أوتاوا-سانا

أكد موقع غلوبال ريسيرتش الكندي أن الفلسطينيين في قطاع غزة خلال ثلاثة أشهر من العدوان الإسرائيلي الهمجي المتواصل عليهم عانوا من تدمير وخسائر لم يسبق لها مثيل فهي لم تقتصر على فقدان الأرواح والمنازل والأحياء السكنية فقط بل خسائر لا يمكن قياسها ولا إصلاحها متمثلة بتاريخ غزة ذاتها وتراثها الديني والثقافي.

وأوضح الموقع في تقرير أعدته مها الحسيني الصحفية الفلسطينية ومديرة الإستراتيجيات في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في جنيف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت منذ الـ 7 من تشرين الأول الماضي المواقع التراثية في غزة ودمرت العشرات منها بما فيها الكنائس والمساجد التاريخية والمتاحف الثقافية والأبنية الأثرية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.

وبين الموقع أن مثل هذه الاماكن كانت هدفاً رئيسياً للغارات الجوية الإسرائيلية والقصف المدفعي في مختلف مناطق غزة منذ بداية العدوان، وقد تم تحويل العديد من هذه المواقع إلى ملاجئ للفلسطينيين المهجرين أثناء الهجمات الإسرائيلية، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء.

وأشار الموقع إلى أن كنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس تعرضت في الـ 18 من تشرين الأول الماضي أي في بدايات العدوان الإسرائيلي على غزة لأضرار كبيرة جراء غارة جوية إسرائيلية على المستشفى الأهلي المعمداني المجاور الذي يعود بناؤه إلى 141 عاماً، وهو أقدم مستشفى في القطاع المحاصر.

وتابع الموقع: إنه بعد يومين فقط تم استهداف الكنيسة التاريخية بشكل مباشر بغارة أدت إلى ارتقاء ما لا يقل عن 16 شخصاً وإصابة عشرات آخرين من بين العائلات التي لجأت إلى الكنيسة.

وإضافة إلى الكنائس أشار الموقع إلى أن “إسرائيل” دمرت ما لا يقل عن 114 مسجداً، وألحقت أضراراً كبيرة بـ 200 مسجد في غزة بما في ذلك مسجد عثمان بن قشقر الذي يرجع تاريخه إلى القرن الثالث عشر في حي الزيتون جنوب مدينة غزة والمسجد العمري الكبير الذي يعود تاريخه إلى القرون الوسطى وهو أكبر وأضخم مسجد في العالم.

وبالقرب من المسجد العمري يقع حمام السمرة التاريخي الذي أصابته غارة للاحتلال الإسرائيلي مباشرة في الـ 30 من كانون الأول الماضي، ما أدى إلى تدمير معالمه التي تعود إلى أكثر من ألف عام.

وفي تقرير أصدرته منظمة التراث من أجل السلام في تشرين الثاني الماضي يوثق تأثير العدوان الإسرائيلي على التراث الثقافي في غزة قالت المنظمة فيه: إن ما لا يقل عن 104 من أصل 195 موقعاً للتراث المعماري أحصتها في القطاع المحاصر قد دمرت أو تضررت.

ودمر القصف الإسرائيلي أيضاً ما لا يقل عن ثلاثة متاحف بما في ذلك متحف قصر الباشا، والذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر وتم استهدافه بشكل مباشر.

وفي خان يونس جنوب قطاع غزة تعرض متحف القرارة الثقافي لأضرار عدة مرات بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية على المنازل المجاورة وكغيره من المواقع الأثرية والتاريخية كان هدفاً رئيسياً لطائرات الاحتلال الإسرائيلي التي تشن هجماتها بهدف طمس الماضي والحاضر والمستقبل في غزة.

باسمة كنون

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: العدوان الإسرائیلی ما لا یقل عن فی غزة

إقرأ أيضاً:

شركات التكنولوجيا والحرب.. مايكروسوفت وجه آخر للعدوان الإسرائيلي

الثورة /

في تطور يسلط الضوء على علاقة شركات التكنولوجيا الكبرى بالنزاعات المسلحة، كشفت وثائق مسربة عن تعزيز شركة «مايكروسوفت» تعاونها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة في أكتوبر 2023م، الوثائق، التي نشرتها صحيفة ذا غارديان بالتعاون مع مجلة 972+ الإسرائيلية وموقع لوكال كول الإخباري العبري، تكشف تفاصيل غير مسبوقة حول دور تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي التي طورتها «مايكروسوفت» في دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية.
شراكة تقنية تعزز العدوان
بحسب الوثائق، شهدت المرحلة الأشد عنفًا من الحرب ارتفاعًا كبيرًا في اعتماد جيش الاحتلال على منصة الحوسبة السحابية «أزور» Azure التابعة لـ”مايكروسوفت”، وهذه التقنيات مكّنت وحدات الاستخبارات والقوات البرية والبحرية والجوية من تخزين وتحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة، ما ساهم في دعم العمليات القتالية والاستخباراتية بشكل مباشر.
ومن بين الوحدات التي استفادت من هذه التقنيات ما يأتي:
– الوحدة 8200: ذراع التجسس النخبوي للجيش الإسرائيلي.
– الوحدة 81: مسؤولة عن تطوير تقنيات التجسس المتقدمة.
– وحدة أوفيك: مكلفة بإدارة قواعد بيانات “بنوك الأهداف”.
دعم فني مكثف وخدمات حساسة
كشفت الوثائق أن “مايكروسوفت” زودت جيش الاحتلال بـ19 ألف ساعة من خدمات الدعم الفني، تشمل الاستشارات الهندسية وتطوير الأنظمة، في صفقات بلغت قيمتها نحو 10 ملايين دولار بين أكتوبر 2023م ويونيو 2024م. كما قدم موظفو الشركة المشورة والدعم المباشر من داخل القواعد العسكرية الإسرائيلية.
“أزور” والذكاء الاصطناعي في خدمة العدوان
لم يقتصر دور “مايكروسوفت” على توفير خدمات الحوسبة السحابية، بل شمل أيضًا تمكين الجيش الإسرائيلي من استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي “جي بي تي-4”، بالشراكة مع شركة “أوبن إيه آي”، وتشير الوثائق إلى ارتفاع استهلاك الجيش لهذه التقنيات بنسبة كبيرة خلال العدوان، حيث استخدمت للتعرف على الأنماط وتحليل البيانات الحساسة، إضافة إلى دعم الأنظمة “المفصولة عن الهواء” التي تعمل بشكل مستقل عن الشبكات العامة، ما يعزز من سريتها وفعاليتها.
مايكروسوفت ليست وحدها
إلى جانب “مايكروسوفت”، استفاد جيش الاحتلال من خدمات شركات أخرى مثل “أمازون” و”غوغل”، التي زودت الجيش بحلول حوسبة سحابية متقدمة، كما أظهرت الوثائق أن تقنيات “أوبن إيه آي” شكلت ربع إجمالي استهلاك الجيش من أدوات التعلم الآلي التي وفرتها “مايكروسوفت”.
انتقادات وتداعيات
رفضت “مايكروسوفت” التعليق على هذه الاتهامات، في حين أشارت منظمات حقوقية إلى أن التعاون مع جيش الاحتلال في ظل عمليات عسكرية تنتهك حقوق الإنسان قد يثير تساؤلات أخلاقية خطيرة.
وفي المقابل، دافعت شخصيات إسرائيلية عن هذا التعاون، معتبرة أن الحوسبة السحابية توفر “فعالية تشغيلية كبيرة” لدعم العمليات العسكرية.
التساؤل الأخلاقي حول التكنولوجيا والحرب
يثير هذا التحقيق تساؤلات حول دور شركات التكنولوجيا الكبرى في النزاعات المسلحة، خاصة عندما تصبح تقنياتها أداة لتعزيز العدوان والانتهاكات، هل تتحمل هذه الشركات مسؤولية أخلاقية تجاه كيفية استخدام منتجاتها؟ وكيف يمكن للمجتمع الدولي وضع ضوابط تمنع تسخير التكنولوجيا الحديثة في الحروب؟
تظل الإجابات معقدة، لكن المؤكد أن تعاون “مايكروسوفت” وشركات أخرى مع جيش الاحتلال خلال عدوانه على غزة يمثل مثالًا صارخًا على العلاقة المتشابكة بين التكنولوجيا والصراعات المسلحة.

مقالات مشابهة

  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي لـ 47460 شهيدًا
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • الفاو: 96% من الثروة الحيوانية في غزة دُمرت بفعل العدوان الإسرائيلي
  • العودة إلى شمال غزة .. إرادة صمود أعجزت ترسانة العدوان الإسرائيلي
  • ارتفاع أعداد شهداء العدوان الإسرائيلي لـ47.417 شهيدا و111.571 مصابا
  • ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 47417 شهيدًا منذ 7 أكتوبر
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مواصلة العدوان بالضفة الغربية إلى أجل غير مسمى
  • شركات التكنولوجيا والحرب.. مايكروسوفت وجه آخر للعدوان الإسرائيلي
  • وزارة الصحة: 24 إصابة جراء العدوان الإسرائيلي الأخير
  • جهود مُكثفة لإزالة آثار العدوان الإسرائيلي على غزة