دعم كييف يعني انتحار أوروبا ببطء: مستقبل قاتم ينتظر أوكرانيا
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
حول انعكاس تقليص المساعدات الغربية لكييف على مستقبل أوكرانيا، والإفلاس الذي ينتظرها، كتب إيغور ياكونين وإيغور إسماعيلوف، في "كومسومولسكايا برافدا":
على هواء إذاعة "كومسومولسكايا برافدا" ناقشنا الموضوع الأوكراني مع عضو مجلس إدارة الجمعية الروسية للعلوم السياسية فلاديمير شابوفالوف، فقال في الإجابة عن السؤال التالي:
تواجه أوكرانيا حاليا مستقبلا قاتما من دون الأموال الغربية؟
بل، في الواقع، ومع المال أيضًا.
وهل يعترفون بذلك في الغرب نفسه؟
بالتأكيد. ومن المهم أن لا يعترف الساسة بهذه الحقيقة فحسب، بل وخبراء الاقتصاد، في المقام الأول، بما في ذلك من هم صندوق النقد الدولي. وتقول المعلومات بأن ميزانية الولايات المتحدة قد تم اعتمادها، من دون مساعدات بمليارات الدولارات لأوكرانيا.
ربما تحمّل واشنطن الاتحاد الأوروبي مشكلة أوكرانيا المالية؟
نعم، هناك احتمال أن تحاول الولايات المتحدة تحميل أوروبا عبء دعم أوكرانيا. قد ينجحون. ولكن بالنظر إلى تطورات الفترة الصعبة السابقة للانتخابات في الولايات المتحدة، فحتى قرارات السياسة الخارجية من هذا النوع، مثل الضغط الشديد على أوروبا، سيكون من الصعب على إدارة بايدن تنفيذها، في سياق الأزمة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.
ولكن، إذا "أجبرت" واشنطن بروكسل على ضم كييف إلى الاتحاد الأوروبي، فلن يتمكن الاتحاد الأوروبي من التخلي عن مساعدة أوكرانيا؟
هذا الخيار محتمل. لكنه سيشكل بداية النهاية الاتحاد الأوروبي. لا يستطيع الاتحاد الأوروبي أن يتحمل مثل هذا العبء. نرى كيف أن مستوى الدعم (الشعبي) للحكومات الحالية في جميع دول الاتحاد الأوروبي الرائدة قد انخفض إلى الحد الأدنى. فالحكومات القائمة تخسر الانتخابات في هولندا وسلوفاكيا وبولندا. وانتخابات أعضاء البرلمان الأوروبي قادمة، وهذا وضع معقد النسبة للاتحاد الأوروبي. ولذلك، فإن الخطط الأمريكية "لضم كييف إلى الاتحاد الأوروبي" سيكون من الصعب تنفيذها، حتى مع كل تبعية الاتحاد الأوروبي لواشنطن.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو فلاديمير زيلينسكي كييف موسكو الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
هكذا يجبر ترامب أوروبا على التعامل مع أوكرانيا
في نهاية محاضرته حول التاريخ والحرية التي ألقاها الأسبوع الماضي في قاعة رائعة تعود للقرن التاسع عشر في جامعة السوربون في باريس، وجّه المؤرخ الأمريكي تيموثي سنايدر رسالة قوية إلى الأوروبيين: إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، "فعليكم أن تقدموا كل ما تملكونه لأوكرانيا".
ما كان يقصده المؤرخ الشهير، بحسب تقرير تحليلي لصحيفة "فايننشال تايمز" هو أن تمنح أوروبا كييف عضوية في الاتحاد الأوروبي، وأن ترسل لها القوات والعتاد، وتستثمر بها استثمارات ضخمة. "وإلا فستعيشون في ظل الحرب بشكل دائم. هذه هي ساعة أوروبا، لأن الولايات المتحدة لن تفعل شيئاً".تحولات جذرية وبحسب التقرير، فيبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا يحتاج إلى إقناع بهذا الأمر، حيث شهدت أوروبا تحولاً حاداً في موقفها تجاه الحرب الروسية في أوكرانيا، عودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض، وانفتاح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تسوية تفاوضية، خلقا وضعاً جديداً أكثر اضطراباً.
لم يعد شعار "دعم أوكرانيا مهما استغرق الأمر"، الذي تبناه الحلفاء لقرابة ثلاث سنوات، يحظى بالمصداقية عندما يخرج الشريك الأكبر عن الصف.
رغبة ترامب في إنهاء الحرب، مع إبقاء الأوروبيين في الظلام بشأن كيفية تحقيق ذلك، تضع القادة الأوروبيين أمام تحدٍ هائل، الكابوس الأكبر لماكرون، والذي يشاركه فيه العديد من نظرائه، هو احتمال عقد صفقة بين روسيا والولايات المتحدة فوق رؤوس الأوكرانيين والأوروبيين، وهو نهج دبلوماسي أمريكي تقليدي لا يقتصر على ترامب فقط. جهود ماكرون حقق ماكرون انتصاراً مبكراً عندما نظم لقاءً بين زيلينسكي والرئيس الأمريكي المنتخب آنذاك، ترامب، على هامش إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام التي تم ترميمها في ديسمبر (كانون الأول). ويبدو أن هذه المحادثة أقنعت ترامب بأن حل المشكلة لن يكون بهذه السهولة أو في غضون 24 ساعة.
Trump is forcing Europe to a reckoning on Ukraine https://t.co/jRDtuzmM5K
— Financial Times (@FT) February 11, 2025 يشير المسؤولون الأوروبيون إلى أنه حتى الآن، لم يطرح ترامب أي سيناريوهات مقلقة بشأن أوكرانيا، كما فعل في حالة غزة. لا يزال موقفه النهائي غير واضح، إذ لا يزال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد أنه قادر على كسب هذه الحرب.أما الأمر الوحيد المؤكد بحسب التقرير، فهو توجه الولايات المتحدة نحو فك الارتباط. لا يحتاج ترامب إلى إخراج بلاده من حلف الناتو؛ فهو ببساطة لا يريد أن تتحمل الولايات المتحدة عبء الحرب في أوكرانيا. لذلك، إذا أرادت أوروبا أن يكون لها مقعد على طاولة المفاوضات، فعليها تقديم شيء ذو قيمة ليتم أخذ مصالحها بعين الاعتبار، ليس فقط في شروط الاتفاق، ولكن أيضاً في تنفيذه.
صفقة قد تبدو جيدة لترامب لأنها ستوقف إراقة دماء "الشباب الجميلين"، وقد تكون كارثية على أوروبا إذا لم تمنع بوتين من شن هجوم جديد على أوكرانيا. من منظور أوروبي، فإن توفير ضمانات أمنية قوية لكييف هو عنصر أساسي في أي اتفاق مستقبلي. الأمن والدفاع وبالنسبة للدول التي اعتمدت لعقود على الولايات المتحدة لضمان أمنها، فإن هذا التحول مؤلم للغاية. ويدور حالياً نقاش "ديناميكي للغاية"، وفقاً لمسؤول أوروبي، حول الضمانات الأمنية اللازمة.
تشمل الدول الأكثر تصميماً في هذا النقاش بولندا ودول البلطيق والسويد وفنلندا، وتسعى فرنسا إلى لعب دور قيادي فيه. ولكن هذه المرة، بدلاً من فرض رؤيتها الخاصة، تعمل باريس على جمع الحلفاء والحفاظ على تماسك المواقف المختلفة.
بدأت بعض الدول في البحث عن صيغ جديدة خارج إطار الاتحاد الأوروبي إذا لزم الأمر، مثل إضافة إيطاليا والمملكة المتحدة إلى "مثلث فايمار"، الذي يضم فرنسا وألمانيا وبولندا. فرنسا بين المخاطر والفرص اضطر ماكرون إلى التحرك بحذر، خصوصاً بعد ردود الفعل السلبية على اقتراحه المفاجئ قبل عام بإرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، كما أن موقفه الداخلي المتذبذب بسبب التحديات السياسية والاقتصادية جعله بحاجة إلى استعادة ثقة شركائه الأوروبيين.
لكن فرنسا تتمتع بوضع فريد في مواجهة رئيس أمريكي قد يتصرف كمنافس بدلاً من حليف، فبينما تشعر بعض الدول الأوروبية، خاصة تلك الأقرب إلى التهديد الروسي، بالخوف من سقوط أوكرانيا لأنها ستكون التالية على القائمة، فإن فرنسا لا تشارك هذا القلق بنفس الحدة، نظراً لاعتمادها على ردعها النووي المستقل.
Trump says Ukraine has ‘essentially agreed’ to allow the US access to $500B in rare earth minerals https://t.co/dxTsKI2CgP pic.twitter.com/g868zzzbuS
— New York Post (@nypost) February 11, 2025 كلمات سنايدر في السوربون تردد صدى التحذيرات التي أطلقها مارك روته، الأمين العام لحلف الناتو الذي نبه أعضاء البرلمان الأوروبي الشهر الماضي، إلى أن عدم زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل جذري سيتركهم أمام خيارين: تعلم اللغة الروسية أو الانتقال للعيش في نيوزيلندا.وسط الضغوط من بوتين من جهة، وعدم وضوح موقف ترامب من جهة أخرى، يجد الأوروبيون أنفسهم أخيراً أمام واقع لم يرغبوا في مواجهته لسنوات طويلة.