اتخذت أسواق المال الإيرانية،  اليوم الأحد 14 يناير/كانون الثاني الحالي -ثاني أيام الأسبوع- اتجاها سلبيا في أعقاب غارات مشتركة نفذتها الولايات المتحدة مع بريطانيا استهدفت مواقع عدة لجماعة الحوثي في اليمن بهدف ما تسميانه إضعاف قدرات الجماعة على شن هجمات في البحر الأحمر.

وبينما بدا أن سوق الدولار مستقر يوم الخميس الماضي، فإن التطورات في البحر الأحمر رفعت درجة التوتر في الشرق الأوسط لتبدأ العملة الأميركية في الارتفاع مرة أخرى في إيران.

تفاعل سلبي

وارتفع سعر الدولار الأحد في السوق المفتوحة ليصل إلى 52700 تومان للدولار الواحد، أي بارتفاع بنسبة 1.23% مقارنة بما كان عليه قبل يوم. كما أن أسعار الذهب والعملات المعدنية أخذت في الارتفاع إثر تداعيات الأحداث.

وبعد تزايد الصراع في البحر الأحمر وصل سعر أونصة الذهب الأحد إلى 2049 دولارا، بارتفاع 0.78% مقارنة باليومين السابقين وبدون تغيير مقارنة باليوم السابق.

كما تحولت جميع مؤشرات البورصة إلى اللون الأخضر، لكن معدل ارتفاع المؤشرات كان أقل من 1% يوم السبت.

وفي معاملات اليوم الأحد، واصلت بورصة طهران رحلة الصعود حيث وصل المؤشر إلى نحو 2.2 مليون نقطة بارتفاع 0.7% عن جلسة أمس السبت.

آرمان: هناك مخاوف من توسع التوتر في البحر الأحمر نحو الشرق وصولا إلى مضيق هرمز  (الجزيرة) اقتصاد تحت الحصار

أكد أستاذ الاقتصاد بهمن آرمان أن هذه الأحداث التي تجري في البحر الأحمر واليمن تؤثر مباشرة على اقتصاد إيران الذي يخضع للعقوبات والحصار وليس لديه علاقات مع اقتصاد دول صناعية وكبيرة غير الصين.

وقال في حديثه للجزيرة نت "لا شك أن ما يجري في المنطقة يزيد من صعوبات الاقتصاد الخاضع للعقوبات".

وأضاف أن "ما نشهده في ما يخص انخفاض سعر العملة الوطنية هو نتيجة لذلك، أي العدوان الأميركي-البريطاني على اليمن"، وفق تعبيره.

وعلى صعيد النفط، رأى آرمان أنه نظرا إلى أن إيران ليس لديها تجارة نفطية مع أوروبا (وتجارتها النفطية مع دول آسيا الشرقية فقط)، فلن تتأثر بشكل مباشر.

سعيديان: إذا ما استمر الهجوم على اليمن سينعكس على اقتصاد إيران بشكل كبير (الجزيرة)

واستدرك بالقول "هناك تأثير مهم وهو المساهمة في عزلة إيران أكثر من ذي قبل"، وتوقع أن يكون تأثير ما يقع في البحر الأحمر على النفط  قصير المدى.

وحذر آرمان من أن هناك مخاوف من أن تتوسع توترات البحر الأحمر وتصل إلى شرق البحر ثم إلى الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان وأطرافها.

مخاطر منهجية

من جانبه، قال أستاذ الاقتصاد آيزاك سعيديان إن البنك المركزي حاول خلال العام الماضي أن يتخذ سياسة تثبيت سعر العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، لكن هذه السياسة بدون خلفية عملية وعلمية لأنها تفتقر إلى الدعم من حيث إجمالي الناتج المحلي وسرعة النمو الاقتصادي في البلد.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أنه لا يوجد اقتصاد غير معرّض للمخاطر، لكن نظرا إلى أن الاقتصاد الإيراني كان يسيّر وفق سياسة مصطنعة  فإنه كان بانتظار أي محفز لعود العملة المحلية إلى الهبوط.

وأوضح سعيديان أن أحداثا مثل ما يجري في البحر الأحمر واليمن لا تحدد سعر العملة بل تدفعها (العملة) باتجاه سعرها الحقيقي أمام العملات الأجنبية.

وقال إنه إذا ما استمر القصف الأميركي-البريطاني على اليمن فإن ذلك سيؤثر بشكل أكبر على الاقتصاد الإيراني وسيسهم بانخفاض سعر العملة المحلية أكثر، نظرا لأزمات السيولة والتضخم والنمو الاقتصادي في البلاد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

كيف أثرت الحوادث البحرية في البحر الأحمر على السياحة في مصر؟

يُعد البحر الأحمر من أبرز الوجهات السياحية في مصر، حيث يشتهر بشعابه المرجانية الفريدة وتنوعه البحري الغني، مما يجعله محط اهتمام السياح من مختلف أنحاء العالم. 

ويُعتبر القطاع السياحي أحد الركائز الأساسية للاقتصاد المصري، إلا أن سلسلة من الحوادث البحرية وهجمات أسماك القرش في الآونة الأخيرة أثارت مخاوف متزايدة، خاصة مع وقوع عدد من الضحايا.  

في هذا السياق، شهدت سواحل البحر الأحمر عدة حوادث متفرقة، من بينها غرق الغواصة السياحية "سندباد" قرب الغردقة في آذار/ مارس 2025، ما أسفر عن مصرع ستة سياح روس، بينما تم إنقاذ 39 آخرين، وفتحت السلطات تحقيقًا في الحادث. 

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، انقلب المركب السياحي "سي ستوري" قبالة مرسى علم خلال رحلة غطس، ما أدى إلى غرق أربعة أشخاص وفقدان سبعة آخرين، فيما تم إنقاذ 33 شخصًا أصيبوا بجروح طفيفة. 

كذلك، اندلع حريق على متن المركب "هوريكين" شمالي مرسى علم في حزيران/ يونيو 2023، وأسفر عن وفاة ثلاثة سياح بريطانيين، بينما تم إنقاذ باقي الركاب وأفراد الطاقم.  


إلى جانب الحوادث البحرية، تزايدت هجمات أسماك القرش في المنطقة، حيث لقي سائح إيطالي مصرعه وأصيب آخر في مرسى علم في كانون الأول/ ديسمبر 2024.

كما تعرض مواطن روسي لهجوم قاتل من سمكة قرش قرب الغردقة في حزيران/ يونيو 2023، ما دفع السلطات إلى فرض حظر مؤقت على الأنشطة البحرية في عدة شواطئ. 

وفي تموز/ يوليو 2022، قُتلت امرأتان، نمساوية ورومانية، في هجومين منفصلين لأسماك القرش جنوب الغردقة، كما لقيت سائحة ألمانية مصرعها في هجوم مماثل خلال سباحتها في شرم الشيخ عام 2010.
  
وعلى صعيد آخر، أثرت الهجمات الإرهابية على السياحة في مصر، حيث كان أبرزها تحطم الطائرة الروسية "متروغيت 9268" في سيناء في تشرين الأول/ أكتوبر 2015، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 شخصًا. 


وأظهرت التحقيقات لاحقًا أن الحادث نجم عن انفجار عبوة ناسفة، وأعلن تنظيم "الدولة" مسؤوليته عنه، بينما أكدت السلطات المصرية أن الحادث كان يهدف إلى زعزعة السياحة والعلاقات مع روسيا.  

وفي الماضي، أضرت هذه الهجمات على السياحة في مصر، حيث قلّ عدد السائحين الذين يأتون لمشاهدة معالم سياحية خارج منطقة البحر الأحمر أيضا، مثل أهرامات الجيزة أو القيام برحلات بحرية في الأقصر وأسوان.

وبينما تتوقع الحكومة المصرية زيادة أعداد السائحين خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي، أثارت هذه الحوادث المخاوف بشأن تأثيرها على الحركة السياحية الوافدة من الخارج خصوصاً منتجعات البحر الأحمر.

ورغم هذه التحديات، تقول السلطات، إنها "تواصل جهودها لتعزيز السياحة، من خلال تأمين الوجهات السياحية، وتحسين إجراءات السلامة، وتعزيز الاستثمارات في القطاع، لضمان استمرار جذب السياح إلى معالمها الفريدة".

مقالات مشابهة

  • ترامب: قدرات الحوثيين التي يهددون بها السفن في البحر الأحمر يتم تدميرها
  • الحوثي: أسقطنا طائرة مسيرة أمريكية من طراز إم كيو - 9 في أجواء مأرب
  • إيران: حرس الثورة الإيراني يحتجزُ ناقلتي نفط أجنبيتين في الخليج
  • تحذيرات غربية لإدارة ترامب من تداعيات التصعيد في البحر الأحمر على الأمن الدولي
  • ترامب: الهجمات الأمريكية على الحوثيين ستستمر حتى يتوقف تهديدهم لحرية الملاحة
  • غارة أمريكية تقتل مدنيين في اليمن.. والحوثيون يردون بتكثيف الهجمات البحرية
  • عاجل | المرشد الإيراني: الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يهددان بمهاجمة إيران لكنهما سيتلقيان ردا قويا
  • محافظ البحر الأحمر يغادر المستشفى بعد تحسن حالته
  • كيف أثرت الحوادث البحرية في البحر الأحمر على السياحة في مصر؟
  • تحديد اسباب ارتفاع صادرات الغاز الإيراني إلى العراق