جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-23@13:10:48 GMT

موقف مُشرّف لسلطنة عُمان

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

موقف مُشرّف لسلطنة عُمان

 

محمد بن سالم التوبي

 

موقف سلطنة عُمان بقيادة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- موقفٌ مشرّفٌ، يصطف مع الحق والعدل، وهذا ليس بغريب على سلطنة عُمان الدولة العريقة التي تستند سياستها على القيم الأصيلة التي تدعو إلى السلم والعدل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وذاك مما عرفت به سلطنة عُمان على مرّ خمسة عقود من قيام الدولة الحديثة.

سلطنة عُمان تنظر إلى المستقبل المشرق لهذا العالم وليس لعالم تسوده الفوضى والخراب.. سلطنة عُمان عندما تقف في صف فلسطين فإنها تقف في صف العدل والحق، فمن الواجب عليها أن تقف مع الفلسطينيين فهم أصحاب قضية عادلة، ولا يجوز بأي حالٍ من الأحوال أن تقف مع الظلم الواقع من الكيان الصهيوني، ولا أن تسكت تجاه ما تقوم به من قتل وتجويع وإبادة لإخوتنا الفلسطينيين الذين لم يجدوا من يقف معهم في هذه الظروف الصعبة التي يواجهونها، فهم يواجهون الحرب بأجسادهم قبل بنادقهم، يواجهون صواريخ العدو بدعواتهم وصلواتهم، ويواجهون دباباتهم بملاحقتها، وليس لديهم من التكنولوجيا ما يمكنهم من دفع الضرر عن أنفسهم إلاّ بصدورهم العارية.

موقف سلطنة عُمان تجاه الإخوة الفلسطينيين، موقف يجب أن تقفه كل الدول العربية والإسلامية كما تقف الدول الحُرّة مع قضاياها؛ فالوقوف مع فلسطين هو وقوف شرف وعزّة ووقوف مع العدل والإنسانية، وقوف مع الرّوح التي تُمارَسْ ضدّها شتى أنواع التعذيب الإنساني من قبل أكبر دولة تملك ترسانة عسكرية في العالم.

وقوف سلطنة عُمان مع اليمن الشقيق والتنديد بالتدخل العسكري الأمريكي والبريطاني هو الموقف المستحق لسلطنة عُمان واليمن، وإلّا فما الفائدة من الجوار الجغرافي والجوار الإنساني وجوار الأخوّة إذا لم نقف ضد العدوان الذي تشنّه أكبر دولتين في العالم تجاه دولة لا تملك أسلحة ترد عنهم بأس غيرهم؟!

كان من الأولى استخدام العقل وتهدئة الوضع بدل اللجوء إلى القصف غير الإنساني من أجل تغطية سوءة الكيان الغاصب وتوجيه بوصلة الشعوب في العالم عن قضية فلسطين وحرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل. وقيام الولايات المتحدة الأمريكية بشن حرب أخرى في المنطقة، محاولة يائسة منها من أجل صرف النظر عن المجازر في الأراضي الفلسطينية.

لا نعلم إلى أين ستذهب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالمنطقة، والظاهر أن بوصلتها بدأت تتزعزع تجاه التعامل مع القضايا في المنطقة، ولعلّ الرعب الكبير في 7 أكتوبر والانكشاف المهين الذي يُعاني منه الكيان الصهيوني وجيشه الذي تمرغ وجهه في الوحل وبان عواره وظهرت سوءته؛ هو السبب الرئيس لهذه الحرب. لقد خلص التفكير الأمريكي إلى شن حرب أخرى في المنطقة من أجل إسرائيل التي تحميها وتموّلها من جيوب دافعي الضرائب الأمريكان الذين يعاني بعضهم من الفقر.

موقف سلطنة عُمان تجاه فلسطين هو وقوفٌ مع العدل، وموقفها مع اليمن هو وقوف مع العقل. فما المسوغ الذي تقف فيه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا مع إسرائيل على حساب العرب والأرض والعرض.

لا يجوز لأي دولة انتهاك السيادة اليمنية بالطريقة البشعة التي نفذتها أمريكا وبريطانيا. أليس من العار أن تقوم دول تُسمي نفسها دول متقدمة بمثل هذا الهجوم المباغت على دولة ليس لها قوة كقوة المعتدي ومن غير موافقة الكونجرس صاحب الحق في الإذن بحرب خارج الولايات المتحدة الأمريكية؟! لقد أشرت في مقال سابق إلى أن واشنطن تتذرع بحروب عبثية في المنطقة من أجل السيطرة عليها وعلى خيراته، والتحكم في مصائرها.

حُق لنا نحن العمانيين أن نرفع رؤوسنا بسبب هذه المواقف المشرّفة التي تقفها حكومة سلطنة عُمان تجاه الحرب الغاشمة في غزّة، وكذلك التنديد بالانتهاكات الأمريكية والبريطانية على اليمن، في الوقت الذي لو استخدمت فيه الدبلوماسية لجنّب المنطقة الكثير من المشكلات والمزيد من الصعوبات التي تواجهها اليمن الشقيق. لقد أذنت الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الحرب لخلق غطاء عن الجرائم الإسرائيلية في غزّة وحرب الإبادة الجماعية الممنهجة التي ترعاها واشنطن، وإضعاف التأييد العالمي لفلسطين والمكتسب من الشعوب في شتى أنحاء العالم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مبعوث ترامب يرحب بخطوة حماس "النادرة" تجاه واشنطن

رحب المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، باستعداد حركة حماس للحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية في حال كان "الأمر دقيقا".

وفي رد ويتكوف على تصريح من قيادي في حركة حماس بشأن فتح باب للحوار مع أميركا قائلا: "أعتقد أنه أمر جيد إذا كان دقيقا".

وكان القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، قد أكد أن الحركة مستعدة لبدء حوار مع أميركا وتحقيق التفاهمات حول كل شيئ.

وبعد ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أوضح أبو مرزوق لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن حماس مستعدة لاستقبال مبعوث من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قطاع غزة.

واعتبرت الصحيفة الأميريكة أن تصريح مرزوق يعد خطوة "نادرة" تجاه واشنطن التي طالما انتقدتها حركة حماس لدعمها لتل أبيب.

وقالت أن تصريحات أبو مرزوق، تشير  إلى أن بعض كبار أعضاء حماس يأملون في التواصل بشكل مباشر مع إدارة ترامب الجديدة على الرغم من أن الولايات المتحدة تصنف الحركة كمنظمة إرهابية منذ عام 1997.

وكان ويتكوف قد أكد في وقت سابق من الأربعاء، أنه سيزور المنطقة للمشاركة فيما وصفه بفريق التفتيش المنتشر في قطاع غزة وعلى امتداده لضمان الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.

وقد بدأت إدارة ترامب العمل بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس، حسب ما ذكرته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.

وذكر مسؤولون ومستشارون في الحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه ترامب إنهم عملوا مع إدارة بايدن، لكنهم يعترفون أنه لن يكون من السهل دفع الاتفاق المرحلي قدما.

وقال أحد المسؤولين للصحيفة "ما تركه لنا بايدن هو نهاية البداية، وليس بداية النهاية".

مقالات مشابهة

  • متحدث بالخارجية الأمريكية: صياغة سياسة إدارة ترامب تجاه ليبيا ستستغرق بعض الوقت
  • الخطوات التي ستتخذها الحكومة الأمريكية بعد تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية
  • مبعوث ترامب يرحب بخطوة حماس «النادرة» تجاه واشنطن
  • بعد الإفراج عنهم.. طاقم "جلالكسي ليدر": ممتنون لسلطنة عُمان على جهودها الإنسانية
  • مبعوث ترامب يرحب بخطوة حماس "النادرة" تجاه واشنطن
  • أنغام: فترة عملي في المسرح تعد الأصعب عليا عن دوري كأم
  • ‏20 فعالية متنوعة.. تفاصيل البرنامج الثقافي العماني في معرض الكتاب 2025‏
  • البرنامج الثقافي لسلطنة عمان ضيف شرف معرض الكتاب 2025.. فعاليات متنوعة
  • المحروقي يترأس وفد عُمان في المعرض الدولي للسياحة "فيتور" بإسبانيا
  • هل كان إيلون ماسك هو السبب في تغيير قرار ترامب تجاه تيك توك؟