لسنا أحياء.. أصوات من غزة بعد 100 يوم من الحرب
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
بعد 100 يوم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يجمع سكانه بكافة مراحلهم العمرية على أنهم لم يعيشوا أهوالا وآلاما مثل ما جلبته هذه الحرب المدمرة، حيث مرت ثقيلة عليهم كأنها 100 عام أو أكثر، شهدوا فيها القتل بأشكاله المختلفة، وتغيرت فيها جميع ملامح الحياة ومجرياتها.
ولا تزال أصوات الألم تتردد في مختلف نواحي القطاع صادرة عن مصابين يتزايد عددهم متجاوزا 60 ألفا، كما تعلو آهات أهالي الشهداء الذين فاقت أعدادهم 23 ألفا، في حين تكرر النزوح من مدرسة إلى خيمة ثم ساحة أو شارع، ولم تتوقف أصوات القصف الجالبة للخوف والقتل حتى اللحظة.
وفي حديثه للجزيرة، قال أحد النازحين، تجاوز عمره الستين، إن هذه الأيام المئة كانت الأصعب في حياة أهالي القطاع كلهم بما جلبته من تشرد وخوف وجوع وبرد وفقد لأعز الأهل والأحباب.
في حين قالت نازحة أخرى، إنه بعد مرور 100 يوم لا تعتبر نفسها وأهالي القطاع أحياء، بل مجرد أجساد تتنفس، حيث لا يمكن اعتبار ما يعيشونه من تشرد وحرمان وعدم أمان حتى في مراكز اللجوء حياة.
كأنها 100 عامبينما قال أحد الصحفيين، "عشنا 100 يوم من الحرب مرت علينا وكأنها مئة عام إن لم يكن أكثر، تغيرت كل ملامح الحياة، ونحن من نزوح إلى نزوح".
فيما قال مراسل ومدير مكتب "العربي الجديد" في غزة ضياء الكحلوت، إن أقسى الأيام التي عاشها خلال المئة يوم، أيام الاعتقال الـ33، التي تغيب فيها عن أسرته، مضيفا بأنه في كل لحظة من لحظات هذه الأيام يمكن أن يصبح أي من أهالي غزة رقما من الضحايا الشهداء أو مصابا بإصابة خطيرة.
بينما يشير محمد حمدان أبو حطب وهو مغسل بأحد مستشفيات القطاع إلى أن ما شهدوه خلال هذه الأيام غير مسبوق، حيث آلاف الشهداء من كل الأعمار والهيئات والفئات، وجثامين أشلاء وممزقة.
وضمن ما عبر به بعض أهالي غزة عن أحوالهم بعد 100 يوم من الحرب أنه "لم يظل شيء يستحق في الحياة"، و"بات الناس غير قادرين على مجرد الحلم بغد أفضل".
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى أمس السبت أكثر من 23 ألف شهيد ونحو 60 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: یوم من الحرب
إقرأ أيضاً:
«الأونروا»: بعد 470 يوماً سمعنا أصوات الأطفال بدلاً من القصف
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلة 350 ألف طن نفايات تهدد بكارثة إنسانية في غزة غوتيريش: ضم الضفة الغربية «انتهاك صارخ» للقانون الدوليقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فيليب لازاريني، إن اليوم الأول من وقف إطلاق النار في غزة مضى بشكل جيد، وإن المساعدات وبعض الإمدادات التجارية بدأت في التدفق بسلاسة إلى القطاع.
وأضاف لازاريني، في منشور على منصة «إكس» أمس: «بعد أكثر من 470 يوماً، سمع سكان غزة أصوات الأطفال يلعبون بدلاً من أصوات القصف والغارات الجوية».
وشدد على أن «وقف إطلاق النار يجب أن يستمر مع تنفيذ جميع عناصر الاتفاق، وتلك خطوة في الاتجاه الصحيح نحو السلام والاستقرار الدائمين للجميع».
وفي السياق، دعت ماريانا سبولياريتش، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جميع الأطراف إلى مواصلة التقيد بالتزاماتها لضمان إمكانية تنفيذ عمليات تبادل الرهائن والأسرى وفق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بأمان.
وشددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، أمس، على وجوب أن تلتزم الأطراف بالقانون الدولي الإنساني في جميع الأوقات، بما في ذلك في أثناء عمليات إطلاق السراح، حيث يشمل ذلك الحرص الدائم على حماية المدنيين والمرافق الطبية والعاملين في المجال الطبي.
وقالت «إن تيسيرها إطلاق سراح ثلاثة رهائن ونقلهم من غزة، وإطلاق سراح 90 أسيراً فلسطينياً هو مثال قوي على الكيفية التي يمكن أن يسهم بها دور اللجنة كجهة محايدة في إنقاذ الأرواح وتغيير حياة الناس».