موقع النيلين:
2024-12-24@03:37:36 GMT

كتب ذابت مع الزمن..

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT


نشطت حركة الترجمة الحديثة من اللغة الصينية إلى العربية في الستينات من القرن العشرين، وتوسع هذا النشاط الترجماني في سبعينات القرن العشرين، وبالطبع، كانت وراء حركة الترجمة هذه مؤسسات الدولة الصينية، ثم، لا يخفى على أحد الدوافع الايديولوجية بالدرجة الأولى لهذه الترجمة المنظّمة آنذاك، والتي كانت توازيها حركة ترجمة أخرى من الروسية إلى العربية وكانت لها أيضاً الدوافع الايديولوجية نفسها.

.انطفأت هذه الترجمة المنظّمة عند انهيار الاتحاد السوڤيتي، وما عاد للترجمة من هذا النوع أي أثر ثقافي أدبي حين انسحبت المؤسسات الرسمية الصينية والروسية من مشاريعها الترجمانية هذه بعد حقيقة اللّاجدوى الايديولوجية والسياسية منها.

تستطيع القول في ضوء ذلك إن كل مشروع ترجمة يرتبط بوظائف سياسية عقائدية موجّهة وذات هدف دعائي نفعي إنما مصيره إلى الانطفاء، ومن ناحية عملية.. من بوسعه الآن أن يعود إلى قراءة الكتب التي كانت تصدر عن دار التقدم في موسكو، ودار النشر باللغات الأجنبية في بكين، وكانت منتظمة الصدور في الستينات والسبعينات من القرن العشرين وبطباعة مهنية أصيلة، بل، إن كتب دور النشر الصينية والروسية في بداية النصف الثاني من القرن العشرين كانت أكثر جودة من الكتب الصادرة عن دور النشر العربية آنذاك .الورق، الأغلفة، متانة وقوة الكتاب المطبوع، والحرف، والترجمة، والتوزيع.. كلّها كانت في الاعتبار تماماً بالنسبة لتلك الدور الايديولوجية..

وكل هذه المنظومة المهنية سوف تنطفئ مع انهيار المؤسسات التي كانت تقف وراء هذه المنظومة..بكلمة ثانية، إن المشاريع النشرية والترجمانية من هذا النوع لا عمر ولا حياة لها، لسبب بسيط، وهو أنها مشاريع دعاية وإعلام موجّه.لن يضع القارئ العربي الموضوعي علامة إكس على تلك الكتب الجيدة الصنع والنشر، ولن يشطب بجرة قلم على كل ذلك الورق المحبّر والمغلّف بقوة، كما لو أن دور النشر آنذاك كانت تحكم الغلاف على الأفكار.. لكي لا تتبدّد هذه الأفكار في الهواء..ولكن، ما جرى أن الكثير من ذلك الفكر المؤدلج قد تبدّد ، وإذا قرأت اليوم أدبيات الجمال عند المنظرين الروس، فإنك ستضحك على الكثير من النظريات الأحادية الرؤية والتي تخدم كلها المؤسسة الايديولوجية.

لدّي مما نجا من دعاية تلك المؤسسة كتاب صغير بعنوان «لا تخافوا الأشباح» صدر في بكين، وموجّه بشكل عام للأطفال والفتيان، مزوّد برسوم رائعة بريشة الفنان الصيني (تشنغ شي فا).
إذا استطعت عد لهذا الكتاب القديم.. سوف تستمتع بالرسوم أكثر من استمتاعك بالنصوص.. المملوءة بالأشباح!!

يوسف أبولوز – صحيفة الخليج

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: القرن العشرین

إقرأ أيضاً:

انعقاد مجلس الحديث العشرين لقراءة صحيح البخاري بمسجد الحسين

شهد مسجد الإمام الحسين، اليوم الأحد، انعقاد مجلس الحديث العشرين، لقراءة صحيح الإمام البخاري بالإسناد المتصل، وذلك برعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

وشارك في المجلس مجموعة من علماء الحديث الشريف؛ إذ تولى القراءة الدكتور صبحي عبد الفتاح ربيع من أول باب «استعانة اليد في الصلاة» إلى نهاية باب «إذا انفلتت الدابة في الصلاة»، والدكتور عبد الرحمن رمضان عبد المجيد من أول باب «ما يجوز من البصاق» إلى نهاية باب «إذا كلم وهو يصلي فأشار بيده» والدكتور محمد عبد الفتاح الدسوقي من أول باب «الإشارة في الصلاة» إلى نهاية باب «غسل الميت ووضوئه».

تعزيز الفهم الصحيح للسنة وربط طلبة العلم بعلوم الحديث

تأتي هذه المجالس الحديثية في إطار جهود وزارة الأوقاف، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية؛ لخدمة السنة النبوية الشريفة من خلال قراءة «صحيح الإمام البخاري» بسند متصل؛ بهدف تعزيز الفهم الصحيح للسنة وربط طلبة العلم بعلوم الحديث الشريف؛ بما يؤكد المنهج الأزهري الوسطي المعتدل.

مقالات مشابهة

  • انعقاد مجلس الحديث العشرين لقراءة صحيح البخاري بمسجد الحسين
  • توصيات المؤتمر العشرين لقسم جراحة التجميل بكلية طب عين شمس
  • رشحتها جريدة "إندبندنت" لجائزة أفضل رواية!
  • إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية.. فيديو
  • سوق الغزل.. رحلة عبر الزمن ومزيج من التراث والتجارة في قلب بغداد
  • جودة الترجمة "السمع-بصرية".. بين عين الخبير ونظرة المشاهد
  • (عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني
  • منى زكي درة تاج مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
  • جودة الترجمة السمع بصرية.. بين عين الخبير ونظرة المشاهد
  • ملتقى القراءة الدولي يكشف دور الترجمة في تعزيز التفاهم الثقافي