بدء محادثات بشأن صيغة السلام الأوكرانية
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
بدأ، اليوم الأحد، مؤتمر مع ممثلين عن 80 دولة تقريبا في منتجع دافوس في سويسرا لمناقشة مستقبل أوكرانيا بعد مرور ما يقرب من عامين على الأزمة الأوكرانية الحالية.
وخلال المؤتمر، طرحت كييف على مستشاري الأمن القومي من دول من شتى أنحاء العالم "صيغة السلام" التي اقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإنهاء الأزمة الحالية.
يعقد هذا الحدث قبل بدء الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يوم غد الاثنين.
تنص خطة زيلينسكي، المكونة من 10 نقاط، والتي تم تقديمها لأول مرة في أواخر عام 2022، على بنود منها دفع تعويضات وتقديم ضمانات أمنية.
وكتب أندريه يرماك، مدير المكتب الرئاسي الأوكراني، في مقال لصحيفة "نويه تسورشر تسايتونج" السويسرية: "يظل تصميمنا حازما فيما يتعلق بحماية حرياتنا". أخبار ذات صلة
ويدير يرماك المؤتمر بالتعاون مع وزير الخارجية السويسري إجنازيو كاسيس. وتابع مدير المكتب الرئاسي لكييف: "لا يمكن تخويف أوكرانيا من خلال القصف".
وأشار إلى أن صيغة السلام ليست قائمة أمنيات، ولكنها اقتراح تفصيلي، مؤكدا أن هذا الاقتراح "سيحصل على شرعية هائلة من خلال المشاركة الفعالة لكثير من الدول".
وقال يرماك إن هناك مشاركين من 18 دولة آسيوية و12 دولة أفريقية وست من دول أميركا الجنوبية.
وأضاف يرماك، على حسابه على تطبيق تلغرام "دول من جنوب العالم تشارك بشكل متزايد في عملنا".
وقالت سويسرا، التي تستضيف مؤتمر السلام الأوكراني والمنتدى دافوس، إن المحادثات تهدف إلى وضع لمسات نهائية على مبادئ "من أجل سلام عادل ودائم في أوكرانيا" على مستوى مستشاري الأمن القومي. وذكرت، في بيان الأسبوع الماضي، أن تلك المبادئ يجب أن تشكل أساسا للمراحل المقبلة من عملية السلام.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السلام أوكرانيا دافوس
إقرأ أيضاً:
المعارضة تطالب الرئيس الأوكراني بكشف تفاصيل مفاوضات السلام وصفقة المعادن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعيش أوكرانيا هذه الأيام توتراً داخلياً متزايداً، لا فقط بفعل التهديدات العسكرية الروسية المستمرة، بل بسبب ضبابية مواقف قيادتها السياسية من محادثات السلام الجارية، وما يُرافقها من ملفات اقتصادية حساسة، أبرزها "صفقة المعادن" مع الولايات المتحدة.
ففي وقت يشتد فيه الضغط الدولي على كييف، وتُقدَّم لها عروض سلام تنطوي على تنازلات جوهرية، تصاعدت أصوات المعارضة داخل البرلمان الأوكراني مطالبةً بشفافية فورية من الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
الكتلة البرلمانية المعارضة، وعلى رأسها "التضامن الأوروبي" بقيادة الرئيس السابق بيترو بوروشينكو، طالبت بعقد جلسة طارئة يشارك فيها زيلينسكي شخصيًا، لشرح تفاصيل محادثات السلام ومآلات الاتفاق المحتمل مع واشنطن بشأن المعادن النادرة. المعارضة تشعر بأنها "مُستبعدة" من مفاوضات مصيرية تخص مستقبل البلاد، وتنتقد الغموض في التواصل الرسمي، مما يعكس فجوة آخذة في الاتساع بين صناع القرار والبرلمان، وربما بين الرئاسة والرأي العام.
ضغط أمريكي وعرض غير متكافئ
من جهتها، تمارس إدارة الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي، دونالد ترمب، ضغوطاً متزايدة لدفع أوكرانيا نحو تنازلات إقليمية ومعدنية. تشمل الخطة المقترحة من واشنطن الاعتراف بشبه جزيرة القرم كأرض روسية، وتجميد النزاع عند خطوط القتال الحالية، والسماح لروسيا بتشغيل محطة زابوروجيا النووية وبيع طاقتها لأوكرانيا وروسيا معًا.
غير أن هذه الخطة، بحسب مسؤولين أوكرانيين، لا تمنح أي ضمانات أمنية لأوكرانيا، ولا تقدم أساساً حقيقياً لتحقيق سلام مستدام، بل تُعزز مكاسب روسيا وتُضعف موقف كييف التفاوضي.
نائبة رئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيريدينكو عبرت بوضوح عن موقف الحكومة الرافض للعرض الأميركي بصيغته الحالية، قائلة: "أوكرانيا مستعدة للتفاوض، لا للاستسلام". وجاء ذلك في خضم دعوات المعارضة لتوضيح دور "صفقة المعادن" -التي تسمح للولايات المتحدة بالوصول إلى الموارد المعدنية الأوكرانية- ضمن خطة السلام المقترحة، وما إذا كانت هذه الاتفاقيات ستمنح كييف أي مزايا مقابل التنازلات السيادية المطروحة.
مأزق زيلينسكيحتى الآن، لم يستجب زيلينسكي لدعوة المعارضة لحضور جلسة البرلمان، حيث ينشغل بسلسلة لقاءات دبلوماسية مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين، وسط جولة مرتقبة تشمل جنوب إفريقيا، إيطاليا، إسبانيا، وبولندا. ويبدو أن الرئيس يسعى لحشد دعم دولي بديل في وقت يتقلص فيه الحماس الأميركي لدعم غير مشروط لكييف.
ورغم تأكيد زيلينسكي أن بلاده تسعى إلى "وقف إطلاق نار شامل" يسبق أي تسوية سياسية، فإن غياب التواصل مع الداخل يعمّق الشعور العام بأن مستقبل أوكرانيا يُرسم خلف الأبواب المغلقة، دون مساءلة أو تشاور حقيقي.
إن مطالبة المعارضة الأوكرانية للرئيس زيلينسكي بالحضور إلى البرلمان لا تعكس فقط أزمة ثقة سياسية، بل تُسلط الضوء على مأزق أخلاقي واستراتيجي تعيشه كييف: كيف تُفاوض على السلام دون أن تبدو وكأنها تُفرّط؟ وكيف تحافظ على الدعم الدولي دون أن تخسر شرعيتها الداخلية؟ وبين واشنطن وموسكو، يبدو أن مستقبل أوكرانيا لا يزال معلقاً في فراغ تفاوضي غامض، تُرسم فيه خرائط السلام بيد غير أوكرانية، وعلى حساب أوكراني.