الخليج الجديد:
2025-03-04@17:05:05 GMT

تحوّلات الرأي العام العربي بعد 7 أكتوبر

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

تحوّلات الرأي العام العربي بعد 7 أكتوبر

تحوّلات الرأي العام العربي بعد 7 أكتوبر

عودة الزخم الشعبي والوجداني والرمزي والسياسي لقضية الفلسطينية، والتأكيد من الجميع (نحو 92% من العينة).

ذهبت خطاباتٌ عربية عديدة إلى استبدال البعد السياسي الحقوقي للفلسطينيين بمصطلحات من قبيل "تحسين حياة الفلسطينيين".

أكّد ثلثا الشارع العربي التضامن مع شعب فلسطين وحماس وهي نسبة كبيرة جداً لقوى إسلامية سياسية مقارنة برصيد الأنظمة العربية لدى الرأي العام العربي!

انهيار كبير لصورة أميركا بالشارع العربي، وتحميليها مسؤولية دعم مجازر إسرائيل في غزّة، مما يقفز بها في منظور الشارع إلى العدو رقم 1، قبل إسرائيل التي تصبح العدو رقم 2.

انتهت نظرية الإدارة الأميركية وحكومات عربية حول عدم مركزية قضية فلسطين وإمكانية التطبيع وإقامة علاقات إقليمية بين إسرائيل والدول العربية دون قيام دولة فلسطينية.

تتمتع حركة حماس بأغلبية مريحة وكبيرة في الشارع العربي، إذ تعتبر الأغلبية المطلقة الكبيرة أنّ عملية طوفان الأقصى مشروعة بنسبة 67%، بينما رآها آخرون مشروعة وشابتها أخطاء 19%.

* * *

يزخر الاستطلاع الذي أشهره أخيراً المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالمؤشرات والدلالات السياسية المهمة. ووصلت عينة الاستطلاع إلى ثمانية آلاف مستجيب، وشمل 16 دولة عربية؛ دول الخليج (باستثناء الإمارات والبحرين)، واليمن، والمشرق العربي (الأردن، العراق، لبنان، الضفة الغربية)، باستثناء سورية، ودول شمال أفريقيا (مصر، السودان، ليبيا، الجزائر، تونس، المغرب، موريتانيا).

أبرز النتائج والدلالات التي يمكن الخروج بها من الاستطلاع، وترتبط بتحوّلات مهمّة ونوعية في اتجاهات الشارع العربي:

المسألة الأولى، عودة الزخم الشعبي والوجداني والرمزي والسياسي لقضية الفلسطينية، والتأكيد من الجميع (بما يصل إلى 92% من العينة)، وهو التحوّل المهم في موقف الشارع في دول مثل السعودية والمغرب ومصر، إذ تظهر الأرقام تغيّرات مهمة عن السنوات السابقة، ولم يُخف 97% من المستجيبين أنّهم يشعرون بضغط نفسي نتيجة الحرب على غزّة.

تتمثل أهمية هذه الدلالة في انتهاء النظرية التي روّجتها الإدارة الأميركية وحكومات عديدة من عدم مركزية القضية الفلسطينية، وإمكانية التطبيع وإقامة العلاقات الإقليمية بين إسرائيل والدول العربية، من دون اشتراط قيام دولة فلسطينية.

بل ذهبت خطاباتٌ عربية عديدة إلى استبدال البعد السياسي الحقوقي للفلسطينيين بمصطلحات من قبيل "تحسين حياة الفلسطينيين"، والاهتمام تماشياً مع مقاربة إدارة الرئيس جوزيف بايدين قبل الحرب بالتركيز على الجوانب الاقتصادية واليومية (المَيكرو) على حساب الملفّات الرئيسية، وقد سقطت هذه المقاربة، حتى أميركياً.

ويتأكّد انهيارها مع الاستطلاع الحالي الذي يعيد التأكيد على المركزية الكبيرة والجوهرية للقضية الفلسطينية في مواقف الرأي العام العربي واتجاهاته.

تتمثل المسألة الثانية بالانهيار الكبير في صورة أمريكا لدى الشارع العربي، ومن الواضح أنّ هنالك تحميلاً لها مسؤولية دعم المجازر الإسرائيلية في غزّة، وهو ما يقفز بها في منظور الشارع إلى العدو رقم 1، حتى قبل إسرائيل التي تصبح العدو رقم 2.

وسينعكس هذا التحوّل الكبير بالضرورة على مستويات متعدّدة، في مقدّمتها الأمني، ويردّ الاعتبار لمقاربة القاعدة التي تحمّل الإدارة الأميركية مسؤولية الكوارث في العالم العربي، وينسجم مع مقاربة إيران التقليدية.

ولعلّ الخطأ الفادح الذي ارتكبته الإدارة الأميركية بتبنّي السردية الإسرائيلية لدعشنة حركة حماس (وهو ما رفضه بشكل قاطع وبنسبة كبيرة جداً الشارع العربي في الاستطلاع الحالي)، ما يجعلها في حالة صدام وعداء مع النسبة الكبيرة من الشارع العربي (محور الممانعة، الإسلام السياسي السنّي، الجهاديون)، ما ينسف كل الجهود الأميركية التي بذلت بعد "11 سبتمبر" (2001) تحت عنوان "كسب القلوب والعقول"، وتأسّست برامج الديبلوماسية العامة عليها!

المسألة الثالثة هي الموقف من إيران وتركيا، وهنالك تغيّرات ملحوظة، مقارنة باستطلاعات عديدة شهدناها، بخاصة منذ الربيع العربي 2011، إذ يبدو الموقف التركي في تراجع مستمرّ في منظور الشارع العربي، وانتقل من موقفٍ يحظى بإعجاب شديد من الجماهير العربية، ويتمتع خلاله الرئيس رجب طيب أردوغان بشعبية كبيرة، إلى موقف جدلي بامتياز، ويصفه أكثر من النصف بالسلبي.

في المقابل، يتحوّل الاتجاه الشعبي نحو الموقف الإيراني من اتجاه سلبي كبير (بعد الربيع العربي، إذ وصلت نسبة من يعتقدون أن إيران أحد مصادر التهديد للمنطقة، بعد الربيع العربي إلى أغلبية كبيرة، بوصفها العدو الثاني بعد إسرائيل) إلى أن تراه نصف العيّنة إيجابياً، بينما لم تعد الغالبية العظمى من الرأي العام العربي ترى إيران من مصادر التهديد الإقليمي.

الدلالة الأخيرة أنّ هنالك أغلبية مريحة وكبيرة تتمتع بها حركة حماس في الشارع العربي، إذ تعتبر الأغلبية المطلقة الكبيرة أنّ عملية طوفان الأقصى مشروعة بنسبة 67%، بينما رآها آخرون مشروعة وشابتها أخطاء 19%، كما أكّد ما يقارب ثلثي الشارع العربي أنّهم يتضامنون مع الشعب الفلسطيني و"حماس"، وهي نسبة كبيرة جداً لقوى إسلامية سياسية، مقارنة بالرصيد الذي تمتلكه الأنظمة العربية في ميزان الرأي العام العربي!

*د. محمد أبورمان باحث في الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي، وزير أردني سابق.

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين حماس تحولات إيران تركيا أميركا إسرائيل 7 أكتوبر الرأي العام العربي طوفان الأقصى الأنظمة العربية الرأی العام العربی الإدارة الأمیرکیة الشارع العربی العدو رقم

إقرأ أيضاً:

برنامج الطروحات الحكومية.. فرص استثمارية كبيرة أمام شركات قطاع الأعمال

تستمر الحكومة في متابعة الإجراءات اللازمة لتنفيذ برنامج الطروحات الحكومية التي أعلنت عنه في وقت سابق من العام 2024، وأكدت أنه بحلول النصف الأول من العام الجاري ستشهد البورصة المصرية الطرح القادم لبعض الشركات الوطنية تلي طرح بنك المصرف المتحد، انطلاقًا من الاقتناع التام بأهمية استدامة هذا البرنامج الوطني لتحقيق مستهدفات الدولة.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن هناك فرص استثمارية كبيرة أمام شركات قطاع الأعمال العام للاستثمار في الشركات التي سيتم طرحها ضمن برنامج الطروحات الحكومية سواء في البورصة المصرية أو لمستثمر استراتيجي، وذلك خلال اجتماع أُجرى اليوم في رئاسة مجلس الوزراء للوقوف على مستجدات الموقف التنفيذي لملف برنامج الطروحات الحكومية.

وأوضح مدبولي خلال الاجتماع أن أصحاب القرار في الدولة حاليا يتابعون عن كثب الإجراءات الخاصة بعمليات التنسيق مع المؤسسات الخاصة للحصول على الدعم الفني اللازم لاستكمال عملية الطروحات وزيادة مستويات التزامها بمعايير الشفافية والحوكمة، وبما يضمن الحياد التنافسي، بهدف تعظيم العائد على الأصول المملوكة للدولة.

البورصة المصرية تشهد طروحات حكومية قادمة

وفي سياق متصل، أكد محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، أن الاجتماع الحكومي الذي تم إجراؤه اليوم مع عدد الوزراء تناول الموقف الحالي لملف برنامج الطروحات الحكومية، حيث تم استعراض ما تم طرحه حتى الآن، وكذا المتوقع طرحه خلال هذا العام، بالإضافة إلى الجاري تجهيزه للطرح في عدد من القطاعات.

اقرأ أيضاًمدبولي: برنامج الطروحات الحكومية كان جزءا من النقاشات مع صندوق النقد الدولي

مدبولي يتابع إجراءات طرح «صافي» و«وطنية» ضمن برنامج الطروحات الحكومية

رئيس الوزراء يتابع مستجدات موقف تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية

مقالات مشابهة

  • مصر أكتوبر: القمة الطارئة فرصة ذهبية لتوحيد الموقف العربي ضد مخطط التهجير
  • مصر أكتوبر: القمة الطارئة فرصة ذهبية لتوحيد الموقف العربي ضد مخطط التهجير
  • وزير خارجية إسرائيل: لن نسمح بتكرار هجوم 7 أكتوبر
  • «سوق السفر العربي» ينطلق في دبي 28 أبريل المقبل
  • برنامج الطروحات الحكومية.. فرص استثمارية كبيرة أمام شركات قطاع الأعمال
  • أستاذ علوم سياسية: الرأي العام العالمي يتفق مع الموقف العربي تجاه حل الدولتين
  • الأمن الإيراني يضبط شحنة كبيرة من الأسلحة المهربة في مدينة زاهدان
  • إسرائيل اليوم: 15 دقيقة حسمت مصير ناحال عوز يوم السابع من أكتوبر
  • مدير أمن بنغازي الكبرى يتفقد نقاط غرفة انضباط الشارع العام
  • مقتل طفلة تونسية بعد اختطافها جريمة تهزّ الرأي العام