القيادي بحماس سامي أبو زهري لـعربي21: المقاومة لها اليد العليا في المعركة
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
قال رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس بالخارج سامي أبو زهري، إن المقاومة الفلسطينية هي التي لديها اليد العليا في معركة "طوفان الأقصى"، وهي التي تديرها وتوجهها منذ السابع من أكتوبر وحتى اللحظة.
وأضاف أبو زهري في لقاءٍ خاص لـ"عربي21"، على هامش مشاركته في ملتقى تونس لدعم المقاومة، أن "الصورة الحقيقية في الميدان، تؤكد أن المقاومة جاهزة للاستمرار والمواصلة إلى أبعد مدى ممكن ولن ترفع الراية البيضاء".
وتابع قائلاً: "الاحتلال ما زال في حالة ارتباك، ويرفع أهدافاً يستحيل تحقيقها، والمقاومة تكبده خسائر كبيرة وتقتل المزيد من جنوده وتدمر آلياته العسكرية بشكل يومي".
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني لديه الكثير من القدرة على الصمود، رغم قسوة الجرائم والقتل والتجويع الذي يمارسه جيش الاحتلال.
موقف عربي أكثر قوة
وعن حاجة المقاومة لجبهة إسناد عالمية وموقف عربي أكثر قوة، قال أبو زهري إنّ "الموقف العربي الإسلامي رسميا وشعبيا ما زال دون المستوى المطلوب، لأن الحديث ليس على معركة عادية، بل حرب استئصال، وعليه يجب أن تكون المواقف العربية أكثر استثنائية ".
ونوه إلى أن المقاومة لا تخوض فقط حربا ضد العدو الصهيوني، بل أيضا ضد تحالف غربي بقيادة أمريكية، وعليه يجب أن يكون هناك تحالف مضاد عربي شعبي ورسمي، يمثل إسنادا حقيقيا للمقاومة وأهلنا في غزة .
وفي تعليقه على حديث محامي اسرائيلي على أن حماس هي المسؤلة عن فتح معبر رفح لدخول المساعدات، قال أبو زهري: "الكل يعرف الحقيقة أن العدو هو المسؤول عن عتبات معبر رفح، ولكن يجب على مصر أن يكون لها رد سريع بفتح كامل للمعبر وبصفة دائمة".
صورة الاحتلال
ورأى أن دولة جنوب إفريقيا نجحت في جلب العدو حتى يصبح متهما، وأن المحكمة والعدالة أمام اختبار حقيقي، معتبراً أن الدعوى القضائية مزقت صورة الاحتلال الضحية، وجعلته متهماً بعد ارتكابه جرائم الإبادة في غزة.
وشدد أبو زهري على أن حماس ستستمر وهدف أمريكا والاحتلال بالقضاء على الحركة لن يتحقق أبداً، وستنتصر المقاومة وسيندحر الاحتلال، مبيناً أن "الترتيبات لما بعد الحرب باستثناء حماس، هي آمال وأخلام يقظة لا سند لها"، على حد وصفه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات حماس المقاومة الفلسطينية الاحتلال غزة فلسطين حماس غزة الاحتلال المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أبو زهری
إقرأ أيضاً:
حين يقابَــلُ الحصارُ بالحصار والقصفُ بالقصف
علي راوع
يدخل اليمنيون رمضان هذا العام وهم يحملون في قلوبهم جراح الأُمَّــة، جراح غزة التي تستمر في النزف تحت وطأة العدوان الصهيوني الغاشم. فالمشاهد القادمة من هناك ليست مُجَـرّد أخبار عابرة، بل هي صرخات ألم واستغاثات شعب يواجه الإبادة الجماعية، في ظل حصار خانق يهدف إلى تركهم بين الموت جوعًا أَو القتل بالقصف الوحشي.
وفي ظل هذه الظروف، لا يمكن للشعب اليمني وقائده السيد عبدالملك الحوثي أن يقفوا موقف المتفرج، فالصمت في مثل هذه الأوقات خذلان، والخذلان خيانة للأخوة والدين والمبادئ. لقد أصبح واضحًا أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، وأن المعادلة يجب أن تتغير، فكما يحاصرون غزة، يجب أن يحاصروا، وكما يقصفون المدنيين العزل، يجب أن يشعروا بلهيب الردع.
رمضان لم يكن يومًا شهر الخمول أَو الاستسلام، بل هو شهر الجهاد والانتصارات الكبرى في تاريخ الأُمَّــة. من بدر إلى حطين، ومن عين جالوت إلى انتصارات المقاومة في العصر الحديث، كان هذا الشهر محطة فاصلة في مسيرة التحرّر من الطغيان والاستعمار. واليوم، يواصل اليمن مسيرته في خط المواجهة، حَيثُ تقف قواته البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسيّر كسدٍ منيع أمام أطماع العدوّ، معلنين أن استهداف السفن الإسرائيلية وشركاتها في البحر الأحمر لن يتوقف حتى ينتهي العدوان على غزة.
لم يعد اليمن بعيدًا عن المعركة، بل أصبح قلبها النابض، فرسالته للعالم واضحة: لا يمكن أن يصوم اليمنيون عن نصرة غزة، ولا يمكن أن تظل الموانئ الصهيونية آمنة بينما يموت أطفال فلسطين تحت الركام. فكما استهدفت ضربات صنعاء الاقتصادية العمق الإسرائيلي، فَــإنَّها كشفت هشاشة العدوّ وأربكت حساباته، وجعلته يدرك أن كلفة الاستمرار في العدوان باتت أعلى من قدرته على التحمل.
لقد بات واضحًا أن الحصار الذي يفرضه العدوّ على غزة لن يمر دون رد، وأن القصف الذي يطال الأبرياء لن يبقى دون عقاب. فاليمن، الذي عرف الحصار والمعاناة طيلة السنوات الماضية، يعلم جيِّدًا ما يعنيه الجوع والحرمان، لكنه أَيْـضًا تعلم كيف يحول المعاناة إلى قوة، وكيف يجعل من الحصار وسيلة لتركيع العدوّ بدلًا عن أن يكون أدَاة لخنقه.
إن الرسالة التي يبعث بها اليمن اليوم، ليست مُجَـرّد شعارات، بل هي خطوات عملية بدأت بالفعل، وما زالت تتصاعد. فإغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية والشركات الداعمة لها لم يكن سوى البداية، والقادم سيكون أشد تأثيرا إن استمر العدوان. إن ما يحدث اليوم ليس مُجَـرّد تضامن، بل هو شراكة حقيقية في معركة المصير، حَيثُ تقف صنعاء وغزة في خندق واحد، وتواجهان نفس العدوّ الذي يسعى إلى كسر إرادَة الشعوب وإخضاعها لمخطّطاته الاستعمارية.
لم يكن رمضان يومًا شهرَ الاستسلام، بل هو شهر العزة والصمود، واليوم يُكتب تاريخ جديد بمداد المقاومة. ففي الوقت الذي يسعى فيه العدوّ لتركيع غزة وإبادتها، يقف اليمن ومعه محور المقاومة ليقول: لن تكونوا وحدكم، ولن يكون رمضان شهر الخضوع بل شهر النصر.
اليوم، يثبت اليمن من جديد أن قضية فلسطين ليست مُجَـرّد شعار، بل هي التزام ديني وأخلاقي، وأنه مهما بلغت التضحيات، فَــإنَّ القضية لن تُنسى، ولن يُترك أهل غزة يواجهون الموت وحدهم. فكما عاهد السيد عبدالملك الحوثي الشعب الفلسطيني على المضي في دعم المقاومة، فَــإنَّ هذا العهد يُترجم إلى أفعال، وإلى عمليات ميدانية تعيد للعدو حساباته، وتجعل من البحر الأحمر مقبرة لمشاريعه الاقتصادية والعسكرية.
إنها معادلة جديدة تُرسم بدماء الشهداء، وبإرادَة لا تلين، لتؤكّـد أن الأُمَّــة التي تصوم عن الطعام، لا تصوم عن الكرامة، وأن رمضان لن يكون شهر الركوع، بل سيكون شهر الردع والانتصار.