محمد صبحي: الوطن من الثوابت التي لا رجعة فيها والفن «سلاح ذو حدين»
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
أكد الفنان الكبير محمد صبحي أن الوطن من الثوابت التي لا رجعة فيها، معتبرا أن الفن يعد معولا إما للبناء أو للهدم.
جاء ذلك خلال استضافة الدكتورة آيات الحداد عضو مجلس النواب، الفنان محمد صبحي وذلك للحديث عن دور الفن والدراما في تغيير فكر وثقافة المجتمع بحضور العديد من نجوم المجتمع والشخصيات العامة.
وقال صبحي: «إن الفن من وجهة نظري معولا إما للبناء أو للهدم، وأنني اتخذت قرارا أن لا أهدم أسرتي وعشيرتي ولا الحي ولا وطني، فهي ثوابت لا رجعة فيها مهما اختلفت طريقة التقديم وطريقة الفن وليس هناك شيء أخجل منه»، مضيفا: «إذا أردت أن تبني أمة عظيمة فعليك أن تبني طفلاً عظيماً بالعلم وبالأخلاق، لأن الطفل البالغ من العمر ستة أعوام إما أن يبني أمة أو يهدمها بعد عشرين عاما».
وتابع: «لم أندم على أي شيء في حياتي الشخصية أو العملية أو الفنية، وأنا حساباتي دقيقة جدًا قبل كل خطوة وممكن يكون فيه أخطاء لكن لم أندم على شيء اتفقت مع نفسي أن أقدمه».
وعن الروافد التي تبني الإنسان أوجزها الفنان صبحي في التعليم والفن والثقافة ثم الوعاء الذي يعرض الفن، ثم الأسرة، فلو الأسرة مفككة أو منحلة لا تنتظر من الأولاد أن يكونوا أسوياء.. مشيرا إلى ضرورة أن يكون الفن منضبطا ولا يتعارض مع الضحك.
وحول معيار وصول رسالة الفن للفرد في المجتمع.. قال الفنان الكبير:" دائما أقول لو أن المشاهد خرج من المسرح ولم يتحدث عن المسرحية لمدة أسبوع فهذا يعني أن المسرحية والرسالة لم تصله، ورسالتي دائماً أن المثقف والأمي عندما يتجاوران يخرجان بوعي واحد".
وحول مسرحيته: "عائلة اتعملها بلوك" ومدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأفراد.. وصف الفنان صبحي عالم السوشيال ميديا والفضاء الإلكتروني بأنه أصبح مجزرة لفظية، بسبب ما تشهده من تلاسنات وسجالات وشتائم متبادلة على مدار الساعة، حول أمور غير مهمة من الأساس.
وأردف بالقول:" السوشيال ميديا أفقدتنا نقاءنا وأكسبتنا غلظة في التعامل، وفوضى في الحوار، وقسوة في الحديث، وأخرجت أسوأ ما فينا من سلوكيات وأخلاقيات، مواقع التواصل الاجتماعي آلة فاعلة في ترويح الانحرافات الأخلاقية والدينية مثل الشذوذ والإلحاد وبيع الأوطان".. داعيًا أولياء الأمور إلى الاهتمام بتربية الأبناء وترشيد استخدامهم الهواتف المحمولة وارتياد الفضاء الإلكتروني.
وحول قضيته الأهم التي يتبناها في الفن.. أكد الفنان محمد صبحي أن مهمته في الفن هي قضية ذوي الهمم أو ذوي القدرات الفائقة.. مشددا على ضرورة دعمهم "مفيش حاجة اسمها ذوي الاحتياجات، لأنهم يريدون أن يعملوا بما تعلموه".
وفي هذا السياق، شدد الفنان الكبير على أن الدولة مؤمنة تماما بدور ذوي الهمم، لافتا إلى أن الفترة الحالية هي أكثر حقبة بها اهتمام لذوي القدرات الفائقة.
وقال:" هناك أشخاص سافروا إلى الخارج وأصبحوا علماء".. مشيرا إلى اهتمام الدولة بهم، والتعليم العالي يمنح الفرصة لذوي القدرات في الإبداع، وهي جهود لابد أن تثمر وتستمر.. مطالبا ذوي القدرات بعمل مسرحية وعرضها على مسرحه بمدينة سنبل.
من جانبها.. أكدت الدكتورة آيات الحداد عضو مجلس النواب أنها كانت حريصة على محاورة الفنان محمد صبحي لما يمثله من مكانة كبيرة في مصر والعالم العربي ليس فقط على المستوى الفني ولكن على المستوى الأخلاقي والتربوي، لأن أعماله كانت بمثابة المعلم والمرشد لجيل الشباب خاصة مسلسل عائلة ونيس، وفارس بلا جواد في الدراما، والعديد من الأعمال المسرحية ذات الطابع السياسي والمجتمعي والتنويري.
وأشادت الحداد بأعمال الفنان محمد صبحي التي غيرت القوانين والأوضاع المجتمعية مثل مسلسل سنبل ورحلة المليون الذي كان سببا في لفت الانتباه إلى الصحراء وضرورة تعميرها باستغلال طاقات الشباب إلى جانب عائلة ونيس ذلك المسلسل العامر بالأخلاقيات والذي كان سببا في منح الزوجة المصرية المتزوجة من أجنبي، الحق في منح أطفالها الجنسية المصرية.
اقرأ أيضاً«أدين لك بعد الله».. محمد صبحي يحيي ذكرى وفاة زوجته برسالة مؤثرة (صور)
العالم بعدك بلا أخلاق.. محمد صبحي يوجه رسالة مؤثرة لزوجته الراحلة
محمد صبحي ناعيًا طليقة مدحت صالح: كانت إنسانة رائعة وصديقة غاية في الوفاء والإخلاص
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الفنان الكبير محمد صبحي الفنان محمد صبحي عضو مجلس النواب محمد صبحي الفنان محمد صبحی ذوی القدرات
إقرأ أيضاً:
دار الآثار الإسلامية تشارك بـ57 تحفة نادرة بمعرض "في مديح الفنان الحِرفي"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يُشارك المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ممثلاً في دار الآثار الإسلامية، بمؤتمر الفن الإسلامي الذي يستضيفه مركز "إثراء" بمدينة الظهران في المملكة العربية السعودية، خلال الفترة من 24 وحتى 26 من شهر نوفمبر الجاري، و مركز الملك عبد العزيز الثقافى العالمى (إثراء) بالشراكة مع جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد.
المؤتمر الذي يقام في نسخته الثانية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف آل سعود أمير المنطقة الشرقية، يُصاحبه معرض يحمل عنوان "في مديح الفنان الحِرفي"، الذي يعاين التاريخ الفني والتأثير العميق للفنون والحرف التقليدية في العالم الإسلامي.
ورحبت الشيخة الدكتورة العنود الصباح، الأمين العام المساعد لقطاع الآثار الإسلامية، بمشاركة دار الآثار الاسلامية تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مؤتمر الفن الإسلامي ومعرض "في مديح الفنان الحرفي".
وقالت: “إن هذه أول مشاركة لدار الآثار الإسلامية مع مركز إثراء، وهي مشاركة تهدف لتسليط الضوء على أهمية الفن الإسلامي وعلاقته بالهوية الخليجية، ودعمه للثقافة والفنون الإسلامية”.
وأشارت الشيخة الدكتورة العنود الصباح، إلى أن مشاركة دار الآثار الإسلامية ممثلة بمجموعة الصباح الآثارية، هي الأهم من حيث التنوع تاريخيا و جغرافيا والاكثر عدداًمن حيث المشاركة حيث تضم57قطة نادرة تجسد دقة و جمال العمل الحرفي للمقتنيات المختارة، والتي من أبرزها: مخطوطة القرآن الكريم : المكتوبة بالخط العربي الأقدم المائل من مكة أو المدينة المنورة، وتعود للقرن الثاني الهجري/ للقرن الثامن الميلادي. و محراب من حجر منحوت- شبيه بالموجود في القلعة الأموية في عمان الاردن – ويعود للقرن الثامن الميلادي. ولفافة للتمرين على الخط العربي، وجلدة كتاب وغير ذلك من القطع النادرة.
وبيّنت الشيخة الدكتورة العنود الصباح، أن تعاون المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من خلال دار الآثار الإسلامية مع المراكز الثقافية الخليجية يهدف لتبادل الخبرات والتواصل من أجل دعم القطاع الأثري والثقافي بالبلاد، والمساهمة بشكل مباشر في تكريس الجهود لتحقيق روية 2035المعنية بدعم الثقافة و الآثار والسياحة وخلق نمط سياحي جديد يتمثل في قطاع السياحة الثقافية كسياحة نوعية على أرض دولة الكويت.
ومن جانبه، قال يوسف الجمعان، مدير إدارة الإتصال والإعلام بالمجلس الوطني، وعضو الوفد الكويتي المشارك بمؤتمر "الفن الإسلامي"، ومعرض "في مديح الفنان الحِرفي"، إن المشاركة الكويتية تأتي في إطار حرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، على تعزيز التعاون الثقافي مع الأشقاء في بلدان دول مجلس التعاون الخليجي، والمشاركة في الفعاليات الثقافية العربية والدولية، والتعريف بالثقافة الكويتية، والإضاءة على تراث البلاد وفنونها وعمارتها وآثارها.
واشاد الجمعان، بالتعاون الوثيق والمثمر بين بلاده والمملكة العربية السعودية الشقيقة على مختلف الأصعدة، وفي قلب ذلك التعاون في قطاع الثقافة والفنون والآثار.
ويذكر أن (مؤتمر الفن الإسلامي 2024 ) يأتي بالاتساق مع أهداف المؤتمر فى توثيق الأعمال الحرفية والتعامل مع الفن الإسلامي باعتباره فن تقليدي حى من خلال ربطه بالحرفيين وورش عملهم للمساعدة في تعميق فهم منتجاتهم التاريخية، والحفاظ على حيوية المهارات الحرفية التقليدية من خلال التعرف على الاتجاهات والمنهجيات الجديدة في ممارسة الفن الإسلامي المعاصر. بالإضافة إلى التدريب وتوفير فرص العمل ومساعدة الحرفيين على إيجاد أسواق جديدة تواكب التحديات العالمية الراهنة.