قال الأمين العامّ لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، إنّ "المقاومة أطلقت 62 صاروخًا 20 منها "كاتيوشا" و22 صاروخ "كورنيت" خاص من المدى الجديد، و18 صاروخ "كورنيت" أصابت الأهداف في "ميرون"، والفيلم الذي نشرناه لا يكشف كل الحقيقة". وأضاف: "استهداف قاعدة صفد شمال فلسطين المحتلة بالمسيرّات، لولا تصوير بعض العسكريين وبعض المستوطنين للأضرار، لكان قال العدوّ إنّ المسيّرات سقطت في مناطق فارغة".

وأشار إلى "أننا في المقابل نحن نعلن وبفخر واعتزاز عن شهدائنا، لكن العدوّ يتكتم عن قتلاه وخسائره وهزائمه".     وتابع نصرالله في الإحتفال التكريميّ الذي أقامه "حزب الله" في ذكرى الشهيد وسام طويل: "يقول الأميركي إن إذا لم توقفوا في جبهة لبنان سيشنّ العدوّ حرباً عليكم، وأنا أقول إنّ هذا الأمر لم يكن مجدياً منذ 100 يوم، ولا يُمكن أن يكون مجدياً في يوم من الأيام". وقال: "يُهدّدونا بالألوية "التعبانة" والمرعوبة والمهزومة في شمال غزة فـ"يا أهلًا ومرحبًا".     وشدّد على أنّ "الذي يجب أنّ يخشى من الحرب ويخاف من الحرب هي إسرائيل، وحكومة العدوّ"، وأضاف: "منذ 99 يومًا ونحن جاهزون للحرب ولا نخافها وسنقاتل فيها بلا أسقف وبلا ضوابط وبلا حدود".     وأكّد نصرالله أنّ جبهة لبنان كانت من أجل دعم ومساندة غزة وهدفها وقف العدوان على غزة"، وتابع: "فليقف العدوان على غزة وبعدها في ما يتعلق بلبنان لكل حادث حديث".   وعما يجري في غزة، قال: "100 يوم وغزة تصمد في حالة صمود أسطوريّ، يُمكن أن يقال لا مثيل له في التاريخ"، وأشار إلى أنّ "فصائل المقاومة الفلسطينية على اختلاف مسمياتها تقاتل وتقاوم ببسالة وشجاعة في قطاع غزة"، وأوضح أنّ "إسرائيل في الحرب على قطاع غزة هي الأكثر تشدداً وتكتماً على الأخبار من أيّ حرب أخرى، والكتّاب والمحللون والخبراء يجمعون على أن إسرائيل غارقة في الفشل"، وسأل: "ماذا استطاع أن ينجز العدوّ؟ بل هو لم يصل إلى أي صورة نصر وهذا ما يجمع عليه الإسرائيليون".     وأضاف نصرالله  أنّ "العدوّ لم يتمكن من القضاء على المقاومة، ولم يتمكن من القضاء على حكومة "حماس"، وكل المناطق التي لم يدخل إليها العدوّ تديرها "حماس"، ولم يتمكن من إيقاف الصواريخ من شمال غزة إلى تل أبيب ومستوطنات غلاف غزة".     وقال إنّ "العدوّ هزم العديد من الجيوش العربية في 6 أيام، ولكن في 100 يوم يُقاتل في شمال قطاع غزة وفي خانيونس، وهو يقاتل فصائل مقاومة تملك إمكانيات مقاومة ولكنها تملك إيماناً واسعاً وقوياً". وتابع: "بحسابات علمية وموضوعية، فإن خسائر العدوّ البشرية غير مسبوقة في كل الجبهات فما هو عدد القتلى الحقيقي؟"     وأشار نصرالله إلى أنّ "نصف شعب إسرائيل مصاب بصدمة نفسية ومحتاج لمعالجة نفسية، والاقتصاد معطّل إضافة إلى الزراعة والسياحة، وما يجري في البحر الأحمر شكل ضربة لاقتصاد العدوّ".     ورأى أنّ "ما يجرى من محاكمة دولية لاسرائيل يهز صورتها، ويكشف حجم الانهيار الأخلاقي للغرب الذي دعم تل ابيب".     واعتبر نصرالله أنّ "أي أمل باستعادة الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة انتهى وهذا الرأي العام في اسرائيل المؤيد للحرب بدأ ينحسر بسبب ذلك وبسبب أن الحكومة غير قادرة وحكومة نتنياهو عاجزة". وأضاف: "بدأ يرتفع صوت المطالبة في اسرائيل بالتفاوض لاستعادة الأسرى يعني خضوع لشروط المقاومة في غزة". وقال: "هذا المسار إذا استمر في غزة أو الضفة أو اليمن أو لبنان أو العراق، فحكومة العدو لن يكون أمامها إلا الخضوع للمقاومة وإيقاف الحرب".     وقال: "الأميركي يهدد بالإسرائيلي والاغتيالات في العراق ولبنان والعدوان في اليمن لكنه لم يجد نفعاً".     وعن الضربات الأميركيّة والبريطانيّة في اليمن، قال نصرالله إنّ "الأميركي يدخل في تناقض عندما يقول بعد توسيع نطاق الحرب ويذهب إلى توسيع الحرب". وأضاف: "إن كان بايدن ومن معه يظنون أنّ بالعدوان على اليمن يستطيعون منع اليمنيين فهم جاهلون، وعقلية الاستكبار تجعل منهم حمقى".  وأكّد أنّ "ما قام به الأميركي سيؤدي إلى استمرار استهداف السفن الإسرائيلية والذاهبة إلى فلسطين المحتلة ولكن الأخطر أن ما فعله الأميركي سيضر بأمن الملاحة في البحر حتى بالنسبة للسفن التي لا علاقة لها بالأمر".     وتابع: "الأميركي يحاول أن يقدم أن هناك تحالفاً دولياً وهذا غير صحيح، والحلف هو أميركي - بريطاني وأدخلوا دولة عربية هي البحرين. وهنا يجب أن نشيد بموقف علماء البحرين وشعب البحرين الذين أدانوا موقف حكومة آل خليفة". وقال: "مسؤولية كل عربي ومسلم وحر وشريف أن يعلن مساندته لليمن شعباً وجيشاً وأنصاراً وهذا الفيصل بين جبهة الحق وجبهة الباطل".      وعما حصل في حيفا، قال نصرالله: "أريد أنّ أُؤكّد أنّ ما أعلنته "المقاومة" في العراق عن استهداف مكان ما في حيفا صحيح، ومعلوماتنا تُؤكّد أنّ هناك هدفاً أُصيب في حيفا تمّ التكتم عنه إسرائيليًا".        

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ما بعد طوفان الأقصى

19 يناير 2025م.. دخلت الهدنة بين إسرائيل وحماس مرحلة التطبيق، بعد مفاوضات عويصة تلازمت مع حرب الإبادة التي شنتها القوات الإسرائيلية على غزة؛ إثر العملية التي قامت بها حماس في 7 أكتوبر 2023م باسم «طوفان الأقصى»، حيث وضعت إسرائيل ثلاثة أهداف لحربها؛ هي: فك الأسرى من يد حماس، وتدميرها، وتهجير أهل غزة. اليوم.. إسرائيل ترضخ لحماس وفق شرطها بألّا تسلم الأسرى إلا بعد إيقافها الحرب وانسحابها من غزة.

حتى الآن.. لا توجد اتفاقية لوقف الحرب نهائياً، وإنما هي هدنة لفترة 42 يوماً يتبادل فيها الطرفان الأسرى، وهذه هي المرحلة الأولى، مع خطة لمواصلة المفاوضات في مرحلتين قادمتين. ومع ذلك؛ يمكننا الحديث عن «مرحلة ما بعد طوفان الأقصى»، لأن مسار مرحلة الطوفان قد تحددت، ولا يُتوقع مسار آخر يُحدِث فرقاً فيما لو استمرت الحرب؛ غير مزيد من الإبادة والتدمير، ومزيد من الخسائر الباهظة تتكبدها إسرائيل، كما أن أمريكا في ظل إدارة دونالد ترامب تجنح لإنهاء الحرب.

إسرائيل.. لم تحقق أهدافها من الحرب، وقامت بأسوأ إبادة في العصر الحديث، بغية كسر إرادة الشعب الفلسطيني في غزة، وإجباره للتخلي عن الوقوف مع المقاومة، فخسرت إسرائيل أمام صلابته.. بل ثارت شعوب العالم ضدها. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية حكماً باعتبار القادة الإسرائيليين مجرمي حرب، ولم يستطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يقنع شعبه بأن الحرب هي السبيل لتحرير الأسرى، فخرج الإسرائيليون ملء شوارع تل أبيب مطالبين بتحريرهم، وأخيراً.. رضخ لضغوطهم وللضغوط الدولية، ولفشله في تحقيق أهداف الحرب.

استطاعت إسرائيل تفكيك محور المقاومة، بعد اغتيالها قيادات عليا في حزب الله وحماس وقيادات عسكرية إيرانية، وحيّدت حزب الله وإيران والمقاومة العراقية، مما جعل نتنياهو يدعو إلى تشكيل شرق أوسط جديد تكون إسرائيل محوره. وأعطت الحرب إسرائيل موثوقية أن الغرب لن يتخلى عنها، وأنه لا توجد قوة دولية قادرة على تغيير خارطة المنطقة لتهديد وجودها، غافلة عن تغيّر المواقف بتغيّر المصالح.

ليس أمام إسرائيل خطة حاسمة لما بعد الطوفان.. فمسار السلام فشل، واستعمالها العنف أضر بها، وستعاني كثيراً من الجيل الفلسطيني القادم؛ الذي يحمل عقيدة تحرير فلسطين والثأر من الكيان الذي أباد أهله ودمر مجتمعه. والتطبيع.. أصبح طريقه وعراً بين شعوب المنطقة، يشكل خطراً ليس على إسرائيل وحدها، وإنما كذلك على الدول المطبعة معها. ولعل الخيار الأخف لإسرائيل والتي عليها أن تفكر جدياً به هو «حل الدولتين»، والتي ستفرض المقاومة شروطها على رسم حدود الدولة الفلسطينية فيه.

المقاومة الفلسطينية.. أثبتت بأنها رقم صعب، تمكنت خلال العقود الماضية أن تنمو عسكرياً وسياسياً واجتماعياً، وكشفت الحرب أن حماس لم تعد جماعة، وإنما أصبحت دولة بعناصرها الممكنة تحت الاحتلال، فقد استطاعت حشد الشعب الفلسطيني معها، الذي لم تنكسر عزيمته طيلة الحرب، فخرج مؤيداً لها في تبادل الأسرى. واستطاعت أن تدير المعركة منذ بدايتها حتى نهايتها. كان كل شيء محسوباً لديها حتى لحظة تسليم الأسرى؛ حيث خرج جيشها بكامل أبهته، ولم يتغير انطباع أسرى هذه الدفعة عن انطباع أسرى الدفعة السابقة عند بداية الحرب؛ من الإعجاب والتقدير لحماس بالحفاظ على نفوسهم ومعاملتهم بالحسنى.

حماس.. خسرت كثيراً في الحرب، فقد قتل الكثيرون من جندها، واغتيل بعض قادتها؛ في مقدمتهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار، ونَقَصَ عتادها العسكري، وتأثرت نفسياً من الإبادة الجماعية لشعبها والتدمير شبه الكامل لغزة. لكن من أهم ما حققته حماس قدرتها على مواصلة الحرب، رغم تحييد جبهة الإسناد، وهذا يدل أنها قادرة على خوض حروب قادمة، فقد أصبحت تصنع السلاح من مواد متوفرة في قطاع غزة، مما يجعل حكومات المنطقة تنظر إليها باعتبارها كياناً باقياً، وأن إزالتها من الوجود لم يعد وارداً.. بل صمودها عزّز فكرة المقاومة نفسها، وقوّى من صمود بقية الفصائل. كما أنها أفشلت «خطة اليوم التالي للحرب» التي أعدتها إسرائيل لإدارة قطاع غزة من دون حماس.

المقاومة الفلسطينية.. أمامها طريق شاق من إعادة بناء غزة وترميم نفوس الشعب، وإعادة بناء استراتيجيتها لما بعد الطوفان. وما حصل من إبادة ودمار يجعلها تحسب ألف حساب قبل القيام بعملية أخرى؛ على الأقل خلال عشر سنوات قادمة. لكنها ستعمل على إعادة تأهيل قواتها، وسيتكون لديها جيل جديد؛ متسلح بخطط وأفكار أكثر ثوريةً، في فضاء رقمي مفتوح. الآن نرى فصائل، وغداً؛ جيشاً أكثر تنظيماً وثقةً بنفسه. أما السلطة الفلسطينية في رام الله.. ففي طريقها للتغيّر، وستنتهي حكومة محمود عباس، وتحل محلها سلطة وطنية توافقية بعقيدةٍ مقاوِمة، هذا ما سيفرضه الجيل الجديد في الضفة الغربية.

إيران.. خرجت مهيضة الجناح من الحرب، خسرت مجموعة من قيادات الإسناد، وفقدت موطئ قدمها بسوريا، وضعف نفوذها بلبنان بعدما فقدت حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله حليفها الأهم بالمنطقة. تأتي خسارة إيران وهي تشهد جدلاً سياسياً وشعبياً في طبيعة نظام الحكم مع تقدم عمر المرشد الأعلى علي خامنئي. لكن علينا أن نفهم المسار العام لإيران، فنظامها السياسي ديناميكي، ولديه قدرة على المراجعة الفورية لإعادة تموضعها في المنطقة، وإعادة بناء استراتيجياتها بما يواكب المتغيرات وأمنها القومي وقدراتها العسكرية وتوجهاتها السياسية وخططها الاقتصادية. وقد أثبتت الحقبة الماضية أنها استطاعت أن تتخطى الأخطار المحدقة بها، وتستثمر «الفوضى الخلاقة» بالمنطقة، وبهذا؛ تمكنت من احتضان قوى وقيادات عراقية، وهي التي خاضت بالأمس القريب مع العراق حرباً استمرت قرابة العقد. كما تمكنت أن تمد ذراعها إلى اليمن؛ رغم الأوضاع المتشابكة والمعقدة هناك. واقتدرت على التعامل مع قوى العنف في أفغانستان والعراق وسوريا.إن إيران أمام مفترق طرق، تحدده التوجهات المستقبلية لسياستها، ولكن لا يبدو أنها ستتخلى عن مواجهة إسرائيل وأمريكا، فقد أبرمت مؤخراً استراتيجية شاملة مع روسيا وقعها الرئيسان مسعود بزشكيان وفلاديمير بوتين. ويبدو أن إيران في توجهها ما بعد الطوفان ستقلل من اعتمادها على الجماعات العسكرية، وتتجه إلى الأحلاف الدولية لمواجهة الغرب، فهي تعمل ضمن الأحلاف التي تجمعها بالصين وروسيا على صياغة نظام دولي متعدد الأقطاب السياسية.

أما سوريا.. فنظام الأسد منتهية صلاحيته منذ أمد، فهو بقايا البعث العربي؛ الذي أدبرت أيامه منذ نهاية السبعينيات بصعود الإسلام السياسي في المنطقة، لكن كأي نظام قائم يحتاج إلى وقت حتى يسقط، وعملياً.. سقط مع بدايات الربيع العربي، وإن تأخر حتى نهاية عام 2024م بإطلاق الرمية الأخيرة لإعلان سقوطه رسمياً. سوريا هي الأسبق في دخول مرحلة ما بعد طوفان الأقصى، فقد عجّلت بها أحداثه.

ظاهراً.. ما حصل بسوريا يصب في صالح إسرائيل، فالإدارة الجديدة تعتنق العقيدة الأردوغانية، التي دشنت مرحلة ما بعد الإسلام السياسي «السياسة الإسلامية المدنية»؛ التي تتعامل مع إسرائيل باعتبارها دولة لها مشروعيتها، وهذا يطمئن إسرائيل وتسعى إليه. لكن الوضع في سوريا لا يزال غير مستقر، والجماعات التي سيطرت عليها مؤدلجة بالعنف، ذات براجماتية تمكنها من تغيير مسارها بحسب الظروف، فمستقبل إسرائيل محفوف بالخطر من الجهة السورية.

العرب.. سيواصلون توجههم السابق، وهو الدفع بـ«حل الدولتين» إلى التنفيذ؛ لا سيما مع التوجه العالمي الذي قد يجبر إسرائيل عليه. وعليهم أن يدركوا بأن طوفان الأقصى غيّر من الخارطة الجيوسياسية للشرق الأوسط، وأصبحت تتشكل من جديد، من دون أن تكون إسرائيل هي اليد الضاربة فيه بعدما هزتها الحرب بقسوة. على العرب أن يتعاونوا لتحقيق ذلك مع الأتراك، مستفيدين من التغيرات في سوريا.

مقالات مشابهة

  • “أطباء بلا حدود”: إزالة القذائف غير المنفجرة في رفح جنوب قطاع غزة قد تستغرق سنوات
  • النازحون من شمال غزة..عائدون إلى قطاع من الركام
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
  • وحدة الساحات وتعدد الجبهات
  • حزب الله يستعيد مشهدية الانتصار
  • ما بعد طوفان الأقصى
  • في الحرب كما في الهُدنة: غزة تأسِرُ العالم
  • حسابات الحقل والبيدر في غزة
  • السيد القائد: جاهزون لردع أي تصعيد أمريكي صهيوني ضد اليمن وفلسطين وحذارٍ للسعودي من التورط
  • معركة الحياة