اعتبر تقرير صادر عن مركز "ابعاد " للدراسات السياسية أن تداعيات التصاعد الغير مسبوق للتطورات في البحر الأحمر على عملية السلام في اليمن ستتوقف على ردود فعل المجتمع الدولي وإرادة الأطراف الدولية والإقليمية مشيرا الى هجمات الحوثيين على السفن التجارية وتماديهم في التصعيد العسكري في جنوب البحر الأحمر سيهديد التقدم الحاصل في عملية السلام و تؤدي إلى وقف عمليات التفاوض واثارة الشكوك في مصير التوقيع على الاتفاق الذي توصلت إليه المفاوضات بين الحوثيين والسعودية.

 

وأشار التقرير – الذي اطلع عليه مأرب برس – الى انه المجتمع الدولي قد يعمد إلى تجميد جهود السلام ووقف التفاوض في سياق ممارسة الضغط على الحوثيين لوقف عملياتهم البحرية، وسيكون كذلك نتيجة لأي عملية عسكرية يتم شنها على الجماعة الحوثية، التي لا يتوقع أن تواصل الاستمرار في التفاعل مع جهود السلام أو تحافظ على مواقفها الراهنة والتزاماتها تجاه عملية السلام وهي من يتهم دول التحالف مسبقاً بالتآمر مع الأمريكيين ضدها وتهدد باستهدافها حال تعرضت لأي هجمات منوها الى أنه بالإضافة إلى تهديد الهدنة الهشة القائمة اليوم، قد تصل هذه التداعيات حد التسبب بانهيار عملية السلام نفسها، سيحدث ذلك حال تنفيذ عمليات عسكرية موجعة للحوثيين، فعمليات كهذه تهدد بعودة الحرب إلى اليمن، وليس هذا ما تؤكد عليه فقط التصريحات الحوثية، بما فيها تصريحات زعيم الجماعة نفسه، والتي تتحدث صراحة عن نيتهم استهداف كل مصالح الولايات المتحدة وحلفائها التي يمكن أن تصل إليها أيديهم بما في ذلك منابع النفط في دول الخليج، بل يؤكده قبل ذلك موقفهم العملي المتحدي الذي يظهر في استمرارهم استهداف السفن بالرغم من الضغوط والتحشيدات العسكرية إلى البحر الأحمر وخليج عدن. وقيام الحوثيين باستهداف مصالح سعودية وإماراتية حساسة سيكون تطوراً يصعب معه عدم الرد المباشر أو غير المباشر عبر الوكلاء المحليين. وانفجار الوضع الميداني في اليمن سيعيد جهود السلام إلى المربع الأول خصوصاً إذا لم ينتج عنه أي تغيير في ميزان القوى على الأرض. 

 

ولفت التقرير الى انه في حال تم استهداف الحوثيين لردع تصعيدهم المستمر في البحر الأحمر على النحو الذي يجبرهم على وقف عملياتهم، وكذلك في حال انتهي هذا الاستهداف بإضعافهم عسكرياً، فإن الصورة ستتغير، إذ سيكون ذلك بمثابة هزيمة سياسية وعسكرية لهم ستعكس نفسها في إضعافهم سياسياً وتفاوضياً، حتى مع احتفاظهم ببعض المكاسب الإعلامية والشعبية معتبرا انه وفي الصورة العامة لمهاجمة الحوثيين للسفن وتهديدهم الملاحة الدولية نتائج سلبية عليهم فهي تشكك بالتزامهم بالسلام وتضعف الثقة بهم كشريك جيد للسلام، خصوصاً وهي تصورهم ككيان راديكالي منفلت غير مؤمن بمبدأ التعايش، وكيان كهذا سيكون عامل مزعزع للاستقرار في المنطقة. وكل هذا قد يحفز على إعادة النظر في جملة المواقف منهم بحيث يكون هناك توجه لمحاصرة فرص أن يلعبوا دوراً مهماً أو مركزياً في مستقبل اليمن، وحرص على ألا تمنحهم أي مفاوضات أو أي اتفاق سلام مكاسباً كبيرة أو فرصة للعب مثل هذا الدور. وسيكون الموقف الإقليمي والخارجي عموماً أقل تساهلاً معهم.

وخلص التقرير الى أن أي خسائر قد تلحق الحوثيين وأي تحديات قد يتسبب بها لهم أي عمل عسكري ضدهم تُعد مكاسباً وفرصاً لخصومهم وتصب في صالحهم، وسيتحسن موقف هؤلاء عموماً، وسيكونون في موقف أفضل نسبياً في أي مفاوضات مستقبلية، ومن المؤكد-مثلاً- أن يكون المجتمعين الإقليمي والدولي أكثر تفهماً لموقف الحكومة اليمنية وحلفائها.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: عملیة السلام البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

قرقاش: رسالة الإمارات مع الحقوق العادلة ورفع المعاناة الإنسانية ودعم مسار السلام والاستقرار

الشارقة: الخليج

 أكد الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن رسالة الإمارات مع الحقوق العادلة ورفع المعاناة الإنسانية ودعم مسار السلام والاستقرار، مشيداً بموقف الدولة الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني، وضرورة ربط إعمار غزة بمسار يحقق السلام الدائم وفق حل الدولتين.
وكتب قرقاش عبر حسابه في «إكس»: «دولة الإمارات، وانطلاقاً من الحكمة والمسؤولية والالتزام الثابت، تؤكد موقفها الذي شدد عليه صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في حديثه مع وزير الخارجية الأمريكي: رفض تهجير الشعب الفلسطيني، وضرورة ربط إعمار غزة بمسار يحقق السلام الدائم وفق حل الدولتين، مع أهمية العمل المشترك لتجنب توسيع الصراع حفاظاً على السلم الإقليمي».
وتابع:«رسالة الإمارات مع الحقوق العادلة ورفع المعاناة الإنسانية ودعم مسار السلام والاستقرار والازدهار».

مقالات مشابهة

  • الرئيس اليمني يتفقد جاهزية القوات و”وحدة الجبهات” مع تصعيد الحوثيين العسكري
  • العليمي: معركة اليمن ضد الحوثيين مستمرة حتى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب
  • أرسلها ترامب لإسرائيل.. خبير استراتيجي يكشف مفاجأة عن قنابل «إم كيه 84»
  • تقرير أممي: أكثر من 15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال يناير الماضي
  • “ناشيونال إنترست” لـ ترامب: احذر فخ اليمن
  • قرقاش: الإمارات مع الحقوق العادلة ورفع المعاناة ودعم مسار السلام
  • أمير قطر: تشاورتُ مع بزشكيان بشأن إنجاح العملية السياسية بسوريا  
  • قرقاش: رسالة الإمارات مع الحقوق العادلة ورفع المعاناة الإنسانية ودعم مسار السلام والاستقرار
  • أمير قطر يبحث في طهران تطورات غزة وإنجاح العملية السياسية في سوريا
  • ايران وقطر يؤكدان أهمية إنجاح العملية السياسية الشاملة في سوريا