هل يقترب تهجير سكان غزة؟.. 3 عواقب خطيرة على مصر وإسرائيل
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
على الرغم من نفي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتزام تل أبيب تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء المصرية، إلا أن "هذا الاحتمال يلوح في الأفق بشكل كبير"؛ مما ينذر بثلاثة "عواقب خطيرة بعيدة المدى".
تلك القراءة طرحها كريم حجاج وعمر عوف، في تحليل بموقع "وور أون ذا روكس" المتخصص في الشؤون الدفاعية (War on the Rocks) ترجمه "الخليج الجديد"، بالتزامن مع مرور مئة يوم من حرب مدمرة تشنها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال حجاج وعوف إنه "إذا لم تتصدى الولايات المتحدة بقوة لاحتمال قيام إسرائيل بالتطهير العرقي في قطاع غزة، عبر تهجير الفلسطينيين إلى خارجه قسرا، فإن ذلك قد يؤدي إلى عواقب خطيرة سيتردد صداها خارج نطاق غزة نفسها لعقود قادمة".
وتابعا أنه "مع الزوال التدريجي (لاحتمال معالجة الصراع وفقا) لحل الدولتين (فلسطينية إلى جانب إسرائيلية)، بدأت ضغوط الصراع تنتقل إلى الجارين المباشرين، مصر والأردن، ويتم إضفاء الطابع الإقليمي عليه في الشرق الأوسط الأوسع".
و"بالتالي، فإن كيفية تعامل الولايات المتحدة (الداعمة لإسرائيل بشدة) بعد الدمار الذي لحق بغزة سيكون أمرا بالغ الأهمية"، في إشارة إلى مقتل 23 ألفا و968 فلسطينيا، وإصابة 60 ألفا و582، معظمهم أطفال ونساء، حتى الأحد، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة، وفقا لحجاج وعوف.
وأضافا أنه "على الرغم من معارضتها المعلنة لتهجير الفلسطينيين قسرا، فإن إحجام إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن حتى الآن عن ممارسة أي نفوذ للتخفيف من التجاوزات العسكرية الإسرائيلية في الحرب، يعني أن موقفها المعلن قد لا يكون كافيا لدرء مثل هذا السيناريو (التهجير)".
اقرأ أيضاً
أونروا: حرب غزة تسبب في أكبر تهجير للفلسطينيين منذ 1948
سيناريو يلوح بالأفق
وفي أكثر من مناسبة، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفضه تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، بناء على اعتبارين، مشددا على أن هذا الأمر "خط أحمر" لبلاده المرتبطة بمعاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1979.
وقال حجاج وعوف إن السيسي "حذر من أن التدفق الجماعي للاجئين إلى سيناء سيؤدي حتما إلى نقل محور المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي من غزة إلى مصر نفسها؛ مما يجعل سيناء قاعدة لشن هجمات ضد إسرائيل".
وزادا: "أما الاعتبار الثاني فهو أخلاقي ويتعلق بارتباط مصر التاريخي بالقضية الفلسطينية، ورغبتها في منع نكبة ثانية (بعد نكبة 1948).. وتخشى مصر من أن نقل الفلسطينيين إليها سيؤدي إلى تهجيرهم الدائم، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية".
وفي محاولة لتهدئة القاهرة، نفى نتنياهو اعتزام تل أبيب تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، على الرغم من دعوات عكسية يطلقها وزراء وبرلمانيون إسرائيليون، في وقت أجبر الاحتلال فيه 1.9 مليون فلسطيني، أي 85% من سكان غزة، على النزوح داخليا.
و"احتمال التهجير القسري للفلسطينيين من غزة إلى سيناء يلوح في الأفق بشكل كبير، سواء تطور هذا السيناريو كنتيجة لإجراءات عسكرية (إسرائيلية) مباشرة أو للضغوط الإنسانية المتصاعدة في غزة"، بحسب حجاج وعوف.
وأوضحا أن "الواقع القاسي الذي فرضته إسرائيل في غزة خلق أزمة تهدد بالانفجار في اتجاه مصر، خاصة مع تكثيف عملياتها العسكرية في الجنوب بالقرب من حدود (مدينة) رفح (الفلسطينية) مع مصر".
اقرأ أيضاً
الوقت ينفد أمام نكبة جديدة.. كيف يمكن إيقاف إسرائيل في غزة؟
عمل إسرائيلي عدائي
و"سيكون لمثل هذا الاحتمال (التهجير إلى سيناء) آثار بعيدة المدى تتجاوز الحرب الحالية، لاسيما وأن ميل إسرائيل إلى تحويل مشكلة غزة إلى مصر يعكس تجاهلا متعجرفا لمخاوف القاهرة"، كما زاد حجاج وعوف.
وتابعا: "إذا تحقق هذا السيناريو، فمن المرجح أن يقوض استعداد مصر للتعاون في معالجة وضع غزة بعد الحرب، ويلحق أضرارا بالغة بعلاقة إسرائيل مع أكبر دولة عربية".
وأردفا أن "القاهرة ستعتبر التدفق الجماعي للفلسطينيين إلى سيناء عملا عدائيا من إسرائيل، مع ما يترتب على ذلك من عواقب خطيرة محتملة على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية".
كما أن "خلق مجتمع من اللاجئين الفلسطينيين في شمال سيناء من شأنه أن يقوض الاستقرار الذي اتسمت به الحدود المصرية الإسرائيلية لعقود من الزمن، ويخلق ضغوطا سياسية متزايدة في مصر لإعادة تقييم علاقتها مع إسرائيل"، بحسب حجاج وعوف.
(3))
المصدر | كريم حجاج وعمر عوف/ وور أون ذا روكس- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تهجیر الفلسطینیین عواقب خطیرة إلى سیناء غزة إلى
إقرأ أيضاً:
نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: الانقسام داخل حكومة نتنياهو يهدد استقرار إسرائيل
علق الدكتور تحسين الأسطل نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، على التصريحات المتضاربة الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، حول أولويات الحرب في قطاع غزة، قائلا: "هذه التصريحات تعكس بوضوح حالة الانقسام الاستراتيجي داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن أهداف الحرب ومداها"، مؤكداً أن التركيبة اليمينية المتطرفة للحكومة الإسرائيلية تُغذي هذا الانقسام.
وأضاف الأسطل، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية رغدة أبو ليلة، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ الحكومة الحالية قائمة على تحالفات بين اليمين المتطرف وحزب "الليكود"، وتُدار وفق مصالح ضيقة تتعلق بالأحزاب الدينية الصغيرة التي تستغل تشدد الحكومة لابتزاز نتنياهو وتحقيق مكاسب خاصة.
وأردف، أن رئيس وزراء الاحتلال نفسه يسعى لإطالة أمد الحرب باعتبارها "طوق نجاة" له من قضايا الفساد التي تلاحقه وتُهدد مستقبله السياسي، خاصة بعد الخلافات العلنية مع رئيس جهاز الشاباك.
وتابع، أن اتهام مكتب نتنياهو لرئيس جهاز الشاباك بتقديم إفادة كاذبة إلى المحكمة العليا يعكس أزمة ثقة غير مسبوقة بين القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل، وهو ما يؤكد محاولات نتنياهو الدائمة لتوظيف أجهزة الدولة لخدمة مصالحه الحزبية والشخصية، على حساب الاستقرار العام في دولة الاحتلال.
وحذر الأسطل من خطورة التحريض الممنهج الذي يتعرض له رئيس جهاز الشاباك والمعارضة الإسرائيلية من قبل اليمين المتطرف.
ولفت، إلى تشابه الأجواء الحالية مع تلك التي سبقت اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، ما ينذر بإمكانية اندلاع موجة عنف داخلي أو حتى تنفيذ عمليات اغتيال سياسية جديدة.
وأكد، أنّ استمرار حالة الانقسام داخل مؤسسات الحكم في إسرائيل، وغياب موقف موحد تجاه الحرب في غزة، يُهددان بإشعال مزيد من التوتر الداخلي، مشدداً على أن الحل الوحيد يكمن في ممارسة المجتمع الدولي لضغوط حقيقية على حكومة نتنياهو لوقف العدوان والامتثال للقوانين الدولية.