الرئيس "عبد الناصر" "إذن الحكاية لها أصل..." "12"
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
فى شهر. يوليو في عام ١٩٧٠ ذهب الرئيس جمال عبد الناصر الى الاتحاد السوفيتي لطلب المزيد من الخبراء السوفيت لكن الرئيس "بريجنيف" رد على طلب الرئيس "عبد الناصر" بقوله:
- إنه لا يحبذ الزيادة في التواجد السوفيتي في مصر لأن هذا التواجد يمكن أن يؤدي إلى امتعاض شعبي...
فوجئ الرئيس " عبد الناصر " بهذا الرأى فسأله:
- من أين جئتم بهذا الرأى.
رد "بريجنيف" على الرئيس " عبد الناصر" بقوله:
-أن وزارة الإرشاد القومي التي يرأسها السيد "هيكل" قامت باستقصاء للرأي العام فى مدينة المحلة الكبرى وظهرت نتيجته بأن الرأى العام المصرى يعارض زيادة التواجد السوفيتي على أرضه...
شكك الرئيس عبد الناصر فى هذا الاستقصاء قائلا :
- هذا غير صحيح
ولكن الزعيم السوفيتي "بريجنيف" أكد على صحة ذلك بقوله:
- السيد "هيكل"يعرف ذلك لأن وزارته هى التي قامت باستقصاء للرأي العام وظهرت هذه النتيجة...
بعد تأكيد هذه المعلومة من الرئيس السوفيتي "بريجنيف" كان السؤال الذى لم بتوقعه الأستاذ "هيكل "من الرئيس" عبد الناصر" له هو:
- هل حدث ذلك فعلا...
ولم يكن عنده إجابة لأنه ليس لديه اي معلومات عن هذا الاستقصاء...
كان هذا الموقف أكثر إحراجا لوزير لا يعرف ما يحدث فى وزارته...
وعلى الفور اتصل الأستاذ "هيكل" بمكتبه في القاهرة ليتأكد من صدق رواية الزعيم السوفيتي وكانت المفاجأة...
انه بالفعل حدث هذا الاستقصاء عندما شكل الأستاذ،"هيكل" لجنة لمعرفة الاسلوب الذي تتبعه مكاتب الهيئه العامه للاستعلامات في قياس الرأي العام فى المحافظات المختلفة بمصر وذهبت اللجنة إلى عدد من مكاتب في الاقاليم المختلفة ومن بينها المحله الكبرى والتقت اللجنة برئيس مكتب الاستعلامات وبحثت معه طريقة استقصائه لاتجاهات الرأي العام بمدينة المحلة الكبرى ونوع الاسئلة التى توجه للناس وهل هى اسئله اساسية مباشرة وما هي الموضوعات التي يختارها علي أى أساس يختار السؤال وسألته اللجنة هل تم استقصاء الرأى العام عن دورالسوفييت في مساعدة مصر...؟
و بدأ رئيس مكتب الهيئة العامة للاستعلامات بالمحلة الكبرى يطبق أسئلة اللجنة على الرأى العام وكان من ضمنها سؤال حول رأيهم فى التواجد السوفيتي في مصر...كانت النتيجة أن أكثرهم عارضوا زيادة التواجد السوفيتي على أرض مصر...
بعد ان علم الأستاذ "هيكل" بهذه التفاصيل ذهب الى مقر الرئيس
"عبد الناصر" وأخبره بما سمع فكان تعليق الرئيس:
- إذن الحكاية لها أصل ولكن الغريب أن تصل واقعة من مثل هذا النوع مشوهة، ثم تصل الى علم القيادة السوفيتية على أعلى مستوى في ظرف مدة لا تتجاوز أسبوعين...
وعلق الأستاذ "هيكل" قائلا:
-ذلك بالتأكيد شغل صديقنا "اندروبوف " رئيس المخابرات السوفيتية وانه سوف يتحدث إليه في هذا الموضوع ليوضح له أن هذا الاستقصاء كان فى مدينة واحدة وليس على مستوى الجمهورية...
لكن الرئيس "عبد الناصر" أضاف:
- بل يجب ان توضح ذلك أيضا للزعيم الروسي "بريجنيف"...
وبالفعل تحدد موعدا مع مدير المخابرات السوفيتية "اندروبوف" في اليوم التالى مباشرة لكن الذي لفت نظر الأستاذ "هيكل" أن اللقاء لم يكن فى مبنى المخابرات السوفيتية لكنه كان فى مبنى اللجنة المركزية...
بدأ اللقاء بقول الأستاذ "هيكل" بإنه اتصل بمكتبه وقال له بالتاكيد استمعتم لهذا الاتصال " أى أنه تم تسجيل مكالماته ولم يعلق "اندروبوف" على هذه الجملة وكأنه لم يسمعها".
وأكمل حديثه بأن الدافع لهذا الاتصال هو التأكد من المعلومات حرصا على العلاقات بين البلدين خاصة أن هذه العلاقات في مرحلة بالغة الأهمية والخطورة والمنطقة كلها أيضًا مقبلة على تطورات مهمة وخطيرة وأكد له أن أصل الموضوع تم نقله بطريقه مشوهة...
لكن مدير المخابرات السوفيتية أضاف:
-بصراحة...هل تنكر أن هناك حساسية في التواجد السوفيتي في مصر...أن هذا التواجد العسكري يمكن أن يصبح عبئا ثقيلا لا يحتمل كما أنه وراء استقصاء المحلة الكبرى حقيقة لا يصح تجاهلها...
ولم يجد الأستاذ "هيكل" ما يضيفه على هذا الرأي إلا بقوله:
- أدرك بعد هذا الحديث أن "اندروبوف" هو رجل المستقبل في الاتحاد السوفيتي وهو أيضا رجل الساعة في "الكرملين"...
"الأسبوع القادم بإذن الله أحدثك عن حكاية لقاء الأستاذ هيكل بالفيلد مارشال "مونتجمري"بطل معركة العلمين الشهيرة..."
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس جمال عبد الناصر الاتحاد السوفيتي بريجنيف عبد الناصر
إقرأ أيضاً:
وعدت يا "عيد"
ها هو عيد الفطر المبارك وقد هلت أيامه علينا، بعد أن أعاننا الله على صيام وقيام شهر رمضان المبارك، تقبل الله منا جميعا صالح الأعمال والطاعات، وأعاده علينا بالخير والبركة والأمان.
فى الأسبوع الأخير والأيام القليلة قبل العيد لاحظنا حركة كبيرة فى الأسواق سواء فى محال الملابس الجاهزة وذلك لشراء ملابس العيد، وفى محال الحلويات لشراء لوازم الاحتفال بالعيد من كعك وبسكويت وخلافه.
حالة الاستغلال والجشع التى أصابت التجار خلال هذه الايام لا تجد من يضع لها حدا، والحجة أن السوق عرض وطلب، ومن يرد البضاعة فليتحمل ثمنها أو يتركها لمشتر آخر، وهو ما أدى إلى مزيد من "الابتزاز" لجيوب المواطنين، الذين أصبح الكثيرون منهم غير قادرين على الوفاء باحتياجاتهم، الأمر الذى يضطرهم للبحث عن البدائل الأوفر والأرخص..
ويرتبط عيد الفطر المبارك، الذى نعيش أيامه، فى التقاليد المصرية بعمل الكعك بكل أنواعه، بالإضافة إلى شراء ملابس للأطفال الصغار، وشراء مستلزمات الاحتفال بالعيد، وهى عادات توارثتها الأجيال عاما بعد عام، وبدونها يفقد الناس إحساسهم ببهجة العيد وفرحة قدومه.
هذه العادات والتقاليد أصبحت مكلفة للغاية، خاصة أن الشهر الفضيل أيضا تتزايد فيه المصروفات بشكل مضاعف، فهو شهر التزاور والتواصل مع الأهل والأصدقاء، وبالتالي فإن هناك إجراءات تقشفية فرضت نفسها هذا العام، على معظم الأسر، ومنها الاستغناء عن بعض الأنواع من الأطعمة مرتفعة الثمن، وتقليل العزومات، أو تقليل أعداد المدعوين..
الأسعار التى قفزت قفزات سريعة خلال أيام الشهر الفضيل، فى معظم السلع الأساسية وخاصة اللحوم والدواجن، كان لها أثر بالغ فى التخطيط لاستقبال العيد، وعلى سبيل المثال كعك العيد الذى تضاعف سعره هذا العام وحتى الأصناف العادية منه، لم تقدم كثير من الأسر على شراء كميات كبيرة منه، كما كان يحدث فى السابق، ولكن تم تقليل الكميات بقدر المستطاع، حتى أن البعض اكتفى بكميات بسيطة للغاية حتى لا يحرم أطفاله منها، والبعض لجأ إلى تصنيعه فى المنزل توفيرا للنفقات، أما بالنسبة للملابس فتلك مشكلة أخرى، حيث بلغت أسعارها حتى فى المناطق الشعبية أرقاما مبالغا فيها.
الملاحظ هذا العام هو تزايد الحركة على بائعي ملابس "البالة" المنتشرة فى بعض الشوارع وخاصة فى منطقة وكالة البلح والشوارع المحيطة فى شارع الجلاء ومنطقة الإسعاف، وكذا فى كثير من شوارع المناطق الشعبية، وذلك نظرا لوجود فرق واضح فى الأسعار مقارنة بمحلات الملابس الجاهزة، والتى تعرض قطعا من الملابس يتجاوز متوسط سعرها الالف جنيه، وهو رقم كبير بالنسبة لمعظم الأسر.
أما بالنسبة لأماكن المتنزهات التى يمكن أن ترتادها الأسر بسيطة الحال والشباب، فأصبحت قليلة ولا تكفي تلك الأعداد التى تتدفق من الأحياء الشعبية باتجاه منطقة وسط البلد مثلا، وبالتالي تكتظ الشوارع بشكل كبير، ويقضي الشباب كل وقته فى التنقل من شارع لآخر، مع تفريغ طاقة اللعب واللهو فى الشارع، وهو ما ينتج عنه أحيانا سلوكيات غير حضارية.
حتى الكباري الممتدة بطول نهر النيل استغلها أصحاب الكافيهات فى وضع الكراسي واستقبال الزبائن، غير عابئين بحق الناس الطبيعي فى التجول دون تضييق عليهم، الأمر الذى يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، والتوسع لعمل متنزهات وحدائق عامة بأسعار رمزية فى كل الأحياء السكنية أو قريبا منها، وكل عام وأنتم بخير.