عكسُ نتائج اتجاهات العام الماضي بالنسبة للاقتصاد العالمي
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
لقد قام خبراء الاقتصاد السلوكي بتعميم مصطلح «تحيز الحداثة» لوصف ميلنا إلى التأثر بشكل غير متناسب بالأحداث الأخيرة مقارنة بالأحداث السابقة. ولكن هل تتمكن هذه الظاهرة المعرفية من تفسير السبب وراء ميل العديد من المحللين والخبراء إلى التفاؤل بشأن الاقتصاد العالمي في عام 2024؟ أم أن هناك بالفعل اتجاهات إيجابية تعمل على موازنة التحديات الواضحة والمُتصاعدة التي تواجه النمو العالمي؟
لقد عكست مقالة افتتاحية حديثة لصحيفة فايننشيال تايمز هذا التفاؤل السائد، حيث أعلنت أنه «بعد الأداء المرن لعام2023، هناك فرصة كبيرة لأن يكون الواقع في عام 2024 أيضًا أفضل مما كان متوقعًا».
تُشير هذه التطورات إلى أن سياسات البنوك المركزية وحدها -حيث يتوقع المستثمرون حاليًا قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بنحو 1.5 نقطة مئوية- قد لا تكون كافية لتوليد زخم النمو اللازم للصمود أمام التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي.
في الواقع، سيجد المرء صعوبة بالغة في إيجاد اقتصاد ذي أهمية نظامية على استعداد لتحقيق نمو هائل وسريع في العام الحالي. وبينما تظل الصين مثقلة بنموذج اقتصادي يحقق عوائد متناقصة، فقد أقرت السلطات بأن معدل نموها مقيد بسبب عدم الكفاءة المحلية، وجيوب الديون المُفرطة، وزيادة التفكك العالمي، وتسليح الغرب للتجارة والاستثمار. ومن جانبها فإنه من غير المرجح أن تكرر أوروبا الأداء القوي غير المتوقع في العام الماضي، وخاصة في ضوء تباطؤ التصنيع العالمي والركود الاقتصادي في ألمانيا. ومرة أخرى، يبدو أن المحللين يعلقون آمالهم على الاستثنائية الاقتصادية التي تتمتع بها الولايات المتحدة. لكن الأمور تطورت خلال العام الماضي. إن انخفاض مدخرات الأسر في فترة الجائحة وارتفاع الديون يُشكلان تحديات هائلة للاقتصاد الأمريكي المرن بشكل ملحوظ. علاوة على ذلك، من المرجح أن تستمر الزيادات الأخيرة في أسعار الفائدة بتقييد الرهون العقارية الجديدة للأسر، والشركات التي تواجه زيادات كبيرة في نسبة ديون الشركات المتوقع استحقاقها في عام 2025، والمؤسسات غير المصرفية ذات الاستدانة العالية التي تتعامل مع خسائرها. كما أن المناخ الجيوسياسي الحالي لا يساعد على تحقيق نمو قوي. فقد حالت الآثار التي خلفتها العملية التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر ضد إسرائيل، حيث دمرت إسرائيل جزءا كبيرا من قطاع غزة، وأودت حسب التقارير بحياة أكثر من 23 ألف فلسطيني -أغلبهم من المدنيين، بما في ذلك الآلاف من النساء والأطفال- دون محاولات احتواء الأزمة. ويبدو أن إسرائيل وحزب الله اللبناني يتجهان نحو المزيد من الأعمال العدائية، كما تعمل الهجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر من قبل الحوثيين اليمنيين بالفعل على تعطيل التجارة العالمية بطريقة تجدد الضغوط التضخمية المصحوبة بالركود على الاقتصاد العالمي. وبعيدًا عن منطقة الشرق الأوسط، تُواجه الديمقراطيات الغربية والعديد من الدول النامية انتخابات مهمة في العام الحالي. في ظل هذه الظروف، تبدو فرص النمو العالمي القوي في هذا العام ضئيلة للغاية. ومع ذلك، هناك طريقتان للتخفيف من حدة التهديدات التي تفرضها البيئة الاقتصادية والجيوسياسية الهشة على نحو متزايد. أولاً، يتعين على صناع السياسات تنفيذ إصلاحات كبرى للسياسة الاقتصادية، مع التركيز على الإصلاحات الهيكلية الرامية إلى تعزيز محركات النمو والإنتاجية في المستقبل. ثانيا، يتعين على المجتمع الدولي بذل جهود أكبر لإنهاء الأعمال الوحشية في الشرق الأوسط قبل أن ينتشر الصراع إلى مناطق أبعد في مختلف أنحاء المنطقة ويغذي الاضطرابات الجيوسياسية خارجها. وبدون هذه التدخلات، سيُصاب المتفائلون اليوم بخيبة أمل شديدة بحلول نهاية العام.
محمد العريان رئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج، وأستاذ بكلية وارتون بجامعة بنسلفانيا ومؤلف كتاب «اللعبة الوحيدة في المدينة: البنوك المركزية، وعدم الاستقرار، وتجنب الانهيار التالي».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاقتصاد العالمی البنوک المرکزیة أسعار الفائدة فی عام عام 2023
إقرأ أيضاً:
رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام بالوزارة ومدير المديرية يتفقدان مدارس بورسعيد
تفقدت الدكتورة هالة عبد السلام خفاجي رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام بوزارة التربية والتعليم، وطاهر الغرباوي مدير مديرية التربية والتعليم ببورسعيد، اليوم الخميس، عدد من مدارس بورسعيد لمتابعة انتظام سير العملية التعليمية.
جاء ذلك بحضور رمضان عبد الحميد مدير عام الإدارة العامة للتعليم الإعدادي بالوزارة، وسحر الألفى مدير عام الإدارة العامة للتربية الخاصة، ومحمد عبد الرحمن عضو التعليم الابتدائي، ومحمود بدوي مدير عام التعليم العام والدكتور هشام الجعبري مدير عام إدارة شرق التعليمية، وفاطمة هجرس وكيل الإدارة والدكتورة آمال شعبان مدير إدارة التعليم الابتدائي والدكتورة سوزان البغدادي مدير إدارة المدارس الرسمية والمتميزة للغات، وسامي الرشيدي رئيس مجلس أمناء إدارة شرق التعليمية ولفيف من قيادات التعليم بالمحافظة.
وبدأت الجولة بتفقد مدرسة عمرو بن العاص الرسمية للغات، وكان في استقبال الحضور أمل الخولاني مدير المدرسة وشاهدوا محاكاة من طلاب المدرسة لتطبيق إدارة كاملة من معلمين وطلاب ليوم دراسي نموذجي بالإضافة إلى مشاهدة عرضًا مسرحيًا لطلاب المدرسة عن ظاهرة تسريب الامتحانات.
كما تفقد الجمع روضة أطفال مدرسة الفرما الابتدائية، وفصول مدرسة اللواء سماح قنديل الإبتدائية، وأثنت الدكتورة هالة عبد السلام على المستوى العلمي للطلاب والقراءة والكتابة الحرة وعلى قدرتهم على تنفيذ المهام الإملائية بصورة دقيقة.
وفى ختام الجولة تفقد الحضور مدرسة الشهيد أسامة عيد عبد الرحمن الابتدائية وشاهدوا عرضًا عسكريًا ورياضيًا لطلاب المدرسة أثنى عليه الحضور كما تفقدت رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام مع الحضور قاعات رياض الأطفال، مشيدة بجهود المعلمات في هذه المرحلة السنية المهمة في بناء شخصية الطالب وزيادة وعيه.