الإمارات تحقق طموحها التقني بالاستثمار في أشباه الموصلات
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
تعمل دولة الإمارات على استكمال منظومة التحول الرقمي وترسيخ أسس الثورة الصناعية الرابعة وتوظيف الذكاء الاصطناعي ودخول عالم صناعة أشباه الموصلات لرفد العديد من الصناعات المتطورة بهذا المكون الحيوي الذي يدخل في صناعات عديدة أبرزها : السيارات الكهربائية وذاتية القيادة والالكترونيات والروبوتات وغيرها من صناعات المستقبل، التي تتسم بالاستثمارات كثيفة رأس المال منخفضة العمالة.
ووفقاً لورقة بحثية جديدة أعدها مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبوظبي، أطلقت العام 2019 “سياسة الإمارات للصناعات المتقدمة” ،لتعزيز الصناعات التي تواكب تطورات الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها في كافة القطاعات التصنيعية في الدولة والارتقاء بمستوى التصنيع بهدف تحفيز قطاع الأعمال لتبني وتطوير القطاعات الصناعية المستقبلية والتقنيات الحديثة وتنمية الصادرات وتعزيز دور وقدرة الصناعة الإماراتية على المنافسة في الأسواق العالمية والتحول نحو صناعة نظيفة ومستدامة واستقطاب المواهب الفذة وخلق فرص عمل ملائمة للمواطنين.
وأوضح مركز “إنترريجونال” أن شركة “غلوبل فاوندريز”، المملوكة بالكامل لـ”مبادلة” ، تعمل من خلال 5 مراكز تصنيع تتواجد بعضها في :الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وسنغافورة ، ومن خلال هذه المرافق تتمكن الشركة من تلبية متطلبات قاعدة عملائها المتنامية، والتي تضم أكثر من 200 عميلاً في مختلف أنحاء العالم، من بينهم عدد من أكبر شركات أشباه الموصلات في العالم.
وتتوقع مجموعة IMARC وصول حجم سوق أشباه الموصلات إلى 150.4 مليار دولار بحلول 2028، بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 4.9% خلال الفترة 2023-2028
وكانت “مبادلة” قد استحوذت العام 2011، على شركة “استثمار التكنولوجيا المتقدمة ” (ATIC)، الشركة الأم لشركة “غلوبل فاوندريز” لتصنيع أشباه الموصلات ومقرها كاليفورنيا والتي تعد واحدة من أكبر 5 شركات لتصنيع الرقائق على مستوى العالم، وتنتج أشباه موصلات متقدمة لشركات منها :”أبل وإنتل وأمازون” ، كما تعتبر ثالث أكبر منتج لأشباه الموصلات بعد “تي اس ام سي” وسامسونج.
وأعلنت “غلوبل فاوندريز” في وقت سابق عن خطط للتوسع من خلال بناء مصنع تصنيع جديد بقيمة 4 مليارات دولار في سنغافورة ، كما تعد جامعة خليفة في أبوظبي من أوائل المؤسسات الأكاديمية في المنطقة التي تقدم تدريبًا على تصميم أشباه الموصلات.
وفي وقت سابق ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» مؤخراُ أن دولة الإمارات قد استوردت الآلاف من رقائق «انفيديا»، في سياق استعداد الدولة لأن تصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي ، كما طورت الدولة بالفعل نموذجها اللغوي الكبير مفتوح المصدر «فالكون» في معهد الابتكار التكنولوجي بمدينة “مصدر” في أبوظبي.
كما ذكر مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” أن دولة الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في تهيئة بيئة استثمارية قوية لشركة التقنية العالمية والإقليمية في جميع القطاعات بما فيها تصنيع الإلكترونيات والروبوتات وأنظمة الذكاء الاصطناعي في سياق عملية التنويع الاقتصادي الذي تقوم به الدولة منذ عقود بعيداً عن الاستثمارات النفطية وسط سباق عالمي على أشباه الموصلات، حيث تعمل دولة الإمارات على التقدم في صناعة الرقائق الالكترونية.
وأضاف “المركز” أن دولة الإمارات تواصل جهودها للريادة في مجال صناعة أشباه الموصلات التي تكتسب أهمية فائقة باعتبارها من أهم الموارد الحيوية التي لا غنى للمجتمعات الحديثة عنها حيث تستخدم في قطاع واسع من المنتجات مثل الهواتف والسيارات والدرونز وغيرها من الأجهزة التقنية الحديثة.
ويؤكد المركز على أن التنافس الدولي على أشباه الموصلات وما نتج عنه من زيادة الطلب في ظل نقص المعروض خلال السنوات القليلة الماضية بفعل أزمة “كوفيد-19” وتعطل سلاسل الإنتاج والأزمة الأوكرانية الروسية، فإن أطراف الصراع على الصناعة العالمية باتت تنحصر بين الولايات المتحدة والصين ما دفعهما للبحث عن بدائل أخرى ومع ارتفاع الطلب على أشباه الموصلات.
وقال المركز إن الصراع على أشباه الموصلات قد احتدم بعد توقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن العام 2023 أمراً تنفيذياً يخول لوزارة الخزانة الأمريكية حظر أو تقييد بعض الاستثمارات الأمريكية في الكيانات الصينية اعتباراً من 2024؛ وذلك في 3 قطاعات؛ هي: أشباه الموصلات والإلكترونيات الدقيقة، وتقنيات المعلومات الكمية، وأنظمة الذكاء الاصطناعي، بهدف منع رأس المال والخبرة الأمريكية من مساعدة بكين تحديث منظومتها التقنية.
وأضاف المركز أنه وعقب التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، أُثيرت مخاوف دولية حول احتمالات تدخل الصين عسكرياً في تايوان، خاصةً في ظل الدور الذي تلعبه باعتبارها حلقة أساسية في سلسلة التوريد العالمية لهذه الصناعة.
وفي السياق أعلنت جمعية صناعة أشباه الموصلات ارتفاع مبيعات أشباه الموصلات العالمية بنسبة 5.3% على أساس سنوي في نوفمبر 2023، بإجمالي 48 مليار دولار .
ووفقًا لرابطة صناعة أشباه الموصلات العالمية SIA ، ارتفعت مبيعات أشباه الموصلات العالمية في سبتمبر 2023 بنسبة 1.9% مقارنة بأغسطس 2023 وانخفضت بنسبة 4.5% مقارنة بسبتمبر 2022.
وبلغ إجمالي مبيعات أشباه الموصلات العالمية في الربع الثالث 2023 نحو 134.7 مليار دولار ، بزيادة 6.3% على أساس سنوي، مقارنة بالربع الثاني من عام 2023 بانخفاض 4.5% مقارنة بالربع الثالث 2022.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: صناعة أشباه الموصلات على أشباه الموصلات دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
مصر تفوز بجائزة أفضل وجهة تراثية في فئة الوجهات المتميزة ضمن جوائز السياحة العالمية التي يقدمها منتدى السياحة العالمي
تسلم شريف فتحي وزير السياحة والآثار جائزة فوز مصر كأفضل وجهة تراثية في فئة الوجهات المتميزة، وذلك خلال الحفل الذي أقيم لتوزيع جوائز السياحة العالمية ضمن فعاليات الاجتماع السنوي لمنتدى السياحة العالمي المنعقد حالياً بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
مصر تفوز بجائزة أفضل واجهة تراثيةوقد تم اختيار مصر لهذه الجائزة نظراً للجهود التي تبذلها في الحفاظ على إرثها التاريخي والثقافي، وما تقوم به للترويج له ومشاركته مع المسافرين.
وتُمنح جوائز السياحة العالمية التي يقدمها منتدى السياحة العالمي، لتكريم الوجهات والشركات والابتكارات والأفراد الرائدين الذين يساهمون في إعادة تعريف السفر من خلال الاستدامة والإبداع والتأثير، ويسلط حفل توزيع الجوائز الضوء على أفضل 100 جهة فاعلة تُشكّل مستقبل السياحة على مستوى العالم.
وخلال كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة، أعرب السيد الوزير عن شكره وتقديره لمنتدى السياحة العالمي على هذه الجائزة، مستعرضاً ما حققته مصر منذ بداية العام الجاري وحتى الآن من نمو في أعداد السياحة الوافدة بلغ نسبة 21% زيادة مقارنة بالعام الماضي.
وتحدث أيضاً عن نجاح جهود الدولة في رفع موقع دير أبو مينا الأثري بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في شهر يوليو الماضي، وكذلك ما تقوم به الوزارة من تنفيذ العديد من المشروعات الأثرية للحفاظ على الآثار المصرية وصيانتها.
وتطرق أيضاً السيد شريف فتحي للحديث عن البعثات الأثرية الأجنبية العاملة في مصر؛ حيث أوضح أن هناك ما يقرب من 300 بعثة أثرية أجنبية، إلى جانب البعثات الأثرية المصرية التي تعمل في مختلف أنحاء الجمهورية وتقوم بالعديد من الاكتشافات الأثرية الهامة.
وقد شارك في الحفل الدكتور محمد وحيد حسن الرئيس الأسبق والمبعوث الخاص لرئيس جمهورية المالديف، وعدد من الوزراء الأفارقة، والأستاذة شيخة النويس الأمين العام المُنتخب لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، ومسئولي السياحة في عدد من الدول الأوروبية والأسيوية، والمسئولين عن ملفات السياحة والآثار بالمفوضية الأوروبية، بالإضافة إلى لفيف من رؤساء عدد من شركات السياحة، والمنظمات الدولية العاملة في مجال البيئة وتطوير البنية الأساسية والاستدامة في مجال السياحة، وممثلو عدد من الفنادق، وخطوط الطيران، وشركات إدارة المطارات العالمية.
كما شارك في الحضور من الجانب المصري المهندس أحمد يوسف مساعد الوزير لشئون الإدارات الاستراتيجية والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، والأستاذة رنا جوهر مستشار الوزير للتواصل والعلاقات الخارجية والمُشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، والسيد محمد فرج المُشرف المالي والإداري على المكتب السياحي ببرلين بدولة ألمانيا ودول الإشراف التابعة، والأستاذة إسراء أسامة سكرتير ثاني بالسفارة المصرية لدى الاتحاد الأوروبي والناتو وبلجيكا ولوكسمبورج.