الإخوان الإرهابية ومسيرة التلون والتواطؤ (١٢٦)
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
نستكمل حديثنا اليوم عن وساطة من نوع غريب بين جماعة الإخوان ونظام مبارك، من الصعب أن نتصوره، فقد قام بالوساطة هذه المرة خيرت الشاطر نفسه لدى مهدى عاكف، ففى العام ٢٠٠٦ كانت جماعة الإخوان قد حشدت أعضاءها للقيام بمظاهرات تضامنا مع حركة استقلال القضاء، وكانت هناك فى الوقت نفسه مصالح مشتركة بين رجال أعمال بالحزب الوطنى وخيرت الشاطر وحسن مالك، وهمس رجال أعمال الحزب الوطنى فى أذن مالك والشاطر بأن هذه المظاهرات يمكن أن تؤثر سلبيا على المصالح المشتركة بينهم، طلب مالك من الشاطر أن يتحدث مع مهدى عاكف لتخفيف هذه المظاهرات أو على الأقل جعلها أقل حدة، استمع عاكف من خيرت الشاطر كل ما قاله، ولم يرد عليه إلا بعبارة واحدة، هى «اللى خايف يروح».
فى دراسة قانونية كتبها القانونى الكبير رجائى عطية، يقول إن المجلس العسكرى بقيادة طنطاوى وعنان جامل الإخوان المسلمين أو سايرهم ثلاث مرات ظاهرة، الأولى حين ضم إلى لجنة تعديل دستور ١٩٧١ أحد أعضائهم الذى لا علم ولا خبرة له بالقانون الدستورى والسوابق الدستورية «يقصد صبحى صالح»، الثانية حين أسرع بانتخابات مجلسى الشعب والشورى قبل ما يفرضه المنطق من وضع الدستور أولًا لتحكم مبادئه ما سوف يليه من بناء الدولة الدستورى، والثالثة حين أخذ فى المرسوم بقانون رقم ١٠٣/٢٠١١ الصادر فى ١٩ /٧ /٢٠١١ والمتراخى نشره حتى ٢٧ /٩ / ٢٠١١ ليأتى بعد التعديل السرى للمادة ٣٨ من إعلان ٣٠ مارس، فقد أخذ هذا المرسوم بنظام الانتخابات بالقوائم الحزبية المغلقة مع النظام الفردى، وجعل النسبة بين النظامين مناصفة، مع أن المستقلين المقصورة فرصتهم على الحصة الفردية أضعاف الحزبيين، بمن فيهم الإخوان المتعجلون على انتخابات المجلسين قبل أن يفيق أحد، وجاراهم المجلس فى هذا رغم مخالفته للمبادئ الدستورية وأظهرها مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص.
على هامش هذه الرؤية القانونية عزيزى القارئ يتبادر إلى الذهن سؤال محير يمكن أن يسأله كل من يهتم بالشأن السياسى، هل ما جرى بين المجلس العسكرى والإخوان بعد ثورة يناير كان صفقة؟ طوال الشهور التى تلت الثورة والجميع يرصد العلاقة بين المجلس العسكرى والإخوان.. وعبر محطات كثيرة أثبتت ما حصل على البعض من اجابات محيرة أيضا، وقد يكون من المفيد الإشارة إليه، فقد يعطينا إجابة أو يزيدنا حيرة، لقد كانت قوة الإخوان التى حصلت عليها بعد الثورة بالاعتراف الرسمى بها بدأ أثناء الثورة، عندما استضاف عمر سليمان نائب الرئيس وقتها محمد مرسى وسعد الكتاتنى، ممثلين عن جماعة الإخوان فى الحوار الذى أداره مع القوى السياسية، عاملا مهما فى أن يعتقد المتابعون للشأن العام أن هناك صفقات جرت بين الجماعة والمجلس العسكرى الذى تم توكيله لإدارة شئون البلاد.. وهى الصفقات التى برزت فى مواقف كثيرة، يمكن أن نحددها على الوجه الآتى: «أولا الإفراج عن خيرت الشاطر ورفيقه حسن مالك وقيادات الإخوان الذين صدرت ضدهم أحكام عسكرية بالسجن فى قضية غسل الأموال التى فجرت فى وجه الجماعة، بعد عرض شباب الجماعة العسكرى فى جامعة الأزهر فى العام ٢٠٠٧، ورغم أن الأحكام كانت عسكرية، والمحاكمات جرت فى محاكم المجلس العسكرى، ورغم أن الإفراج كان صحيا، أى أنه كان منقوصا تماما، إلا أن حدوثه فى حد ذاته كان مؤشرا على أن المجلس العسكرى يريد أن يفتح صفحة جديدة مع الإخوان، على الأقل من باب أن خصوم الأمس أصدقاء اليوم، فبعد كل ثورة تتغير وضعيات القوى السياسية بشكل تلقائى، وزادت الحيرة عندما أشار الفريق أحمد شفيق إلى أنه كان من قرر الإفراج عن خيرت الشاطر، وللحديث بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاخوان الارهابية خیرت الشاطر
إقرأ أيضاً:
فضلات الجماعة الإرهابية
يحكى عن صحفي وإعلامي مخضرم، عمل في شبكة قنوات عربية مشهورة، من شهرتها وكعادة المصريين في التفكه على كل شيء ومزج الحقيقة بالهزل في صورة عبقرية بسيطة توضح الحقيقة أفضل من ألف تقرير بحثي أو استقصائي، قالوا عن تلك القناة إنها: «قناة طلعت لها دولة».
هي قناة دولة مشهورة بأجندتها التي لن نتحدث عنها لكنها أجندة وجدت رفض واستهجان من معظم الشعوب والدول العربية، ولن نتحدث عن اختلاف المحتوى في شبكة القناة الشهيرة بين اللغة العربية وبين اللغة الإنجليزية أو اللغات الأخرى، اختلاف يصل إلى التضاد غالبًا إن لم يكن دائمًا.
نعود للصحفي والإعلامي الشهير، الذي خاض مغامرة شهيرة عقب غزوة منهاتن المعروفة بأحداث 11 سبتمبر، واستطاع أن يصل إلى المسؤوليين عن التخطيط للحادث الإرهابي الشهير والقياديين في أشهر تنظيم إرهابي وقتها وحتى الآن «تنظيم القاعدة».
سجل الصحفي والإعلامي الشهير مغامراته التي جرت بين لندن وألمانيا وباكستان والدولة صاحبة القناة الشهيرة، أو القناة صاحبة الدولة الشهيرة، في كتاب شهير معروف سجل فيه تلك المغامرة إلى جوار مغامرة أخرى دون الخوض في تفاصيل.
يقول الصحفي الكبير في كتابه راويًا حكايته بشكل فيه تصرف، إنه استطاع أن يحصل على أسرار لم تتمكن مخابرات عالمية من الحصول عليها، أسرار خاصة بالحادث الإرهابي الذي فاجأ العالم.
ومن الأشياء التي يحكيها الإعلامي الشهير والصحفي القدير، أنه التقى مسؤولًا كبيرًا في الدولة «صاحبة القناة» التقى بالإعلامي الشهير وطلب منه تفاصيل مغامراته الصحفية، مقابل مبلغ كبير، لأغراض لمح بها الإعلامي الشهير في كتابه دون التصريح بها، لكنها تخالف المعايير المهنية والوطنية، مثل بيعها لأحد المخابرات الغربية الشهيرة.
العهدة على الكاتب والكتاب متوفر لمن أراد أن يرجع، وذكر القصة السابقة للاسترشاد فقط والمقارنة، فالقناة الشهيرة التي «طلعت لها دولة»، مليئة بالتناقضات والأجندات، ورغم ذلك لا نجد قولًا واحدًا أو انتقاد واحد من من يسمون أنفسهم إعلاميين التنظيم الإرهابي الهاربين خارج مصر، ولسان حالهم يقول أننا نبلع لهذه القناة والمسؤولين عليها الزلط كأنه ماء عذب.
وفي المقابل، فإن إعلاميين من أزلام وأذناب وذيول وفضلات التنظيم الإرهابي يهاجمون الإعلام المصري، وعلى رأسه الإعلام الوطني، الذي اشتهر بالحيادية والوطنية والعروبة والقومية، وتبنيه المواقف العربية والمواقف الإيجابية من القضية الفلسطينية، مصريًا وعربيًا وعالميًا، لتكون المدافع الأول لا عن مصر فقط بل عن فلسطين والعرب والعروبة والإسلام.
ترويج إشاعات سواء عبر مواقع إلكترونية أو عبر قنواتهم المنبوذة، فقط إشاعات دون حقائق، الهدف منها التقليل من الرسالة الوطنية للإعلام المصري الوطني ورجاله والقائمين عليه والتشويه بهم والتشويش عليهم، في مغالطات وأجندات وبربوجندا إعلامية يمارسوها ضد مصر وضد مصالح مصر عبر قنواتهم الإرهابية التي كان يعمل بها إسرائيليون يحملون الجنسية الإسرائيلية ويشرف عليها عضو سابق بالكنيست الإسرائيلي، ورغم ذلك يهاجون إعلامنا المقدس.. وكلما زادوه هجومًا زادت قدسيته لدينا.. قدسية نابعة من إيماننا بقضايا مصر وقضايا الوطن العربي وقضية فلسطين، التي حملها الإعلام المصري الوطني إلى العالم سواء في قنواته وإصداراته العربية أو باللغات الأجنبية التي تخاطب العالم بوجهة النظر الوطنية المصرية والفلسطينية والعربية والقومية.
لا أجد كلامًا إلا الحديث الشريف اختتم به: «يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه»، فما الأمر بينما ليس في العين قذى بل هي عين وضاءة واضحة سليمة معافاة لكن أزلام وأذناب وذويول وفضلات الجماعة الإرهابية الذين يسمون أنفسهم إعلاميين ينسون و يتجاهلون.
اقرأ أيضاًرئيس فلسطين بـ القمة العربية الإسلامية: يجب تنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف العدوان على غزة
الرئيس السيسي: مصر تدين حملة القتل الممنهج التي تمارس بحق المدنيين في قطاع غزة