بوابة الوفد:
2025-02-01@23:06:07 GMT

فاتن حمامة تكره (بين الأطلال)

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

على الرغم من مرور تسع سنوات على رحيل السيدة فاتن حمامة، (17 يناير 2015)، إلا أن تاريخها الفنى مازال عامرًا بالأسرار والحكايات والغرائب التى لا يعرفها الكثيرون. الأمر الذى يؤكد أن الفنان الجاد الموهوب غزير الإنتاج قادر على إسعاد الناس وإثارة خيالهم حتى بعد رحيله.

أجل... لا غرابة ولا خطأ فى العنوان الذى كتبته هنا، فالسيدة فاتن نفسها هى التى أعلنت عدم حبها لفيلمها الشهير (بين الأطلال) الذى أخرجه عز الدين ذوالفقار وعرض فى 9 فبراير 1959.

جاء هذا الكلام فى البرنامج التليفزيونى (سهرة مع فنان) الذى أذيع قبل ستين سنة، وبالتحديد فى نهايات عام 1963، لأنها تقول إنها بصدد عمل دوبلاج فيلمها الأخير (من أنا)، لكن هذا الفيلم تغير اسمه إلى (الليلة الأخيرة) الذى عرض فى 23 ديسمبر 1963.

أجرت اللقاء المذيعة الجادة المهذبة ذات الصوت الخفيض السيدة الراحلة أمانى ناشد (1936/ 1980). فى البداية قالت أمانى بأداء يقر حقيقة مطلقة: (البرنامج النهادرة بيستضيف نجمة السينما العربية الأولى السيدة فاتن حمامة).

فى ذلك الوقت كانت فاتن قد بلغت 32 عامًا فقط، (مولودة فى 27 مايو 1931)، ومع ذلك استحوذت على هذا اللقب الرفيع عن جدارة. ارتدت (الست فاتن)، كما كانت تناديها المذيعة اللطيفة، فستانا أنيقا بلا أكمام ومضت تجيب عن الأسئلة الموجهة إليها ببساطة وأريحية، دون أن تفارقها ابتسامتها الرقيقة الطبيعية.

فى هذا اللقاء المميز تحدثت صاحبة (دعاء الكروان) عن كيفية دخولها عالم السينما وهى طفلة لم تتجاوز عامها السابع، عندما اشتركت فى بطولة رابع أفلام محمد عبدالوهاب (يوم سعيد/ 1940)، ثم انتقلت إلى الحديث عن مشاركتها فى بعض الأفلام الأجنبية وأهمية ذلك للفنان حتى لو كان الدور صغيرًا.

كما انتقدت (الفقر) فى إنتاجنا السينمائى، حيث أوضحت أن الفيلم المصرى يتكلف نحو 40 ألف جنيه فقط، فى حين أن تكلفة الفيلم الأمريكى تبلغ نحو أربعة ملايين، مؤكدة أننا لن نصل إلى المستوى العالمى فى السينما دون إنفاق سخى، مع الاستعانة بالخبراء الأجانب فى الإخراج والتصوير والمونتاج إلى آخره حتى نتعلم منهم، وهذا ليس عيبًا.

المفارقة أن فاتن حمامة انتقدت أداء الحكومة (فى زمن عبدالناصر) فى تعاملها مع مهرجانات السينما العالمية، لأنها لا ترسل سوى نجمة واحدة وبرفقتها ثلاثة رجال على الأكثر، فى حين أن الوفد الهندى، على سبيل المثال، يتكون من 20 نجمًا ونجمة، الأمر الذى يجذب أنظار المصورين فتنتشر صور هؤلاء النجوم فى العالم.

اللافت أن فاتن أعلنت عدم حبها لفيلمها الأشهر (بين الاطلال) رغم إعجاب جمهور ذلك الزمان به، معللة ذلك بأنها تكره الميلودراما، وأن الحزن كان يرافقها قبل التصوير وأثناء التصوير وبعد التصوير، وأن هذا الأمر غير محبب لها على الإطلاق.

أما دورها فى (دعاء الكروان) فأكدت اعتزازها الشديد به... ومعها حق طبعًا.

اللقاء ثرى وشائق وممتع... رحم الله (الست فاتن).

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق فاتن حمامة فاتن حمامة

إقرأ أيضاً:

الرئيس المقاول

دونالد ترامب اكثر رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية إثارة للجدل لا يكاد يمر يوم واحد دونما ان يصدر قرارا او تصريحا يشعل ضجيجا اعلاميا ينتهى بتوجيه سهام النقد الحاد بسبب سلوكه الطائش فهذا الرجل كسر الرقم القياسى فى فترة وجيزة بتوقيع 350 امرا تنفيذيا طبقا لما تعهد به فى حملته الانتخابية، شملت هذه الأوامر قضايا الهجرة والاقتصاد والمساواة والعفو الجنائى وغيرها، وألغى أيضا قرارات تنفيذية كان اتخذها سلفه جو بايدن لذا ثمة تساؤلات مشروعة عن هوية ترامب السياسية بسبب خطابه الشعبوى المقلق وسياسته الهوجاء فتوجهاته الصادمة تبث الرعب والهلع بين الاصدقاء قبل الأعداء فهل هو مجرد رئيس جمهوري بالمفهوم الكلاسيكى أم انه يشكل ظاهرة سياسية قائمة بذاتها لذا يعد التحليل السيكولوجى لشخصية أقوى رئيس فى العالم فرض عين وقد خلص مجموعة مرموقة من أساتذة علم النفس الأمريكيين بعدما قاموا باجراء أبحاث علمية حول شخصيته استندت إلى نظريات عالم النفس الشهير سيجموند فرويد بأنه شخص لديه الكثير من العقد النفسية التى تجعله غير لائق أو مؤهل ليكون على رأس السلطة وخرجت تلك التحليلات بنتيجة مثيرة تفيد بأنه مريض بالنرجسية الخبيثة فهو كما يصفونه سياسى ميكافيلى غشاش سادى عنصرى محتال معتل اجتماعيا مجرد من الانسانية مؤمن ايمانا عميقا بفلسفة القوة على غرار هتلر وموسولينى قد يظن البعض ان ذلك من قبيل المبالغة ولكن بنظرة متعمقة لتاريخه المشبوه كرجل أعمال فى مجال التطوير العقارى الذى جعل منه نجما لامعا فى محيط الصفوة المدهش انه اقر بنفسه بكل هذه الصفات المشينة فى كتابه The art of deal فن الصفقة والذى نشر فى عام 1987 بمشاركة الصحفى تونى شوارتز وحصل على المركز الأول فى الأكثر مبيعا فى قائمة نيويورك تايمز فهو يعده من اعظم انجازاته الفكرية وانه كتابه المفضل بعد الكتاب المقدس!! يسعى بشكل حثيث فى هذا العمل الركيك إلى سرد سيرته الذاتية منذ الطفولة وتوضيح تجربته الشخصية واسلوبه ونجاحه فى مجال الأعمال، حيث يشارك استراتيجياته ومبادئه التى اعتمد عليها خلال صفقاته الكبرى من خلال 11 خطوة للنجاح فى الأعمال مستوحاة من كتاب «قوة التفكير الإيجابي» لنورمان فينسنت بيل. يذكر ترامب مراحل تعليمه المتواضعة فقد قضى سنتين فى جامعة فوردهام فى عام 1964، انتقل بعدها إلى مدرسة وارتون للأعمال بجامعة بنسلفانيا لكن التأثير الاكبر يعود إلى والده فريد ترامب المطور العقارى الذى كون ثروته الطائلة عن طريق بناء الشقق السكنية فى نيويورك وتشييد مساكن للعسكريين الأمريكيين. وكان يرفض بعنصرية مقيتة بيع الوحدات السكنية الى الملونين وخاصة السود وسار الابن على نفس نهج أبيه ولا يستحى من ان يقدم نصائحه للجمهور عن فن عقد الصفقات حيث يعتقد أن الصفقة الناجحة تعتمد على مهارات التفاوض والإقناع، واختيار التوقيت السليم، والقدرة على التحكم فى الرأى العام ويعتبر استراتيجيته التضخيم الصادق جزءا مهما من فلسفته، حيث يمزج بين المبالغة والتفاؤل ما يمكنه من خلق اهتمام زائف بمشروعاته، فمن خلال هذا النهج الملتوى ، يستطيع تشكيل تصورات إيجابية عن مشاريعه، وزيادة قيمتها، وتحقيق زخم يعزز النجاح.

مفتاح فهم سياسات الرئيس ترامب هى كونه يفكر كمقاول بناء وليس كقائد لدولة عظمى فهو مصاب بتضخم الأنا فكل افكاره السياسية غير عقلانية أو واقعية ولأنه يتصف بالعناد والحماقة معا فهو يرى فى معتقداته غير العقلانية حقائق مطلقة يستطيع اجبار الآخرين على تنفيذها. ومثل هذه الأوهام لها سوابق مثل جعل كندا الولاية 51 وسرقة جزيرة جرينلاند من الدانمارك والاستيلاء على قناة بنما وجوب تنظيف غزة بتهجير قسم كبير من سكانها الى مصر أو الأردن أو حتى ألبانيا أو إندونيسيا ومن هنا كان خوف العالم الذى أصبح يدرك مخاطر حكم هذا الامبراطور الشعبوى واعتقد ان البداية الحقيقية كانت من ردة فعل الأبطال الغزاويين الذين قاموا بمشهد أسطورى اذهل العالم اجمع بالسير عشرات الكيلومترات على الأقدام الى ارضهم التى دمرها النازيون الجدد على أمل جعلها خرابات غير قابلة للحياة الادمية لكنهم خالفوا كل توقعات اعدائهم وقرروا التشبث بأرضهم وهم يعلمون أن لا ضمانة لهم ولا مكانة ولا احترام ولا وعد ولا عهد فى أى مكان آخر اعتقد أن بهكذا ارادة فولاذية وعزيمة انسانية عظيمة قادرة على تحدى جبروت عقلية الرئيس المقاول الذى يريد ان يغير العالم باتجاه معاكس لدوران عقارب الساعة بالقضاء على العولمة بالخروج من التجارة العالمية واتفاقية باريس للمناخ التى تعنى انفلات الاحتباس الحرارى وتغيير تقاليد الناتو بالحصول على أجور نقدية لحماية أوروبا وحلفائها فى جنوب اسيا والخليج العربى إلغاء اتفاقية البرنامج النووى مع ايران إنهاء رؤية حل الدولتين.

 دونالد ترامب هو خليط مدهش من رؤية توفيق عكاشة وذكاء رضا عبالعال وفهلوة حمو بيكا وقد قال الروائى الامريكى جوزيف هيلر مقولة عظيمة عن جنون العظمة «مجرد أنك تعانى جنون العظمة لا يعنى أنهم لا يطاردونك».

مقالات مشابهة

  • مراحل التصنيع .. فاتن عبد المعبود تجري جولة في مجمع إنتاج الكوارتز
  • تعظيم القيمة المضافة.. المصرية للتعدين: ننتج ألواح الكوارتز .. والمجمع به 6 مصانع
  • فاتن عبد المعبود : مصنع إنتاج الكوارتز الأول في مصر والشرق الأوسط
  • "تحولات السينما العُمانية".. رصد تاريخي لنصف قرن من الإبداعات على "الشاشة الكبيرة"
  • شاهد| فعاليات الصالون الثقافي "السينما والذكاء الاصطناعي" بحضور نجوم الفن
  • ريتشارد جير سينال جائزة غويا لـمساهمته الاستثنائية في السينما
  • ريتشارد غير يُكرَّم بجائزة غويا لمساهمته في السينما والعمل الإنساني!
  • نظرية المؤامرة
  • الرئيس المقاول
  • إيرادات السينما أمس.. الدشاش في المقدمة وسنو وايت يحصد 523 جنيها