خبير عسكري يمني لـ" الفجر": استهداف الحوثي ليس مفاجئ.. والضربات لن تتحول لحرب شاملة على الميليشيات
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء الركن "علي ناجي عبيد"، إن ضربات واشنطن ولندن على اليمن لم تكن مفاجأة للمليشيات الحوثية بل وللعالم فقد سبقتها تهديدات عديدة من قبل واشنطن ولندن وغيرها.
وأضاف عبيد في تصريحات خاصة لـ "الفجر" بأن هذا في حد ذاته يعتبر إنذارات مسبقة، إضافة إلى ذلك فقد سربت صحف دولية مطلعة، موعد الضربات قبل تنفيذها بساعات مما يمكن المليشيات الحوثية من الحذر عبر توقع الأهداف المحتمل إستهدافها واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتقليل الخسائر البشرية والمادية.
وتابع في حديثه بأنه نفس التجارب ستتكرر تجاه الضربات الدولية دون شك ستنزل الضربات بهم خسائر مادية وبشرية، لكن المليشيات غير المسؤولة في سيطرتها عن حياة المواطنين في مناطق سيطرتها عدى النهب بكل السبل والوسائل لدعم ما بسمونه بالمجهود الحربي، ستستثمر هذه الضربات للتحشيد الداخلي لصالح سيطرتها على إعتبار تلك الضربات حماية لإسرائيل ودعم عدوانها على الشعب الفلسطيني في غزة ومعه الضفة الغربية في حرب إبادة جماعية، وأتت في الوقت الذي تجري فيه المحكمة الدولية في لاهاي محاكمة النظام الأسوأ من نظام الأبارتيد الذي ساد حنوب إفريقيا حقبة من الزمن.
وبالسؤال حول هل ستتحول لحرب شاملة؟.. أجاب الخبير العسكري اليمني، بأن التحالف الدولي صرح إثر تنفيذ الضربات بأنها إنتهت على إعتبارها محدودة وربما بإنتظار التداعيات، كما أن تعز ومارب لا تزال تحت حصار المليشيات الحوثية وكثيرا من المناطق والمحافظات في الشمال ومعها كل الجنوب ناهيك عن حصار تصدير النفط إلى الخارج مما ضاعف كثيرا المأساة الانسانية الأكبر في العالم يضاف إليها سفك دماء الأبرياء يوميا بنفس الطائرات المسيرة والصواريخ المستخدمة حسب زعم المليشيات لدعم صمود الشعب الفلسطيني.
يذكر أنه بعد أقل من 24 ساعة على الضربات الأميركية والبريطانية على مواقع للحوثيين في اليمن، أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني أن بلاده لن تشن المزيد من الهجمات على الحوثي بعد ضربات قوية فجر الجمعة.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني الجمعة: لا توجد خطط لشن مزيد من الهجمات ضد أهداف الحوثيين، ولكننا سنبقي الخطط الأمنية قيد المراجعة.
ومن جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن هدف بلاده هو خفض تصعيد التوتر وإعادة الاستقرار.
وقال سوناك الجمعة: نعتقد أن الضربات التي نفذناها مع أميركا على اليمن ستقلل من قدرة الحوثيين على شن هجمات في البحر الأحمر وتعطلها.
وفجر الجمعة، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات من الجو والبحر على أهداف عسكرية للحوثيين، ردا على هجمات تنفذها الحركة على سفن في البحر الأحمر في اتساع خطير لنطاق تبعات الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
ومن جهته، قال وزير القوات المسلحة البريطانية، جيمس هيبي، لراديو تايمز، الجمعة، إن الضربات التي شنتها بريطانيا والولايات المتحدة خلال الليل على أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن كانت دفاعا عن النفس.
وقال هيبي: إن تحركنا وتحرك الأميركيين الليلة الماضية كان دفاعا عن النفس ضد المزيد من الهجمات على سفننا الحربية أثناء قيامها بعملها القانوني السليم.
وأوضح وزير القوات المسلحة البريطاني: لا ينبغي لأحد أن يرى ما حدث على أنه شيء أكبر من مجرد عمل من أعمال الدفاع عن النفس"، مشيرا إلى أنه "لا توجد خطط لمزيد من المهمات البريطانية حاليا.
وأشار الوزير البريطاني إلى أنه سيتم إجراء تقييم رسمي أكبر للأضرار، مضيفا "ولدينا ثقة في أن الأهداف التي حددناها قد تم ضربها بنجاح.
محلل سياسي يمني يكشف لـ "الفجر" الحل الأمثل لنشر السلام والأمن في المنطقة سياسي يمني يكشف لـ "الفجر" مفاجأة بشأن القصف الأمريكي البريطاني على الحوثيينالمصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اليمن الحوثيين غزة ميليشيات الحوثي الازمة اليمنية البحر الاحمر
إقرأ أيضاً:
أصداء الضربات اليمنية على “إسرائيل” تتسع وتؤكّـد استعداد اليمن للتصعيد
يمانيون../
لا زالت أصداء تصاعد وتيرة عمليات الإسناد اليمنية لغزة ضد العدوّ الصهيوني تتردّد على مستوى عالمي، مؤكّـدة فشل العدوّ ورعاته الغربيين في تحييد الجبهة اليمنية أَو فصلها عن غزة، وارتداد كُـلّ المحاولات الرامية لإضعاف القدرات اليمنية بشكل عكسي على مختلف أطراف معسكر العدوّ، وفي مقدمتهم الاحتلال الإسرائيلي.
وفي جديد هذه الأصداء نشر منظمة (ساري غلوبال) الأمريكية، هذا الأسبوع تقريرًا مطولًا تناولت فيه تصاعد عمليات الإسناد اليمنية لغزة ودلالاتها.
وجاء في التقرير أنه “خلال نوفمبر وديسمبر 2024، كثّـفت قوات الحوثيين بشكل كبير حملتها من الهجمات بعيدة المدى على إسرائيل” معتبرًا أن “هذه الهجمات تظهر تعزز قدرات الحوثيين على الاستهداف، واتساع نطاق وصولهم، وحجم تصميمهم، خُصُوصًا وأنهم صنفوا العديد من هذه الضربات على أنها انتقامية” حسب وصف المنظمة.
وقال التقرير: إن “التكتيكات المتطورة للحوثيين، وهجماتهم التي لا تتزعزع على الرغم من الضربات الإسرائيلية وضربات قوات التحالف السابقة، وديناميكيات القوة الإقليمية المتغيرة، كلها تشير إلى نقطة تحول استراتيجية محتملة في اليمن والشرق الأوسط الأوسع”.
واعتبرت المنظمة الأمريكية أن العمليات الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة باتّجاه الأراضي الفلسطينية المحتلّة تمثل “تحولًا ملحوظًا في التكتيكات” وأنها “تشير إلى تطور استراتيجي، من خلال السعي بشكل متزايد إلى فرض القوة بشكل مباشر ضد البر الرئيسي لـ “إسرائيل”، ومزامنة هذه الضربات مع جهود التضامن الإقليمية” في إشارة إلى تكامل العمليات اليمنية مع عمليات بقية جبهات المقاومة داخل وخارج فلسطين المحتلّة.
وقالت إن “هذا التطور مهم؛ لأَنَّه يشير إلى أن الحوثيين لم يعودوا راضين عن مُجَـرّد تشكيل بيئة الأمن البحري الإقليمي، بل يهدفون إلى تحقيق تأثيرات نفسية وعملياتية مباشرة داخل إسرائيل” حسب ما ذكر التقرير.
واستعرض تقرير المنظمة الأمريكية العمليات الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة ضد عمق العدوّ الصهيوني ودلالاتها، بدءًا من استهداف قاعدة (نيفاتيم) الجوية في 8 نوفمبر الماضي، حَيثُ اعتبر أن هذه العملية أشَارَت إلى ما وصفه بـ “نية الحوثيين وقدرتهم على الوصول إلى داخل الأراضي الإسرائيلية”.
وقال التقرير: إن العملية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية على قاعدة (ناحال سوريك) العسكرية بالقرب من يافا، في 11 نوفمبر الماضي “أظهرت استعداد الحوثيين للضرب بالقرب من المناطق المكتظة بالسكان والمواقع الاستراتيجية الرئيسية” حسب تعبيره.
واعتبر أن عملية استهداف قاعدة (نيفاتيم) مجدّدًا في 21 نوفمبر الماضي “تؤكّـد الإصرار على مهاجمة المنشآت العسكرية ذات القيمة العالية”.
وبشأن العملية العسكرية التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذها مطلع ديسمبر الجاري ضد “موقع حيوي” وسط كيان العدوّ، فقد اعتبر التقرير أنها تشير إلى “اتساع نطاق الأهداف إلى ما هو أبعد من القواعد العسكرية فقط”.
واعتبر التقرير أن العملية التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذها في السابع من ديسمبر الجاري ضد هدف حيوي جنوبي الأراضي المحتلّة تشير إلى “استمرار الجهود للضغط على “إسرائيل” عبر مناطق جغرافية مختلفة” حسب وصفه.
أما بخصوص العملية النوعية التي استهدفت منطقة “يفنه” الواقعة بين يافا المحتلّة (تل أبيب) وأشدود، فقد قال التقرير إنها “حدث ملحوظ” وإنها “تسلط الضوء على قدرة الحوثيين على التسلل عبر شاشات الرصد والاعتراض في بعض الأحيان” في إشارة واضحة إلى التغلب على أنظمة الدفاع والرصد التابعة للعدو سواء تلك المتواجدة داخل الأراضي المحتلّة أَو التي توفرها له القوات الأمريكية والغربية وبعض الدول الغربية على طول المسافة بين اليمن وفلسطين.
وتطرق التقرير أَيْـضًا إلى العملية التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذها في 10 ديسمبر ضد مواقع عسكرية في يافا وعسقلان المحتلّتين بطائرات بدون طيار، وقال: إن “هذه الهجمات المزدوجة تظهر تعقيدًا أكبر في التخطيط العملياتي للحوثيين” حسب وصفه.
وبخصوص العملية الأخيرة التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية يوم الجمعة الماضي عن تنفيذها بطائرتين مسيرتين “تمكّنتا من تجاوزِ المنظوماتِ الاعتراضية” ضد هدفين في يافا وعسقلان، قال التقرير إن “هذه العملية تشير إلى أنه على الرغم من فعالية العديد من عمليات الاعتراض، فَــإنَّ بعض الهجمات قد تنطوي على تقنيات متقدمة أَو خفية تتحدى الدفاعات الجوية الإسرائيلية”.
ومن خلال استعراض هذه الهجمات ودلالاتها، خلص تقرير المنظمة الأمريكية إلى أنه “بشكل تراكمي، تشكل هذه الهجمات المتكرّرة بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على “إسرائيل” مؤشرًا واضحًا على استعداد الحوثيين الاستراتيجي لتصعيد الصراع خارج ساحتهم الجغرافية المباشرة.. كما أنها توضح قدرة متطورة على تنظيم ضربات معقدة بعيدة المدى”.
وأكّـد التقرير أنه “على الرغم من توجيه المزيد من الطاقة مؤخّرًا نحو شن هجمات على الأراضي الإسرائيلية، فَــإنَّ الحوثيين لم يتخلوا عن العمليات البحرية” في إشارة إلى أن مسارات جبهة الإسناد اليمنية كلها لا زالت فعالة بشكل متزامن ولا يتأثر بعضها بالتصعيد في البعض الآخر.
واعتبر التقرير أن الهجمات التي نفذتها القوات المسلحة على ثلاث سفن إمدَاد أمريكية ومدمّـرتين بالقرب من جيبوتي وفي خليج عدن، “تُمَثِّلُ تحديًا واختبارًا للولايات المتحدة” مُشيرًا إلى أن القدرات الصاروخية اليمنية “لا تقتصر فقط على البر”.
وقال التقرير: إن عملية استهداف السفينة (أناضول إس) تظهر “مدى مراقبة الحوثيين عن كثب لتحَرّكات السفن التي يرون أنها مرتبطة، حتى بشكل غير مباشر، بإسرائيل” بحسب تعبيره، في إشارة واضحة إلى دقة المعلومات التي تمتلكها القوات المسلحة اليمنية عن هُويات ووجهات هذه السفن.
ويمثل تقرير المنظمة الأمريكية شهادة جديدة على الفشل الذريع لكلٍّ من العدوّ الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا والقوات الغربية في الحد من عمليات الإسناد اليمنية أَو إضعاف قدرات صنعاء العسكرية، فضلًا عن وقف تلك العمليات؛ وهو ما يعني أن مساعي التصعيد القادمة ضد اليمن والتي قال التقرير إن مؤشراتها تتزايد، سترتد هي أَيْـضًا بشكل عكسي على أصحابها.