مجلة أميركية: هكذا يعمل الصحفيون الذين يغطون حرب غزة
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
ذكر تقرير نشرته مجلة "نيولاينز" الأميركية أن أكثر من 109 صحفيين لقوا مصرعهم في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، موضحا أن معدل الوفيات غير المسبوق أجبر الصحفيين على فصل حزنهم عن تقاريرهم.
وأوضح التقرير -لكاتبه ريان الأمين- أن هذا الوضع امتد إلى جنوب لبنان والضفة الغربية المحتلة، حيث أصبح التهديد بالقتل روتينا يوميا، وقالت مقدمة البرامج الحوارية ومراسلة تلفزيون فلسطين رانيا حمد الله إن "أي مراسل فلسطيني يتحدث عن إسرائيل هو شهيد بالفعل".
وأكد تقرير نيولاينز أن الإعلام الغربي تردد في إلقاء اللوم على إسرائيل في استهداف الإعلاميين، مما زاد الوضع سوءا.
وعندما يتعلق الأمر بتغطية الحرب في قطاع غزة، فإن الصحفيين الذين يقومون بهذه المهمة غالبا ما يصبحون هم القصة، ويضطرون لتحمل ثقل التغطية رغم كل التحديات.
وذلك ما عاشه جاد شحرور، مسؤول الاتصال في مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز"، وهو مراقب مستقل لحقوق الصحافة في الشرق الأوسط، ويوثّق انتهاكات حرية الصحافة.
ضغوط هائلة
فقد علم أن صديقه المقرب عصام عبد الله، الذي كان يعمل مصورا لصالح وكالة رويترز، قُتل في هجوم إسرائيلي عندما كان في بث على الهواء مباشرة في قرية علما الشعب بجنوبي لبنان، فاضطر لاستخدام "قتيل" بدل "شهيد" خلال وصفه مقتل صديقه المقرب، مما أثار انتقادات ضده.
وبحسب شحرور، فإن إسرائيل تحاول بشكل إستراتيجي إسكات منتقديها الإعلاميين الأكثر شعبية، كما لو كانت تخوض حرب الروايات باستخدام القوة المميتة.
ونقلت المجلة الأميركية عن شحرور قوله إن الرد على هذه الهجمات كشف أيضا عن استقطاب في تقارير الحرب بين وسائل الإعلام الغربية التي لا تكاد تبرز هذه الأحداث، عكس وسائل الإعلام العربية. وقد لطخت السلبية الاحترام الذي كان يكنه شحرور شخصيا لبعض المؤسسات الغربية.
وتابعت المجلة أن الوضع في الضفة الغربية أكثر وضوحا، وضربت المثال على ذلك بحالة الإعلامية رانيا حمد الله التي أوقفت برنامجها بشكل كامل منذ بدء الحرب، وتركز على عملها مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وتقود لجنتها التي تركز على حقوق الصحافة في القدس.
وزادت أنه منذ بداية الحرب على قطاع غزة، دمرت إسرائيل 66 مؤسسة إعلامية وصحفية فلسطينية بشكل كلي أو جزئي، مما أدى إلى تقطّع السبل بالمراسلين في الميدان.
ظروف عمل قاسية
ونقلت نيولاينز عن رانيا قولها إنه رغم الصعوبات، فإن معظم أعضاء النقابة البالغ عددهم 1200 عضو استمروا في العمل في غزة، علما أن استمرار إسرائيل في منع الصحفيين الأجانب من الوصول إلى القطاع لم يؤدِ إلا إلى زيادة الضغط على المراسلين الفلسطينيين الذين يعملون في ظروف قاسية للغاية.
فمن يبقي حيا من الصحفيين يتحملون عبء فقدان أفراد من عائلاتهم، بل إن بعضا منهم فقدوا عائلاتهم بأكملها في الغارات الإسرائيلية.
وتحرص رانيا وأفراد النقابة على التواصل مع المؤسسات المهنية الدولية، حيث يقدمون صورا ومقاطع فيديو ووثائق مكتوبة إلى الاتحاد الدولي للصحفيين، ومؤسسات تعنى بحقوق الإعلاميين، سعيا لإثبات أن الجيش الإسرائيلي كان يستهدف الصحفيين.
كما قدموا مذكرة حيادية في المحكمة الفدرالية الأميركية تسلط الضوء على الهجمات غير المسبوقة على الصحفيين الفلسطينيين.
وتذكر المجلة أنه في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، زار مدير الاتحاد الدولي للصحفيين رام الله لجمع شهادات الصحفيين الفلسطينيين الذين أصيبوا في الضفة الغربية. وتعتبر هذه العملية شاقة ومليئة بالعقبات البيروقراطية، لكن شكليات ما تصفه رانيا بـ"المناصرة الدبلوماسية" تحجب الحاجة الملحة للمساعدات المادية اللازمة على الأرض.
وتساءلت "كيف يمكنك أن تطلب من المراسل العودة إلى الميدان إذا لم يتمكن من العثور على خبز لإطعام أطفاله؟"، وأضافت "صحيح أن وظيفة النقابة لا ينبغي أن تقدم هذا النوع من الدعم المادي أو الغذائي للصحفيين في الميدان، لكن هذا ضروري في الوقت الحالي، نظرا لأنك قد لا تجد علبة تونة واحدة في غزة كلها".
وبحسب نيولاينز، تصر رانيا على التأكيد على أن المنظمات الدولية -مثل الصليب الأحمر- قد تخلّت عن غزة، وأنها بفعلها ذلك أصبحت متواطئة في القصف، وقالت عبر سلسلة من الرسائل الصوتية عبر الواتساب "لقد حاول مراسلونا في غزة التحدث عن هذا الأمر، لكن لم يستمع أحد".
وأكد تقرير المجلة الأميركية أن استشهاد الإعلامي بقناة الجزيرة سامر أبو دقة حظي بتغطية واسعة النطاق.
وكانت وكالة رويترز من بين وسائل الإعلام التي نقلت الخبر، واختتمت مقالها عن الاستشهاد باقتباس من المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي "ليس لدينا حتى الآن أي مؤشرات على أن إسرائيل تستهدف الصحفيين الذين يغطون هذه الحرب عمدا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الأمريكية.. البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الأعظم
الكاتبان: د. بلال الخليفة وحسنين تحسين
تستحوذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 على اهتمام عالمي واسع؛ حيث ان اليوم هو موعد الانتخابات الامريكية وانظار العالم اجمع نحو صندوق الانتخابات وما سيفرزه من نتيجة حول فوز من؟ هل سيكون الفائز هو ترامب او هاريس؟، حيث نشر في صحيفة لوموند إن الصين تتابع الحملة الانتخابية الأميركية بأقصى درجات الاهتمام، وهي لا تتساءل عن المرشح الأفضل لمصالحها، لأنها مقتنعة أنه لا وجود له، لكنها تبحث عن "أفضل السيئيْن".
والسبب في ذلك هو لما للولايات المتحدة الامريكية من تأثير كبير في العالم كقوة عسكرية وسياسية واقتصادية، والذي يعنينا الان هو ما للولايات المتحدة الامريكية من قوة اقتصادية كبية، لقد تطور الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير بسبب معدلات الإنتاج الضخمة والتكنولوجيا الرائدة، والهيكل الإداري الكامل، واحتلت منذ فترة طويلة المرتبة الأولى في العالم اقتصاديا، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 50000 دولار أمريكي.
تحتل أمريكا المرتبة الثانية عالميًا في إجمالي الصادرات، وتعد أكبر مُصدر للخدمات في العالم، حيث تمثل الخدمات ثلث إجمالي صادراتها بشكل عام، وأبرز ما تصدر هو: البترول المتكرر، البترول الخام، السيارات، قطع غيار المركبات والدوائر المتكاملة.
بالعموم، ان الاقتصاد والانتخابات مرتبطان فيما بينهما، الأول يتحكم بالثاني والعكس صحيح، خصوصا، فالوضع الاقتصادي يفرض على المرشحين ان يتناغموا مع متطلبات المواطن وبالتالي تحكم الاقتصاد بالانتخابات، اما العكس فيكون البرنامج الاقتصادي للمرشح سيرسم الخارطة الاقتصادية للبلد وفي حال أمريكا سيؤثر في اقتصاد العالم.
كما أن الاقتصاد يمكن أن يكون عاملًا محوريًا في نجاح أو فشل الرؤساء المرشحين، على سبيل المثال؛ كان للأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008 تأثيرًا كبيرًا على نتائج انتخابات 2008، حيث ساهمت في فوز باراك أوباما على جون ماكين، لذلك يركز المرشحين على اهم الأمور التي تكزن مهمه في راي الناخب.
مثلا، ترامب أوضح توجهاته على الصعيد الاقتصادي من خلال طرح الأجندة وتتضمن تعزيز الحمائية التجارية من خلال فرض تعريفة جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الأمريكية، وتعريفة بنسبة 60% على الواردات من الصين، بالإضافة إلى خفض تكلفة استهلاك الطاقة والكهرباء.
اما هاريس، فقد ركزت على بناء النظام الضريبي، ورفع معدل ضريبة الدخل على الشركات الأمريكية إلى 28%.
هذا فيما يخص الداخل ، اما المهم بالنسبة لبقية العالم هو سياسة المرشح الخارجية، بالحقيقة ان نتائج الانتخابات ستكون بثلاث سيناريوات
الأول: فوز ترامب
1 - وهذا له رؤية خاصة بالمنطقة وصرح عنها عند لقاءه بالأمريكان المسلمين وهي ضرورة انهاء الحرب بالمنطقة .
2 - اما فيما يخص الصين او القوى الشرقية فله قول (قال دونالد ترامب إنه إذا عاد إلى البيت الأبيض فإن الصين لن تجرؤ على استفزازه لأن الرئيس شي جين بينغ يعرف أنه "مجنون"، وأوضح ترامب: "أود أن أقول إنه إذا ذهبت إلى تايوان، فأنا آسف لفعل هذا، سأفرض عليك ضريبة بنسبة 150 في المئة، إلى 200 في المئة)". ومثلما قلنا أعلاه انه سيفرض رسوماً جمركية على الصين وخصوصا إذا سعت إلى حصار تايوان.
ومع العرض ان تايوان هي واحدة من اهم نقاط الخلاف لانها تحتوي على اهم المصانع في العالم تصنع المعالجات الرقمية وصناعة اشباه الموصلات التي تستخدم في الصناعة الالكترونية ونحن نعلم ان المعارك الان تدار الكترونيا وتكنلوجيا وبالتالي ان الخطوة الواحدة التي ستشعل الحرب العالمية الثالثة هي تايوان وخصوصا ان بوادرها موجودة وهي حرب اوكرانيا وغزة ولبنان.
3 - اما فيما يخص روسيا فلترامب قول في الرئيس بوتين وهو "لقد كنت على وفاق معه بشكل رائع". وبالتالي انه سيعمل على انهاء الحرب ومحاولة استمالة روسيا بدل استعدائها.
4- فيما يخص الشرق الأوسط فان ترامب واضح بعدم العودة للاتفاق النووي السابق مع ايران و لهذا ترغب دول الخليج العربي بفوزه كونه اشد وضوحًا و مراعاة لحقوق طرف الاتفاق، و يصر ترامب على انه سيحقق صفقة كبيرة مع ايران تُنهي الأزمات معها.
الثاني: فوز هاريس:
1 - ان هاريس صرحت مؤخرا انها مع السلام وانتهاء الحرب أيضا في غزة ولبنان (تفاصيل ذلك توضح لاحقا) .
2 - اما فيما يخص الصين ، انها قد تواصل الخط الدبلوماسي لبايدن، الذي حث حلفاء الولايات المتحدة على رص الصفوف ضد الصين وحاول دفع حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى إدراج التهديد الصيني على جدول أعماله. كما ان اختيارها لفيليب جوردون كمستشار للأمن القومي يشير إلى تحول محتمل في السياسة الأمريكية تجاه الصين، حيث قد يختلف نهج جوردون البراجماتي عن الموقف الأكثر مواجهة لإدارة بايدن.
3 – فيما يخص روسيا: حيث صرحت هاريس أنها لن تلتقي حال فوزها، الرئيس فلاديمير بوتين لبحث الحرب في أوكرانيا، من دون حضور ممثل عن كييف، ان موقفها اكثر تشددا وقالت أيضا قالت المرشحة الديمقراطية "نحن ندعم قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي غير المبرّر".
4- فيما يخص الشرق الأوسط تميل هآريس كما يميل الديمقراطيون إلى عدم كسر ايران و السعي للعودة للاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني و هو ما لا يفضله عرب الخليج كون ان أمريكا هنا لا تراعي مصالحهم.
ثالثا: هو الحرب الاهلية او الفوضى في أمريكا
حتى وان كان الامر مستبعد لكنه محتمل خصوصا ان ترامب صرح عدة مرات بانه سيفوز حتما وغير ذلك يعني تزوير وهذا تصريح برفض نتيجة الخسارة نهائيا، مع العلم بوجود استطلاعات الرأي تشير إلى قلق 27% من الأمريكيين من هذا السيناريو، مما يعكس الانقسام العميق في المجتمع الأمريكي، وكما قال السيناتور الجمهوري جورج لانغ إن "الحرب الأهلية قد تكون ضرورية إذا خسر الجمهوريون الانتخابات الرئاسية في نوفمبر"
خلاصة الامر فيما يخص المنطقة هي ان الحرب ستنتهي بعد الانتخابات لان إسرائيل لا تستطيع ان تتحمل الحرب اكثر ، لكن تؤجل توقف الحراب وتماطل بالمفاوضات كي يكون وقف الحرب هدية للرئيس المقبل بانها نزلت بالسلام لرغبة الرئيس وهو بالتالي قد اوفى بوعوده الانتخابية
وان انتهاء الحرب يعني عودة الاستقرار النسبي لاهم منطقة في العالم من حيث الإنتاج والامتلاك للثروة الهيدروكاربونية وهي اللاعب الأول في الاقتصاد العالمي وكما ان الهدوء سيعم أيضا مضيق باب المندب الذي يؤثر أيضا على خط مهم جدا للتجارة العالمية.
اما المواجهة الاقتصادية مع روسيا والصين فالأمر لن ينتهي وخصوا ان سر قوة أمريكا في عولمة الدولار (او دولرة الاقتصاد العالمي) وان الجبهة الشرقية وبعدما أسست تجمع بريكس وطرحهم لفكرة عملة جديدة للتعامل بينهم (بريكس) فهذا يعني مزيد من التوتر الاقتصادي.