لجريدة عمان:
2025-01-05@10:34:25 GMT

شباب المقاومة : كلنا كتائب في وجه الاحتلال

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

شباب المقاومة : كلنا كتائب في وجه الاحتلال

في أزقة مخيم نور شمس للاجئين في مدينة طولكرم بشمال الضفة الغربية المحتلة، يتجول مقاتلون مسلحون يلقون التحية على مارة ويتبادلون أطراف الحديث وسط ركام بيوت هدمها الجيش الاسرائيلي ضمن عمليات الاقتحام التي تزايدت منذ اندلاع الحرب في غزة قبل مئة يوم.

فالمدينة بما في ذلك مخيما اللاجئين فيها، تشهد على تضاعف العمليات العسكرية الإسرائيلية التي باتت تتركز بشكل واضح على المدن والمخيمات التي تعد معاقل لفصائل فلسطينية مسلحة في شمال الضفة الغربية المحتلة.

وكانت إسرائيل تقتحم مخيمات للاجئين في هذه المنطقة من حين لآخر، لكن وتيرة هذه الاقتحامات زادت بشكل ملحوظ منذ اندلاع الحرب في غزة .

المقاتل الفلسطيني الذي ارتدى ملابس رياضية وحمل ووقف حاملا بندقيته مكشوف الوجه وسط مخيم نور شمس، يرى إن العمليات الإسرائيلية في المخيمات لا تهدف سوى إلى "الانتقام".وقال الشاب البالغ من العمر 23 عاما إن اسرائيل "تريد أن تنتقم من الضفة لن يصحوا مما حصل في السابع من أكتوبر ولم يتوقعوا ما حدث".ورأى أن القوات الاسرائيلية "لم تحقق شيئا في غزة" بعد 100 يوم على الحرب.

وأكد ناشط في مخيم نور شمس طلب عدم كشف هويته أن القوات الإسرائيلية شنت منذ بدء النزاع في غزة، ثماني عمليات اقتحام لطولكرم، أربع منها خلال ديسمبر.

ومنذ اندلاع الحرب، قتل 340 فلسطينيا على الأقل بنيران الجيش أو مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، بينهم 35 على الأقل سقطوا في طولكرم وحدها وفقا تعداد استنادا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

وسعيد الذي اكتفى بذكر اسمه الأول، هو أحد كوادر "كتيبة طولكرم" وهي تنظيم مسلح يجمع عناصر من مختلف الفصائل الفلسطينية وينشط منذ أقل من عام في مخيمي طولكرم ونور شمس.

يحاول المقاتل عصوم المرور فوق أكوام حجارة تكدست أمام منزل هدمه الجيش الإسرائيلي في زقاق بمخيم نور شمس.

ويقول الشاب (26 عاما) "كلنا نعلم أن نهاية هذا الطريق هو استشهاد إن شاء الله" لكن "لا شيء يوقفنا، سنبقى على هذه الطريق حتى لو بقي واحد منا". معتبرا أن الجيش الإسرائيلي "يحاول إنهاء الحالة لكنهم لن يستطيعوا" لأن "المخيم كله كتيبة".وسعيد وعصوم أسيران محرران من السجون الإسرائيلية ويريدان "إنهاء الاحتلال".

وتنعكس الاقتحامات الإسرائيلية على حياة مختلف السكان في المخيمات.

في 26 ديسمبر، فجّر الجيش منزل مطلوب مما ألحق أضرارا جسيمة بمنزل يوسف زنديق (50 عاما) المجاور في الشارع الرئيسي لمخيم نور شمس.ويقول زنديق "منزلي غير صالح للسكن" موضحا أنه ينام وأربعة من أبنائه في الشارع، ويشير الى سيارة مركونة جانبا موضحا "ملابسي في السيارة".وقد قرر أن ينصب "خيمة" لأنه لم يجد منزلا يستأجره.

في نهاية الأسبوع الماضي، دهم الجيش منزل قريبته صبحية زنديق (65 عاما) واعتقلها مع زوجها قبل أن يفرج عنها بعد منتصف الليل، لتعود الى منزلها وتجده مقلوبا رأسا على عقب بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه.

وتوضح "دخلوا إلى منازل أولادي وعادوا منها مع كيس ألعاب أطفال بينها مسدسات بلاستيكية وقالوا أنتم إرهابيون". وتشير صبحية إلى خزنة كانت موجودة في غرفة نومها وتقول إن الجيش "سرق محتوياتها من ذهب ومال".

ويضيف زوجها "يريدون أن ينتقموا من الناس والشعب وما لا يستطيعون فعله في غزة يفعلونه هنا".

ويرى سعيد أن الجنود الاسرائيليين "يأتون للتأثير على الحاضنة الشعبية ومحبة الناس"، مؤكدا "نثق بأن أهل المخيم لن يتركونا وحدنا".

يجلس مدير المدرسة تميم خريس (42 عاما) خارج منزله بجانب أنقاض منزل جيرانه، يحتسي القهوة مع أصدقاء.

ويقول لفرانس برس إن الاسرائيليين "يريدون تدمير الناس وتهجيرهم وكسر شوكتهم والاحتلال يريد أن يهين الناس حتى لا يفكر أحد بشيء اسمه فلسطين".

يقاطعه عبد القادر حمدان الذي كان بجانبه "يريدون تدمير الحاضنة الاجتماعية للكتيبة، لكن الكتيبة هم شباب من أهل المخيم".

ويضيف "طردوهم في السابق (في إشارة إلى نكبة العام 1948) واليوم يلاحقوهم إلى المكان الذي طردوهم إليه".

في حارة المنشية، لم يتبق من مبنى روضة الأطفال وقاعة الأفراح المكون من طابقين سوى رسومات للأطفال على جدرانهما الخارجية وحجر يحمل شعاري الاتحاد الأوروبي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

بالقرب من أنقاض الروضة كان صالح (10 سنوات) يلهو مع أصدقائه.

ويقول "هذه روضة أطفال، ماذا يريدون منها؟"، مضيفا وهو يؤشر الى الركام "هنا المنشية غزة مصغرة".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: نور شمس فی غزة

إقرأ أيضاً:

كل الناس مع دمج المليشيات داخل الجيش الواحد، ولكن

كل الناس مع دمج المليشيات داخل الجيش الواحد، ولكن كم منهم مع الاستحقاق السياسي لعملية دمج المليشيات المتعددة في جيش واحد؟

بوضوح وباختصار، لا يمكن تحقيق الجيش المهني الواحد بدون وفاق وطني شامل.
لا تتوقع أن تسلم المليشيات سلاحها للجيش وتذهب لتترك لقادته حق احتكار البلد بقوة السلاح؛ هذا لن يحدث بالشكل الذي يتمناه البعض.

لابد من التسوية الشاملة والتوافق على رؤية وطنية تعبر عن الجميع وترضي الجميع حينها وحينها فقط يمكن قيام الجيش الواحد وقيام الدولة نفسها. وهذا ما يجب أن يعمل له الجميع.
أحد أسباب فشل عملية دمج الدعم السريع (مع الإقرار بوجود العامل الخارجي وأطماع عيال دقلو في السلطة) غياب التوافق الوطني وأن عملية الدمج لم تناقش في إطار تسوية وطنية شاملة ولكنها كانتة في إطار التحالفات و الصراع السياسي على السلطة.

بعد الإطاحة بالبشير حاولت “قوى الثورة” السيطرة على السلطة دون أن تملك لا الرؤية ولا القوة اللازمة لذلك وانتهى بها الأمر متحالفة مع مليشيا الدعم السريع للانقلاب على الجيش ثم الاستمرار معه في الحرب.

ما يسمى بقوى الثورة كانت بعيدة كل البعد عن فهم الشرط الضروري لتحقيق عملية الدمج وهو التسوية الشاملة، ولكن كيف يمكن لهذه القوى الكرتونية أن تنجز التسوية وهي ترى في الثورة فرصة تاريخية لاحتكار السلطة إلى الأبد؟

التقدم الذي حصل في الوعي السياسي بعد هذه الحرب هو أن مفهوم الدولة أصبح الآن في المركز بدلا عن المفهوم الهرموني الغامض الذي اسمه “ثورة”والذي لا يستحق حتى صفة مفهوم، لقد كان مجرد شعار بلا مضمون.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة
  • حماس: عملية رام الله رسالة رد على جرائم الاحتلال وحرب الإبادة
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف قوات الاحتلال في يعبد ومواجهات في نابلس ورام الله
  • غزَّة 2024 .. عام الصُّمود الأسطوريّ في مواجهة الإبادة “الإسرائيلية”
  • قاسم : صبر حزب الله قد ينفد على الخروقات الإسرائيلية
  • 534 شهيدا بينهم 80 طفلا في الضفة الغربية والقدس خلال عام 2024
  • عاجل | كتائب القسام تنشر فيديو للمجندة ليري الباج الأسيرة الإسرائيلية في غزة منذ أكثر من 450 يوما
  • من عقيدة “دايتون” إلى خطة “فنزول”.. “السلطة الفلسطينية” أداة بيد العدو الصهيوني
  • كل الناس مع دمج المليشيات داخل الجيش الواحد، ولكن
  • عاجل | الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات الإنذار تنطلق في تل أبيب الكبرى والقدس ومستوطنات الضفة الغربية