاهرات أهالي الأسرى لم تتوقف منذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي (رويترز) نتياهو مستمر بالحرب

لكن نتنياهو، الذي يعتمد مستقبله السياسي على نتيجة الحرب، أظهر عدم اكتراثه بالدعوات المتزايدة لوضع حد للقتال.

وقال أمس في مؤتمر صحفي بالتزامن مع مرور 100 يوم على الحرب "سنواصل الحرب حتى النهاية.. لحين النصر التام".

وأضاف في المؤتمر أنه ليس "باستطاعة أحد أن يمنع إسرائيل من القتال حتى النصر في غزة، سواء أكان ذلك لاهاي أم ما سمّاه محور الشر".

موقف نتنياهو هذا بات يزعج إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حيث ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مقربين من بايدن يعتقدون أن نتنياهو يطيل أمد الحرب في غزة لأسباب سياسية وشخصية.

وطبقا لذلك فقد ذكر موقع أكسيوس الأميركي أن بايدن أغلق الهاتف بوجه نتنياهو في آخر مرة تحدث فيها معه في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وذلك على الرغم من الدعم العسكري والسياسي غير المحدود الذي قدمته واشنطن لتل أبيب ولا تزال تقدمه في عدوانها على غزة.

بينما ذكر موقع "والا" الإسرائيلي نقلا عن مسؤولين أميركيين قولهم إن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأخيرة إلى إسرائيل أدت إلى تفاقم الإحباط داخل البيت الأبيض والخارجية الأميركية، حيث أوضح بلينكن لنتنياهو ومجلس وزراء الحرب أن خطة إسرائيل لليوم التالي حُلم لا يمكن تحقيقه.

ثقة مفقودة

في هذا السياق أشار الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى أن الوقت الحالي هو الأنسب لإجراء مناقشات مسؤولة للحفاظ على "وحدة البلاد"، مستدركا بالقول إن أي عودة إلى الاستقطاب ستعرض أمن إسرائيل وحياة مواطنيها للخطر.

وأشار هرتسوغ في تصريحات أدلى بها لهيئة البث الإسرائيلية، أن الحرب اندلعت في وقت كانت إسرائيل فيه تعيش حالة استقطاب لم يسبق لها مثيل في تاريخها، مشيرا إلى أن الإسرائيليين رغم ذلك اختاروا الوحدة فورا، حسب زعمه.

ومع دخول العدوان على غزة يومه الـ 100، كشف استطلاع للرأي أن 53% من الإسرائيليين يرون أن تل ابيب لم تنتصر في الحرب في حين قال 30% إن إسرائيل خسرت الحرب، بينما أكد 8% أن إسرائيل مُنِيت بهزيمه ساحقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: العدوان على على غزة

إقرأ أيضاً:

بدء الحساب في الداخل الصهيوني:طوفان الأقصى يطيح برئيس أركان جيش الاحتلال وقائد «المنطقة الجنوبية».. ومطالبات باستقالة نتنياهو وحكومته

 

الثورة  / متابعات

أعلن رئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أمس، قراره الاستقالة من منصبه في شهر مارس المقبل، اعترافا بمسؤوليته عن فشل الجيش في موجهة أحداث 7 أكتوبر.

وعزا هاليفي استقالته إلى تحمله المسؤولية عن فشل الجيش الاحتلال في منع هجوم “حماس” على مستوطنات محاذية لغزة في 7 أكتوبر 2023.

وقال في بيان “أبلغت وزير الدفاع (يسرائيل كاتس) بحكم اعترافي بمسؤوليتي عن فشل الجيش الإسرائيلي في 7 أكتوبر سأطلب إنهاء مهامي في 6 مارس 2025”.

وأضاف هاليفي: “في الوقت المتبقي (من قيادته للجيش) سأستكمل التحقيقات وأحافظ على آليات الجيش الإسرائيلي في مواجهة التحديات الأمنية” حسب قوله.

ويشير بذلك إلى تحقيقات داخلية يجريها جيش الاحتلال بخصوص “إخفاق” 7 أكتوبر 2023، من المقرر أن تنتهي أواخر يناير الجاري.

وقال هاليفي: “سأنقل قيادة الجيش بشكل نوعي وكامل إلى خليفتي (لم يعلَن عن شخصيته بعد)، وأرسلت رسالة إلى وزير الدفاع ورئيس الوزراء بخصوص هذا الموضوع”.

وكان عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين الصهاينة أعلنوا أنهم يتحملون مسؤولية شخصية عن الإخفاق في منع هجوم 7 أكتوبر.

وحتى اليوم، يرفض رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تحمّل أي مسؤولية عن الهجوم.

وسبق أن قدّم عدد من المسؤولين استقالاتهم على خلفية الإخفاق أبرزهم رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش أهارون هاليفا.

من جهته، أعلن قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي يارون فينكلمان مساء أمس استقالته، وهي الثانية في غضون ساعات بعد إعلان استقالة رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي وذلك في اليوم الثالث من وقف لإطلاق النار

وقال الجيش، في بيان: “أبلغ قائد المنطقة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان رئيس هيئة الأركان (هرتسي هاليفي) بقراره الاستقالة من منصبه”.

ونقلت إذاعة الجيش عن فينكلمان قوله في كتاب الاستقالة: “في 7 أكتوبر فشلت في الدفاع عن (منطقة) النقب الغربي، وهذا الفشل سيبقى محفورا في ذهني لبقية حياتي”.

وعلق وزير الحرب الأسبق زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” المعارض أفيغدور ليبرمان قائلا، عبر منصة “إكس”: “بعد استقالة رئيس الأركان، أدعو رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة الآخرين إلى الاستقالة”.

وتتولى الحكومة اليمنية المتطرفة، برئاسة بنيامين نتنياهو، السلطة منذ أواخر ديسمبرويرفض نتنياهو منذ أكثر من عام دعوات المعارضة لإجراء انتخابات مبكرة.

كما كتب زعيم المعارضة يائير لابيد، عبر “إكس”: “تحية لرئيس الأركان هرتسي هاليفي، والآن فليتحمل رئيس الوزراء وحكومته الكارثية بأكملها المسؤولية ويستقيلوا”.

وسبق أن أعلن مسؤولون صهاينة مسؤوليتهم عن الفشل الاستخباراتي والعسكري في مواجهة “حماس”، وقدّم رئيس شعبة الاستخبارات بالجيش أهارون هاليفا استقالته.

في المقابل، يرفض نتنياهو تحمل أي مسؤولية عن هجوم “حماس”، ويتمسك بالاستمرار في منصبه.

وفي 21 نوفمبر أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

وارتكبت دولة الاحتلال بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

مقالات مشابهة

  • إعلامية فلسطينية: استقالة وزراء من حكومة نتنياهو يؤكد رفض إسرائيل وقف إطلاق النار
  • ما خيارات نتنياهو للرد على دعوات الاستقالة والحفاظ على حكومته؟
  • أستاذ علوم سياسية: حكومة نتنياهو تواجه خطر الانهيار
  • أستاذ علوم سياسية: حكومة نتنياهو على حافة الانهيار بعد استقالة «هاليفي»
  • بدء الحساب في الداخل الصهيوني:طوفان الأقصى يطيح برئيس أركان جيش الاحتلال وقائد «المنطقة الجنوبية».. ومطالبات باستقالة نتنياهو وحكومته
  • برئاسة بن سلمان.. حكومة السعودية تهنئ ترامب وتأمل أن يسهم اتفاق وقف النار بإنهاء الحرب الإسرائيلية
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية يدعو نتنياهو وحكومته لتحمل مسؤولية فشل 7 أكتوبر وتقديم الاستقالة
  • لابيد يدعو نتنياهو وحكومته لتحمل مسؤولية فشل 7 أكتوبر وتقديم الاستقالة
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: الحكومة الحالية فشلت ويجب الاستقالة فوراً
  • سخرية وحزن في إسرائيل من وعد نتنياهو بالنصر المطلق في غزة