شعب البحرين «خجل من الموقف الساقط لحكومته» ازاء اليمن - بيان
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
وقال آية الله قاسم في منشور على صفحته حول مشاركة نظام البحرين في العدوان على اليمن: ان شعب البحرين خجل من هذا الموقف الساقط لحكومته ومألومٌ كونه لا يملك أن يقاتل في صفوف المجاهدين في غزة واليمن ...
واشاد بصمود اليمن في نصرة الحق ومقارعة الباطل مؤكد ان يمن الصمود وبقيادة البطل المغوار المؤمن المليء بالإيمان الحكيم الغني بالحكمة قد أخذ على نفسه ألَّا يدَّخر شيئاً مما يملك إلا ويجعله بذلة في نصرة الحق ومقارعة الباطل وإن بلغ الثمن ما بلغ، وطغى التحدي ما طغى.
فيما يلي نصّ البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا وإسرائيل عدوّتان بيّنتان للأمة الإسلامية والعربية، وموالاة إحداهما موالاة للأخرى، وفي الموالاة لهما من مسلم براءة بقدر تلك الموالاة للإسلام والمسلمين.
ولذلك لا أحد من علماء الإسلام بحقّ، العارفين به، المخلصين له؛ إلا وهو في مواجهة لهما، ودعوته للأمة لمواجهتهما لا تنقطع. المسؤولية من الله عزّ وجلّ التي تتحملها الأمة ألَّا تؤتمنا ولا يسكن لهما، ولا يطمئن منهما إلى قولٍ ولا فعل.
وعليه فأيّما نظام من الأنظمة الحاكمة لأي بلدٍ من بلاد الإسلام في تطبيعه معهما المخالف لإرادة الله عزَّ وجل، الممكِّن لهما للوهن للإسلام والمسلمين المعين عليهما؛ هو ليس من شعب بلده ولا من دينه، وأمنه غير أمنه، ومصلحته غير مصلحته، وخندقه غير خندقه، ويكون منفصلاً عن الأمة.
والأمّة الواعيّة كل الأمّة العارفة بقبحهما المعتزة بإسلامها وكرامتها تأسف الأسف كلّه لأي نظام وقع في ضلالة التطبيع.
وقبيحٌ جدّاً، ومؤلم جدّاً، ومخزٍ جدّاً ما صارت إليه حكومة البحرين من الدخول في التحالف الدولي الذي أطلقَ عليه أهلُه زوراً وخداعاً وصف حارس الازدهار وهو حارس العدوان على غزة الفداء ويمن الإباء والنجدة والتضحية.
أما شعب البحرين وإنْ كان بريئاً من جريمة التطبيع وما تستتبعه من مناصرة النظام الرسمي الذي يحكمه لأمريكا وإسرائيل وكل قوى العدوان في حربها على الأمة وغزة واليمن إلا أنّه خجل من هذا الموقف الساقط لحكومته، ومألوم كونه لا يملك أن يقاتل في صفوف المجاهدين في غزة واليمن وفي أي ساحة من ساحات الدفاع عن الإسلام والأرض الإسلامية.
يمن الصمود وبقيادة البطل المغوار المؤمن المليء بالإيمان الحكيم الغني بالحكمة قد أخذ على نفسه ألَّا يدَّخر شيئاً مما يملك إلا ويجعله بذلة في نصرة الحق ومقارعة الباطل وإن بلغ الثمن ما بلغ، وطغى التحدي ما طغى.
يمن الحمية والغيرة الإسلامية الصاعدة، والشجاعة النادرة، يأبى إلاّ أن يسابق بجديّة عالية رسالية طاهرة على طريق نصرة الإسلام والمسلمين والمستضعفين، ولا يبالي بمن عاداه في هذا السبيل كما تعلن صرخاته.
عيسى أحمد قاسم
١٤ يناير ٢٠٢٤
https://almuqawim.net
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله ﷺ أمرنا بالصدق، وسأله أحد الصحابة : أيزني المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيسرق المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيكذب المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «لا». قد يشتهي الإنسان، فتدفعه شهوته للوقوع في المعصية، أو يحتاج، فيعتدي بنسيان أو جهل. أما الكذب، فهو أمر مستبعد ومستهجن.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه عندما التزم الناس بهذه النصيحة، وهذا الحكم النبوي الشريف، عرفوا أنهم لا يقعون في الزنا ولا في السرقة. سبحان الله! لأن الإنسان إذا واجهته أسباب المعصية، وكان صادقًا مع نفسه، مع ربه، ومع الناس، فإنه يستحي أن يرتكب المعصية.
وجاء رجلٌ يُسْلِمُ على يدي رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أريد أن أدخل الإسلام، ولكني لا أقدر على ترك الفواحش والزنا. فقال له النبي ﷺ: «عاهدني ألا تكذب».
فدخل الإسلام بهذا الشرط، رغم كونه شرطًا فاسدًا في الأصل. وقد وضع الفقهاء بابًا في كتبهم بعنوان: الإسلام مع الشرط الفاسد.
دخل الرجل الإسلام، وتغاضى النبي ﷺ عن معصيته، لكنه طالبه بعدم الكذب. ثم عاد الرجل إلى النبي ﷺ بعد أن تعافى من هذا الذنب، وقال: والله، يا رسول الله، كلما هممت أن أفعل تلك الفاحشة، تذكرت أنك ستسألني: هل فعلت؟ فأتركها استحياءً من أن أصرح بذلك، فالصدق كان سبب نجاته.
الصدق الذي نستهين به، هو أمر عظيم؛ الصدق يمنعنا من شهادة الزور، ومن كتمان الشهادة. وهو الذي ينجينا من المهالك. وقد ورد في الزهد : »الصدق منجاة؛ ولو ظننت فيه هلاكك، والكذب مهلكة؛ ولو ظننت فيه نجاتك».
وفي إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، رضي الله عنه: كان خطيبٌ يخطب في الناس عن الصدق بخطبة بليغة. ثم عاد في الجمعة التالية، وألقى نفس الخطبة عن الصدق، وكررها في كل جمعة، حتى ملَّ الناس، وقالوا له: ألا تحفظ غير هذه الخطبة؟ فقال لهم: وهل تركتم الكذب والدعوة إليه، حتى أترك أنا الدعوة إلى الصدق؟! نعم، الصدق موضوع قديم، ولكنه موضوع يَهُزُّ الإنسان، يغير حياته، ويدخله في البرنامج النبوي المستقيم. به يعيش الإنسان مع الله.
الصدق الذي نسيناه، هو ما قال فيه النبي ﷺ : »كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكل ما سمع ».
ونحن اليوم نحدث بكل ما نسمع، نزيد على الكلام، ونكمل من أذهاننا بدون بينة.
ماذا سنقول أمام الله يوم القيامة؟
اغتبنا هذا، وافتَرَينا على ذاك، من غير قصدٍ، ولا التفات. لأننا سمعنا، فتكلمنا، وزدنا.
قال النبي ﷺ: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
وأخذ بلسانه وقال: «عليك بهذا».
فسأله الصحابي: وهل نؤاخذ بما نقول؟ فقال النبي ﷺ : وهل يَكُبُّ الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ لقد استهنا بعظيمٍ علمنا إياه النبي ﷺ. يجب علينا أن نعود إلى الله قبل فوات الأوان.
علق قلبك بالله، ولا تنشغل بالدنيا الفانية، واذكر قول النبي ﷺ: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل».
راجع نفسك، ليس لأمرٍ من أمور الدنيا، ولكن لموقف عظيم ستقف فيه بين يدي رب العالمين. فلنعد إلى الله، ولا نعصي أبا القاسم ﷺ.