بوابة الوفد:
2024-07-01@19:56:30 GMT

فاتن حمامة تكره (بين الأطلال)

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

على الرغم من مرور تسع سنوات على رحيل السيدة فاتن حمامة، (17 يناير 2015)، إلا أن تاريخها الفنى مازال عامرًا بالأسرار والحكايات والغرائب التى لا يعرفها الكثيرون. الأمر الذى يؤكد أن الفنان الجاد الموهوب غزير الإنتاج قادر على إسعاد الناس وإثارة خيالهم حتى بعد رحيله.

أجل... لا غرابة ولا خطأ فى العنوان الذى كتبته هنا، فالسيدة فاتن نفسها هى التى أعلنت عدم حبها لفيلمها الشهير (بين الأطلال) الذى أخرجه عز الدين ذوالفقار وعرض فى 9 فبراير 1959.

جاء هذا الكلام فى البرنامج التليفزيونى (سهرة مع فنان) الذى أذيع قبل ستين سنة، وبالتحديد فى نهايات عام 1963، لأنها تقول إنها بصدد عمل دوبلاج فيلمها الأخير (من أنا)، لكن هذا الفيلم تغير اسمه إلى (الليلة الأخيرة) الذى عرض فى 23 ديسمبر 1963.

أجرت اللقاء المذيعة الجادة المهذبة ذات الصوت الخفيض السيدة الراحلة أمانى ناشد (1936/ 1980). فى البداية قالت أمانى بأداء يقر حقيقة مطلقة: (البرنامج النهادرة بيستضيف نجمة السينما العربية الأولى السيدة فاتن حمامة).

فى ذلك الوقت كانت فاتن قد بلغت 32 عامًا فقط، (مولودة فى 27 مايو 1931)، ومع ذلك استحوذت على هذا اللقب الرفيع عن جدارة. ارتدت (الست فاتن)، كما كانت تناديها المذيعة اللطيفة، فستانا أنيقا بلا أكمام ومضت تجيب عن الأسئلة الموجهة إليها ببساطة وأريحية، دون أن تفارقها ابتسامتها الرقيقة الطبيعية.

فى هذا اللقاء المميز تحدثت صاحبة (دعاء الكروان) عن كيفية دخولها عالم السينما وهى طفلة لم تتجاوز عامها السابع، عندما اشتركت فى بطولة رابع أفلام محمد عبدالوهاب (يوم سعيد/ 1940)، ثم انتقلت إلى الحديث عن مشاركتها فى بعض الأفلام الأجنبية وأهمية ذلك للفنان حتى لو كان الدور صغيرًا.

كما انتقدت (الفقر) فى إنتاجنا السينمائى، حيث أوضحت أن الفيلم المصرى يتكلف نحو 40 ألف جنيه فقط، فى حين أن تكلفة الفيلم الأمريكى تبلغ نحو أربعة ملايين، مؤكدة أننا لن نصل إلى المستوى العالمى فى السينما دون إنفاق سخى، مع الاستعانة بالخبراء الأجانب فى الإخراج والتصوير والمونتاج إلى آخره حتى نتعلم منهم، وهذا ليس عيبًا.

المفارقة أن فاتن حمامة انتقدت أداء الحكومة (فى زمن عبدالناصر) فى تعاملها مع مهرجانات السينما العالمية، لأنها لا ترسل سوى نجمة واحدة وبرفقتها ثلاثة رجال على الأكثر، فى حين أن الوفد الهندى، على سبيل المثال، يتكون من 20 نجمًا ونجمة، الأمر الذى يجذب أنظار المصورين فتنتشر صور هؤلاء النجوم فى العالم.

اللافت أن فاتن أعلنت عدم حبها لفيلمها الأشهر (بين الاطلال) رغم إعجاب جمهور ذلك الزمان به، معللة ذلك بأنها تكره الميلودراما، وأن الحزن كان يرافقها قبل التصوير وأثناء التصوير وبعد التصوير، وأن هذا الأمر غير محبب لها على الإطلاق.

أما دورها فى (دعاء الكروان) فأكدت اعتزازها الشديد به... ومعها حق طبعًا.

اللقاء ثرى وشائق وممتع... رحم الله (الست فاتن).

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق فاتن حمامة فاتن حمامة

إقرأ أيضاً:

التعديل الوزارى

من زمن ليس ببعيد كان التعديل أو التغيير الوزارى يقتنص جزءا كبيرا من اهتمامات الناس، شاغلًا حيزًا لا بأس به من الحوار اليومى بينهم وسط حالة من الترقب لمعرفة أصحاب الحظ السعيد بكرسى الوزارة، كانت تلك المساحة من الحديث كفيلة بأن تُشعرهؤلاء ولو كذبًا بأنهم مواطنون مشاركون يؤثرون ويتأثرون، كانت تلك المساحة ساحة من المراهنات لآراء تتنافس على «اللا شىء».

أما اليوم ونحن على أعتاب الإعلان عن التعديل الوزارى الجديد، فقد اقتصر الاهتمام به والحديث عنه على عدد من السادة الإعلاميين وبعض رجال السياسة، بسبب طبيعة عمل الأول وطموح الثانى، وأصبح أصحاب الطرف الأصيل يتداولون أخبار التعديل المرتقب خلسة، خوفًا من الخوض فى أعراض السياسة والوقوع فى شراكها، أو انشغالًا فى سد احتياجات يومية تزداد توحشًا باتت أكبر من قدرتهم على الوفاء بها، وربما يرجع فقدان شغف المتابعة لدى البعض استنادًا إلى مبدأ «تغيرت الوجوه والسياسات واحدة».

اللافت فى هذا التعديل هو تأخر الإعلان عنه، بسبب المشاورات الكثيرة التى أجراها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والتى تخطت 65 لقاءً واجتماعًا على مدار 25 يومًا للوصول إلى أفضل تشكيل يتناسب مع حجم التحديات الحالية، حسب ما صرح به مصدر حكومى لم يتم الإعلان عن اسمه.

لن أعقب على تلك التصريحات المنسوبة للمصدر الحكومى لأننا لا نعرف هويته، ولن أكتب كما جرت العادة ماذا نريد من الحكومة الجديدة وماذا ننتظر منها، بل أضع أمام هذا التشكيل الوزارى المرتقب خلال كتابة هذه السطور أوالذى سيتم الإعلان عنه خلال ساعات أو أيام، مقتطفات من مقال كتبه الراحل الكبير «مصطفى أمين » فى 13 سبتمبر 1985 مخاطبًا فيه الدكتور على لطفى رئيس الوزراء قبل أن يعقد أول اجتماع له بالمجلس الجديد، جاء فيه:

«عزيزى رئيس الوزراء، الناس تريد منك الكثير وأنا أعلم أن العين بصيرة واليد قصيرة، أزمات أكثر من ثلاثين سنة لا يمكن حلها فى ثلاثة أيام ولا ثلاثة شهور ولا ثلاث سنين.. ونحن نعلم أن أمامك قرارات صعبة نشفق عليك من إصدارها، ونعلم فى الوقت نفسه النقص الواضح فى عائدات البترول وتحويلات المصريين العاملين فى الخارج ودخل قناة السويس، ونعلم أيضًا حالة السوق الراكدة، وكل هذه أعباء تثقل كاهل طرزان ولكننا نعتقد أنك قادر على أن تجعلنا نتغلب على كل هذه المصاعب والأشواك والمطبات إذا أدخلت الجدية فى كل فرع من فروع الحكومة وإذا أوقفت العبث فى كل مكان..».

وبعد أن سرد الكاتب الكبير «مصطفى أمين» أوجه العبث كما يراها أكمل يقول: «.. إن مصر خسرت عشرات البلايين فى مشروعات وهمية ومشروعات استعراضية لا يستفيد منها إلا أصحاب العمولات، أهم صفة فيك أنك تؤمن بأننا نستطيع أن نقف على أقدامنا ولا نركع لأحد، وأن فى بلادنا من الخيرات والقوى البشرية ما لو عرفنا كيف نستغله لضاعفنا الإنتاج فلا نعتمد فى نصف غذائنا على الخارج، الجدية الحقيقية فى المدارس والجامعات وفى المصانع والشركات وفى المصالح والوزارات سوف تحول البلد إلى خلية نحل تعمل بالليل والنهار بغير توقف، وهذا وحده هو الذى ينقذنا من الإفلاس الذى يهددنا، اضرب بيد من حديد على كل من يحاول أن يسرقنا أو ينهبنا أو ينصب علينا، أعلم أن الشعب مستعد لأى تضحية إذا تأكد أن هناك مساواة وأن هناك نزاهة وان هناك عدالة وهناك حرية».

الخلاصة: قد تتشابه الأحداث والمواقف والكلمات والمعانى إلى حدود التطابق، وكأننا أوقفنا عجلة الزمن الذى لا يتوقف، لتكون العبرة دائمًا ليست فى البرامج أو السياسات، بل فى قدرة تنفيذ تلك البرامج على أرض الواقع، وما تحققه هذه السياسات من الإصلاح والتغيير الذى يصب فى مصلحة الوطن والمواطن.

فى النهاية: ربما يكون التشكيل الوزارى الجديد سطرا فى مجرى التاريخ وصفحاته، لكن المؤكد أن الإيمان بأننا نستطيع الوقوف على أقدامنا ولا نركع لأحد، هو السطر الذى يُغير مجرى التاريخ دائمًا فى الماضى والحاضر والمستقبل.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • "Inside Out 2" يتخطى حاجز المليار دولار
  • إيرادات "A Quiet Place 3" تتجاوز 98 مليون دولار في 3 أيام
  • في ذكرى يوم عظيم
  • التعديل الوزارى
  • موعد حفل ختام الدورة الـ50 من مهرجان جمعية الفيلم السنوي
  • موعد ختام اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم
  • 13 يوليو.. ختام اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم
  • حفل ختام اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم 13 يوليو المقبل
  • صراع السينما المصرية على شباك التذاكر.. "أولاد رزق وبيت الروبي وصعيدي في الجامعة الأمريكية" أفلام حققت أرقامًا قياسية بالإيرادات.. والشناوي: السيناريو ونجم العمل من أهم أسباب النجاح
  • فيلم اللعب مع العيال يقترب من تحقيق 30 مليون جنيه إيرادات في دور العرض