طبيب فلسطيني: كل يوم يموت المصابون أمام عيني وأنا عاجز عن إنقاذهم
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تقريرا عن مستشفى الكويت التخصصي في قطاع غزة، وهو أحد مستشفيَين في مدينة رفح، مسقط رأس الدكتور صهيب الحمص الذي يكابد مشقة كبيرة لأداء عمله وإنقاذ الأرواح.
واستهلت الصحيفة تقريرها بالقول إن الدكتور صهيب الحمص (35 عاما) -مدير المستشفى- يظل مستيقظا طوال الليل على وقع دوي الانفجارات وصراخ المرضى، وقد نال منه التعب والأرق في مدينته رفح التي أصبحت ملاذا للنازحين داخل قطاع غزة.
وقالت إن أصوات القذائف المدوية كثيرا ما تهز نوافذ مستشفى الكويت الذي يشرف الحمص على إدارته، لكن أسوأ الأصوات -كما يقول الطبيب الفلسطيني- تأتي من داخل المرفق نفسه؛ صرخات أطفال بلا عائل، وأنين الجرحى، واستيقاظ المرضى مذعورين وهم يصرخون من الألم بعد أن أدركوا أنهم فقدوا أحد أطرافهم.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن الحرب التي اندلعت قبل 100، عرَّضت الدكتور الحمص وموظفيه وكل سكان قطاع غزة لعنف "لم يسبق له مثيل".
كارثة أكبر منا
ونقلت عن الحمص قوله عبر الهاتف أثناء استراحته بين العمليات الجراحية، "هذه كارثة أكبر منا جميعا".
ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، فإن المستشفى تستقبل نحو 1500 مصاب كل يوم، ويموت ما لا يقل عن 50 شخصا من الكبار والأطفال عند وصولهم بأطراف مهشمة وجروح كاشفة للعظام، ولحم أجسادهم ممزق جراء إصابتهم بشظايا المقذوفات.
ولإيجاد مساحة لاستيعاب تدفق جرحى الحرب يوميا على المستشفى، "حشر" الحمص بضع عشرات من الأسرة الإضافية في وحدة العناية المركزة، وأخلى الصيدلية التي كانت فارغة إلى حد كبير منذ أن حرم الحصار المفروض على قطاع غزة المستشفى من الحقن الوريدية ومعظم الأدوية، في حين لا يزال المرضى يفترشون الأرضيات.
وبحسب تايمز أوف إسرائيل، أضحت مدينة رفح رمزا لأسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تحولت الأبراج السكنية إلى ركام نتيجة القصف الإسرائيلي.
وتابعت أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية والهجوم الموسع على القطاع أديا إلى زيادة عدد سكان رفح من 280 ألف نسمة إلى 1.4 مليون، مما جعل مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين يكتظون في خيام "مهلهلة" تخنق الشوارع.
معاناة متعددة
وتضيف الصحيفة أن معظم الناس يمضون ساعات كل يوم بحثا عن الطعام، ويصطفون في طوابير خارج مراكز توزيع المساعدات، ويقطعون أحيانا كيلومترات سيرا على الأقدام للحصول على عبوات من الفاصوليا المعلبة والأرز.
وقال الحمص إن الخوف والتوتر يطغيان على ملامح زملائه، وتلطخ الدماء والغبار وجوه الجرحى الذين يفدون إلى المستشفى.
ويؤكد مدير مستشفى الكويت "كل يوم يموت الناس أمام عيني لأنني لا أملك دواء أو مرهم حروق أو لوازم لمساعدتهم".
وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن الحمص يعرف زملاء الأطباء والممرضين الذين قُتلوا في منازلهم أو في طريقهم إلى العمل بقذائف المدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة.
وفقد الحمص أيضا العشرات من طلاب الطب الذين يدرسهم في الجامعة الإسلامية بغزة، والذين وصفهم بأنهم "أشخاص طموحون".
"جميعنا سنموت في النهاية، لماذا نخاف من ذلك؟"، يتساءل الحمص ويجيب "ليس لدينا خيار سوى محاولة العيش بكرامة، ومساعدة من نستطيع مساعدتهم".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
داخلية غزة تحذر من حملات التضليل الإسرائيلية وتدعو لفتح معبر رفح
أكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، متابعتها لما وصفته بـ"حملات التضليل والحرب النفسية" التي تشنها أجهزة مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، عبر رسائل نصية ومكالمات صوتية تُوجه إلى هواتف المواطنين، بدعوى تسهيل سفرهم خارج القطاع، في إطار ما اعتبرته محاولات استدراج وخداع تستهدف النيل من صمود الفلسطينيين.
وفي بيان رسمي، دعت الوزارة المواطنين إلى عدم التجاوب مع أي رسائل أو اتصالات مشبوهة تصدر عن الاحتلال، محذرة من الانجرار وراء هذه الأساليب التي قد تعرض سلامتهم للخطر.
كما طالبت الوزارة المجتمع الدولي بالتحرك الجاد للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف ما وصفته بـ"الأساليب الخبيثة" الرامية إلى تهجير السكان من غزة، معتبرة هذه الممارسات انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وشدد البيان على أن الأجهزة الأمنية ستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت تجاوبه مع أدوات المخابرات الإسرائيلية بأي شكل من الأشكال، مؤكدة أن ما عجز الاحتلال عن تحقيقه عبر عدوانه المتواصل، لن يتمكن من تحقيقه عبر التضليل والخداع.
وأعادت الوزارة التأكيد على أن حرية التنقل والسفر حق مكفول لكل مواطن فلسطيني، مشيرة إلى أن استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة يمثل "جريمة متعددة الأوجه" ينفذها الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.
وفي ختام بيانها، طالبت الوزارة بسرعة فتح معبر رفح البري لتمكين الجرحى والمرضى من السفر للعلاج، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية العالقة على الجانب المصري، في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية داخل القطاع.
ويُشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، يواصل بدعم أمريكي، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عدواناً واسع النطاق على قطاع غزة، أسفر عن أكثر من 168 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود.
ويعاني القطاع المحاصر للعام الثامن عشر على التوالي من أزمة إنسانية خانقة، حيث بات نحو 1.5 مليون شخص من أصل 2.4 مليون فلسطيني في غزة بلا مأوى، بعد أن دُمّرت منازلهم بالكامل جراء العدوان.
كما دخل القطاع مرحلة المجاعة نتيجة إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، مما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.