بوابة الوفد:
2024-11-26@19:12:32 GMT

سلام الاستعمار!

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

مشهد الهجوم العنيف على اليمن الذى شنته القوات الأمريكية البريطانية ومن يواليهم تحت مسمى «تحالف الازدهار»، هو أحد مشاهد فيلم «سلام الاستعمار»، سلام المصالح والمطامع وقطع الرقاب، سلام استباحة الأوطان وسفك الدماء، سلام استعمارى بغيض مغلف بعبارات رنانة، تطرب أصحاب الهوى فى خنادق الخوف وسراديب العبودية، سلام يدق طبوله مجرمو عمليات الإبادة الجماعية والضمائر الميتة، سلام يرقص على أنغامه مرتادو جزيرة الشيطان الأمريكى «جيفرى إبستين»، ويرفع رايته المتورطون فى فضائح الاعتداء على قاصرات، هذا السلام لا يمكن قبوله أو الرضوخ له.

هذا الفيلم «سلام الاستعمار» تتسارع أحداثه أكثر وأكبر مما نظن، ويتصارع أبطاله تحت خيط درامى منسوج بدقة عالية على جبهات متعددة، كان أحدثها تجديد محاولات «إثيوبيا» البائسة وغير الشرعية لوضع أقدامها فى البحر الأحمر جنوبًا، ثم رفع السرية عن آلاف الوثائق فى قضية جزيرة «إبستين»، وفضح أبناء الطقوس الشيطانية وجرائم الاعتداء على أطفال قُصر، فى مقدمتهم الرئيس الأمريكى الأسبق «بيل كلينتون» والسابق «دونالد ترامب» وصولًا إلى المحامى الذى اختارته إسرائيل للدفاع عنها أمام محكمة العدل الدولية فى قضية ارتكاب عملية الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى.

تلك القضية التى رفعتها «جنوب إفريقيا»، هذه الدولة التى شربت من كأس مرارة التمييز العنصرى لسنوات طوال تحت مسمى نظام «الأبارتيد»، وهيمنت من خلاله الأقلية البيضاء ذات الأصول الأوروبية «الأفريكانز» على مقدرات البلاد الاقتصادية والسياسية أكثر من نصف قرن.

ثم تزداد الأحداث غموضًا وتشويقًا بعد اكتشاف نفق سرى غير قانونى أسفل كنيس يهودى فى نيويورك لحركة «حاباد لوبافيتش» أكبر منظمة يهودية فى العالم، ولا أحد يعرف  حل لغز هذا النفق ولماذا تم حفره؟! تلك الجماعة المتطرفة استقبل «أوباما» وفدًا منها فى البيت الأبيض 27 أبريل 2015، وبعد الاحتفالات وتبادل التبريكات، قدم الوفد للرئيس شمعدانًا يحمل نقشًا يقول: «سيدى الرئيس، إنكم تمثلون الشعلة الوسطى التى تقف على مستوى أعلى، مكرسة لخدمة الآخرين والصالح العام، وتحمل على كتفيك أحلام وتطلعات أمة بأكملها».. ولا أحد يحتاج هنا فك شفرات أو مضامين سرية ليعرف من المقصود بتلك الأمة وما تعنيه تلك الأحلام!!

هذه الأحداث المتلاحقة من هذا الفيلم البغيض تحتاج مشهدًا من مشاهد استدعاء الماضى «فيد باك»، ليكتمل السياق الدرامى أمام المشاهدين، وتكون عملية التوقعات القادمة للأحداث أكثر دقة، وهو مشهد الهجوم الذى شنته إسرائيل على  سفينة التجسس الأمريكية «ليبرتي» فى شرق المتوسط أثناء حرب يونيو 1967، وأودى بحياة 34 بحارًا وإصابة العشرات من طاقم السفينة، وكانت النتيجة قبول الولايات المتحدة اعتذار إسرائيل عن هذا الهجوم المتعمد فى وضح النهار، وكأن شيئًا لم يكن!

وبعد أيام من تلك الحادثة المليئة بالغموض والأسرار، وتحديدًا فى 8 يونيو حسب ما ذكره محمد حسنين هيكل فى كتاب «الانفجار 1967»، أن السفير السوفيتى فى القاهرة طلب موعدًا عاجلًا مع الرئيس جمال عبدالناصر ليقدم إليه رسالة بعث بها إليه رئيس الوزراء السوفيتى «أليكسى كوسيجين» تقول: «السيد الرئيس، تلقينا الآن من رئيس الولايات المتحدة رسالة طلب إلينا تبليغها إليكم، ونصها كالتالى: إلى الرئيس «كوسيجين» رجاء التفضل بإبلاغ الرئيس عبدالناصر أن قوات إسرائيلية هاجمت عن طريق الخطأ سفينة أمريكية فى شرق البحر المتوسط وقدموا إلينا اعتذارهم عن الحادث».

وفى نهاية لقاء السفير والرئيس، عقب عبدالناصر بكلمة أخيرة قال فيها: «إنه كان يتمنى ألا تصل إليه هذه الرسالة من «جونسون» عن طريق «كوسيجين»، كان يجب أن تروا أنهم يضحكون عليكم وعلينا، ولكنهم يريدون وضعكم فى هذا الموضع وأنتم تقبلون، ومع ذلك فنحن لا نلقى عليكم بالمسئولية وإنما نتحملها وحدنا!».

فى النهاية ومع تسارع مشاهد «الأكشن» فى هذا الفيلم، يبقى السؤال: ماذا يحدث لو توسعت ظلال الحرب وتمددت نيرانها، وقرر الجميع أن يضغط على الزناد، وأصبحنا أمام حرب عالمية مقرها قلب الشرق الأوسط، ماذا سنفعل؟ وإلى أى الجبهات سوف ننتمى؟ رجاء الاستعداد للإجابة لأننا سنتحمل المسئولية وحدنا!

 

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب مشهد الهجوم القوات الأمريكية البريطانية

إقرأ أيضاً:

عن رئاسة الجمهورية ووقف اطلاق النار في لبنان.. هذا ما قاله سلام

اشار وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، اليوم الاثنين، الى أنه "لن يكون هناك قرار قطعي وجاد لوقف إطلاق النار في الحرب بين اسرائيل وحزب الله قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض في 20 كانون الثاني المقبل، حتى لو جرت محاولات للهدنة قبل فترة الأعياد وآخر السنة".   وقال سلام في مقابلة تلفزيونية، إن "كل رئيس أميركي جديد يجب أن ينجز نجاحا كبيرا داخليا وخارجيا في أول 100 يوم في سدة الرئاسة، وأحد نجاحات ترامب سيكون أنه فور دخوله البيت الأبيض سيقوم بالاتصال برئيس الحكومة الإسرائيليّة ليقول له: بعد هالاتصال ما بيطلع ولا رصاصة"، مشيرا إلى أن "قرارا سبق وتم اتخاذه في الإدارة الأميركية يقضي بمواصلة نتنياهو الحرب الى حين انتخاب الرئيس الجديد لأميركا".


ورأى سلام أن "لبنان أمام فرصة تاريخية لن تتكرر، في ظل وجود لبناني داخل عائلة ترامب، وسيكون موجودا الى جانبه في البيت الأبيض خلال السنوات الأربع المقبلة، فضلاً عن أنه يمكن أن يتم تعيين بولس قريبا مسؤولا عن ملف لبنان أو أكبر من ذلك".   وأشار سلام إلى أنه "عندما كان في أميركا سئل كم قائد جيش انتخب رئيسا للجمهوريّة؟ وهل كانت التجارب ناجحة أم لا؟"، وقال: "كما طرحت في الاجتماعات الأميركيّة ثلاثة أسماء لرئاسة الجمهورية، هي قائد الجيش جوزاف عون، النائب نعمة افرام، والوزير السابق زياد بارود".   وأكد سلام أن "خريطة الطريق التي بحثها مع فريق ترامب تتألف من 3 نقاط: أولا، انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، ثانيا، تحصين الجيش ودعمه عسكريا وأمنيا ووضع برنامج غير مسبوق لحماية الحدود، وثالثا إعادة انتظام العمل القضائي والجسم القضائي"، وقال: "من يظن أن أي دولة غير الولايات المتحدة الأميركية يمكنها حل أزمة لبنان، يكون مخطئا".

وأشار إلى أن "لبنان لن يعطى لأحد، لا لأميركا ولا لإيران"، وقال: "لبنان أمام خيارين، إما البؤس والتعتير وإما رؤية 2030 لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والخيارات مرتبطة بمراحل أولها العودة الى الشرعية الدولية وتطبيق القرار 1701"، متسائلا: "ما إذا كان حزب الله سيضحي من خلال تسليم سلاحه والتحول الى حزب سياسيّ في النسيج اللبناني؟ فلا ضرورة لإستباق الأمور، والقول إننا سنطبع مع اسرائيل".

 
أضاف سلام: "إذا قالت لنا إدارة ترامب سأستكمل مسار اتفاق ابراهام وإعادة فتح أحاديث السلام والتطبيع مع العرب، طبعاً لن نهلل لها ولا نزغرد لها، ولكنَ سنكون أمام واقع، إما أن نكون معهم أو نكون في مصاف الدول التي ستصبح بؤر إرهاب وبؤس، والحديث مع الرئيس ترامب كان واضحا، وهو نفسه قال لي ما قالته لنا الدول العربية: ساعدوا حالكن لنساعدكن".

وردا على سؤال عمّا إذا كان ترامب ، في مرحلة مقبلة، يريد من لبنان توقيع السلام مع اسرائيل؟ أجاب سلام: "طبعا، فمن يعمل على توقيع اتفاق سلام بين اسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسعودية وقطر، سيعمل طبعا على توقيع اتفاق سلام بين اسرائيل ولبنان"،  مشيرا الى أنه "في هذه المرحلة لم يعلّق على هذا الأمر بأي كلمة، لأن في لبنان نظاماً معيّناً، فضلاً عن الخوف من حرب أهليّة، وكمسؤول لبنانيّ، الوقت ليس مناسباً لتوجيه رسائل أو لإتخاذ قرارت معيّنة في هذه المرحلة الحسّاسة".

أضاف: "كل ما قلته في الرسالة الى ترامب أننا نطمح إلى أن نكون في مصاف الدول التي تريد أن تتقدّم وتنجح، أما كيف؟ وبأي شكل؟ وما هي التخريجة التي ستحصل؟ ومن سيقبل؟ ومن لن يقبل سياسيا في لبنان؟ فإن غدا لناظره قريب".

وإذ اعتبر سلام أن "الحروب دائماًما تنتهي بالتسويات، و"العترة عاللي بيروح، والبلد الذي يدفع الثمن"، أكد أن "حزب الله باقٍ مثله مثل أي حزب سياسيّ، والإتفاق حصل بين أميركا وإيران حول شكل حزب الله وتحويله من حزب عسكري الى حزب سياسيّ، كباقي الأحزاب".

وقال: "في هذه المرحلة رجاءً عدم الإستفزاز وعدم استغلال الفرصة والبيئة المتألمة وتهديدها بالمرحلة القادمة، سيبقى حزب الله شريكاً في الوطن بصورة مختلفة، وسيبقى صاحب قرار كبير".

وفي الشقّ الإقتصادي، قال سلام: "إن تكلفة الأضرار المادية والخسائر الاقتصادية في لبنان ستتخطى ال 20 مليار دولار، فهذه الأرقام رأيتها في أوروبا وفي اتصالي بمراكز أبحاث عربية مهمة".

وأكد أن "لبنان يحتاج الى أقله بين 3 الى 5 سنوات صعبة للتعافي"، وقال: "في حال الحصار الكامل، يمكنه الصمود بما يمتلكه من مقومات لفترة بين 4 الى 5 أشهر".

أما كيف يمكن أن يتحمّل لبنان هذه الخسائر، فقال سلام: "بسيطة! فلنسلك خريطة طريق 2030، من يظن أن هناك غير الحضن العربي اليوم وعلى رأسه السعودية وقطر واهم".

مقالات مشابهة

  • زعلوك في الهجوم.. ميكالي يعلن تشكيل منتخب الشباب أمام تونس اليوم
  • سلام: التفاهمات تقضي بأن يتحول الحزب من عسكري إلى سياسي
  • الزار بين التهميش الاجتماعي ورفض الاستعمار (1)
  • عن رئاسة الجمهورية ووقف اطلاق النار في لبنان.. هذا ما قاله سلام
  • العسال: توجيهات الرئيس بمواصلة تحسين مناخ الاستثمار دلالة على عقلية مصر الاقتصادية
  • الرئيس أردوغان: حكومة نتنياهو تقتل كما القتلة المتسلسلون
  • الاستعمار والتدمير المنهجي: قراءة في خيار المقاومة (2-2)
  • مصطفى محمد يقود الهجوم.. تشكيل نانت الفرنسي المتوقع أمام لوهافر
  • تصديري الغذاء: فرص واعدة أمام مركزات الطماطم المصرية بالأسواق العالمية
  • أشرف غريب يكتب: سلام لفيروز في عامها التسعين