انتقد أليكسي بولشاكوف، وهو كاتب وصحفي روسي متخصص في الشؤون الدولية، تشكيك دورية أمريكة متخصصة في التزام بلاده بتنفيذ مشروع إنشاء محطة الضبعة المصرية للطاقة النووية في موعده؛ وذلك جراء تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية المتواصلة منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

بولشاكوف لفت، في مقال بمجلة "نيو إيسترن أوتلوك" (NEO) ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن "مصر هي أول دولة في الشرق الأوسط تحصل على مفاعل أبحاث سوفيتي الصنع في عام 1961".

وخلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة، في فبراير/ شباط 2015، تم الاتفاق على مشاركة شركة "روساتوم" الحكومية الروسية في بناء أول محطة مصرية للطاقة النووية، بالقرب من مدينة الضبعة على البحر الأبيض المتوسط، على بعد حوالي 170 كيلومترا غرب الإسكندرية.

وأضاف بولشاكوف أن دورية "بولتن أوف ذي آتوميك ساينتست" الأمريكية الخاصة بعلماء الذرة (Bulletin of the Atomic Scientists)  شككت في تنفيذ المشروع بقولها مؤخرا إنه "مع استمرار العقوبات (الغربية) والأعمال العدائية (الروسية) في أوكرانيا، قد تقلل موسكو من أولوية مثل هذه المشاريع الأجنبية، وتعطي الأفضلية لميزانيتها العسكرية وموظفيها المدنيين والبنية التحتية".

ومن المتوقع أن يتم ربط الوحدتين 1 و2 في محطة الضبعة بالشبكة الكهربائية المصرية وأن تكونا قابلتين للتشغيل تجاريا في عام 2028، ثم الوحدة 3 في عام 2029، وأخيرا الوحدة 4 في عام 2030.

اقرأ أيضاً

أول محطة نووية مصرية.. لماذا تعتبر فوزا طويل الأمد لروسيا؟

قدرات روسية

ومن خلال نقطتين، رد بولشاكوف على الدورية الأمريكية قائلا: "أولا، كانت روسيا ولا تزال اللاعب الرئيسي في سوق الطاقة النووية، والتي أوفت دائما بالتزاماتها التعاقدية، وإذا نشأت أي صعوبات، فهي خطأ مَن يُسمون بالحلفاء".

وأوضح: "كما هو الحال أثناء بناء محطة "أكويو" للطاقة النووية في جنوبي تركيا، عندما كانت هناك مشاكل في توريد المعدات الكهربائية من شركة "سيمنز" الألمانية للطاقة".

وساخرا، تابع: "ثانيا، مّن سيفعل ذلك غير "روساتوم"؟ ربما "إي دي إف" (EDF) الفرنسية؟!.. يمكن الحكم على فعالية التعاون مع هذه الشركة من خلال مشروع محطة الطاقة النووية "أولكيليوتو3" (Olkiluoto-3) في فنلندا".

وبيَّن بولشاكوف أن "بناء المحطة استغرق 18 عاما، وتم تجاوز التقدير الأصلي خمس مرات على الأقل، وبعدها تعذر تشغيل المحطة بسبب أعطال طفيفة، ولكن تم تشغيلها الآن".

ومضى قائلا إن "الشركاء حددوا بعناية الالتزامات المتبادلة في مشروع إنشاء محطة الضبعة. وتُظهر عمليات الرصد والأبحاث أن الدول الإفريقية الأخرى مهتمة بالتكنولوجيا النووية الروسية، ولكنها تواجه عادة اختناقات حادة في التمويل".

وخلال لقاء مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، بمدينة سان بطرسبورغ الروسية في يوليو/ تموز 2023، شدد بوتين على أن مشروع محطة الضبعة "يُنفذ حسب الخطة المعتمدة".

اقرأ أيضاً

مصر توافق على إنشاء الوحدة الرابعة بمحطة الضبعة النووية

مشروع رائد

"مشروع الضبعة هو المشروع الرائد لروسيا في أفريقيا، ويتجاوز بكثير بناء مجرد المنشأة، إذ تعمل موسكو بشكل وثيق مع المتخصصين المصريين لتطوير إنتاج الطاقة النووية من الصفر، بما يتضمن تدريب العمال، وتقديم الخدمات الفنية، وغيرها"، كما أردف بولشاكوف.

ومن المتوقع أن تولد محطة الضبعة المصرية، من خلال أربع وحدات مفاعل بقدرة 1.2 جيجاوات روسية التصميم، أكثر من 10% من إجمالي إنتاج الكهرباء في مصر، وتوفر مصدر طاقة ثابتا لنحو 20 مليون شخص (عدد سكان مصر حاليا يتجاوز 105 ملايين).

وبالإضافة إلى إنتاج الكهرباء، سيكون للمحطة أيضا القدرة على تحلية مياه البحر الساحلية، والتي سيتم استخدامها لملء وتجديد الدوائر الأولية والثانوية للمفاعلات الأربعة، والحفاظ على إمدادات المياه للمحطة، وتوفير مياه الشرب لموظفي المحطة، ومن الممكن أن توسع المحطة قدرتها على تحلية المياه إلى 100 ألف متر مكعب يوميا.

وبموجب الاتفاق، توفر موسكو التمويل لبناء المحطة، بنسبة 85% من التكلفة (25 مليار دولار)، مع التزام القاهرة بتوفير 15% المتبقية (5 مليارات دولار)، لتغطية تكاليف البناء واستيراد المعدات المتخصصة والخبرة الفنية والإدارية.

اقرأ أيضاً

بوتين خلال لقائه السيسي: محطة الضبعة النووية بمصر تنفذ وفق الخطة

المصدر | أليكسي بولشاكوف/ نيو إيسترن أوتلوك- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر روسيا محطة الضبعة طاقة نووية حرب أوكرانيا كهرباء محطة الضبعة فی عام

إقرأ أيضاً:

القوات الروسية تسيطر على بلدة جديدة شرقي أوكرانيا

تواصل القوات الروسية تقدمها في مختلف الجبهات في شرق أوكرانيا وتسيطر على المزيد من القرى والبلدات، وتحسن تموضعها في عدد من المواقع، بحسب ما أفادت وزارة الدفاع الروسية ووسائل التواصل الاجتماعي.

فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة، أن القوات الروسية تمكنت من السيطرة على بلدة نوفوفاسيليفكا في دونيتسك.

وقالت الدفاع الروسية في بيان لها: "في الفترة من 25 إلى 31 يناير، نفذت القوات الروسية، 8 ضربات جماعية باستخدام أسلحة عالية الدقة وعبر هجمات بطائرات مسيرة، ما أسفر عن تدمير منشآت البنية التحتية للغاز والطاقة الحيوية، التي تضمن تشغيل الجيش الأوكراني، فضلاً عن مرافق المجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا".

وأوضح البيان أنه نتيجة الضربات "تضررت مستودعات الأسلحة والبنية التحتية للمطارات العسكرية ومخازن التجميع ومواقع تخزين الطائرات المسيرة الهجومية ونقاط الانتشار المؤقتة للقوات الأوكرانية"، وفقا لما نقله موقع سبوتنيك الإخباري الروسي.

وتابع: "على مدار الأسبوع، واصلت وحدات من قوات مجموعة الشمال الروسية، استهداف تشكيلات القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك، وتم تحرير بلدة نيكولاييفو- داريينو، وألحقت الغارات الجوية والطائرات المسيرة ونيران المدفعية أضرارًا بالقوى البشرية والمعدات والدبابات والمركبات الآلية الثقيلة التابعة للقوات الأوكرانية".

وأشار البيان إلى أنه "خلال الأسبوع، تمكنت وحدات قوات مجموعة الشمال الروسية، في اتجاه خاركوف (خاركيف)، باستهداف وحدات من المشاة وألوية الهجوم التابعة للقوات الأوكرانية".

وتابع البيان "على مدار أسبوع، بلغت خسائر العدو في منطقة مسؤولية قوات مجموعة الشمال الروسية، 2200 عسكري، و9 دبابات و57 مركبة مدرعة قتالية، بما في ذلك مركبة مشاة قتالية من طراز برادلي أميركية الصنع، تم تدمير 144 مركبة و22 مدفعا ميدانيا و13 محطة حرب إلكترونية و9 مستودعات ذخيرة ميدانية".

 ووفقا لناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، استولى الجيش الروسي على بلدة "نوفوملينسك"، مما أدى إلى إنشاء وتوسيع رأس جسر آخر على الضفة اليمنى لنهر أوسكول في منطقة خاركيف.

وبحسب مواقع موالية لأوكرانيا، وتحديدا موقع Deep State، فقد "استعادت القوات الروسية نوفوملينسك بعد هجمات مضادة شنتها القوات الأوكرانية في أوائل ديسمبر".

وقال المحلل العسكري للموقع الأوكراني ️"أولت قيادة القوات الأوكرانية أهمية قليلة لنوفوملينسك وقبل عدة أسابيع تمكن الروس من إعادة احتلالها، والآن يملؤونها بالقوى البشرية والأسلحة".

وأضاف "كلما تقدمنا، كلما كان من الصعب القضاء على رأس الجسر هذا. في الوقت نفسه، لا يتحسن الوضع حول دفوريتشنايا".

وختم يقول "في الأيام الأخيرة، كانت هناك تقارير عن توسع نشط لجسر القوات الروسية على الضفة اليمنى لنهر أوسكول بما في ذلك في منطقة دفوريتشنايا".

مقالات مشابهة

  • وزير الإسكان يتفقد محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالجبل الأصفر
  • أوكرانيا: تسجيل 134 اشتباكا مع القوات الروسية خلال الـ24 ساعة الماضية
  • أوكرانيا في حالة تأهب وتحذيرات من الصواريخ الروسية
  • القوات الروسية تسيطر على بلدة جديدة شرقي أوكرانيا
  • تفاصيل موافقة مجلس النواب على اتفاق مع روسيا بشأن محطات الضبعة النووية
  • منع طالب من زيارة محطة نووية بسبب جنسيته الروسية في فنلندا
  • لأول مرة.. انتصار «صعيدية» في مسلسل قهوة المحطة رمضان 2025
  • «موانئ أبوظبي» تبدأ عمليات إدارة وتطوير محطة لواندا بأنجولا
  • ترامب لماسك: أعيدوا رائدي الفضاء العالقين حالا
  • "موانئ أبوظبي" تبدأ إدارة وتطوير محطة لواندا الأنغولية