بوابة الوفد:
2025-04-26@03:01:30 GMT

سلام الاستعمار!

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

مشهد الهجوم العنيف على اليمن الذى شنته القوات الأمريكية البريطانية ومن يواليهم تحت مسمى «تحالف الازدهار»، هو أحد مشاهد فيلم «سلام الاستعمار»، سلام المصالح والمطامع وقطع الرقاب، سلام استباحة الأوطان وسفك الدماء، سلام استعمارى بغيض مغلف بعبارات رنانة، تطرب أصحاب الهوى فى خنادق الخوف وسراديب العبودية، سلام يدق طبوله مجرمو عمليات الإبادة الجماعية والضمائر الميتة، سلام يرقص على أنغامه مرتادو جزيرة الشيطان الأمريكى «جيفرى إبستين»، ويرفع رايته المتورطون فى فضائح الاعتداء على قاصرات، هذا السلام لا يمكن قبوله أو الرضوخ له.

هذا الفيلم «سلام الاستعمار» تتسارع أحداثه أكثر وأكبر مما نظن، ويتصارع أبطاله تحت خيط درامى منسوج بدقة عالية على جبهات متعددة، كان أحدثها تجديد محاولات «إثيوبيا» البائسة وغير الشرعية لوضع أقدامها فى البحر الأحمر جنوبًا، ثم رفع السرية عن آلاف الوثائق فى قضية جزيرة «إبستين»، وفضح أبناء الطقوس الشيطانية وجرائم الاعتداء على أطفال قُصر، فى مقدمتهم الرئيس الأمريكى الأسبق «بيل كلينتون» والسابق «دونالد ترامب» وصولًا إلى المحامى الذى اختارته إسرائيل للدفاع عنها أمام محكمة العدل الدولية فى قضية ارتكاب عملية الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى.

تلك القضية التى رفعتها «جنوب إفريقيا»، هذه الدولة التى شربت من كأس مرارة التمييز العنصرى لسنوات طوال تحت مسمى نظام «الأبارتيد»، وهيمنت من خلاله الأقلية البيضاء ذات الأصول الأوروبية «الأفريكانز» على مقدرات البلاد الاقتصادية والسياسية أكثر من نصف قرن.

ثم تزداد الأحداث غموضًا وتشويقًا بعد اكتشاف نفق سرى غير قانونى أسفل كنيس يهودى فى نيويورك لحركة «حاباد لوبافيتش» أكبر منظمة يهودية فى العالم، ولا أحد يعرف  حل لغز هذا النفق ولماذا تم حفره؟! تلك الجماعة المتطرفة استقبل «أوباما» وفدًا منها فى البيت الأبيض 27 أبريل 2015، وبعد الاحتفالات وتبادل التبريكات، قدم الوفد للرئيس شمعدانًا يحمل نقشًا يقول: «سيدى الرئيس، إنكم تمثلون الشعلة الوسطى التى تقف على مستوى أعلى، مكرسة لخدمة الآخرين والصالح العام، وتحمل على كتفيك أحلام وتطلعات أمة بأكملها».. ولا أحد يحتاج هنا فك شفرات أو مضامين سرية ليعرف من المقصود بتلك الأمة وما تعنيه تلك الأحلام!!

هذه الأحداث المتلاحقة من هذا الفيلم البغيض تحتاج مشهدًا من مشاهد استدعاء الماضى «فيد باك»، ليكتمل السياق الدرامى أمام المشاهدين، وتكون عملية التوقعات القادمة للأحداث أكثر دقة، وهو مشهد الهجوم الذى شنته إسرائيل على  سفينة التجسس الأمريكية «ليبرتي» فى شرق المتوسط أثناء حرب يونيو 1967، وأودى بحياة 34 بحارًا وإصابة العشرات من طاقم السفينة، وكانت النتيجة قبول الولايات المتحدة اعتذار إسرائيل عن هذا الهجوم المتعمد فى وضح النهار، وكأن شيئًا لم يكن!

وبعد أيام من تلك الحادثة المليئة بالغموض والأسرار، وتحديدًا فى 8 يونيو حسب ما ذكره محمد حسنين هيكل فى كتاب «الانفجار 1967»، أن السفير السوفيتى فى القاهرة طلب موعدًا عاجلًا مع الرئيس جمال عبدالناصر ليقدم إليه رسالة بعث بها إليه رئيس الوزراء السوفيتى «أليكسى كوسيجين» تقول: «السيد الرئيس، تلقينا الآن من رئيس الولايات المتحدة رسالة طلب إلينا تبليغها إليكم، ونصها كالتالى: إلى الرئيس «كوسيجين» رجاء التفضل بإبلاغ الرئيس عبدالناصر أن قوات إسرائيلية هاجمت عن طريق الخطأ سفينة أمريكية فى شرق البحر المتوسط وقدموا إلينا اعتذارهم عن الحادث».

وفى نهاية لقاء السفير والرئيس، عقب عبدالناصر بكلمة أخيرة قال فيها: «إنه كان يتمنى ألا تصل إليه هذه الرسالة من «جونسون» عن طريق «كوسيجين»، كان يجب أن تروا أنهم يضحكون عليكم وعلينا، ولكنهم يريدون وضعكم فى هذا الموضع وأنتم تقبلون، ومع ذلك فنحن لا نلقى عليكم بالمسئولية وإنما نتحملها وحدنا!».

فى النهاية ومع تسارع مشاهد «الأكشن» فى هذا الفيلم، يبقى السؤال: ماذا يحدث لو توسعت ظلال الحرب وتمددت نيرانها، وقرر الجميع أن يضغط على الزناد، وأصبحنا أمام حرب عالمية مقرها قلب الشرق الأوسط، ماذا سنفعل؟ وإلى أى الجبهات سوف ننتمى؟ رجاء الاستعداد للإجابة لأننا سنتحمل المسئولية وحدنا!

 

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب مشهد الهجوم القوات الأمريكية البريطانية

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إننا: نحتفل فى هذا اليوم المجيد، بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء .. تلك البقعة الطاهرة من أرض مصر، التى طالما كانت هدفا للطامعين، وظلت على مدار التاريخ، عنوانا للصمود والفداء .. سيناء؛ التى نقشت فى وجدان المصريين، حقيقة راسخة لا تقبل المساومة.. بأنها جزء لا يتجزأ من أرض الكنانة  محفوظة بإرادة شعبها وجسارة جيشها، وعزيمة أبنائها الذين سطروا أروع البطولات، حفاظا على ترابها المقدس.


وأضاف الرئيس السيسي: لقد كان الدفاع عن سيناء، وحماية كل شبر من أرض الوطن، عهدا لا رجعة فيه، ومبدأ ثابتا فى عقيدة المصريين جميعا، يترسخ فى وجدان الأمة جيلا بعد جيل، ضمن أسس أمننا القومى.. التى لا تقبل المساومة أو التفريط.

وإننا إذ نستحضر اليوم هذه الذكرى الخالدة، فإننا نرفع الهامات، إجلالا للقوات المسلحة المصرية، التى قدمت الشهداء، دفاعا عن الأرض والعرض، مسطرة فى صفحات التاريخ، ملحمة خالدة من البذل والتضحية .. جنبا إلى جنب مع رجال الشرطة المدنية، الذين خاضوا معركة شرسة، لاجتثاث الإرهاب من أرض سيناء الغالية.

كما نذكر بكل فخر، الدبلوماسية المصرية وفريق العمل الوطنى، فقد أثبتوا أن الحقوق تنتزع بالإرادة والعلم والصبر، وخاضوا معركة قانونية رائدة،
أكدوا بموجبها السيادة المصرية على طابا.. عبر تحكيم دولى .. فكان ذلك نموذجا ساطعا.. فى سجل الانتصارات الوطنية.

شعب مصر الكريم،
لقد أثبتم، برؤيتكم الواعية، وإدراككم العميق لحجم التحديات،
التى تواجه مصر والمنطقة، أنكم جبهة داخلية متماسكة،
عصية على التلاعب والتأثير .. وأن الوطن فى أيديكم، وبوعيكم وفطنتكم، محفوظ إلى يوم الدين.
وفى ظل ما تشهده المنطقة، من تحديات غير مسبوقة، تستمر الحرب فى قطاع غزة، لتدمر الأخضر واليابس، وتسقط عشرات الآلاف من الضحايا، فى مأساة إنسانية مشينة.. ستظل محفورة فى التاريخ.
ومنذ اللحظة الأولى، كان موقف مصر جليا لا لبس فيه، مطالبا بوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بكميات كافية، ورافضا بكل حزم، لأى تهجير للفلسطينيين خارج أرضهم.
إن مصر تقف - كما عهدها التاريخ - سدا منيعا، أمام محاولات تصفية
القضية الفلسطينية .. وتؤكد أن إعادة إعمار قطاع غزة، يجب أن تتم وفقا
للخطة العربية الإسلامية، دون أى شكل من أشكال التهجير، حفاظا على
الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وصونا لأمننا القومى.
إننا نؤكد مجددا، أن السلام العادل والشامل، لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقا لمقررات الشرعية الدولية .. فذلك وحده، هو الضمان الحقيقى، لإنهاء دوائر العنف والانتقام، والتوصل إلى السلام الدائم ..
والتاريخ يشهد، أن السلام بين مصر وإسرائيل، الذى تحقق بوساطة أمريكية،
هو نموذج يحتذى به، لإنهاء الصراعات والنزعات الانتقامية، وترسيخ السلام والاستقرار.
واليوم، نقول بصوت واحد: "إن السلام العادل، هو الخيار الذى ينبغى أن يسعى إليه الجميع" .. ونتطلع فى هذا الصدد، إلى قيام المجتمع الدولى، وعلى رأسه الولايات المتحدة، والرئيس ترامب تحديدا، بالدور المتوقع منه فى هذا الصدد.

الإخوة والأخوات،
وكما كان تحرير سيناء واجبا مقدسا، فإن السعى الحثيث لتحقيق التنمية
فى مصر، هو واجب مقدس أيضا ..وإننا اليوم، نشهد جهودا غير مسبوقة،
تمتد عبر كل ربوع مصر، لتحقيق نهضة شاملة، وبناء مصر الحديثة.. بالشكل الذى تستحقه.
وفى الختام، حرى بنا الوقوف وقفة إجلال وإكبار، أمام شهدائنا الأبرار،
الذين ضحوا بأرواحهم، فداء للوطن،ودفاعا عن المواطنين.
وستبقى مصر بوحدة شعبها، وبسالة جيشها ورعاية ربها، رافعة الرأس.. عزيزة النفس.. شديدة البأس، ترعى الحق وترفض الظلم.
كل عام وأنتم بخير..
ومصر فى أمان ورفعة وتقدم.
ودائما وأبدا:
"تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر"
﴿والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته﴾

طباعة شارك السيسي تحرير سيناء سيناء

مقالات مشابهة

  • الرئيس سلام عرض مع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الهولندي للاصلاحات
  • مصر تقف سدا منيعا.. 10رسائل من الرئيس السيسي بذكرى تحرير سيناء|فيديو
  • الرئيس السيسي: تحرير سيناء واجب مقدس
  • الرئيس السيسي: السلام العادل هو الخيار يجب أن يسعى إليه الجميع
  • الرئيس السيسي: السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية
  • مابل ولف ومدرسة القابلات (1920): الاستعمار المضاد (1-2)
  • السيسي: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين وتقف سدا منيعا أمام تصفية القضية
  • الرئيس السيسي لـ المصريين: بوعيكم.. الوطن محفوظ إلى يوم الدين
  • تزوج عليها بعد 32 عاما.. سوء العشرة يفرق بين زوجة وزوجها.. تفاصيل
  • سوء العشرة تفرق بين زوجة وزوجها بعد 32 عام زواج.. تفاصيل