أسامة حمدان يتحدث لـعربي21 عن مفاوضات التبادل والرد على اغتيال العاروري
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أسامة حمدان، على شرط المقاومة في قطاع غزة وقف العدوان بشكل كامل للتوصل إلى اتفاقية تبادل أسرى جديدة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال حمدان في تصريح خاص لـ"عربي21"، الأحد، على هامش مؤتمر "الحرية لفلسطين" الذي يُقام لمدة يومين في مدينة إسطنبول، إن "الوسطاء قدموا مبادرة درسناها داخليا مع فصائل المقاومة، وقدمنا ردا على هذه المبادرة، وكنا واضحين أنه لا يمكن أن يكون هناك أي حل ما لم يقم على وقف العدوان، وبدء والإغاثة والإعمار مع إنهاء الحصار عن قطاع غزة".
وأضاف أن بعد تحقيق شرط المقاومة هذا "يمكن أن نتحدث في موضوع الأسرى"، وتابع: "لا تزال هذه قاعدة الرأي عندنا وحتى الآن الكرة في ملعب الاحتلال"، حسب تعبيره.
وردا على سؤال "عربي21" حول أسباب تمسك المقاومة الفلسطينية بشرط وقف العدوان وتبييض السجون رغم الوضع الإنساني المتدهور، شدد القيادي بحماس على أنه "في كل المواجهات كان الوضع الإنساني ووضع الشعب الفلسطيني صعبا".
وتابع بالقول: "لكن الشعب صابر وصامد وهو يحمي المقاومة، والمقاومة هم أبناؤه المباشرون، وبالتالي الشعب ينظر إلى المعركة على أنها بداية التحرير ويتحمل في سبيل ذلك ما يتحمله"، مشيرا إلى أن "هذا يحتم على أي قيادة ألا تتنازل عن استراتيجياتها، لاسيما موضوع المقاومة الذي طالما وقف الشعب الفلسطيني مؤيدا له وشريكا فيه".
أما فيما يتعلق بتقييم المقاومة الفلسطينية لرد جماعة "حزب الله" اللبنانية على اغتيال القيادي الفلسطيني البارز في حركة "حماس"، صالح العاروري، في العاصمة بيروت، لفت أسامة حمدان إلى أن "الرد على جريمة اغتيال الشيخ العاروري مسؤوليتنا نحن كمقاومة في فلسطين".
وأضاف أن "جريمة اغتيال العاروري لها وجهان، الوجه الأول هو جريمة الاغتيال بحد ذاتها، والوجه الثاني هو الاعتداء على سيادة لبنان"، واستكمل حديثه لـ"عربي21" بالقول: "نحن جميعا نحاول أن نقوم بواجبنا، ولا نطلب من أحد أن يرد على جريمة الاغتيال، وإن فعل ذلك بالتأكيد سوف نشكره على ذلك، ولكن الرد هو مسؤوليتنا".
وحول الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال الفلسطيني أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أوضح حمدان أن "المبادرة الجنوب أفريقية هي دون أدنى شك مبادرة مهمة ومقدرة، وتشكر جنوب أفريقيا عليها، لأنها قامت بعمل يهدف لدعم الشعب الفلسطيني والدفاع عنه ووقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها.
ولفت إلى أن المقاومة "تعتقد أن الحد الأدنى من كل الدول هو أن تنحاز لهذه القضية وأن تقدم دعما لها ولجنوب أفريقيا"، منوها إلى أن "هذه القضية وضعت الاحتلال لأول مرة في تاريخه أمام محكمة العدل الدولية، وهو ما يشير إلى تحول ينبغي أن يقرأ بعناية".
وأوضح حمدان أن هذا "التحول يعكس مزاجا عاما يتصاعد ويزاد في العالم، ينظر للكيان الصهيوني ليس على أنه دولة تحتاج لحماية بل مجموعة من القتلة والمجرمين الذين يرتكبون إبادة جماعية بحق شعب هو صاحب هذه الأرض".
وحول موقف الحكومات العربية إزاء ما يحدث من جرائم إسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، قال حمدان: "أعتقد أن 100 يوم من القتل ينبغي أن تحرك موقفا عربيا يرغم الاحتلال على إدخال الإغاثة والمساعدات في الحد الأدنى لأهلنا في غزة".
وأضاف: أشير هنا إلى أن محامي دفاع حكومة العدو أمام محكمة العدل الدولية تنصل من مسؤولية إسرائيل في منع دخول المساعدات، وهذا يمكن أن يستفاد منه في الدفع باتجاه إدخال المساعدات رغما عن الاحتلال".
وفي وسؤال حول إمكانية أن يتسبب تنصل محامي الاحتلال من مسؤولية إغلاق معبر رفح، قال حمدان إن "هذا سؤال ينبغي أن يوجه للأشقاء في مصر".
وكان محامي الدفاع عن دولة الاحتلال الإسرائيلي، فجر قنبلة سياسية أمام محكمة العدل الدولية الجمعة الماضي، حين حمل السلطات المصرية، المسؤولية عن نقص دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
وقال أحد أعضاء فريق الدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي خلال مرافعته في ثاني أيام المحاكمة، إن "مصر هي المسؤولة عن معبر رفح، وبإمكانها إدخال المساعدات، وهي من تتحمل تفاقم الأوضاع في غزة".
وزعم أن "إسرائيل لم تمنع دخول المساعدات"، معتبر أن "مصر كان بإمكانها إدخال المساعدات إلى غزة من اليوم الأول للحرب".
من جهته، نفى رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، "مزاعم وأكاذيب" فريق الدفاع الإسرائيلي، قائلا في بيان له، إن "تهافت وكذب الادعاءات الإسرائيلية يتضح في أن كل المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الطاقة أكدوا عشرات المرات في تصريحات علنية منذ بدء العدوان على غزة، أنهم لن يسمحوا بدخول المساعدات لقطاع غزة وخاصة الوقود، لأن هذا جزء من الحرب التي تشنها دولتهم على القطاع".
ويواصل الاحتلال لليوم الـ100 على التوالي، ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى نحو 24 ألف شهيد، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ60 ألف مصاب بجروح مختلفة، فضلا عن تدمير 70 بالمئة من الأبنية والبنية التحتية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس أسامة حمدان غزة الفلسطينية فلسطين حماس غزة أسامة حمدان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أمام محکمة العدل الدولیة الشعب الفلسطینی قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
حصار الموت.. الاحتلال الإسرائيلي يمنع المساعدات عن غزة بعد 51 ألف شهيد
أعلنت دولة الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، عن عزمها الاستمرار في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، وذلك في وقت تشهد فيه المنطقة عدوانا يضرب عرض الحائط كافة القوانين والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان، منذ 18 شهراً. وعقب وصف منظمة "أطباء بلا حدود" الوضع في القطاع بأنه تحول لـ"مقبرة جماعية"، مع استمرار سقوط الشهداء يومياً.
ومنذ الثاني من آذار/ مارس، أوقفت دولة الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات إلى غزة، قبل أن تستأنف الهجمات الجوية والبرية في مختلف أنحاء قطاع في 18 من الشهر، وتنهي بذلك وقف إطلاق النار الذي استمر مدّة شهرين.
جراء ذلك، زادت حدّة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وسط الغارات والقصف والهجمات العسكرية المستمرّة، التي قال الدفاع المدني في غزة إنها أسفرت عن استشهاد 11 شخصا على الأقل يوم الأربعاء.
وزعم وزير الحرب لدولة الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، أن "سياسة إسرائيل واضحة: لن تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة، ومنع هذه المساعدات هو أحد أدوات الضغط الرئيسية التي تمنع حماس من استخدامها كأداة ضغط على السكان".
وأضاف كاتس "لا أحد يخطّط حاليا للسماح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، ولا توجد أي استعدادات لإتاحة دخولها". وذلك بعد أن حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الاثنين، من أنّ: "الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ على الأرجح، منذ اندلاع الحرب، مع استمرار الحصار وإغلاق المعابر".
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إلى: مرور شهر ونصف شهر "منذ تمّ السماح بدخول أي امدادات، وهي أطول فترة تتوقف فيها الإمدادات حتى الآن".
وفي ظل الحصار المطبق على القطاع الذي يعيش فيه 2,4 مليون فلسطيني، قالت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية الأربعاء إنّ: "غزة تحولت إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين وللذين يهبون لمساعدتهم، جراء العمليات العسكرية ومنع إسرائيل دخول المساعدات".
وأوضحت منسقة الطوارئ في قطاع غزة، أماند بازيرول: "نشهد بالوقت الحقيقي القضاء على سكان غزة وتهجيرهم القسري" مردفة أنّ: "الاستجابة الإنسانية تعاني كثيرا من انعدام الأمن وحالات النقص الحادة".
وأبرزت المنظمة الإنسانية غير الحكومية أنّ: "سلسلة من الهجمات القاتلة التي شنتها القوات الإسرائيلية تشهد على ازدراء فاضح بأمن العاملين في المجال الإنساني والطبي في غزة". وتم استهداف 11 من المتعاونين مع المنظمة منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتابع بيان المنظمة "نناشد السلطات الإسرائيلية الرفع الفوري للحصار غير الإنساني والقاتل المفروض على غزة، وحماية حياة الفلسطينيين فضلا عن الطواقم الإنسانية والطبية والعمل مع كل الأفرقاء للعودة إلى وقف إطلاق النار والمحافظة عليه".
من جهته، قال الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إنّ: "طواقمنا نقلت إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، 10 شهداء وعددا من الإصابات، بينهم عدد من الأطفال والنساء إثر استهداف الطيران الحربي، فجر اليوم، منزلا لعائلة حسونة في حي التفاح" في شمال شرق مدينة غزة".
وأضاف بصل، في حديثه لوكالة "فرانس برس" أنه: "تم نقل شهيدة طفلة لا تتجاوز العامين من العمر، وخمسة مصابين أخرين جراء استهداف الاحتلال لخيمة نازحين فوق سطح منزل مدمر جزئيا في غرب خان يونس في جنوب قطاع غزة".
إلى ذلك، اضطر مئات الآلاف من السكان للنزوح، وذلك منذ استئناف العدوان الأهوج، علما أن جميع سكان غزة تقريبا أرغموا على النزوح مرارا وتكرارا منذ بداية الحرب مع انعدام الأمن تماما.
ومن المقرر أن تبدأ محكمة العدل الدولية، جلسات استماع، بخصوص التزامات دولة الاحتلال الإسرائيلي الإنسانية تجاه الفلسطينيين، في 28 نيسان/ أبريل، بعد أن طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من المحكمة العليا في لاهاي إصدار رأي استشاري في هذا الشأن.
ويدعو قرار الجمعية العامة محكمة العدل الدولية إلى: "توضيح ما يتعين على إسرائيل القيام به من أجل ضمان وتسهيل توفير الإمدادات العاجلة والضرورية لبقاء المدنيين الفلسطينيين من دون عوائق".