بوابة الوفد:
2024-11-08@03:14:59 GMT

صبرًا آل الدحدوح

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

وكأنها عائلة مخلوقة للشهادة، يتسابقون إلى جنة الفردوس الأعلى مع الصديقين والنبيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. عائلة نحسبها على خير ولا نزكيها على الله، نحسبهم بإذن الله من أصحاب الغرف التى وعد الله بعضًا من عباده قائلًا عنهم فى كتابه المبين: أُوْلئِكَ يجزون الغرفة بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّونَ فِيهَا تَحِيَّة وَسَلامًا (75) خلِدِينَ فِيهَا حَسُنَت مُستَقَرّا وَمُقَامًا (76).

(الفرقان). يموت بعضهم فيتسلم الراية البعض الآخر، قبل حتى أن ينتهى من دفن البعض الأول أو يتلقى العزاء فيه فهى بالنسبة لهؤلاء الأبطال مجرد شكليات تستهلك وقتًا هم أشد الحاجة لكل ثانية فيه، حيث تعاهدوا ألا تكون لهم راحة إلا عند تحرير أرضهم.

كنت والله أظنها حكايات من الأساطير، أن يدفن الصحفى عزيزًا لديه فلا يعود لبيته ليتلقى العزاء، بل إلى موقعه وجبهته التى يحاول أن ينقل منها الحقيقة للعالم كله. لم أكن أتخيل أن الأساطير ممكن أن تتحول إلى واقع أشاهده بعينى. نعم فعلها الصحفى بل المقاتل الفلسطينى الكبير وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة فى قطر. الرجل وارى جثمان فلذة كبده الصحفى حمزة وائل الدحدوح التراب ثم توجه للكاميرا ليكمل مسيرته.

فكيف لو عرفنا أن الرجل قد ودع منذ أيام زوجته وابنه وابنته وحفيده استشهدوا جميعًا تحت نير القصف الصهيونى الذى لم يكتف بمقاتلة جنود حماس كما يريد أن يصور للعالم، بل يوجه آلته الحربية المدعومة أمريكيًا واوربيًا صوب المدنيين وعلى رأسهم الصحفيين، وقد أعلنت هذه العصابة وبكل بجاحة أنهم سيقتلون كل صحفى شارك فى تصوير الأحداث التى شهدت مرمغة أنف ذلك العدو الجبان وكسرت شوكته وفضحت هشاشته.

لا أجد أبلغ من تلك الكلمات للشهيد حمزة نفسه ووجهها لروح والدته الشهيدة والتى قال فيها:عام جديد سيقرع أبوابه، لكن حربنا يا أمى ما زالت طبولها أقوى، عام جفت به كل أيامه، وتوقفت ساعاته عند تلك اللحظة وعند تلك النظرة، باتت أيامنا واحدة؛ لا لون لها لا طعم لها دونكم، فأنتم أيامنا وأنتم سعادتنا وثنايا الخير فيها، هنيئا لكم ما تبوأتم، وصبرا لنا على فراقكم، أعوامنا توقفت بتوقف نبضكم، إلى لقاء قريب يوم يوعدون، قدم تلك الكلمات التى وجهها لوالده عبر السوشيال ميديا وكأنه يوصيه قائلًا: «إنك الصابر المحتسب يا أبى، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله، وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرًا لما صبرت».

أما عن وائل الدحدوح الذى أصبح أيقونة ورمزًا جديدًا من رموز القضية الفلسطينية، فهو بإذن الله نعم الصابر المحتسب حيث قال فى توديع فلذة كبده كلمات ستحفر فى التاريخ بحروف من ذهب: «هذا خيار كل الناس فى هذه الأرض كما تشاهدون الناس تودع أحبابها وفلذات أكبادها فى كل يوم وفى كل ساعة وفى كل لحظة ونحن أسوة بكل الناس نودع.. ونحن على العهد هذه طريق اخترناها طواعية وأعطيناها الكثير وسقيناها كما هو واضح بالدماء لأن هذا قدرنا ونحن ماضون.. هذا هو التحدى الكبير».

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طلة

إقرأ أيضاً:

قمة الرياض

بعد مرور عام على القمة العربية الاسلامية التى استضافتها الرياض يعود النشاط العربى الإسلامى مجددا من خلال قمة تستضيفها الرياض أيضا حيث يجتمع قادة الدول العربية والاسلامية الأسبوع القادم بالعاصمة السعودية والهدف الأساسى هو وقف العدوان على غزة وبحث تطورات الأوضاع فى المنطقة بعد امتداد العدوان إلى لبنان.

تأتى قمة الرياض هذه المرة فى ظروف مختلفة عن القمة الأولى وان كانت الأهداف واحدة.. فالعدوان الإسرائيلى على غزة وصل إلى مرحلة الإبادة بعد وقف دخول المساعدات وارتكاب مجازر وحشية ضد المدنيين.. وفى نفس الوقت تتصاعد الأوضاع فى المنطقة بوتيرة متسارعة وهو ما يتطلب سرعة ترتيب الأوراق.

وتأتى القمة أيضا فى وقت يشهد فيه محور القاهرة الرياض تلاحم ووحدة وتطابق كامل فى وجهات النظر خاصة فى ظل الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى كان آخرها زيارة ولى العهد السعودى محمد بن سلمان إلى القاهرة الشهر الحالى وهى الزيارة التى قوبلت بحفاوة بالغة من جانب القيادة المصرية.. وكذلك باهتمام دولى بالغ خاصة فى ظل النجاح الذى حققته المباحثات التى جرت خلال الزيارة سواء على صعيد التطورات الدولية أو على مستوى العلاقات الثنائية خاصة العلاقات الاقتصادية ودعم حركة التجارة والاستثمار بين البلدين.

الدعوة السعودية لعقد قمة عربية اسلامية والتى تم الإعلان عنها الأربعاء الماضى من خلال وزارة الخارجية لاقت استجابة واسعة من جانب القادة وذلك لما تفرضه الظروف الراهنة من ضرورة الاصطفاف العربى الإسلامى من أجل مواجهة استمرار العدوان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية ولبنان، وتطورات الأوضاع الراهنة فى المنطقة.

الخارجية السعودية أوضحت فى بيان لها أن القمة المرتقبة تمثل امتدادًا للقمة العربية الإسلامية المشتركة التى عُقدت بالرياض فى 11 نوفمبر العام الماضى.

لا شك أن انعقاد هذه القمة فى هذا التوقيت وفى ظل هذه الأوضاع المتردية يفرض على قادة الدول العربية والاسلامية مسئولية كبيرة من أجل التحرك لوقف العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة ولبنان.

لقد أصبح من الضرورى أن تتبنى القمة القادمة قرارات جديدة تفرض على المجتمع الدولى سرعة التحرك لوقف العدوان والتصدى لهمجية نتنياهو وحكومته من أجل إنقاذ أرواح الابرياء وعودة الاستقرار إلى المنطقة.

إذا كانت الدعوة السعودية لعقد القمة قد أشارت إلى أنها قمة متابعة لقمة العام الماضى.. الا اننى أرى انها ستكون أقوى سواء على مستوى المناقشات أو القرارات.

الآن تتطلع الأنظار إلى الرياض حيث الاصطفاف العربى الإسلامى فى القمة المرتقبة وهو الاصطفاف الذى يبعث الأمل فى نفوس العرب والمسلمين بعبور هذه المحنة ويحمل معه آفاقا جديدة لمستقبل أفضل.

 

مقالات مشابهة

  • «السيسى» الصادق.. أمام «الله» ثم «شعبه» (٤-٤)
  • السينما والكورة
  • وأما السفينة..
  • السوداني: واجهنا تحديات كبيرة بتنفيذ مشروع طريق التنمية ونحن اليوم أمام عراق جديد
  • الملك: هناك من يستغل قضية الصحراء للحصول على منفذ للأطلسي ونحن لا نرفض ذلك
  • قمة الرياض
  • ممثلُ حركة “حماس” في اليمن لـ “الوحدة”: موقف اليمن وقواته المسلحة المثال الأنصع في تحدي الإدارة الأمريكية
  • قاسم: سنجعل العدو يسعى بنفسه إلى وقف العدوان وهذا هو خيارنا الحصري
  • ميتروفيتش وجيسوس يتحدثان عن فوز الهلال على الاستقلال
  • المنافسة بين السقا والجهني … مؤتمر عام استثنائي لحزب جبهة العمل الإسلامي لانتخاب أمين عام للحزب