هجوم السابع من أكتوبر.. هل تلاعبت حماس بإسرائيل استخباراتيا؟
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
بعد 100 يوم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وضمن استعادة أحداثها ومنعطفاتها، تعود إلى الواجهة وقائع لا تزال تثير الكثير من الأسئلة والجدل على الساحة الإسرائيلية، وهي اللحظة الأولى لتلك الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والتي حظيت بإجماع إسرائيلي ودولي بأنها صورة لفشل استخباري وعسكري، لا تزال ملابساته ومآلاته غامضة.
فبعد أشهر من تفاخر ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الخرسانة المستخدمة لبناء الجدار الحدودي مع القطاع كافية لبناء طريق سريع من غزة إلى بلغاريا، تجاوز 1500 من مقاتلي كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الجدار بطائرات شراعية لا يتجاوز سعر الواحدة منها بضعة مئات الدولارات.
وبدأت العملية العسكرية المفاجئة التي قادتها حماس، وسمتها طوفان الأقصى بقصف آلاف الصواريخ على مدن غلاف غزة وصولا إلى تل أبيب ولتكسر صفارات الإنذار صمت القدس المحتلة، إيذانا ببدء حدث استثنائي في تاريخ إسرائيل الممتد لـ 75 عاما.
وبحسب كتائب القسام، فإن التعليمات لمقاتليها كانت مهاجمة غرفة عمليات غزة و أسر أكبر عدد من جنود الاحتلال، لكن الحركة تقول إنها تفاجأت من سرعة الانهيار الأمني في مدن غلاف غزة لتتسع رقعة الهجوم من البلدات والمستوطنات المتاخمة لحدود القطاع إلى ما هو أبعد.
فشل استخباراتيويرصد تقرير للجزيرة -أعد بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب على غزة- اتهامات الفشل لقيادة الاحتلال السياسية والعسكرية التي تلت ذلك الهجوم، وأبعاد عملية طوفان الأقصى وما إذا كانت حركة حماس قد تلاعبت بإسرائيل استخباراتيا.
فوفقا لصيحفة نيويورك تايمز، حصلت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قبل أكثر من عام على وثيقة سرية من 40 صفحة سميت بوثيقة "جدار أريحا" تتضمن خطة مفصلة لتنفيذ هجوم غير مسبوق ضد إسرائيل شبيه بهجوم 7 أكتوبر، وتتحدث عن وابل صواريخ وطائرات دون طيار، وعبور مقاتلين بمظلات وسيارات وسيرا على الأقدام.
وفي يوليو/تموز الماضي (قبل الهجوم بـ3 أشهر) حذرت مجندة من وحدة استخبارات النخبة 8200 من أن تدريبات عسكرية تجريها حماس على الحدود تحاكي خطة الهجوم التي تحدثت عنها وثيقة "جدار أريحا"، لكن تلك المعلومات قوبلت بأقل قدر من الاهتمام الأمني داخل أجهزة المخابرات والجيش.
ويحدد معهد الحروب الحديثة أسبابا 3 لفشل الاستخبارات الإسرائيلية في التنبؤ بهجوم السابع من أكتوبر، وهي الاستهانة بقدرات حماس وترسخ اعتقاد لديهم بأن تفوقهم العسكري قادر على صد أي هجوم، وإساءة فهم نوايا حماس المبيتة حيث أقنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه بأن حماس قد ردعت تماما بعد مواجهة 2021.
وتقول نيويورك تايمز إن فكرة قيام حماس بتنفيذ هجوم كانت مستبعدة تماما إلى حد أن مسؤولي المخابرات الإسرائيلية خفضوا التنصت على حركة الاتصالات اللاسلكية لحماس، وخلصوا إلى أن ذلك كان مضيعة للوقت، مشيرة إلى إن بعض ضباط وجنود فرقة غزة لم يعرفوا أنهم يتعرضون للهجوم إلا عندما دخل مقاتلو حماس إلى غرف نومهم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
قفزة في كلفة تأمين السفن بالبحر الأحمر مع استئناف هجمات الحوثيين
ارتفعت كلفة تأمين السفن المارة عبر البحر الأحمر بشكل حاد منذ استئناف الحوثيين هجماتهم على سفن تجارية، مما يهدد بتعطيل التجارة العالمية، حسبما نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن أكبر شركة وساطة تأمين في العالم.
وزادت أقساط التأمين المفروضة على مخاطر الحرب في الممر المائي بين أفريقيا وآسيا إلى ما يصل إلى 1% من القيمة الإجمالية للسفينة بحلول أمس، من حد أقصى بلغ 0.4% قبل هجوم يوم الأحد على سفينة شحن مملوكة لليونان.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 26 نقاط تشرح تغير موقف ترامب من الرسوم الجمركية والأطراف المتأثرةlist 2 of 2تطورات رسوم ترامب الجمركية تدفع النفط والذهب للتراجعend of list قفزةونقلت الصحيفة البريطانية عن رئيس قسم الشحن البحري في شركة مارش ماكلينان، ماركوس بيكر قوله إن هذا يعني أن كلفة التغطية التأمينية لسفينة بقيمة 100 مليون دولار قد ارتفعت من حوالي 300 ألف دولار للرحلة الواحدة إلى حوالي مليون دولار.
وأعقب الهجوم على سفينة ماجيك سيز، وهي ناقلة بضائع سائبة مملوكة لشركة ستيم شيبينغ اليونانية، يوم الاثنين هجوم آخر على سفينة إترنيتي سي، وهي ناقلة بضائع سائبة ترفع العلم الليبيري.
وقال بيكر: "ديناميكيات أسعار تأمين الشحن أغرب مما رأيته من قبل"، مشيرًا إلى أن الهجمات السابقة دفعت السفن إلى اتخاذ مسار أطول بالالتفاف حول رأس الرجاء الصالح.
وأضاف: "يبدو أن ثمة تصعيدًا سريعًا للغاية في نشاط الحوثيين. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأسعار أكثر إذا استمرت حركة الشحن في استخدام الممر (البحر الأحمر) لعبور السفن".
ويُعد البحر الأحمر أحد أهم نقاط التحكم التجارية في العالم، ومن شأن تصعيد الهجمات، بالإضافة إلى رفع تكاليف التأمين على السفن التجارية أن يُهدد بارتفاع أسعار النفط وتعطيل تدفق البضائع.
انتهاكات متكررةكان الهجوم على سفينة "ماجيك سيز" أول هجوم من نوعه يشنه الحوثيون منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وقالت الجماعة إن السفينة غرقت بعد تعرضها لهجوم بالنيران والقذائف الصاروخية والطائرات المسيرة البحرية.
إعلانوقال متحدث باسم الحوثيين في بيان نُشر على موقع إكس إن الهجوم جاء ردًا على "الانتهاكات المتكررة من قبل الشركة المالكة (للسفينة) لحظر دخول موانئ فلسطين المحتلة".
وتعرضت سفينة "إترنيتي سي"، التي تديرها شركة كوسموشيب اليونانية لإدارة السفن، لهجوم بطائرات مسيرة بحرية وقذائف صاروخية أُطلقت من زوارق سريعة مأهولة، وفق رويترز، التي أفادت بمقتل 3 بحارة.
ولم يعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هذا الهجوم.
وردًا على هجوم يوم الأحد على سفينة ماجيك سيز، الذي قال عنه الرئيس التنفيذي لشركة ستيم شيبينغ إنه "أرعب طاقمها"، أعلنت إسرائيل أنها ضربت "بقوة" أهدافًا مرتبطة بالحوثيين، بما في ذلك موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومحطة كهرباء.
واستهدفت إسرائيل سفينة "غالاكسي ليدر"، وهي ناقلة سيارات هاجمها الحوثيون واستولوا عليها في أول هجوم لهم على سفن تجارية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
وقال الجيش الإسرائيلي في منشور على موقع "إكس" إن السفينة "كانت مزودة بنظام رادار لتتبع السفن الدولية بحثًا عن عمليات إرهابية".