الخليج الجديد:
2024-12-24@13:45:15 GMT

تحوّلات الرأي العام العربي بعد 7 أكتوبر

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

تحوّلات الرأي العام العربي بعد 7 أكتوبر

تحوّلات الرأي العام العربي بعد 7 أكتوبر

عودة الزخم الشعبي والوجداني والرمزي والسياسي لقضية الفلسطينية، والتأكيد من الجميع (نحو 92% من العينة).

ذهبت خطاباتٌ عربية عديدة إلى استبدال البعد السياسي الحقوقي للفلسطينيين بمصطلحات من قبيل "تحسين حياة الفلسطينيين".

أكّد ثلثا الشارع العربي التضامن مع شعب فلسطين وحماس وهي نسبة كبيرة جداً لقوى إسلامية سياسية مقارنة برصيد الأنظمة العربية لدى الرأي العام العربي!

انهيار كبير لصورة أميركا بالشارع العربي، وتحميليها مسؤولية دعم مجازر إسرائيل في غزّة، مما يقفز بها في منظور الشارع إلى العدو رقم 1، قبل إسرائيل التي تصبح العدو رقم 2.

انتهت نظرية الإدارة الأميركية وحكومات عربية حول عدم مركزية قضية فلسطين وإمكانية التطبيع وإقامة علاقات إقليمية بين إسرائيل والدول العربية دون قيام دولة فلسطينية.

تتمتع حركة حماس بأغلبية مريحة وكبيرة في الشارع العربي، إذ تعتبر الأغلبية المطلقة الكبيرة أنّ عملية طوفان الأقصى مشروعة بنسبة 67%، بينما رآها آخرون مشروعة وشابتها أخطاء 19%.

* * *

يزخر الاستطلاع الذي أشهره أخيراً المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالمؤشرات والدلالات السياسية المهمة. ووصلت عينة الاستطلاع إلى ثمانية آلاف مستجيب، وشمل 16 دولة عربية؛ دول الخليج (باستثناء الإمارات والبحرين)، واليمن، والمشرق العربي (الأردن، العراق، لبنان، الضفة الغربية)، باستثناء سورية، ودول شمال أفريقيا (مصر، السودان، ليبيا، الجزائر، تونس، المغرب، موريتانيا).

أبرز النتائج والدلالات التي يمكن الخروج بها من الاستطلاع، وترتبط بتحوّلات مهمّة ونوعية في اتجاهات الشارع العربي:

المسألة الأولى، عودة الزخم الشعبي والوجداني والرمزي والسياسي لقضية الفلسطينية، والتأكيد من الجميع (بما يصل إلى 92% من العينة)، وهو التحوّل المهم في موقف الشارع في دول مثل السعودية والمغرب ومصر، إذ تظهر الأرقام تغيّرات مهمة عن السنوات السابقة، ولم يُخف 97% من المستجيبين أنّهم يشعرون بضغط نفسي نتيجة الحرب على غزّة.

تتمثل أهمية هذه الدلالة في انتهاء النظرية التي روّجتها الإدارة الأميركية وحكومات عديدة من عدم مركزية القضية الفلسطينية، وإمكانية التطبيع وإقامة العلاقات الإقليمية بين إسرائيل والدول العربية، من دون اشتراط قيام دولة فلسطينية.

بل ذهبت خطاباتٌ عربية عديدة إلى استبدال البعد السياسي الحقوقي للفلسطينيين بمصطلحات من قبيل "تحسين حياة الفلسطينيين"، والاهتمام تماشياً مع مقاربة إدارة الرئيس جوزيف بايدين قبل الحرب بالتركيز على الجوانب الاقتصادية واليومية (المَيكرو) على حساب الملفّات الرئيسية، وقد سقطت هذه المقاربة، حتى أميركياً.

ويتأكّد انهيارها مع الاستطلاع الحالي الذي يعيد التأكيد على المركزية الكبيرة والجوهرية للقضية الفلسطينية في مواقف الرأي العام العربي واتجاهاته.

تتمثل المسألة الثانية بالانهيار الكبير في صورة أمريكا لدى الشارع العربي، ومن الواضح أنّ هنالك تحميلاً لها مسؤولية دعم المجازر الإسرائيلية في غزّة، وهو ما يقفز بها في منظور الشارع إلى العدو رقم 1، حتى قبل إسرائيل التي تصبح العدو رقم 2.

وسينعكس هذا التحوّل الكبير بالضرورة على مستويات متعدّدة، في مقدّمتها الأمني، ويردّ الاعتبار لمقاربة القاعدة التي تحمّل الإدارة الأميركية مسؤولية الكوارث في العالم العربي، وينسجم مع مقاربة إيران التقليدية.

ولعلّ الخطأ الفادح الذي ارتكبته الإدارة الأميركية بتبنّي السردية الإسرائيلية لدعشنة حركة حماس (وهو ما رفضه بشكل قاطع وبنسبة كبيرة جداً الشارع العربي في الاستطلاع الحالي)، ما يجعلها في حالة صدام وعداء مع النسبة الكبيرة من الشارع العربي (محور الممانعة، الإسلام السياسي السنّي، الجهاديون)، ما ينسف كل الجهود الأميركية التي بذلت بعد "11 سبتمبر" (2001) تحت عنوان "كسب القلوب والعقول"، وتأسّست برامج الديبلوماسية العامة عليها!

المسألة الثالثة هي الموقف من إيران وتركيا، وهنالك تغيّرات ملحوظة، مقارنة باستطلاعات عديدة شهدناها، بخاصة منذ الربيع العربي 2011، إذ يبدو الموقف التركي في تراجع مستمرّ في منظور الشارع العربي، وانتقل من موقفٍ يحظى بإعجاب شديد من الجماهير العربية، ويتمتع خلاله الرئيس رجب طيب أردوغان بشعبية كبيرة، إلى موقف جدلي بامتياز، ويصفه أكثر من النصف بالسلبي.

في المقابل، يتحوّل الاتجاه الشعبي نحو الموقف الإيراني من اتجاه سلبي كبير (بعد الربيع العربي، إذ وصلت نسبة من يعتقدون أن إيران أحد مصادر التهديد للمنطقة، بعد الربيع العربي إلى أغلبية كبيرة، بوصفها العدو الثاني بعد إسرائيل) إلى أن تراه نصف العيّنة إيجابياً، بينما لم تعد الغالبية العظمى من الرأي العام العربي ترى إيران من مصادر التهديد الإقليمي.

الدلالة الأخيرة أنّ هنالك أغلبية مريحة وكبيرة تتمتع بها حركة حماس في الشارع العربي، إذ تعتبر الأغلبية المطلقة الكبيرة أنّ عملية طوفان الأقصى مشروعة بنسبة 67%، بينما رآها آخرون مشروعة وشابتها أخطاء 19%، كما أكّد ما يقارب ثلثي الشارع العربي أنّهم يتضامنون مع الشعب الفلسطيني و"حماس"، وهي نسبة كبيرة جداً لقوى إسلامية سياسية، مقارنة بالرصيد الذي تمتلكه الأنظمة العربية في ميزان الرأي العام العربي!

*د. محمد أبورمان باحث في الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي، وزير أردني سابق.

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين حماس تحولات إيران تركيا أميركا إسرائيل 7 أكتوبر الرأي العام العربي طوفان الأقصى الأنظمة العربية الرأی العام العربی الإدارة الأمیرکیة الشارع العربی العدو رقم

إقرأ أيضاً:

أسعار الذهب ترتفع قليلاً مع تأهب المستثمرين لخفض أسعار الفائدة الأميركية

ارتفعت أسعار الذهب بشكل طفيف اليوم الثلاثاء، في ظل توقعات المستثمرين بمسار أقل حدة لخفض أسعار الفائدة الأميركية في العام المقبل، وذلك في أسبوع تداول قصير بسبب العطلات.

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 20 جنيهًا تراجعًا في أسعار الذهب في منتصف تعاملات اليوم بعد الانخفاض.. سعر الذهب اليوم الإثنين 23 ديسمبر 2024

 

سجل الذهب في المعاملات الفورية زيادة بنسبة 0.1% ليصل إلى 2616.13 دولار للأونصة، بينما استقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 2629.80 دولار للأونصة.

ومن المتوقع أن تشهد أحجام التداول انخفاضًا مع اقتراب نهاية العام. ويركز المستثمرون حاليًا على توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن خفض أسعار الفائدة في 2025. ورغم أن البنك المركزي الأميركي خفض أسعار الفائدة في ديسمبر بعد فترة من الرفع الحاد، إلا أنه أشار إلى تخفيضات أقل في العام المقبل.

ارتفاع أسعار الذهب وسط توقعات بتيسير نقدي في 2025 وتأثيرات الرسوم الجمركية

تواصل أسعار الذهب ارتفاعها الطفيف، حيث يترقب المستثمرون التوجهات المستقبلية لأسعار الفائدة الأميركية، التي قد تؤثر بشكل كبير على جاذبية المعدن النفيس. ومع ارتفاع أسعار الفائدة، يتراجع الإقبال على الذهب الذي لا يدر عوائد، لكن بيانات التضخم الأميركية التي صدرت يوم الجمعة قد خففت بعض المخاوف بشأن تسارع وتيرة الخفض في أسعار الفائدة، مما يجعل الأسواق تتوقع تخفيضات محدودة في عام 2025 بنحو 35 نقطة أساس.

السياسة التجارية وتأثير الرسوم الجمركية

وفي هذا السياق، قال كلفن وونغ، كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى أواندا، إن الأسواق تترقب سياسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية، وكيفية رد فعل الشركاء التجاريين على هذه السياسات. وأشار وونغ إلى أن الرسوم التجارية قد تكون وسيلة للتفاوض، وإذا اختار الشركاء التجاريون الرد عليها بعقوبات ضد المنتجات الأميركية، فقد يؤدي ذلك إلى تقلبات في الأسواق وارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن.

أداء الذهب والمعادن النفيسة

وارتفع الذهب هذا العام، حيث سجل زيادات عدة مرات ليصل إلى مستويات قياسية، بزيادة بلغت نحو 27% حتى الآن، ليحقق أفضل أداء سنوي له منذ عام 2010، بدعم من عمليات شراء قوية من البنوك المركزية، فضلاً عن التوترات الجيوسياسية والسياسات النقدية التيسيرية من البنوك الكبرى.

وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة بنسبة 0.1% إلى 29.68 دولار للأوقية، وزاد البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 934.51 دولار. إلا أن البلاتين شهد انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 938 دولارًا للأوقية.

مقالات مشابهة

  • الدولار يحافظ على قوته مع استمرار هيمنة توقعات الفائدة الأميركية
  • أسعار الذهب ترتفع قليلاً مع تأهب المستثمرين لخفض أسعار الفائدة الأميركية
  • هذه هي كلمة العام في تركيا
  • مفاجأة كبيرة في الاستطلاع الأخير حول الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة
  • تعرف على المدن التركية ذات أعلى معدلات الذكاء 
  • نزوح أعداد كبيرة من المواطنين بالأحياء السكنية التي غمرتها المياه بالجزيرة أبا
  • شاهد | ردود فعل الشارع العربي على المواقف اليمنية الشعبية والعسكرية
  • حصاد 2024.. تشريعات شغلت الرأي العام تنتظر تأشيرة البرلمان
  • حصاد 2024| «سفاح التجمع» و«طفل شبرا الخيمة».. أبشع 8 جرائم قتل شغلت الرأي العام (فيديوهات وصور)
  • ما قصة والد الطفلة إقبال والنوادي الليلية التي أصبحت حديث الشارع التركي؟