مجمع إرادة بالرياض: زيادة طالبي العلاج من الإدمان خلال عام 2023م
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
الجزيرة – خالد الحارثي
كشف التقرير الإحصائي لمجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض عن زيادة في عدد مرضى الإدمان الذين حضروا للمجمع من خلال قسم الإسعاف والطوارئ وطلب العلاج برغبة شخصية منهم، أو من خلال ذويهم، خلال عام 2023م؛ إذ وصلت نسبة الزيادة إلى 63% في المرضى الذين حضروا بأنفسهم، وإلى 14% في المرضى الذين حضروا عن طريق ذويهم مقارنة بالعام الماضي 2022م.
اقرأ أيضاًالمجتمعأمير المدينة يستقبل رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند”
وأوضح التقرير أن إجمالي عدد المدمنين والمدمنات الذين حضروا لقسم الإسعاف والطوارئ بلغ خلال العام الماضي (21880) مدمنًا ومدمنة، من بينهم (8471) مدمنًا ومدمنة حضروا بأنفسهم، و(9271) مدمنًا ومدمنة حضروا عن طريق ذويهم، والبقية تم إحضارهم عن طريق الجهات الأمنية والجهات العلاجية وغيرها من الجهات الأخرى.
وعزا مختصون في المجمع هذه الزيادة إلى ارتفاع الوعي في المجتمع، وحرص المرضى على طلب العلاج، وكذلك حرص أولياء الأمور والأهل على مساعدة أبنائهم للتخلص من الإدمان على هذه المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، إضافة للجهود المبذولة من قطاعات الدولة، ومن ذلك الحملة الوطنية الأمنية لمكافحة المخدرات التي تم تنفيذها، والجهود الوقائية والتوعوية، والجهود الإعلامية المصاحبة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
إزدهار جمعة الأفضل، والأسوأ همو
إزدهار جمعة الأفضل، والأسوأ همو
خالد فضل
في تقريره الأخير أمام مجلس الأمن الدولي، أشاد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بالعاملين السودانيين/ات في غرف الطوارئ، إنهم مثال ملهم للعمل الإنساني الشعبي (عبر عملهم يظهرون وجهاً آخر للسودان؛ أفضل ما في الإنسانية في بلد يعاني من أسوأ ما فيها).
والأستاذة المحامية إزدهار جمعة سعيد، المدافعة عن حقوق الإنسان، تعتبر بحق من النساء الملهمات في بلادنا، تظهر أفضل ما في مجتمعنا من قيم الإنسانية والمروة، في بلد يمارس فيه قادة الحرب ومؤججوها (أسوأ) ما في الإنسانية من مخازي. فهي تتولى منسق مبادرة عون نازح التي أطلقتها عقب اندلاع الحرب ونشطت في تقديم الغذاء والكساء للنازحين بدور الإيواء بمدينتي مروي وكريمة بالولاية الشمالية، فضلاً عن أنها- بحسب بيان من هيئة محامي دارفور- قامت بتقديم العون القانوني للعديد من أبناء دارفور الذين تأثروا بالقبض الجزافي استناداً على قانون الوجوه الغريبة، وأصدرت توضيحات بشأن الإنتهاكات الجسيمة التي تقع عليهم في الشوارع والأكشاك ودور النيابة والقضاء.
كنت قد لحظت وجود طفل رضيع، لا أذكر بالضبط إن كان بنتاً أو ولداً، تهدهده شابة، وتحنو عليه، وهي تجلس قرب المكان المعد لتناول الوجبات في صالة نياكوري بمدينة جوبا في العام 2008م، بعد قليل حضرت الأم، سيدة شابة جميلة وأنيقة ويزينها التوب حشمة، حسناً وبهاء، حملت الرضيع وانتحت به جانباً، تذكرت مقطعاً لصديقنا أيوب مصطفى في وانجا المرأة التي صوبت فاكهتها نحو الفرح وأدهشت الفصول بموسمين:
سبحانك امرأة فارعة كالنجمة
رائعة الجدل والضحكات
صادقة الفكرة والخطوات
تنتمي لقبيلة النساء الجميلات
قلت لنفسي؛ لازم أعرف من هي تلك المرأة المناضلة ؟ وبالفعل تعرفت عليها، إزدهار جمعة؛ عضو المؤتمر القومي الثاني للحركة الشعبية لتحرير السودان عن ولاية الشمالية. كانت شقيقتها الأصغر برفقتها للإعتناء بالرضيع أثناء إنهماك الأم في العمل الوطني الكبير، ولا غرو أن كانت إزدهار وعداً لإزدهار السودان الجديد القائم على أسس المواطنة حقوقاً وواجبات دون تمييز، وقد شغلت موقع رئيسة الكتلة البرلمانية للحركة الشعبية في تشريعي الشمالية، ثم وزيرة للحكم المحلي في ذات الولاية، وكانت مرشحة لمنصب الوالي في سباق الإنتخابات 2010م، مثل رفيقتها سلوى آدم بنية في ولاية القضارف، قبل أن تقرر الحركة الشعبية سحب جميع مرشحيها في الولايات الشمالية عدا المنطقتين المشمولتين ببرتوكول خاص- جنوب كردفان والنيل الأزرق- وكذلك سحب مرشحها للرئاسة ياسر عرمان. ثم دارت السنوات، وجرت وقائع وأحداث، غادر فيها الجنوب الوطن الأم المثقل بالآلام، وعاد السودان سيرته القديمة العقيمة بعد فجّة الأمل القصيرة (2019- 2021م)، قبل أن تدهمه الطامة الكبرى بحلول 15 أبريل 2023م. وإذ ما تزال الأستاذة سلوى ضمن الطاقم الحكومي في السلطة التي يهيمن عليها الجيش، تشغل وظيفة مفوض العون الإنساني في بورتسودان؛ تلك المفوضية المتهمة من جهات عديدة محلية ودولية بعرقلة العمل الإنساني وجهود إغاثة المنكوبين!!.
لتأتي أخبار الأيام الفائتة بما يفطر القلب وجعاً، وتنتشر صورة صادمة لما لحق بالأستاذة إزدهار من أذى جسدي، وأضعافه المضاعفة من الأذى المعنوي دون شك، وبحسب ما متداول عبر وسائط التواصل الإجتماعي، فإن ضابطاً في الشرطة هو المعتدي رفقة أفراد آخرين من شرطته، في عملية إجرامية من عمليات أفلام الآكشن التي تنفذها العصابات على خلفية بلاغ بطلب رشوة من أحد المتهمين. وستظل هذه الرواية المتداولة صحيحة في تقديري ما لم يتم إجراء تحقيق مهني شفاف وشامل ومحايد يكشف الحقائق. وهو الأمر المستبعد إن لم يك مستحيلاً في الظروف التي نعيشها في سودان المليشيات وهيمنة عناصر العهد المباد وأعوانهم من عتاة المشتبهين بإرتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بسجلّهم الدموي المخزي من أيام حروب الإبادة والتطهير العرقي في دارفور وجبال النوبة إلى قتل المتظاهرين السلميين في الخرطوم وبورتسودان وكجبار وسوح الجامعات وترعة الجزيرة وصولاً إلى أرتال شهداء ثورة ديسمبر ومجزرة فض الاعتصام، وقتل الثوار عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021م وحتى إشعال حرب 15 أبريل 2023م التي فاقت حدود الوحشية بمراحل، وكان من ضحاياهم المباشرين نفر كريم من ذوي المروءة والشهامة في غرف الاستجابة الطارئة، ومنظمات عون النازحين والمشردين، وإزدهار ضمن تلك الكوكبة الرفيعة، غض الطرف عن موقعها السياسي الآن ضمن فصائل الحركة الشعبية التي تناسلت، كإرث (خلافي) سوداني أصيل.
كامل التضامن مع الأستاذة إزدهار وأسرتها وزملائها/تها في مختلف أرجاء السودان وفي مختلف أوجه العمل المدني المثابر؛ وهم يواجهون بعزيمة وإصرار مهمتهم النبيلة دفاعاً عن حقوق الإنسان في بلد (يظهر قادته أسوأ ما في الإنسانية من خيبات) ودعواتنا لها بعاجل الشفاء.
الوسومإزدهار جمعة الحركة الشعبية السودان الشمالية القضارف بورتسودان جنوب السودان حرب 15 ابريل 2023م خالد فضل سلوى آدم بنية فض الاعتصام ياسر عرمان