تفقد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يرافقه اللواء عصام سعد محافظ أسيوط، شركتي بترا لصناعة تكنولوجيا المعلومات، وانفروماتيك لتكنولوجيا المعلومات بمقرهما بتفرعات شارعي الجمهورية ومحمود رشوان واللاتي تعملان على مجموعة من الخدمات التكنولوجيا بأحدث الطرق التقنية لتقديم أفضل دعم لعملائها من المؤسسات والشركات الكبيرة والمتوسطة وذلك بالتعاون مع معهد تكنولوجيا المعلومات «ITI» لتأهيل وتشغيل حديثي التخرج لسوق العمل في إطار استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لبناء القدرات الرقمية ورؤيتها لإعداد جيل من العمالة الفنية المؤهلة بأعلى معايير الكفاءة والجودة.

ويأتي تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية ببناء الإنسان وتنمية المهارات والقدرات الرقمية والتي يعد من أحد ركائزها هو تحقيق الشمول التكنولوجي من خلال توفير فرص متميزة في التعلم والتدريب التقني بجميع أنحاء الجمهورية لتحقيق رؤية مصر 2030 واستراتيجية التنمية المستدامة.

الاستحواذ على العديد من المشروعات البرمجية 

وتفقد وزير الإتصالات ومحافظ أسيوط، سير العمل بشركة بترا واستمعا إلى شرح تفصيلي واستعراض لأهم الأعمال بالشركة منذ نشأتها وما تم تنفيذه من أعمال وتدريبات للشباب حيث إن شركة بترا للبرمجيات من الشركات الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات في مصر تأسست عام 2012 واستطاعت على مدار 12 عاما الاستحواذ على العديد من المشاريع البرمجية داخل مصر وخارجها حيث استطاعت الشركة تنفيذ ودعم عدة مشاريع خارج مصر خاصة في دول الخليج لدعم الصادرات المصرية وتقدم مجموعة من البرامج التدريبية للشباب بالتعاون مع معهد تكنولوجيا المعلومات لتأهيل حديثي التخرج لسوق العمل.

كما التقيا مجموعة من الشباب المشاركين في مبادرة وظيفة تك لمتابعة المسارات التدريبية وضمان حصولهم على الاستفادة القصوى.

واستمع لشرح وعرض تقديمي لشركة انفورماتيك التي تم إنشاؤها عام 2000 لتعمل في مجال حلول البرمجيات ويبلغ عدد موظفيها 250 متخصصا في مجالات البرمجيات وتعمل في 3 مجالات رئيسية (نظم التعليم للجامعات، ونظم الشهر العقاري، ومجالات التحول الرقمي للجهات الحكومية) ويتم تصدير خدماتها إلى الخارج ليبلغ دخلها من الخارج 60% من إجمالي الناتج الكلي وتمتلك الشركة فرعاً في محافظة أسيوط قوامه 61 متخصصا في مجالات البرمجيات بينهم 80% إناث، ويمثل خريجو معهد ITI بأسيوط نسبة 90% من فريق العمل بفرع أسيوط حيث من أشهر مشروعاتها (منظومة التوثيق والشهر العقاري في كل من مصر، الكويت، قطر وعمان، ومنظومة إدارة شئون الطلاب بما يقرب من 50 جامعة منها جامعة الأزهر بمصر وجامعة البحرين بالبحرين وجامعة السلطان قابوس بعمان، ومنظومة التصويت الإلكتروني في انتخابات النقابات، النوادي، الاحزاب والجمعيات بجمهورية مصر العربية).

دعم رواد الصناعة

وأكد وزير الاتصالات، اهتمام الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية على دعم رواد الصناعة والأعمال خاصة في صعيد مصر مبدياً سعادته بهذه النجاحات ووجود مثل هذه الشركات الرئدة في تكنولوجيا المعلومات في عاصمة الصعيد ووجوده وسط هؤلاء الشباب الطموح لافتاً إلى تقديمه لكافة سبل الدعم الممكنة وتذليل العقبات لتطوير هذه الشركات وتقدمها وتشجيع الشباب للمضى قدماً في هذا المجال الواعد في مصر والذي يشهد تقدماً ملحوظاً.

وأبدى محافظ أسيوط، سعادته بهؤلاء الشباب والفتيات التي نشعر بالاطمئنان على مستقبل مصر واستكمال مسيرة التنمية والتطوير التي تحدث في كافة المجالات على أرض المحروسة تزامناً مع انطلاق الجمهورية الجديدة، لافتاً إلى أهمية تكاتف الجهود المبذولة بين كافة المؤسسات والهيئات الحكومية وغير الحكومية والقطاع الخاص في هذا القطاع الهام الذي يعتبر مستقبل مصر في مواكبة العصر والتقدم بالعلمي وبناء مصر الرقمية.

وأشار إلى ضرورة فتح أسوق جديدة للعمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات وإتاحة فرص العمل للشباب في سوق العمل في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالداخل والخارج.

كما شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واللواء عصام سعد محافظ أسيوط، حفلا مصغرا بديوان عام المحافظة خلال زيارته للمحافظة اليوم لتفقد وافتتاح بعض مشروعات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث قام عدد من الأطفال والبراعم لمدرستي السلام الإعدادية الثانوية والنيل الدولية بأداء عدد من الأغاني الوطنية والفقرات الفنية والاستعراضية للتراث الصعيدي والفلكلور المصري وحرص الوزير والمحافظ على التقاط الصور معهم وترديد النشيد الوطني لجمهورية مصر العربية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أسيوط محافظة أسيوط وزير الاتصالات زيارة أسيوط الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات تکنولوجیا المعلومات وزیر الاتصالات

إقرأ أيضاً:

مستقبل الاتصالات الرقمية.. من الـ 5G إلى الاتصالات الكمومية

كما نشاهد، فإن التقدم التكنولوجي في مجال الاتصالات يتطور بوتيرة مذهلة، حيث انتقلنا من شبكات الاتصال التقليدية إلى الألياف الضوئية، ثم إلى شبكات الجيل الخامس (5G)، والآن تجري الشركات تجارب على شبكات الجيل السادس (6G). وفي الوقت الحالي، تُناقَش الاتصالات الكمومية بشكل واسع في المؤتمرات المتخصصة، باعتبارها خطوة ثورية نحو المستقبل.

في هذه المقالة، نقدم نظرة شاملة حول الإمكانيات المختلفة التي ستتيحها تقنيات الكم في مجالات الحوسبة والاتصالات وغيرها من القطاعات، وهو ما قد يؤدي إلى تغيير الاتجاه العام للتنمية المشتركة بين الفيزياء الحديثة، وتكنولوجيا المعلومات، والتشفير، والذكاء الاصطناعي.

فما هو الاتصال الكمي؟ وكيف يسهم في حماية نقل المعلومات؟ وكيف سيؤثر على مستقبل الاتصالات؟ كل هذه التساؤلات سنجيب عنها في هذا السرد.

في البداية دعونا نتحدث عن الحوسبة الكمومية التي سوف تعتمد على مبدأها الاتصالات الكمومية. إنها تقنية تعتمد على مبادئ ميكانيكا الكمّ وظواهرها، مثل التراكب الكمومي والتشابك الكمومي؛ لمعالجة البيانات بطرق غير تقليدية. في الحواسيب التقليدية، تُقاس البيانات بوحدات البت (Bit)، والتي تستخدم لمعالجة كل شيء في هواتفنا وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المكتبية والمعالجات المضمنة وخوادم مراكز البيانات والسحابة. بينما تُستخدم في الحوسبة الكمومية وحدات البت الكمومي أو «كيوبت» (Qubit)، وهو اختصار لـ Quantum Bit. يكمن المبدأ الأساسي للحوسبة الكمومية في استغلال الخواص الكمومية للجسيمات لتمثيل البيانات ومعالجتها، بالإضافة إلى توظيف قواعد ميكانيكا الكم في بناء وتنفيذ العمليات الحسابية بطريقة أكثر كفاءة وقدرة مقارنةً بالحوسبة التقليدية.

الفرق بين الحوسبة التقليدية والحوسبة الكمومية

ولو أتينا أن نفرق علميًّا بين الحوسبة الكمومية والحوسبة التقليدية فممكن القول إن الحوسبة الكمومية تعتمد على الكيوبتات مثل ما أسلفنا سابقا، وهي وحدات معلوماتية ممكن أن تكون 0 و1 في الوقت نفسه بفضل خاصية التراكب الكمومي. في المقابل، تعمل الحوسبة التقليدية باستخدام الترانزستورات، التي يمكنها تخزين إما 0 أو 1 فقط، مما يجعلها أقل مرونة من الحوسبة الكمومية.

أما من حيث القوة الحسابية فتتميز الحوسبة الكمومية بقدرتها على النمو أُسِّيًّا مع زيادة عدد الكيوبتات، مما يمنحها إمكانيات مذهلة في معالجة البيانات. بينما في الحوسبة التقليدية، تزداد القدرة الحسابية بشكل خطي مع عدد الترانزستورات، مما يعني أنها تحتاج إلى عدد كبير من الترانزستورات لتحقيق أداء أقوى.

أما من حيث التطبيقات، فإن الحوسبة الكمومية مناسبة لحل المشكلات المعقدة مثل تحليل البيانات الضخمة، المحاكاة، وحل مسائل التحسين التي يصعب حلها بالحواسيب التقليدية. في المقابل، تبقى الحوسبة التقليدية الأفضل للمهمات اليومية مثل تصفح الإنترنت، تشغيل البرامج، ومعالجة البيانات العادية؛ نظرًا لاستقرارها وكفاءتها العالية في هذه الجوانب.

نتقل الآن إلى الاتصالات الكمومية والتي تعد فرعا من العلوم والتكنولوجيا يُعنى بنقل المعلومات عبر الحالات الكمومية، مثل الفوتونات (جسيمات الضوء). وعلى الرغم من أن استخدام هذه التقنية قد لا يُحدث تغييرًا جذريًّا في الحياة اليومية للأفراد، فإنه يمثل ثورة في مجال تبادل المعلومات الآمنة، مما يعزز من مستوى الأمان والسرية في الاتصالات.

وكما نعرف، يرتبط تطور التقنيات الرقمية بالزيادة العالمية في حجم البيانات وتغلغل البيئة الرقمية في جميع مجالات الحياة البشرية. ويعتمد نجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي على حجم البيانات الرقمية المتوفرة والمتاحة والتي تولدها حساسات تقنيات إنترنت الأشياء، فمثلا تتيح الحلول السحابية تخزين ونقل كميات هائلة من المعلومات المتعلقة بالبيانات الشخصية والأسرار التجارية والمالية والإدارة العامة وإدارة البنية التحتية والطاقة والنقل وغيرها، وكلما تم نقل المزيد من المعلومات إلى البيئة الرقمية وتم تنفيذ المزيد من تقنيات إنترنت الأشياء (التحكم عن بعد)، على سبيل المثال، في محطات الطاقة أو المستشفيات أو السيارات أو القطارات، أصبحت الحاجة إلى حمايتها من مجرمي الإنترنت أكثر إلحاحًا.

إن الحاجة إلى إنشاء بيئة رقمية آمنة تشكل تحديا رئيسيا في عصر الثورة الصناعية الخامسة وأحد أهم القضايا في تطوير أنظمة المعلومات والاتصالات بشكل عام، فمع تزايد الهجمات الإلكترونية والتوترات الجيوسياسية، أصبح أمن البيانات أولوية قصوى، ومن دون تكنولوجيات جديدة شاملة تضمن أعلى مستوى من الحماية للبيانات المنقولة فإن تطوير المجتمع الرقمي أمر مستحيل في المستقبل القريب، ولضمان الحماية الموثوقة للمعلومات يتم اليوم إيلاء اهتمام خاص للاتصالات الكمومية، التي تستخدم قوانين الفيزياء الكمومية وطريقة توزيع المفاتيح الكمومية المبنية عليها لإنشاء قنوات اتصال آمنة، والتي ستصبح المعيار الجديد لأمن البيانات في السنوات القادمة.

إن الميزة الأساسية للاتصالات الكمومية هي قدرتها على بناء أنظمة اتصالات آمنة يتم فيها ضمان ثبات المعلومات المنقولة وموثوقيتها من خلال المبادئ الفيزيائية، وليس من خلال الخوارزميات الرياضية، كما هو الحال في الأساليب الحالية.

تستخدم شبكات الاتصالات التقليدية إشارات بصرية عالية الكثافة لنقل المعلومات، حيث تنبعث منها تريليونات الفوتونات في جزء من الثانية، ومع ذلك يمكن للمهاجم اعتراض هذه الإشارة والحصول على جزء صغير منها، وحتى لو كانت المعلومات مشفرة فإن التطورات في تقنيات الحوسبة وزيادة قوة المعالجة تمنح المهاجمين قدرة متزايدة على تحليل البيانات ومحاولة فك تشفيرها.

وعلى عكس شبكات الاتصالات التقليدية، تعتمد الشبكات الكمومية على نقل كميات صغيرة جدًا من الإشعاع الضوئي، بحيث تكون أصغر مما تسمح به قوانين الفيزياء التقليدية. وفي الواقع، يتم نقل فوتونات فردية، حيث يتم ترميز كل نبضة فوتونية بشكل منفصل ومستقل عن النبضات الأخرى. هذا النهج يجعل من الصعب جدًا على أي جهة خارجية اعتراض المعلومات دون التأثير على حالتها، مما يوفر مستوى غير مسبوق من الأمان في نقل البيانات.

وبفضل هذه الخصائص، من المستحيل تحويل مثل هذه الإشارة من خط الاتصال دون أن يتم اكتشافها -وهذا هو الفيزياء التي تم بناء النظام الجديد في مجال أمن المعلومات عليها، حيث لا يملك مجرمو الإنترنت بأي وسيلة لاختراق مثل هذه القناة وإنشاء اتصال سري بخط الاتصال؛ وسوف يصبح أي تدخل من هذا القبيل معروفًا على الفور لمالك النظام.

ومن هنا ممكن أن نقول إن هناك تشفيرا كميا كاملا في نقل المعلومات، مما يجعل من المستحيل على أطراف ثالثة اعتراضها، حيث تحتوي كل رسالة مرسلة على مفتاحها السري الفريد. علاوة على ذلك، فإن السرية المطلقة للمعلومات المنقولة لا يتم ضمانها من خلال القدرات الحاسوبية والتقنية، ولكن من خلال قوانين الطبيعة، حيث يتم نقل الإشارات باستخدام تيار من الفوتونات الفردية، ولا يمكن تقسيم الفوتون أو قياسه أو نسخه أو إزالته دون أن تتم ملاحظته، وبسبب هذه الإجراءات يتم تدمير الفوتون ببساطة ولا يتمكن من الوصول إلى مستقبله.

وتشتمل معدات توزيع المفتاح الكمي على جهاز إرسال كمي (مرسل)، والذي يقوم بتوليد ونقل الإشارات الكمومية، وجهاز استقبال كمي (مستقبل)، والذي يستقبلها ويعالجها. ولكي تعمل هذه المكونات، هناك حاجة إلى قناة خدمات كلاسيكية، وقناة مزامنة لنقل إشارات التحكم، وقناة كمية. يُطلق على هذا الهيكل المعقد من المعدات وقنوات الاتصال اسم نظام الاتصالات الكمومية.

بشكل عام، تعد أنظمة الاتصالات الكمومية جيلًا جديدًا من الأنظمة في مجال الاتصالات الآمنة. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، انتقلت تقنيات الاتصالات الكمومية من البحث الأساسي إلى التطوير التطبيقي والتنفيذ العملي. ويُفسَّر الاهتمام الكبير بهذا المجال بالأهمية الاستراتيجية للاتصالات الكمومية لضمان السيادة الرقمية.

من يتسيد المستقبل؟

وفي الوقت الحالي، تعمل الكثير من الدول مثل الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة المتحدة واليابان والصين وروسيا على إنشاء أطر استخدام تقنيات الاتصالات الكمومية والتي تعد العمود الفقري للاتصالات الكمومية. تقدم هذه الإطارات على مصطلحات وتعريفات وتصف المبادئ العامة ومعايير لاستخدام اتصالات الكم.

وعمليا، عملت كل من الصين وكندا والاتحاد الأوروبي وجمهورية كوريا على دمج الشبكة الكمومية الأرضية مع قطاع الفضاء لإنشاء مساحة معلوماتية آمنة واحدة.

ويعتقد الخبراء أن الاتصالات الكمية ستصبح خلال 10 إلى 15 عامًا عنصرًا أساسيًّا في البنية التحتية الرقمية مثل الحماية من الفيروسات أو تشفير البيانات في كل التطبيقات. ويناقش الخبراء القواعد التنظيمية التي ستلزم المنظمات بحماية أنواع معينة من البيانات باستخدام طرق مقاومة الكم.

وبما أننا في عصر الذكاء الاصطناعي، يعد الاستخدام المشترك للحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي موضوعًا ساخنًا هذه الأيام. وقد دفع هذا النمو البعض إلى القول بأن أجهزة الكمبيوتر الكمومية ستكون قادرة على معالجة كميات هائلة من البيانات لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، متفوقة بذلك على الأنظمة التقليدية. تبدو هذه الفكرة واعدة، ولكن يبقى التحدي في كيفية إدخال كل هذه البيانات إلى الكيوبتات بكفاءة. هناك عدة طرق مقترحة لتحقيق ذلك، ولكن حتى الآن، لا يوجد أي منها يتمتع بالسرعة والكفاءة الكافيتين لجعل الحوسبة الكمومية قابلة للتطبيق على نطاق واسع.

لهذا السبب، من الضروري التعامل بحذر مع العبارات مثل «على نطاق صغير» أو «النموذج الأولي» عند الحديث عن الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي الكمي. في معظم الحالات، يتم تطبيق الحوسبة الكمومية لحل مشكلات محدودة الحجم، بينما لا تزال الأنظمة الكمية بعيدة عن أن تكون قوية وموثوقة بما يكفي للاستخدام التجاري واسع النطاق. ومع ذلك، يواصل الباحثون تطوير تقنيات مثل تصحيح الأخطاء الكمومية وتحسين استقرار الكيوبتات، مما قد يمهد الطريق لمستقبل تصبح فيه الحوسبة الكمومية أداة رئيسية في الذكاء الاصطناعي والتطبيقات المتقدمة الأخرى.

ولطالما كان الذكاء الاصطناعي في الحوسبة الكمومية يكتسب زخمًا كبيرًا يومًا بعد يوم، سيظل كذلك طالما استمر تطور أنظمة الحوسبة الكمومية، ومع التقدم السريع في هذا المجال، يتزايد فهم كيفية معالجة البيانات وإدخالها وإخراجها داخل أنظمة الحوسبة عالية الأداء، مما يعزز من إمكانات الذكاء الاصطناعي الكمي.

وفي السنوات القادمة، وحسب قراءتنا للبحوث العلمي نتوقع أن نرى نتائج عملية واعدة بحلول نهاية هذا العقد، حيث ستبدأ التطبيقات الكمية في تحقيق قيمة واضحة مقارنة بالأنظمة التقليدية، ومع ذلك، لا تزال تقنيات الحوسبة الكمومية بحاجة إلى تطوير كبير قبل أن تتجاوز مرحلة إثبات مفهومها، حيث تقتصر حتى الآن على حل المشكلات الصغيرة بمستويات أداء تقارب الذكاء الاصطناعي التقليدي.

ويظل الذكاء الاصطناعي الكمي أحد أكثر الاستخدامات طموحًا للحوسبة الكمومية، ولكن لتحقيق إمكانياته الكاملة، سنحتاج إلى أنظمة كبيرة تدعم تصحيح الأخطاء الكمومية، ووفقًا لتوقعات الخبراء والباحثين قد يستغرق الوصول إلى هذه المرحلة من سبع إلى عشر سنوات، مما يعني أن التطبيقات الحقيقية في المجال قد تظهر بوضوح في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.

مع استمرار تطور الحوسبة الكمومية، ستتطور كذلك أساليب الذكاء الاصطناعي المرتبطة به، حيث من المحتمل أن تتغير الأساليب الحالية خلال السنوات العشر القادمة، وتتطور مجالات الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي بشكل مستقل، لذا من الضروري مراعاة هذا التغيير في الأبحاث والتطوير؛ لضمان تكامل فعال بين المجالين والاستفادة من إمكانياتهما المتزايدة بشكل متكامل.

د. محمود البحري أستاذ مساعد- كلية الحاسوب وتقنية المعلومات - جامعة صحار

مقالات مشابهة

  • مدبولي: مصر مركز إقليمي لصناعة التعهيد وتكنولوجيا المعلومات
  • تكليفات الرئيس الأبرز.. تفاصيل "مبادرة الرواد الرقميون" لتأهيل الشباب في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
  • وزير الاتصالات: مبادرة الرواد الرقميون تهدف للتوظيف في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجة
  • وزير الاتصالات: "مبادرة الرواد الرقميون" مفتوحة لكل الفئات العمرية والمحافظات كافة
  • مستقبل الاتصالات الرقمية.. من الـ 5G إلى الاتصالات الكمومية
  • وزير العمل ومحافظ القاهرة يُسلمان عقود عمل جديدة لذوي همم من أبناء المحافظة
  • وزير العمل ومحافظ القاهرة يُسلمان 31 عقد عمل لذوى الهمم من أبناء العاصمة
  • وزير العمل ومحافظ القاهرة يُسلمان عقود عمل لعدد من ذوي الهمم
  • وزير الاتصالات يناقش مع العاملين في هيئة الاستشعار عن بُعد دورها في دعم القرارات الاستراتيجية
  • وزير البترول يتفقد شركتي جابكو والعامة للبترول في خليج السويس