لجريدة عمان:
2025-01-30@20:57:40 GMT

تحديات استراتيجية النمو الصينية الجديدة

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

ترجمة ـ قاسم مكي

في بداية عام 2024 دشنت 14 مقاطعة ومدينة في الصين سلسلة مشروعات "كبيرة" تشير إلى استراتيجية اقتصادية يقودها الاستثمار. إنها استراتيجية مستمرة لكنها متطورة.

على الرغم من النداءات التي أطلقها اقتصاديون عديدون وأنا منهم بالتحول إلى نموذج للنمو يقوده "الاستهلاك" طوال الأعوام الثلاثة عشر الماضية إلا أن الترويج النشط بواسطة الحكومات المحلية لمثل هذه المشروعات يوحي بأن الصين تستمر في الاعتماد على "الاستثمار" لدعم النمو الاقتصادي.

هذه الاستراتيجية على الرغم من عدم خلوها من العيوب إلا أنها معقولة نوعًا ما في الظروف الحالية. في الداخل، قلَّص انعدامُ الثقة المتفشي وسط المقيمين الصينيين الإنفاقَ الاستهلاكي. إذ يشير مسح أجرته مؤخرا جامعة بكين إلى زيادة متواضعة لا تتعدى 4.11% في معدل ثقة المستهلكين خلال الأشهر الستة الماضية.

وخارجيا، شكلت المنافسة الجيوسياسية والحرب التجارية الصينية الأمريكية والانكماش المحتمل في منطقة اليورو تحدياتٍ لتجارة الصين الخارجية.

بالنسبة للقيادة الصينية يحظى الحفاظ على النمو بأقصى قدر من الأهمية اقتصاديا وسياسيا على السواء. وفي نظر بكين الطريقة الأكثر جدوى للحفاظ على نمو الناتج المحلي الإجمالي في نطاق يتراوح بين 4% إلى 5% في عام 2024 هي الترويج النشط للاستثمار. لكن برنامج الاستثمار المحلي لهذا العام خلافًا للمبادرات السابقة يظهر تحولا ملحوظا في الأهداف.

أولا، مشروعات عام 2024 لديها نكهة علمية متميزة. فهي تركز على الجيل الجديد لتقنية المعلومات والأدوية الحيوية والذكاء الاصطناعي وموارد الطاقة منخفضة الكربون. هذا يشير إلى طموحٍ لارتقاء سلسلة التوريد وتطوير محركات نمو جديدة.

ثانيا، هنالك تأكيد على الاستثمار في الرفاه العام.

ثالثا، هنالك انخفاض ملحوظ في مشروعات الاستثمار في العقارات.

وأخيرا، هنالك تأكيد أكثر على الاستثمار الخاص.

في مجال الرفاه العام تستهدف الاستثمارات المحلية في المقام الأول الإسكان الميسور والتعليم والمشافي والمشروعات البيئية.

حسب الاقتصادي الصيني يو يونغدينغ لا تزال لدى الصين فجوة ليست هينة في هذه المجالات مقارنة بالبلدان المتقدمة. ومثل هذا الاستثمار سيعزز أيضا الاستهلاك والنمو الاقتصادي للبلاد.

في قطاع الإسكان بلغ إجمالي الوحدات السكنية المشيدة ذروةً لم تشهدها الصين منذ عام 2017. وهذا ما يجعل تقليل المشروعات العقارية مفيدا.

لكن الاستثمار في مشروعات التقنية وزيادة الاستثمار الخاص يشكلان تحديا. نظريا، الاستثمار في مشروعات التقنية الرفيعة لديه تأثير إيجابي فوري على الناتج المحلي الإجمالي. وقد يعزز الإنتاجية الكلية في الأجل الطويل.

ووسط التنافس المتزايد بين القوى العظمى يفيد الصين أيضا تحقيقها الاعتماد على الذات في التقنيات الأساسية.

لكن مشروعات التقنية الرفيعة عموما لها دورات أطول (يستغرق إكمالها وقتا أطول) ومعدلات مدخلات- منتجات أقل وعائدات غير مضمونة. والاستثمار الضخم على مدى فترة زمنية طويلة يوجد أيضا فائض طاقة إنتاجية كبيرة في قطاعات مثل كهرباء الطاقة الشمسية. وهذا ما من شأنه أن يقلل من فعالية التحسينات في الإنتاجية.

التوسع في الاستثمار الخاص يجلب مصاعب كذلك. فمن أين تحصل الشركات الخاصة على الأموال التي تمول بها استثماراتها؟ السيولة مشكلة كبيرة للعديد من مثل هذه الشركات في الصين. والبنوك الصينية تقليديا تتردد في الإقراض للمؤسسات الخاصة.

بل ما هو أسوأ من ذلك أن مشروعات كبرى وعديدة سيتم تمويلها بواسطة السندات التي تصدرها الحكومات المحلية. ومن المتوقع أن تصل قيمة السندات المحلية الخاصة الجديدة لعام 2024 إلى حوالي 4 تريليونات رينمينبي (560 بليون دولار.)

لكن زيادة إصدار السندات الخاصة بواسطة الحكومات المحلية لدعم استثمارات المشروعات الكبرى غير قابلة للاستدامة في سياق انخفاض الإيرادات الضريبية وتراجع رسوم امتيازات استغلال الأراضي (الامتيازات العقارية) والمستويات المرتفعة للدين المحلي.

بكين في منعطف حرج. ففي سعيها لتوجيه مسار اقتصاد البلاد على الحكومة المركزية أن تضبط بصرامة الزيادة في إصدار سندات الحكومات المحلية. ويجب أن تقدم مقادير كبيرة من الأموال مثلا في شكل دين وطني خاص لدعم استثمارات عريضة القاعدة في البنية الأساسية وأيضا الاستثمارات في التقنية الرفيعة.

المسألة لا تتعلق فقط بإنفاق المزيد من الأموال ولكن بالإنفاق الأكثر ذكاء. فإذا لم يكن من الممكن اتاحة نظام يضمن الاستثمار الفعال والعالي الكفاءة في البنية الأساسية ستستمر الاستثمارات غير المنتجة في الصين.

في الأجل الطويل ستستلزم الاستراتيجية الأمثل إجراء إصلاحات هيكلية تهدف إلى القضاء على الحمائية المحلية، وتعزيز سوق أكثر انصافًا وضمان السكن الميسور. السوق الأكثر عدالة تعني ايجاد بيئة تتوافر فيها للشركات المتوسطة والصغيرة الحجم فرص تأمين التمويل المصرفي بالطريقة نفسها التي يتوافر فيها للشركات المملوكة للدولة إلى جانب المشاركة في عمليات التقديم للعطاءات التنافسية.

هذا يتطلب إرادة سياسية قوية ورؤية لا تستهدف فقط نموا اقتصاديا فوريا ولكن أيضا تنمية مستدامة لا تستثني أحدا. لكن حتى الآن لا تبدو التحولات النوعية وشيكة بالنسبة للصين في هذا العام.

• يوهان جانج أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة كاليفورنيا بيركلي.

• ترجمة لـ(عمان) عن "الفاينانشال تايمز"

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحکومات المحلیة الاستثمار فی عام 2024

إقرأ أيضاً:

وزير الإسكان يتابع مشروعات الطرق بـ «بيت الوطن» ووحدات «سكن لكل المصريين» بالقاهرة الجديدة

أكد المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أهمية وضع خُطط محددة وواضحة للانتهاء من مشروعات الطرق الجاري تنفيذها بأحياء بيت الوطن في مدينة القاهرة الجديدة، فضلًا عن سرعة الانتهاء من تنفيذ 5328 وحدة بالمبادرة الرئاسية سكن لكل المصريين بالمدينة.

جاء ذلك خلال متابعة وزير الإسكان، لأعمال الطرق بمنطقة أحياء بيت الوطن بالامتداد الشرقي في مدينة القاهرة الجديدة، ووحدات المبادرة الرئاسية «سكن لكل المصريين» بالتجمع الثالث بالمدينة.

وشملت مشروعات الطرق تنفيذ عِدة أعمال بأحياء بيت الوطن تشمل المحاور الداخلية بالمشروع بالامتداد الشرقي، بجانب تقدم أعمال تنفيذ وتشطيب العمارات وأعمال الطرق وتنسيق الموقع بـ سكن لكل المصريين بإجمالي 5328 وحدة بالتجمع الثالث بالقاهرة الجديدة.

من جانبه، تفقد رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة المهندس عبد الرؤوف الغيطي، ومسئولو الجهاز، طريق R6 بالامتداد الشرقي، وأعمال تنفيذ طرق بيت الوطن، حيث يجري تنفيذ طريق ABC الذي يربط بين محور 24 أمام النادي الأهلي بطول 3800 م.ط، بـ2 حارة رئيسية، و2 حارة خدمة على جانبي الطريق ومزود بمسار دراجات في الاتجاهين، وطريق MR2 داخل بيت الوطن ومنه للطريق الأوسطي، حيث أنه يفصل بين الحيين الرابع والسادس بالمنطقة.

كما تفقد موقع عمارات المبادرة الرئاسية سكن لكل المصريين بالتجمع الثالث، حيث يجرى تنفيذ 222 عمارة سكنية بها 5328 وحدة بمساحات تتراوح من 90 م2: 120 م2، لمتابعة تقدم الأعمال بمختلف البنود.

وتفقد أيضًا محطة صرف امتداد المستثمرين للتأكد من جاهزيتها والاطمئنان على كفاءة المولدات الكهربائية وتشغيلها في حالة الطوارئ، كما تفقد أعمال رفع الكفاءة للطرق والأرصفة ببعض القطاعات بحي جاردينيا بالتجمع الثالث.

ووجه بمواصلة تكثيف العمل لإنهاء مختلف الأعمال في توقيتاتها المحددة، والاهتمام بأعمال الصيانة والتطوير الدائم لمختلف مرافق المدينة، والحفاظ على المظهر الحضاري بها.

اقرأ أيضاًوزير الإسكان يترأس اجتماع مجلس إدارة الهيئة العامة للتنمية السياحية

وزير الإسكان يصدر قرارات إزالة لتعديات ومخالفات بناء بثلاثة مدن جديدة

وزير الإسكان: إزالة التعديات عن 61 فدانا ببرج العرب الجديدة.. ومواصلة الحملات بعدة مدن

مقالات مشابهة

  • روسيا تسجل نموا اقتصاديا بلغ 4% العام الماضي
  • برلمانية: دعم الاستثمار في الصناعة يعزز الإنتاج المحلي ويقلل الاستيراد
  • نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بمعدل 4.4%
  • الإمارات تحتفي بالسنة الصينية الجديدة بفعاليات ثقافية وترفيهية
  • خالد سعد: الإنتاج المحلي يقلل الأوفر برايس
  • الاقتصاد الألماني يعاني من أزمة وتخوفات من انكماش الناتج المحلي
  • وزيرة التنمية المحلية تبحث تحسين مناخ الاستثمار ومجالات التعاون المشترك
  • وزير الإسكان يتابع مشروعات الطرق بـ «بيت الوطن» ووحدات «سكن لكل المصريين» بالقاهرة الجديدة
  • وزير الإسكان يُتابع مشروعات الطرق بـ"بيت الوطن" بالقاهرة الجديدة
  • وزير الاستثمار لوفد «جي بي مورجان»: مناخ مصر أكثر تنافسية وجاذبية للاستثمارات المحلية والأجنبية