لبنان ٢٤:
2025-04-23@23:51:30 GMT

عودة: أصبحنا أحوج من أي وقت لرئيس

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

عودة: أصبحنا أحوج من أي وقت لرئيس

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "أحبائي، تودع كنيستنا المقدسة اليوم عيد الظهور الإلهي، لهذا شاءت أن يقرأ على مسامعنا مقطع من إنجيل متى (4: 12-17) يخبرنا بعمل الرب بعد معموديته.

هذا النص الصغير يأتي ضمن سياق أوسع، نرى فيه المسيح بعد معموديته مجربا في البرية، ثم قاصدا الجليل حيث حول الماء إلى خمر. وفي بداية مقطع إنجيل اليوم نسمع أن الرب يسوع يغادر اليهودية منصرفا إلى الجليل حيث كان اليهود قليلي العدد، وهم من سبطي زبولون ونفتاليم. هناك، كانت غالبية السكان من الفينيقيين واليونانيين والعرب، لذلك سميت المنطقة «جليل الأمم». عندما كان الشعب الإسرائيلي في السبي ملأ الوثنيون الجليل، ولاختلاط اليهود بهم أصبحوا أردياء، لذلك قيل عنهم «الشعب الجالس في الظلمة»، أي في ظلمة الجهل والخطيئة وانعدام الأمل بالخلاص. هذا الشعب الجالس في الظلمة وظلال الموت «أبصر نورا عظيما»، هو المسيح القائل: «أنا قد جئت نورا إلى العالم، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة» (يو 12: 46).

أضاف: "ترك المسيح الناصرة وذهب إلى كفرناحوم بعدما ألقي القبض على يوحنا المعمدان، إشارة إلى أن الشعب الذي لا يشاء الخلاص، ولا يقبل النور الذي يحمله الأنبياء مثل يوحنا، والشعب الذي يرفض النور الحقيقي، أي المسيح، يغادره النور. لذلك، علينا أن نقبل المسيح في حياتنا المظلمة بالخطيئة، لكي يدخل ويطهرنا، مخلصا إيانا من خطايانا. هذا لا يحدث إلا بملء حريتنا، بطاعتنا لكلمة الرب الواردة في الأسفار المقدسة. في نهاية إنجيل اليوم يدعو المسيح إلى التوبة قائلا: «توبوا، فقد اقترب ملكوت السماوات». هذه كانت دعوة المعمدان نفسها، لأن التوبة هي المدخل الذي يعبره المسيح إلى داخل نفوسنا، فنكون من ورثة ملكوت السماوات. لقد أراد المسيح أن يذهب إلى كفرناحوم، حيث الساحل وشاطئ البحر، لكي يختار تلاميذه، لأنه متى غادر الأرض صاعدا إلى السماء، لا يريد ترك العالم في الظلام، بلا نور يهديه إلى طريق الحق والخلاص، فيكون التلاميذ مصابيح تنير دروب البشر نحو التوبة، وتاليا نحو ملكوت السماوات".

وتابع: "اسم «كفرناحوم» يعني «المعزي»، وفي هذا دلالة إلى التعزية التي سيقدمها الرب للبشر بواسطة الروح القدس المعزي، الفاعل من خلال التلاميذ وخلفائهم، وقد قال: «أنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم. لا أترككم يتامى» (يو 14: 16-28). فبما أن البشر لا يستطيعون رؤية الروح القدس، أصبح بإمكانهم أن يعاينوا ثماره عبر التلاميذ ومن يتعلم منهم كيفية السلوك بحسب كلمة الرب. لهذا، نسمع في نص رسالة اليوم: «لكل واحد منا أعطيت النعمة على مقدار موهبة المسيح». إن الروح القدس يعمل في كل منا، ويمنحه موهبة خاصة، لذلك واجب كل إنسان أن يفعل موهبته في سبيل خير الجسد كله، أي الكنيسة جمعاء. وبما أن الإنجيلي متى يكتب متوجها إلى اليهود، كثيرا ما يستخدم عبارة «ملكوت السماوات» لأن اليهود استخدموا كلمة «السماوات» بدلا من «الله»، حتى لا يستعملوا اسم الله على نحو غير ملائم أو بإفراط، وحتى لا تعتاد الأذن على استخدام الاسم الإلهي، فيحافظون على الرهبة والاحترام تجاه ساكن السماء. «ملكوت السماوات» يتعارض مع «مملكة الأرض»، إذ حينما يملك الله على شعبه في الأرض، يجعله يحيا في السماوات، كما يقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل أفسس: «وأقامنا معه، وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع» (أف 2: 6)، كما يقول: «فإن سيرتنا نحن هي في السماوات، التي منها أيضا ننتظر مخلصا هو الرب يسوع المسيح» (في 3: 20).

وقال: «توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات». بهذا كرز يسوع مخاطبا الشعب الجالس في الظلمة. كم تشبه ظلمة الأيام التي نعيشها تلك الظلمة التي كان الشعب قابعا فيها، وكم نحن بحاجة إلى التوبة التي نادى بها المسيح، إلى الرجوع إلى النفس والتأمل في كل الخطايا والجهالات التي نقترفها نحن البشر، ويقترفها في هذا البلد من في يدهم السلطة، ومن لديهم القدرة على المبادرة لكنهم غافلون عن واجبهم، أو سائرون في طرق معوجة أوصلت البلد وشعبه إلى هذا الواقع الأليم. فبالإضافة إلى غياب الرئيس وغياب حكومة كاملة الصلاحيات، نحن نعاني من فراغ في الإدارات والمؤسسات، ومن صعوبات ناتجة عن تدهور الإقتصاد، ومن خطر الإنزلاق إلى حرب يخشاها معظم اللبنانيين ويرفضونها لأنها ستؤدي إلى تدمير ما تبقى من هذا البلد، والقضاء على أهله. وحولنا عالم لا مبال، يفتش عن مصلحته، ولا يتحرك لوقف جريمة ضد شعب يقتل بلا رحمة، وتدمر بيوته ومعابده ومدارسه ومستشفياته، ويعيش في العراء بلا ماء أو طعام أو دواء. أما الأمم المتحدة فعاجزة أمام هذه الفظائع. فإذا كانت غير قادرة في ظرف كهذا، فما الجدوى من وجودها إذا؟"

وختم: "في ظل هذه الأوضاع أصبحنا أحوج من أي وقت مضى لرئيس يتسلم زمام الأمور، ويقود مع حكومته لبنان بعيدا من الحرب وعرس الجنون المحيط بنا، يكون ناطقا باسم لبنان ومفاوضا عنه، رافعا الصوت من أجل حماية حدوده وصون سيادته وتأمين السلام والاستقرار لشعبه. كذلك نأمل أن يعلو صوت الحكمة والدبلوماسية على ضجيج المدافع، ويتم التوصل إلى وقف القتال وإيجاد حل عادل يضمن السلام والإستقرار والعدالة لفلسطين والمنطقة كلها، لأن الحرب لا تؤدي الا إلى الموت والدمار، أما السلام فمن ثمار الروح القدس كما قال بولس الرسول، وهو المعزي الذي يقود خطواتنا نحو التوبة والعودة  إلى المسيح  كي نكون من تلاميذه، ونفعل الوزنة المعطاة لنا تاركين الروح القدس يعمل فينا، حتى متى بلغنا الملكوت السماوي لا نقف أمام العرش الإلهي مخذولين".

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الروح القدس

إقرأ أيضاً:

مجلس كنائس الشرق الأوسط ينعى البابا فرنسيس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نعى مجلس كنائس الشرق الأوسط البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم، وجاء ذلك عبر صفحتهم الرسمية على الفيس بوك وجاء نص البيان كالأتي:

المسيح قام… حقًّا قام!
إنّه اثنين الباعوث، عيد العبور من الموت إلى الحياة، ومن الظلمة إلى النور الإلهي. إنّه فرح قيامة الربّ يسوع المسيح الّذي افتدانا بموته.

يحلّ اثنين الباعوث هذه السنة بشكل غير عادي على الكنيسة والعالم أجمع.

في هذا اليوم المبارك، انتقل قداسة البابا فرنسيس إلى أحضان الآب السماوي عن عمر ال88 عامًا، وها هو يدخل بيت الربّ في أعظم الأعياد وأقدس المواسم.

بابا الرحمة والتواضع شهد هذه السنة الذكرى ال1700 لمجمع نيقية وعيد القيامة الواحد ملقيًا التحيّة الأخيرة على جميع المؤمنين وراحلًا ليتهلّل مع الملائكة معلنًا انتصار المسيح على الموت.

مسيرة الحبر الأعظم لم تكن سوى علامة رجاء وسط كلّ التحدّيات الكنسيّة والاجتماعيّة والصحيّة والأمنيّة، فلطالما صلّى ودعا إلى الحوار والمحبّة والسّلام والأخوّة، وهو الّذي حمل همّ الفقراء والمهمّشين والمعوزين ودافع عنهم حفاظًا على حقوقهم وصونًا لكرامتهم.

قداسة البابا فرنسيس قام بزيارات أبويّة إلى كلّ أصقاع الأرض ناشرًا سلامه وسلام الربّ. لقد سافر إلى العديد من الدول الفقيرة والبلدان الّتي تتعرّض للمخاطر الأمنيّة والكوارث الطبيعيّة والفيضانات والهزّات الأرضيّة…  للوقوف إلى جانب كلّ إنسان يتألّم وكلّ مريض وضعيف، والتضامن معهم والصلاة من أجلهم.

الحبر الأعظم كان رسولًا للمسيح على الأرض مترجمًا تعاليم الربّ في كلّ كلمة كتبها وألقاها وكلّ خطوة قام بها، مؤمنًا بفضيلة الرحمة ومدافعًا عنها حتّى الرمق الأخير.

لقد شارك في مؤتمرات دوليّة من أجل السلام مؤكّدًا على ضرورة التكاتف والعمل معًا ومواصلة الصّلاة على نيّة إحقاق الحقّ والعدالة. قداسته عبّر عن قربه من كلّ الشعوب المجروحة وتابع معاناتهم وأوجاعهم يوميًّا وفي الفترة الأخيرة من المستشفى على الرغم من مرضه. كما حمل هموم لبنان وفلسطين وغزّة وكلّ دول المنطقة لا سيّما خلال الحروب الأخيرة الّتي تعرّضت لها.

الحبر الأعظم سعى إلى بناء الجسور بين مختلف الشعوب والأديان والطوائف وعمل على تعزيز الروح المسكونيّة، وذلك من خلال مختلف الحوارات والوثائق، أهمّها "وثيقة الأخوّة الإنسانيّة" الّتي أطلقها قداسته مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، كترسيخ لثقافة الحوار والتعاون بين الأديان.

مجلس كنائس الشرق الأوسط الّذي كان قد التقى قداسته في الفاتيكان بشخص الأمين العام البروفسور ميشال عبس، ينعي الحبر الأعظم، بابا السلام والراعي الصالح الّذي أثبت أنّ لغّة المحبّة لا تسقط أبدًا.

قداسة البابا فرنسيس… وداعًا!

وفاة البابا 

أعلن الفاتيكان، صباح اليوم، وفاة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر يناهز 88 عاما وجاء الإعلان الرسمي بعد تدهور حالته الصحية في الأيام الأخيرة، حيث كان يخضع لمتابعة طبية دقيقة.

حداد رسمي لمدة تسعة أيام

أفاد المتحدث باسم الفاتيكان بأن الحداد الرسمي سيستمر لمدة تسعة أيام متتالية، وفقاً للتقاليد الكنسية المعروفة باسم “نوفيمديال”. 

وخلال هذه الفترة، ستُقام صلوات قداس يومية في كاتدرائية القديس بطرس إلى جانب مراسم خاصة لتكريم حياة البابا الراحل

مقالات مشابهة

  • بطريركية القدس للروم الأرثوذكس تنعي البابا فرنسيس
  • «أصبحنا وأصبح الملك لله».. أذكار الصباح اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025
  • ذكرى تحرير سيناء| يوم النصر والصمود الذي يجسد إرادة الشعب المصري.. ويحفز الأجيال القادمة على البناء والتنمية
  • بيان طريق الموعوظين الجدد حول وفاة البابا فرنسيس
  • المطران إبراهيم عازار ينعى البابا فرنسيس ويشيد بإرثه في خدمة المسيح
  • محلل سياسي يكشف الأوضاع الكارثية التي يمر بها الشعب الفلسطيني
  • النائب الأول لرئيس الوزراء يتفقد موقع مجزرة العدوان الأمريكي بحي وسوق فروة بمديرية شعوب
  • أمير رمزي ناعيا بابا الفاتيكان: قدم صورة المسيح في كل مكان
  • مجلس كنائس الشرق الأوسط ينعى البابا فرنسيس
  • عبد المسيح: زيارة عون للراعي تحمل كل معاني الوفاء والاهتمام