دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس   إسماعيل هنية ، اليوم الأحد 14 يناير 2024، إلى تشكيل جبهة عالمية لإسناد المقاومة الفلسطينية، و"حلف الحرية والعدالة لفلسطين"، لكشف "جرائم الاحتلال" الإسرائيلي، بالإضافة إلى "تحالف إنساني لإغاثة غزة ".

حديث هنية جاء في كلمة مسجلة بُثت خلال مؤتمر "الحرية لفلسطين"، الذي انطلق في إسطنبول الأحد ويستمر يومين يناقشها خلالهما قضايا أبرزها "إعادة طرح مخاطر الصهيونية وعنصريتها عالميا".



وقال هنية: "آن الأوان لنخوض معركة التحرير المصيرية، وهو المسار الأصل في ظل مذابح الاحتلال والدعم الأمريكي والغربي له".

ومنذ مئة يوم، بدأت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأحد 23 ألفا و968 قتيلا، و60 ألفا و582 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

هنية أضاف: "يجب تشكيل جبهة قوية واسعة لإسناد المقاومة من قبل النخب.. تشكيل الجبهة العالمية لإسناد المقاومة الفلسطينية، والانخراط الفعلي فيها، نحن في مرحلة لا تصلح الطرق التقليدية فيها للعمل".

وأكمل: "هناك مسار يعمل على تجريم الحركة الصهيونية في كل المحافل الدولية، ويشمل بذل الجهود لإعادة طرح تجريم الصهيونية في الأمم المتحدة، وتوسيع نطاق المقاطعة، وملاحظة قادتها (الصهيونية) السياسيين والعسكريين أمام المحاكم والمحافل، وفرض عزلة ومنعهم من الكلام في الجامعات والمؤتمرات والمحافل المختلفة، وتوسيع مسار التضامن الدولي".

كما دعا إلى "تشكيل حلف الحرية والعدالة لفلسطين لمواصلة الجهود الشعبية والرسمية لكشف جرائم الاحتلال في طريق الشعب الفلسطيني لنيل حريته، وكسر الحصار عن غزة (مستمر منذ 17 عاما).. وأدعو لتشكيل تحالف إنساني لإغاثة أهلنا في غزة".

هنية تطرق إلى المقاومة وهجمات 7 أكتوبر الماضي على إسرائيل بقوله: "قالت المقاومة كلها في (عملية) "طوفان الأقصى" إنها هي أصحاب الأرض ولن نهاجر ولن نسكت (...) مقاومة الشعب الفلسطيني مكفولة وفق الشرائع والقوانين الدولية".

في ذلك اليوم، وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت "حماس" هجوما ضد قواعد عسكرية ومستوطنات بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم خلال هدنة مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها أكثر من 8600 فلسطيني.

وأردف هنية: "أحيي رجال المقاومة وأبطالها في لبنان واليمن والعراق وسوريا (هاجموا أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية تضامنا مع غزة)، وكل الجماهير التي تحتشد في العواصم والمدن القريبة والبعيدة.. وحماس حركة تحرر وطني فلسطيني تعمل مع كل أبناء الشعب لإنجاز مشروع التحرر والاستقلال".

لا نعادي اليهود

و"لا نعادي اليهود، بل نعادي الحركة الصهيونية التي احتلت أرضنا وشردت شعبنا، لسنا دعاة حروب بل طلاب حرية (...) وحماس متمسكة بوحدة الأرض والشعب والقضية"، أضاف هنية.

وتابع: "تؤمن حماس بأن الوحدة الوطنية (إنهاء حالة الانقسام الفلسطينية المستمرة منذ عام 2007) ضرورة لإنجاز مشروع التحرر من الاحتلال، وحماس تتبنى استراتيجية الانفتاح على كافة الدول ومكونات الأمة والعالم".

ومتحدثا عن "الصهيونية والاحتلال الصهيوني" قال إن هذه الحركة "واحدة من أخطر الحركات التي عرفتها البشرية، حيث اجتمعت بها صفات لم تجتمع بغيرها على مر التاريخ، هي حركة عنصرية تكره العرب والمسلمين على أساس عرقهم ودينهم".

وأضاف أنها "تسعى لشطب أي وجود غير يهودي وإحلال المستوطنين مكانهم، وهي حركة إلغائية ترفض الاعتراف بحق أحد في الوجود بفلسطين سوى اليهود، وهي انعزالية ترفض التعايش مع الآخر، واستعلائية تنظر للآخر نظرة دونية لخدمة مشروعها".

وزاد بأن "الصهيونية تنفذ مشروعا استعماريا يستهدف الأرض والإنسان والمقدسات في فلسطين، وهو استعمار سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وديني وعسكري".

واستطرد: "هي حركة وظيفية وظفتها بعض الدول الغربية لخدمة مشاريعها الاستعمارية في المنطقة، أشبه بقاعدة عسكرية متقدمة بمنطقتنا، وحركة إرهابية إجرامية تشكل المذابح جزءا أصيلا من فكرها ومعتقداتها".

وموجها نداءً إلى "أحرار العالم"، قال هنية: "حان الوقت لإزالة القناع عن الكيان الصهيوني وكشف حقيقته (...) وأدعو لإطلاق جهد عالمي شعبي لإعادة تجريم الصهيونية".

وختم بقوله إن "ما يجري من محاكمة الكيان (إسرائيل) حدث غير مسبوق في كشف جرائم العدو وإنصاف شعبنا، ونتطلع أن يصدر قرار من محكمة العدل الدولية لينصف شعبنا بوقف المذابح ومحاكمة مرتكبيها والتأكيد على حق شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال وفق القرارات الدولية ذات الصلة".

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: لإسناد المقاومة

إقرأ أيضاً:

أمير قطر يدعو من دمشق لتشكيل حكومة جامعة في سوريا

يمن مونيتور/ رويترز

شدّد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على “الحاجة الماسة” لتشكيل حكومة جامعة في سوريا خلال زيارة له إلى دمشق الخميس، هي الأولى لرئيس دولة بعد حوالى شهرين من الإطاحة بالأسد، وناقش خلالها الطرفان أيضا مسألة إعادة الإعمار.

وتأتي هذه الزيارة غداة إعلان تولي أحمد الشرع الرئاسة في المرحلة الانتقالية في سوريا في إطار سلسلة قرارات اتخذتها السلطات الجديدة التي أطاحت الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر.

وهنّأ أمير قطر الشرع الخميس “بمناسبة انتصار الثورة السورية واختياره رئيسا للمرحلة الانتقالية” خلال لقاء جمعهما في قصر الشعب في دمشق، بحسب بيان صادر عن الديوان الأميري القطري.

وشدّد في الوقت نفسه على “الحاجة الماسة لتشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب السوري لتوطيد الاستقرار والمضي قدما في مشاريع إعادة الإعمار والتنمية والازدهار”.

وتشمل القرارات التي اتخذتها السلطات الجديدة الأربعاء حلّ كل الفصائل المسلحة ومن بينها هيئة تحرير الشام التي كان يتزعمها الشرع، إضافة الى الجيش والأجهزة الأمنية القائمة في العهد السابق، وإلغاء العمل بالدستور وحلّ مجلس الشعب وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود.

إعادة إعمار

وفضلا عن الاجراءات السياسية التي تعهّدت بها السلطات، تأمل الإدارة الجديدة أيضا بالحصول على دعم الدول الخليجية في إعمار سوريا التي دمّر اقتصادها وبنيتها التحتية بسبب نزاع استمر أكثر من 13 عاما.

وناقشت الدوحة ودمشق الخميس “إطارا شاملا” لإعادة إعمار سوريا، كما أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.

وقال الشيباني خلال مؤتمر صحافي مع وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي “ناقشنا في اجتماعات اليوم إطارا شاملا للتعاون الثنائي فيما يتعلق بإعادة الإعمار”.

وأضاف “غطت مناقشاتنا قطاعات حيوية بما في ذلك البنية التحتية وضمان استعادة أسس المجتمع والاستثمار والخدمات المصرفية وتمهيد الطريق للتعافي الاقتصادي والصحة والتعليم”.

وأعلن الوزير القطري من جهته أن بلاده سوف تستمر “في تقديم الدعم المطلوب على كافة الصعد الإنسانية والخدمية وأيضا فيما يتعلق بالبنية التحتية والكهرباء”.

وأضاف “مشاريعنا كثيرة وما تحدث به سمو الأمير مع فخامة الرئيس هي مجالات كثيرة: ما هو متصل بالجانب الإنساني وما هو متصل أيضا بالجانب التنموي والشراكة الثنائية الاقتصادية بين البلدين”.

ورحّب الوزير القطري كذلك بالاجراءات السياسية الجديدة. وقال “نشكركم على الإعلان الذي قمتم به البارحة بانتهاء مرحلة الثورة والانتقال إلى مرحلة تأسيس الدولة”.

دعم اقتصادي

وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الذي زار دمشق منتصف كانون الثاني/يناير، أعلن أن بلاده ستقدّم الدعم الفني اللازم “لإعادة تشغيل البنى التحتية اللازمة” في سوريا.

وقال إن قطر ستوفّر لسوريا 200 ميغاواط من الكهرباء على أن تزيد الإنتاج تدريجا.

وبحسب مصدر دبلوماسي في الدوحة، فإن قطر تدرس خططا مع دمشق لتوفير أموال لزيادة أجور القطاع العام في سوريا.

وإثر وصول السلطة الجديدة الى دمشق بقيادة أحمد الشرع بعد الإطاحة بالأسد، كانت قطر ثاني دولة بعد تركيا أعادت فتح سفارتها في دمشق.

وأغلقت الدوحة بعثتها الدبلوماسية في دمشق واستدعت سفيرها في تموز/يوليو 2011، بعد أشهر من اندلاع حركة احتجاجية ضد الأسد تحوّلت إلى نزاع دامٍ بعدما واجهتها السلطات بالقمع. وشكلت قطر داعما رئيسا للمعارضة السياسية والعسكرية في سوريا.

على العكس من دول عربية أخرى، لم تستأنف قطر العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في عهد الأسد الذي عاد للحاضنة العربية وشارك في القمة العربية في مدينة جدة في أيار/مايو 2023.

وأجرى وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني زيارة إلى الدوحة مطلع كانون الثاني/يناير التقى خلالها رئيس الوزراء القطري.

ويعدّ أمير قطر أرفع مسؤول يزور دمشق منذ وصول السلطة الجديدة إلى الحكم. لكن دمشق شهدت حركة دبلوماسية نشطة في الأسابيع الأخيرة، حيث توالت الزيارات من موفدين غربيين، مثل وزير الخارجية الفرنسي والتركي ووزيرة الخارجية الألمانية، إضافة إلى موفدين عرب للقاء الشرع.

واستقبل الشرع هذا الأسبوع وفدا من موسكو التي كانت حليفا وثيقا للأسد. واستأنفت الخطوط الجوية القطرية في وقت سابق من كانون الثاني/يناير أولى رحلاتها الى مطار دمشق.

وكانت قطر عرضت المساعدة “لاستئناف” مطار دمشق عملياته و”ضمان صيانته خلال المرحلة الانتقالية”، وفق ما أفاد مسؤول قطري وكالة فرانس برس الشهر الماضي.

إلى ذلك، هنأ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الخميس الشرع غداة تعيينه رئيسا انتقاليا.

وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنّ العاهل السعودي وولي عهده بعثا “برقية تهنئة، لفخامة الرئيس أحمد الشرع، رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية”.

وتمنى الملك سلمان للشرع “التوفيق والنجاح في قيادة بلدكم الشقيق نحو مستقبل مزدهر يحقق تطلعات الشعب السوري”.

وأجرى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الأسبوع الماضي زيارة إلى سوريا دعا خلالها إلى رفع العقوبات الغربية عن دمشق “بأسرع وقت”.

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تُحول فرح فلسطيني إلى فيلم رُعب !
  • حماس تنعى 16 شهيدا من قيادتها السياسية.. أبرزهم هنية والسنوار
  • حماس تنعي 16 شهيدا من قيادتها السياسية.. أبرزهم هنية والسنوار
  • 3 إسرائيليين.. حماس تكشف أسماء أسرى الاحتلال المفرج عنهم غدا السبت
  • أمير قطر يدعو لتشكيل حكومة جامعة في سوريا  
  • أمير قطر يدعو من دمشق لتشكيل حكومة جامعة في سوريا
  • أول تعليق من حركة حماس على عملية تسليم الأسرى
  • “الجهاد” : “مجزرة طمون جريمة نازية لن تكسر شعبنا”
  • غضب في إسرائيل بعد إعلان الإفراج عن زكريا الزبيدي بطل عملية «نفق الحرية»
  • خليل الحيّة: شعبنا قدم نموذجًا فريدًا من الصمود وأفشل مخططات تهجيره