دراسة حديثة: مستحضرات التجميل والعناية بالشعر قد تقلل من فرص الحمل
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
تحظى إعلانات الجمال ووعود تنعيم البشرة وإطالة الرموش أو تقليل التجاعيد، بشعبية كبيرة حول العالم، لكنها غالباً ما تمثل مصدر قلق وخطورة على الصحة العامة، إذ يدخل في صناعة منتجاتها مواد كيميائية تعزز اضطرابات الغدد الصماء وتتداخل مع خصوبة المرأة ونمو الجنين وسلامته بشكل كبير.
تقليل احتمالات الحملدراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ماساتشوستس الأميركية كشفت عن العلاقة بين التعرض إلى مادة "الفثالات" الموجودة في العديد من المنتجات المنزلية – كالشامبو ومستحضرات التجميل -، وبين الصحة الإنجابية للمرأة والتقليل من فرص واحتمالات الحمل.
ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة "آفاق الصحة البيئية" في ديسمبر/كانون الأول 2023، أنه بالإضافة إلى تأثير هذه المواد الكيميائية على مستويات الهرمونات التناسلية للمرأة، فإنها كذلك تزيد من الالتهاب والإجهاد التأكسدي في الجسم، كما أنها تتداخل مع وظيفة الهرمونات الطبيعية، وتثبط نشاطها في الجسم.
و"الفثالات" هي مجموعة من المواد الكيميائية المصنعة، التي تستخدم كملدنات ومذيبات ومثبتات في صناعة منتجات العناية الشخصية مثل الشامبو ومستحضرات التجميل والصابون والعطور وطلاء الأظافر ومثبتات الشعر ومرطبات الجسم، وتوجد في العديد من المنتجات المنزلية المستخدمة بشكل يومي مثل أرضيات الفينيل ومواد الطلاء وألعاب الأطفال والعبوات والأغلفة البلاستيكية وغيرها.
وتخترق "الفثالات" الجسم عن طريق تناول الطعام والشراب اللذين يلامسان هذه المركبات، أو من خلال استنشاق الجزيئات التي يحملها الهواء، وفق المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
تحتوي مستحضرات التجميل على مادة الفثالات الضارة بالصحة الإنجابية للمرأة (غيتي)استندت الدراسة المذكورة إلى تحليل بيانات 1288 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و40 عاما على مدى 6 دورات شهرية منتظمة أثناء محاولتهن الحمل، كذلك تتبع الفريق البحثي النساء اللاتي حملن بالفعل، وعثر الباحثون على أدلة لوجود 20 مستقبلا من "الفثالات" في عينات بول المشاركات، وهو ما أكد وجود علاقة بين التركيزات البولية لمستقبلات "الفثالات" وانخفاض احتمالات الحمل أو الحفاظ عليه.
منتجات تحتوي على الفثالاتمن جانبها، قالت كاري نوبلز، الباحثة الرئيسية للدراسة، والأستاذة المساعدة في كلية علوم الصحة البيئية في جامعة ماساتشوستس لموقع "نيو أطلس"، إن هناك 3 مركبات أصلية من الفثالات ترتبط بقوة بتأخر الحمل، وهي ثنائي إيثيل هيكسيل الموجود في الصناعات البلاستيكية ومستحضرات التجميل، وداي بيوتل فثالات المستخدم في صناعة العطور ورذاذ الشعر وطلاء الأظافر، وبنزيل بوتيل الذي يدخل في صناعة حقائب اليد والأحذية والأحزمة ومنتجات العناية الشخصية.
وأشارت نوبلز إلى أن زيادة التعرض لهذه المركبات ترفع مستويات بروتين سي التفاعلي الذي يؤدي إلى الالتهاب والإجهاد التأكسدي، مما يعزز تلف الأنسجة والحمض النووي، بما يؤثر على قدرة المرأة على الحمل.
ووفق نوبلز، فإن النساء اللاتي تعرضن لمستويات عالية من الفثالات، قلت لديهن هرمون الإستراديول الأنثوي، وارتفعت مستويات الهرمون المنشط للحوصلة أو الهرمون المنبه للجريب "إف إتش إس" خلال دوراتهن الشهرية، وكلا الهرمونين يعملان على تنظيم الإباضة وتأهيل بطانة الرحم للحمل.
وأشارت الباحثة إلى أن هذه المؤشرات تظهر عادة لدى النساء اللواتي يعانين من قصور المبيض ولا سيما مع التقدم في السن، كذلك تعد من العلامات التي تشير إلى أن الإباضة لم تعد تحدث كما كانت في السابق.
النساء اللاتي تعرضن إلى مستويات عالية من الفثالات قلت لديهن الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الإباضة (وكالة الأنباء الألمانية) ضعف تحمل الغلوكوزتدعم هذه الدراسة نتائج دراسة أخرى قام بها باحثون من جامعة هارفارد الأميركية 2016، إذ توصلوا بعد متابعة 350 امرأة خلال فترة حملهن، أن أولئك اللاتي لديهن مستويات أعلى من مادة أحادي إيثيل الفثالات، والتي تدخل في صناعة العطور ومستحضرات التجميل، يتضاعف لديهن خطر الإصابة بالسمنة وكذلك الإصابة بضعف تحمل الغلوكوز (ضعف خلايا الجسم على امتصاص السكر من الدم) بمقدار 7 أضعاف مقارنة بالنساء الحوامل ذوات التركيز الأقل من هذه المادة الكيميائية.
وأوضحت الباحثة الرئيسية للدراسة وأستاذة علم الأوبئة بجامعة هارفارد، تمارا تود، لموقع "كلية هارفارد للطب" إن السمنة وضعف تحمل الغلوكوز أثناء الحمل من أهم عوامل الإصابة بسكري الحمل، وأن ما يقارب من 50% من النساء المصابات بسكري الحمل معرضات للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني خلال السنوات التالية للحمل.
ونصحت تود بضرورة تقليل التعرض لهذه المواد الكيميائية من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وتجنب التعرض للفثالات الموجودة في العطور ومستحضرات التجميل قدر الإمكان، التي يتم امتصاصها عن طريق الجلد أو الاستنشاق.
ولادة مبكرة وطيف التوحدوأشارت دراسة أميركية أخرى بتمويل من المعاهد الوطنية للصحة 2022 إلى أن التعرض لهذه المواد الكيميائية يعزز الولادة المبكرة قبل 3 أسابيع أو أكثر من الموعد المتوقع بما يؤثر على كل من الأم والطفل، ويمتد تأثير الفثالات إلى أبعد من ذلك، إذ ربطت دراسات بين زيادة التعرض لهذه المواد الكيميائية أثناء الحمل ومشاكل النمو لدى الأطفال فيما بعد، مثل مشاكل فرط الحركة ونقص الانتباه وانخفاض معدل الذكاء وطيف التوحد وغيرها من مشكلات النمو العصبي.
زيادة التعرض المواد الكيميائية يعزز الولادة المبكرة قبل 3 أسابيع أو أكثر من الموعد المتوقع (شترستوك) كيف نحد من التعرض لهذه المواد؟يبدو أن تجنب التعرض للفثالات في حياتنا اليومية من الأمور المعقدة، ولاسيما مع الانتشار المذهل لها في كل مكان، ومع ذلك ينبغي على النساء اللاتي يخططن للحمل أن يقللن من التعرض لها إن أمكن من خلال:
التحقق من ملصقات منتجات العناية الشخصية واختيار خيارات خالية من الفثالات أو أي من الرموز المشيرة إليها. تجنب استخدام المنتجات المعطرة، ولاسيما معطرات الجو الصناعية والشموع المعطرة، يمكن استخدام الخل الأبيض أو صودا الخبز لتطهير المنزل من الروائح غير المرغوبة. تهوية المنزل بانتظام لتقليل فرص استنشاق المواد الكيميائية التي يحملها الهواء. استبدال البلاستيك في المطبخ بمنتجات الزجاج والفولاذ المقاوم للصدأ. تجنب تناول الوجبات السريعة، وفق دراسة أجراها باحثون في جامعة جورج واشنطن 2016، فإن تناول الوجبات السريعة يزيد من التعرض لمادة الفثالات، بسبب الاستخدام المكثف للبلاستيك أثناء إنتاج وتقديم هذه الوجبات. استبدال أرضيات الفينيل بأخرى مصنوعة من مواد طبيعية مثل الخشب أو الخيزران أو المشمع الطبيعي.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذه المواد الکیمیائیة النساء اللاتی فی صناعة إلى أن
إقرأ أيضاً:
5 أشياء عليك تجنبها في بيئة العمل.. تقلل من طاقتك الإنتاجية
يعاني الكثيرون من التشتت والإرهاق المستمر خلال عملهم، على الرغم من حصولهم على القسط الكافي من النوم والراحة، ما يؤثر بالسلب على طاقتهم الإنتاجية وبالتالي حياتهم العملية ومستقبلهم، وبعيدًا عن الأسباب الواضحة لهذه المشكلة، هناك عادات خاطئة بسيطة وغير معروفة يقع فيها بعض الموظفين في بيئة العمل تكون السبب في تقليل قدرتهم على الإنتاج.
5 أشياء عليك تجنبها في بيئة العملوحسب ما ورد على موقع «the new york times»، فإن الحماس الزائد الذي يتمتع به بعض الموظفين خلال عملهم قد يكون السبب في تورطهم في أخطاء غير ملحوظة تسلب منهم طاقتهم وقدرتهم على التركيز والإنتاج، وهذه الأخطاء هي:
1- تعدد المهام في وقت واحد
قد يبدو أن إنجاز عدة مهام في الوقت نفسه يوفر الوقت والجهد، ولكن الحقيقة هي أن ذلك يقلل من جودة عملك ويزيد من فرص ارتكاب الأخطاء؛ لذا حاول التركيز على مهمة واحدة وتنفيذها بالكامل قبل الانتقال إلى المهمة التالية.
2- الإشعارات المستمرة
صوت الإشعارات الوارد من الهاتف أو الكمبيوتر يمكن أن يشتت انتباهك ويؤثر على تركيزك؛ لذا عطل إشعارات التطبيقات غير الضرورية خلال ساعات العمل، وحاول تحديد أوقات محددة للرد على الرسائل والبريد الإلكتروني.
3- اجتماعات غير ضرورية
لا شك أن الاجتماعات جزء لا يتجزأ من العمل، ولكن كثرة الاجتماعات الطويلة وغير المثمرة يمكن أن تهدر وقتك وجهودك؛ لذا حاول تقليل عدد الاجتماعات قدر الإمكان، وركز على الاجتماعات التي لها هدف واضح وجدول أعمال محدد.
4- عدم أخذ قسط كاف من الراحة
العمل المتواصل دون راحة يؤدي إلى الإرهاق والإجهاد، ويقلل من قدرتك على التركيز والإبداع؛ لذا خصص وقتًا للاستراحة خلال اليوم سواء كانت قيلولة قصيرة أو نزهة قصيرة خارج المكتب.
5- بيئة عمل غير منظمة:
الفوضى في مكان العمل تزيد من الشعور بالتوتر والقلق، وتجعل من الصعب التركيز على المهام؛ لذا خصص بعض الوقت لتنظيم مكتبك وإزالة كل ما هو غير ضروري، وحافظ على بيئة عمل نظيفة ومرتبة.
نصائح إضافية لزيادة الإنتاجيةولتجنب هذه الأخطاء وزيادة الإنتاجية خلال ساعات العمل، عليك اتباع النصائح التالية:
ضع قائمة بالمهام اليومية؛ إذ يساعدك ذلك في تحديد أولوياتك وإدارة وقتك بشكل أفضل. مارس تمارين الاسترخاء مثل تمارين التنفس واليوجا التي تساعد في تقليل التوتر وزيادة التركيز. اغلق باب مكتبك، واستخدم سماعات الأذن، واختر مكانًا هادئًا للعمل لتجنب عوامل التشتت. احصل على قسط كافٍ من النوم؛ إذ أن النوم الجيد يساعد في تحسين المزاج وزيادة الطاقة.