المينماليزم... طريق المصريين إلى السعادة في ظل الأزمات.. وشباب يقدمون نصائح لتقليل النفقات والاستهلاك
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
"المينماليزم" أسلوب حياة يتمحور حول التخلي عن الأشياء غير الضرورية، والتركيز على ما هو مهم حقًا. ولكي تتبع هذا الأسلوب، عليك أن تسأل نفسك ثلاثة أسئلة: هل أستخدم هذا الشيء؟ هل أحبه؟ هل أحتاجه؟.
إذا أجبت على هذه الأسئلة بوضوح، فستتمكن من التخلص من نصف الأشياء التي تمتلكها، وستتحول من شخص استهلاكي إلى شخص أكثر حكيمًا، يركز على ما هو مهم حقًا في الحياة.
وقد زاد انتشار هذا الأسلوب في مصر مؤخرًا، منذ الأزمات الاقتصادية المتتابعة نتيجة وباء كوفيد وما تلاه من حرب روسيا وأوكرانيا التي أدت إلى ارتفاع أسعار السلع والمنتجات.
وقد وجد الشباب المصريون في "المينماليزم" طريقة لتقليل نفقاتهم، وتحسين حياتهم بشكل عام.
كيف نطبقها في واقعنا
خصص مصطفى مجدي، ناشط بيئي وصانع محتوى عن التنمية، صفحته على فيسبوك من أجل الحديث عن الحد من الاستهلاكية قائلا: الفترة الحالية هي أكثر فترة الناس ممكن تطبق فيها الحياة المستدامة فعلا، نستهلك أقل ونفكر في كل قرارات الشراء ونوجه بنود الصرف بتاعتنا في الأولويات عشان نكون متحكمين في مواردنا المادية بجد".
وتابع نصائحه على صفحته كالآتي:
لا تتبع الإعلانات فالهدف منها أن تقوم بالشراء وتنفق أموالك.قم بإعادة استخدام كل شيء موجود عندك قبل التفكير في شراء شيء جديد.قم بالبيع والشراء من أصدقاءك أو قم بعمل تبديل معهم من الأشياء التي تزيد عن حاجتهم، هذا وقت الحياة المستدامة.بساطة
كون عدد من الشباب المصريين جروبًا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باسم "Arabic Minimalism" (البساطة بالعربية)، بهدف نشر ثقافة المينممالية، وتبادل الأشياء غير الضرورية فيما بينهم.
ويسعى القائمون على الجروب إلى مساعدة الشباب المصريين على العيش بأقل الإمكانيات، من خلال التخلي عن الأشياء غير الضرورية، والتركيز على ما هو مهم.
وجاء تعريف أهداف الجروب كالآتي:
نشر الوعي ومشاركة التجارب في خلق حياة بسيطة، المينيماليزم أو البساطة هو أسلوب حياة بيتجه له العالم كله حاليًا لتقليل المخلفات ولتقليل القلق وتقليل القرارات اللي الشخص محتاج يعملها كل يوم.بيساعد على الشعور بالشكر والامتنان وبيساعد على إنك تركز في العلاقات اللي حواليك بدل ما تركز سعادتك في الأشياء اللي بتملكها واللي سعادتها لحظية مبتستمرش".سلوك ما بعد الحروب
في منتصف القرن العشرين، نظرًا لجميع عواقب ما بعد الحرب والظروف التي عاشها الناس، كان من المنطقي (والإنساني) أن يرغب الناس في شراء المزيد والمزيد بمجرد أن يصبح ذلك ممكنًا في النهاية.
في السابق، عانى الناس من نقص الإمدادات ولم يكن هناك تقريبًا أو بالتأكيد لا توجد مجموعة واسعة من الخيارات فيما يتعلق بالحصول على الضروريات اليومية.
لم تكن هناك عروض في السوق وحتى لو كانت موجودة، فلن يتمكن الناس من تحمل الكثير، لذلك، بمجرد أن ازدهرت النزعة الاستهلاكية، اختبرت التطرف أوجها.
لم يكن الوضع المالي العالمي وحده هو الذي أثر في كل سلوك الشراء في ذلك الوقت، فقد لعب تطوير البنية التحتية (الوصول إلى مواد جديدة مثل الفولاذ والزجاج والخرسانة وما إلى ذلك) دورًا مهمًا أيضًا.
الفن والبساطة
إن البساطة، وهو مفهوم غالبًا ما ارتبط بنيويورك في الستينيات، أصبح الآن معروفًا عالميًا لتركيزه على البساطة والمنفعة والأناقة.
يُشار إليه بعدة أسماء بما في ذلك فن ABC، أو الفن الحرفي، أو فن الكائن، أو الفن الرائع، إن روح "الأقل هو أكثر" هي التي تميز النهج البسيط.
ومع ذلك، تشير معظم المصادر إلى أن حركة Minimalism بدأت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي بسبب تفضيل الفنانين للأشكال والخطوط الهندسية البسيطة، والمعنى الحرفي والموضوعي، تاركين وراءهم التعبيرية التجريدية (وجميع الطبقات غير الضرورية).
لم يكن الأمر مجرد فن من حيث الرسم والنحت، كان الأمر يتعلق بالعمارة وتصميم المنتجات وبعد ذلك حتى التصميم الداخلي وأسلوب الحياة.
قد يؤدي التأكيد على الأجزاء الأساسية فقط إلى عام 1915 عندما أنشأ الرسام الروسي قاسمير ماليفيتش تكوينًا لمربع أسود على خلفية بيضاء - هذا كل شيء، لا أقل ولا أكثر.
مع مرور الوقت، فضل المزيد والمزيد من المهنيين المؤثرين الفن الذي يشير فقط إلى نفسه ولا شيء آخر، وأن يكون واضحًا ويقلل كل ما قد يبدو مفرطًا.
كيف تتجه الدول للبساطة.. الدنمارك نموذجا
تعرف الدنمارك، بأنها دولة متواضعة يبلغ عدد سكانها حوالي 5.7 مليون نسمة، كانت لديها فلسفة تصميمها البسيط الفريدة التي شكلتها الصعوبات الاقتصادية في فترة ما بعد الحرب.
لقد وضع المصممون الدنماركيون في منتصف القرن العشرين، مثل آرني جاكوبسن، وكاري كلينت، وبول هينينغسن، جنبًا إلى جنب مع مبادرات التصميم المبتكرة التي أطلقتها الحكومة، الأساس للحياة الدنماركية البسيطة.
كان الدافع من كل هذا هو البساطة المعمارية، مع تصاميم داخلية وخارجية نظيفة ومتطورة، ولد من الضرورة والرغبة في الراحة، يأتي هذا مع لعب المناخ الدنماركي أيضًا دورًا، حيث يؤثر على إنشاء تصميمات داخلية ممتعة ومريحة - وهي مثال لظاهرة "hygge" الدنماركية.
لا توجد ترجمة حرفية للكلمة "Hygge" التي ظهرت في القرن الثامن عشر في الدنمارك، لكنها تعني بشكل عام أن نولي الأمور اليومية الصغيرة اهتماما ونستمتع بها ولا ندعها تمر دون أن نلاحظها.
حتي عام 2018 حصل الدنمارك على المركز الأول في تقرير السعادة العالمي لتصبح المرة الثامنة لها، وفي 2022 حصلت على المركز الثاني رغم أنها البلد الأكثر برودة عالميا وتزورها الشمس اربع ساعات يوميا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قرارات الشرا غیر الضروریة
إقرأ أيضاً:
مجموعة الأزمات: التمرد في غوما بالكونغو الديمقراطية قد يؤدي إلى حرب إقليمية
قالت مجموعة الأزمات الدولية إن متمردي "حركة إم 23" -المدعومة من رواندا– اجتاحوا مدينة غوما عاصمة إقليم شمال كيفو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وسيطروا على المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة.
وأضافت المجموعة -في تقرير على موقعها الإلكتروني بعنوان "سقوط غوما في الكونغو الديمقراطية"- أن هذا التطور يمثل تصعيدا دراماتيكيا في الأزمة المستمرة منذ مدة طويلة، فقد أدى القتال إلى نزوح أكثر من مليوني شخص من ديارهم، وتعريض الآلاف في أنحاء غوما للانتهاكات من قبل المليشيا المختلفة.
إنكار ودلائلوأكدت المجموعة في تقريرها أن الهدف من هذا التحرك هو توسيع النفوذ وزيادة الضغط على العاصمة كينشاسا لإجبارها على تقديم تنازلات سياسية وعسكرية.
وعلى الجانب الآخر، ذكر التقرير أن رواندا المجاورة نفت أي دور لها في الأزمة، مؤكدة أن الوضع شأن داخلي في الكونغو.
ومع ذلك، تشير الأدلة التي جمعتها مصادر الأمم المتحدة ومجموعة الأزمات إلى وجود أكثر من 4 آلاف جندي رواندي في كيفو الشمالية، مما يؤكد انخراط كيغالي العسكري في المنطقة.
ومع الانهيار السريع للدفاعات الكونغولية، ترى مجموعة الأزمات أن الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي يجد نفسه أمام أزمة سياسية وعسكرية غير مسبوقة، خاصة بعد فشل قواته في الاحتفاظ بأكبر معاقلها في الشرق.
إعلانوأضافت المجموعة أنه وفقا لمصادر أمنية، فإن الجيش الكونغولي لم يكن مجهزا لمواجهة "حركة إم 23" التي حصلت على دعم عسكري ولوجستي من رواندا، عزز قدراتها القتالية.
ورغم إرسال ألفي جندي من بوروندي لدعم الدفاعات الكونغولية قبل سقوط مدينة غوما، فإن هذه التعزيزات لم تكن كافية لوقف تقدم المتمردين.
وساطات متعثرة
ومع تصاعد الأزمة، تتجه الأنظار إلى المساعي الدبلوماسية الرامية إلى احتواء التصعيد العسكري، فقد دعت مجموعة شرق أفريقيا بقيادة الرئيس الكيني وليام روتو إلى عقد محادثات طارئة في 29 يناير/كانون الثاني الجاري، بحضور قادة الكونغو ورواندا وأنغولا، في محاولة لإيجاد تسوية سياسية للنزاع المستمر.
لكن فرص نجاح هذه المفاوضات ضئيلة، في ظل استمرار رواندا في دعم "حركة إم 23″، ورفض كينشاسا التفاوض المباشر مع المتمردين، معتبرة إياهم أداة بيد كيغالي، وفقا لمجموعة الأزمات الدولية.
وأشار التقرير نفسه إلى أن هناك اقتراحا بإنشاء إدارة مؤقتة لمدينة غوما بإشراف قوة أفريقية محايدة، لكن هذا السيناريو يتطلب موافقة رواندا وكينشاسا معا، وهو أمر لا يزال غير متفق عليه.
تداعيات إقليميةوحذرت مجموعة الأزمات من أن فشل المفاوضات قد يدفع المنطقة إلى حرب واسعة النطاق، خاصة مع العوامل التالية:
أولا: تصاعد التوتر بين رواندا وبوروندي اللتين تواجهان خلافات عرقية وسياسية تعود لعقود مضت. ثانيا: احتمال تدخل دول شرق أفريقيا عسكريا لمنع "حركة إم 23" من السيطرة على مدينة بوكافو (شرقي الكونغو)، مما قد يؤدي إلى صراع واسع النطاق. ثالثا: اقتراح مجموعة شرق أفريقيا نشر قوات جديدة لاحتواء الأزمة، لكن ذلك يواجه عقبات دبلوماسية.وأضاف تقرير المجموعة أن هناك تقارير استخباراتية تشير إلى أن كيغالي تسعى إلى ترسيخ سيطرتها على كيفو الشمالية، ليس فقط عبر "حركة إم 23″، بل أيضا من خلال تشكيل تحالفات مع متمردين محليين، في خطوة تهدف إلى إعادة رسم موازين القوى في شرق الكونغو.
مقاتلون من "حركة إم 23" في نقطة مراقبة بشمال كيفو شرقي الكونغو الديمقراطية (الجزيرة) المسار المقبلومع تعقد الأزمة، ترى المجموعة أن جميع الخيارات تبقى مطروحة، في وقت تسعى فيه كينشاسا إلى حشد دعم إقليمي ودولي لاستعادة السيطرة، وفي ظل استمرار رواندا و"حركة إم 23″ في تعزيز نفوذهما الميداني.
إعلانويؤكد تقرير مجموعة الأزمات أن تحقيق الاستقرار في غوما ومنع أي تصعيد داخلها يجب أن يكون أولوية، مشددة على أن الحلول المستدامة لا يمكن أن تتحقق إلا عبر طاولة المفاوضات، وليس بالتصعيد العسكري.
كذلك شدد على ضرورة إشراك جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك كينشاسا ورواندا وأنغولا التي تدير مسار وساطة منفصلا بطلب من الاتحاد الأفريقي لضمان حل شامل ومستدام.
وفي إطار الجهود الدبلوماسية، دعت المجموعة إلى تعاون وثيق بين الدبلوماسيين الإقليميين والأمم المتحدة لإنشاء ممرات إنسانية تضمن وصول المساعدات إلى آلاف المدنيين المحاصرين.
وعلى الصعيد الدولي، شددت مجموعة الأزمات على ضرورة دعم هذا المسار من قبل القوى الفاعلة، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مع توجيه تحذيرات واضحة إلى كيغالي بشأن أخطار التوغل العسكري داخل الكونغو، لما قد يترتب عليه من تداعيات إقليمية خطيرة.
يذكر أن "إم 23" هي حركة مسلحة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، أُسّست عام 2012 بعد فشل اتفاق تم توقيعه عام 2009 بين الحكومة والمتمردين، وتوصف بأنها الجناح المسلح لإثنية التوتسي التي يواجه قادتها اتهامات بأن لهم ارتباطات بحكومة رواندا.
وبعد أشهر من السيطرة على مناطق واسعة من منطقة كيفو الشمالية، تعرضت هذه الحركة لهزائم ساحقة عام 2013، ثم عادت للظهور بقوة منذ عام 2021.
كذلك خاضت "إم 23" معارك ضارية ضد الجيش الكونغولي طوال عام 2024، وارتفعت وتيرة المعارك في ديسمبر/كانون الأول وتسببت في نزوح أعداد كبيرة وخلّفت معاناة إنسانية.