أكد تقرير لموقع إنترسبت الأميركي أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف طاقم الجزيرة في خان يونس بقطاع غزة في 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومنع جهود إخلاء المصور سامر أبو دقة الذي استشهد في الضربة الإسرائيلية.

وذكر التقرير أن مجموعة كبيرة من الصحفيين تواصلوا مع السلطات الإسرائيلية وتمكنوا من تحديد موقع أبو دقة الذي بقي ينزف لمدة 5 ساعات حتى الموت، وأن الجيش الإسرائيلي أكد أنه على علم بالوضع.

وينقل التقرير عن مصادر مطلعة ومحادثات لعدة صحفيين في مجموعات واتس أب أن المنظمات الإنسانية والصحفيين ضغطوا لساعات مرارا وتكرارا على الجيش الإسرائيلي لتسهيل عملية الإخلاء دون جدوى.

ويقول إنترسبت إن إسرائيل لم تسمح بمرور آمن لطواقم الطوارئ لساعات على الرغم من معرفتها بأن الصحفي مصاب وبحاجة ماسة للمساعدة، وإن الجيش الإسرائيلي كان يعلم أن صحفيا من الجزيرة ملقى وهو عاجز ومع ذلك لم يسمح لفرق الإسعاف بالصول الآمن إليه إلا بعد أن فارق الحياة.

ويؤكد الموقع الأميركي أن الكثير من الأدلة تشير إلى أن الضرب الإسرائيلية كانت تستهدف صحفيي الجزيرة، وينقل عن الدحدوح أنه لم يكن هناك أحد غيرهم وأنه لا مجال للخطأ في الاستهداف.

أما مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري فيقول لإنترسبت إنه اتصل أولا باللجنة الدولية للصليب الأحمر وطلب منهم الاتصال بالجيش الإسرائيلي لتسهيل جهود إنقاذ سامر أبو دقة.

ويقول الدحدوح للموقع إن محاسبة القاتل هو أقل ما يمكن فعله حتى لا يفلت من العقاب في كل مرة وهو ما سيؤدي إلى استمرار استهداف والاعتداء على الصحفيين.

وأضاف أن استهداف وتدمير المكاتب مثل مكتب الجزيرة واستهداف عائلات الصحفيين مثل عائلته واستهداف المنازل مثل منزله الذي تم تدميره ولا منازل حوله فهذا لأنهم يعلمون أنه منزل مدير مكتب الجزيرة ومن الواضح أن كل هذا يحدث في سياق الضغط والعقاب من قبل الجيش و"لكن كما أقول دائما رغم كل الأذى والألم سنستمر في حمل هذه الرسالة والقيام بواجبنا ونقل الأخبار والصور إلى مشاهدينا في جميع أنحاء العالم".

تفاصيل الهجوم

في مساء يوم الخامس عشر من الشهر الماضي، توجه طاقم الجزيرة لتغطية قصف طال مدرسة فرحانة في خان يونس، ولكن ما أن انتهى الفريق من التصوير حتى باغتهم القصف الإسرائلي.

ويقول الدحدوح "كان الأمر كما لو أن عاصفة استهدفتنا"، وأضاف لقد فقدت التوازن لدرجة أنني فقدت الوعي بشكل طفيف حتى استعدت قوتي، حاولت النهوض بأي شكل من الأشكال لأنني كنت متأكداً من أن صاروخاً آخر سيستهدفنا، من تجربتنا هذا ما يحدث عادة".

أدرك دحدوح أنه كان ينزف بغزارة من ذراعه، وأنه إذا لم يحصل على رعاية طبية، فسوف يموت، كما فقد مؤقتًا جزءًا كبيرًا من سمعه بسبب الانفجار.

ونظر إلى الأعلى فرأى عمال الدفاع المدني الثلاثة الذين كانوا يرافقون الصحفيين قد قتلوا، ثم رأى أبو دقة ملقى على الأرض على مسافة ما.

ثم تمكن الدحدوح، كما يقول، من بلوغ سيارة الإسعاف على بعد مئات الأمتار، بعد أن شعر أنه لن يستطيع أن يقدم المساعدة لزميله أبو دقة الذي كان قد أصيب في الجزء السفلي من جسمه ما جعله غير قادر على الحركة.

ومرت ساعات، لكن عمال الطوارئ لم يتمكنوا من الوصول إليه دون موافقة الجيش الإسرائيلي.

وقال الدحدوح إنه علم فيما بعد من زملائه أنه في وقت مبكر من المحنة، عندما اقتربت سيارات الإسعاف في البداية من المنطقة للوصول إلى أبو دقة، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على مقربة منهم، مما أجبرهم على العودة وانتظار موافقة الجيش الإسرائيلي للدخول.

وضمن الجهود المبذولة لإنقاذ أبو دقة، علمت أورلي هالبيرن، وهي مراسلة ومنتجة مستقلة تقيم في القدس، بما حدث عندما أرسل لها أحد معارفها رابطًا للقصة، فقررت نشر هذا الموضوع على مجموعة واتساب تضم أكثر من 140 صحفيًا من رابطة الصحافة الأجنبية (FBA)، وهي منظمة غير ربحية مقرها القدس تمثل مراسلين من أكثر من 30 دولة.

ونشرت هالبيرن معلومات الاتصال مع العسكريين الإسرائيليين في المجموعات للتواصل معهم والضغط عليهم من أكثر من شخص، وحصلت على تأكيدات من الجيش بأنه على علم بما حصل.

وبعد أن فات الوقت تمكنت طواقم الطوارئ الفلسطينية أخيراً من الوصول إلى المدرسة بعد أن قامت جرافة يديرها فلسطينيون بفتح الطريق أمام سيارة إسعاف لتجد أبو دقة ميتاً.

وفي الساعة 7:55 مساءً، نشرت هالبيرن رسالة في الدردشة الجماعية التي تلقتها من منتجها في غزة مفادها أنه قُتل.

وذكرت الجزيرة أن أبو دقة تعرض لقصف متواصل أثناء محاولته الزحف إلى بر الأمان.

وينقل إنترسبت عن الدحدوح وهالبيرن قولهما إنهما تلقيا تقارير تفيد بالعثور على أبو دقة بدون سترته الواقية من الرصاص، على بعد عدة أمتار من مكان إصابته.

وطالبت عدة جهات منها رابطة الصحافة الأجنبية بالتحقيق في الواقعة، وأعلنت الجزيرة في اليوم التالي أنها تعد ملفا قانونيا لتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية بشأن ما أسمته اغتيال أبو دقة على يد القوات الإسرائيلية في غزة.

كما أدرجت منظمة مراسلون بلا حدود أبو دقة في شكوى جرائم الحرب التي قدمتها المجموعة إلى المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بمقتل 7 صحفيين فلسطينيين قتلوا في غزة بين 22 أكتوبر/تشرين الأول و15 ديسمبر/كانون الأول.

وكانت لجنة حماية الصحفيين وجدت أن عدد الصحفيين الذين قُتلوا في الأسابيع العشرة الأولى من الحرب الإسرائيلية على غزة – جميعهم تقريبًا من الفلسطينيين- يفوق عدد الصحفيين الذين قُتلوا في دولة واحدة على مدار عام كامل. لقد فقد العديد من الصحفيين الذين ما زالوا على قيد الحياة في غزة العديد من أفراد عائلاتهم ومنازلهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی أبو دقة فی غزة بعد أن

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي ينشر تقريرًا موجزًا عن هجمات حزب الله ويرد بالصواريخ

أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، توجيهه ضربات على مواقع في لبنان بعد هجمات لحزب الله استهدفت مناطقا شمالي إسرائيل.

وقال الجيش إنه قصف مواقع أطلقت منها صواريخ في جنوب لبنان بعدما عبرت "عدة مقذوفات وأهداف جوية مشبوهة" الحدود.

وأضاف الجيش في بيان مقتضب "في أعقاب انطلاق صافرات الإنذار في شمال إسرائيل، عبرت العديد من المقذوفات والأهداف الجوية المشبوهة من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية".
وقال الجيش في بيانه، فيما يلي ملخص لهجوم حزب الله المستمر:

تقريبا، تم إطلاق 160 قذيفة باتجاه منطقة مرتفعات الجولان، اعترضت قوات الدفاع الجوي الإسرائيلية وسلاح الجو الإسرائيلي بعضها.
تم إطلاق أكثر من 15 طائرة دون طيار "مسيرات انقضاضية" باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وتم اعتراض عدد منها.وأعلن حزب الله اللبناني، الخميس، إطلاق نحو 200 صاروخ باتجاه إسرائيل.

وقال الحزب في بيان: "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، ‏وفي إطار الرد ‌‏على الاعتداء ‏والاغتيال الذي نفذه العدو في منطقة الحوش في مدينة ‏صور، قصف مقاتلونا بأكثر من 200 ‏صاروخ من مختلف الأنواع، مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة إييلايت، ومقر ‏قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة كاتسافيا، ومقر قيادة كتيبة المدرعات التابع للواء ‏السابع في ثكنة غاملا، ومقر قيادة الفرقة 210 (فرقة الجولان) في قاعدة نفح، ومقر ‏فوج المدفعية التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن". ‏

كما أعلن الحزب استهداف موقع ‏البغدادي العسكري في إسرائيل بصاروخ بركان هو الثالث خلال فترة وجيزة.

وكانت مراسلة "سكاي نيوز عربية" أفادت بإطلاق عشرات الصواريخ والمسيرات من لبنان باتجاه أهداف في شمال إسرائيل.

ومنذ بدأت حرب غزة في 7 أكتوبر، يتبادل حزب الله المدعوم من إيران وإسرائيل القصف عبر حدود لبنان الجنوبية، بشكل شبه يومي.

وتصاعدت حدة التوترات بين الطرفين في الأيام الأخيرة مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب واسعة قد تشعل نزاعا إقليميا.

مقالات مشابهة

  • عن عمليات إسرائيل في الجنوب.. بيان يكشف ماذا استهدفت اليوم
  • حزب الله يهدد باستهداف مزيد من المواقع في إسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي ينشر تقريرًا موجزًا عن هجمات حزب الله ويرد بالصواريخ
  • الجيش الإسرائيلي ينشر ملخص هجمات حزب الله.. ويرد بالصواريخ
  • إعلام عبري: حماس طالبت إسرائيل بالانسحاب من محور فيلادلفيا لاستمرار المفاوضات
  • إعلام إسرائيل يركز على معضلة الكمائن المفخخة التي تواجه جيش الاحتلال بغزة
  • عاجل| الشرطة الإسرائيلية: مقتل منفذ عملية الطعن بالمجمع التجاري بمدينة كرمئيل
  • بالأرقام.. خسائر مذهلة ألحقها طوفان الأقصى بالجيش الإسرائيلي
  • قناة "12" العبرية: رسالة لبنان السرية لإسرائيل.. بيروت مهتمة بالسلام وليس بالحرب
  • كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف حرب غزة حتى لو بقيت حماس