100 ألف شهيد وجريح ومفقود في غزة.. الاحتلال يواصل جرائم الإبادة وكارثة إنسانية بالقطاع
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
مئة ألف شهيد وجريح ومفقود، ودمار غير مسبوق في المباني والمنشآت والبنى التحتية، ونظام صحي منهار، خلفتها حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
لم تكتف دولة الاحتلال بهذه الإحصائيات الكارثية من القتل والدمار، بل خرج رئيس الحكومة السبت، بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي ليقول "لن يوقفنا أحد، لا لاهاي ولا أي شخص آخر"، في إشارة إلى دعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، التي اتهمت الاحتلال بارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة، وطالبت باجراءات احترازية فورية لوقف العدوان.
إحصائيات صادمة
وتشير إحصائيات غير نهائية، إلى أن عدوان الاحتلال اسفر عن استشهاد 23843 فلسطينيا، بينهم أكثر من 7 آلاف امرأة، و10300 طفل، فيما أصيب 60317 مواطنا، وفقد تحت انقاض المباني المدمرة أكثر من 8 آلاف آخرين.
واستشهد جراء عدوان الاحتلال المتواصل منذ مئة يوم، أكثر من 109 صحفيين، و373 من الكوادر الصحية، و148 موظفا للأمم المتحدة، و4257 طالبا، و227 معلما وإداريا.
وفي تقرير صدر مؤخرا عن منظمة إنقاذ الطفولة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، أشار إلى أن ما لا يقل عن 10 أطفال يفقدون سيقانهم كل يوم في قطاع غزة، وأن معظم العمليات الجراحية التي أجريت للأطفال، تمت دون تخدير، جراء عدم توفر المستلزمات الطبية.
دمار غير مسبوق
وتوثق إحصائية نشرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، والتي أوردتها وكالة "وفا"، أن 290000 وحدة سكنية في قطاع غزة، تضررت بفعل قصف الاحتلال البري والجوي والبحري الذي شنه جيش الاحتلال على مدار الأيام المئة.
وطال القصف 65000 وحدة سكنية دمرت وأصبحت غير صالحة للسكن، ونحو 25010 مبانٍ تم تسويتها بالأرض، فضلا عن تدمير 145 مسجدا و3 كنائس، ووصل عدد المستشفيات التي خرجت عن الخدمة إلى 30، فيما تضرر 26 مستشفى، فضلا عن تدمير 121 سيارة إسعاف وتوقفها عن العمل.
وأدى قصف الاحتلال إلى تدمير 95 مبنى تابعا لمدرسة أو جامعة بشكل كلي، و295 مدرسة وجامعة تضررت جزئيا، و130 منشأة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين أصيبت بشكل مباشر في قصف الاحتلال، بما فيها مدارس.
وحسب وزارة الصحة، لا يزال الحصول على رقم دقيق للعدد الإجمالي للمهجرين قسرا أمرا صعبا، في ظل استمرار عدوان الاحتلال وتداعياته.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 1.93 مليون مواطن (85% من سكان غزة) مهجرون قسرا، والعديد منهم نزحوا عدة مرات سعيا وراء الأمان.
ومؤخرا، أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء جديدة لسكان ونازحين في منطقة المواصي وعدة كتل سكنية بالقرب من طريق صلاح الدين في جنوب غزة، تغطي مساحة تقدر بـ 4.6 كيلومتر مربع، ومن المتوقع أن تؤثر موجة الأوامر الجديدة على أكثر من 18000 فرد وتسعة ملاجئ تستوعب عددًا غير معروف من النازحين قسرا.
وقد تم تسجيل ما يقرب من 1.4 مليون نازح داخلي في 155 منشأة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، حوالي مليون مسجل في 94 ملجأ للأونروا في مناطق جنوب قطاع غزة.
وأصبحت محافظة رفح المكان الرئيسي للنازحين، حيث تستوعب أكثر من مليون مواطن في بيئة عالية الكثافة السكانية.
وتظهر تقديرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، أن عدد النازحين في 156 مرفقا تابعا لها في قطاع غزة وصل إلى 914 ألفا، من بينهم 5000 امرأة حامل، وأكثر من 2000 من ذوي الإعاقة، عدا عن الأطفال والرضع وأصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة.
ويتواجد حسب الأونروا 670 ألف نازح في 97 منشأة في خان يونس ودير البلح وسط قطاع غزة، و160 ألفا من النازحين في 57 منشأة في شمال القطاع، الذي لا تصله المساعدات الإنسانية ويصعب الوصول إليه للاطلاع على الأوضاع هناك.
ويتواجد في الصفوف المدرسية ما بين 70 و80 نازحا، ويتشارك في مرافقها أكثر من 500 شخص في المرافق الموجودة بالمدارس، ما يضطرهم للانتظار لساعات لاستخدام دورة المياه إذا توفرت المياه.
ومع دخول فصل الشتاء، غرقت عشرات مراكز الإيواء التي تؤوي عشرات آلاف المواطنين النازحين في المناطق الشمالية والجنوبية من قطاع غزة، بعد أن دخلت مياه الأمطار المختلطة مع مياه الصرف الصحي إلى الغرف الصفية، والخيام، ومنازل المواطنين.
حصار كامل
أعلن وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت يوم 9 من تشرين الأول/ أكتوبر أنه أمر بفرض "حصار كامل" على قطاع غزة المحاصر منذ 17 عاما، بما يشمل قطع كافة الإمدادات الحيوية من الماء والكهرباء والطعام والوقود، وأغلقت بموجب ذلك معابر غزة.
وعلى وقع الضغوط الدولية، دخلت إلى قطاع غزة في 21 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 قافلة المساعدات الأولى منذ بدء العدوان قادمة من معبر رفح، وكانت مؤلفة من 20 شاحنة تحمل أدوية ومستلزمات طبية وكمية محدودة من المواد الغذائية، ومع مطلع الشهر التالي، فتح المعبر أول مرة لخروج بعض الجرحى والمرضى وعدد من حاملي الجوازات الأجنبية.
وواصل الاحتلال منع دخول الوقود إلى قطاع غزة حتى 24 من تشرين الثاني/ نوفمبر، حين أعلن عن سريان "هدنة إنسانية" لأربعة أيام، تم تمديدها بثلاثة أيام أخرى، شملت إطلاق سراح 240 من الأسرى الأطفال والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ويدخل إلى قطاع غزة في الآونة الأخيرة ما بين 80 و120 شاحنة مساعدات يوميا حسب تقديرات المؤسسات الإنسانية، التي أكدت أن القطاع يحتاج لأكثر من 600 شاحنة يوميا.
وتؤكد الأمم المتحدة، ان السلطات الإسرائيلية تضع عقبات أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، بما يكلف مزيدا من الأرواح.
وأوضح ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنه وفي الفترة بين 1 و10 كانون الثاني/ يناير، تم إيصال 3 شحنات فقط من أصل 21 شحنة من المساعدات الإنسانية إلى شمال وادي غزة.
حراك لوقف العدوان قوبل بالفيتو الأمريكي
عقد مجلس الأمن الدولي، ست جلسات حول العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، لم يتمكن في الجلسات الأربع الأولى من اعتماد أي من مشاريع القرارات التي طرحت للتصويت إما باستخدام "الفيتو"، أو عدم الحصول على العدد الكافي من الأصوات.
وفي المحاولة الخامسة اعتمد مجلس الأمن مشروع قرار رقم 2712 الذي قدمته مالطا، ويدعو إلى إقامة هُدن وممرات إنسانية عاجلة ممتدة في جميع أنحاء قطاع غزة، وأيده 12 عضوا وامتنعت الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والمملكة المتحدة عن التصويت.
كما اعتمد مجلس الأمن الدولي بأغلبية كبيرة القرار رقم 2720، وصوتت 13 من الدول الـ15 في المجلس الأمن لصالح القرار الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة، في حين امتنعت الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت، ويدعو القرار "كل الأطراف إلى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق" إلى غزة، وإلى اتخاذ إجراءات "عاجلة" بهذا الصدد و"تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية".
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد محاولة روسية لإضافة دعوة "لوقف عاجل ومستدام للأعمال القتالية" لمشروع القرار.
وفي المملكة العربية السعودية، عقدت قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية بشكل استثنائي في مدينة الرياض، استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة والأراضي الفلسطينية، طالبت مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم ملزم يفرض وقف العدوان الإسرائيلي، ويكبح جماح سلطة الاحتلال، واعتبار التقاعس عن ذلك تواطؤا يتيح لـ"إسرائيل" الاستمرار في عدوانها الوحشي.
دعوى جنوب أفريقيا
بعد 100 يوم من جرائم الإبادة الجماعية والقصف المتواصل برا وبحرا وجوا، ينتظر الشعب الفلسطيني، أن تصدر محكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي الهولندية، قرارها في الدعوة التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" القوة القائمة بالاحتلال، وتتهمها بارتكاب جريمة "إبادة جماعية" بحق المواطنين في قطاع غزة.
وكانت المحكمة قد عقدت أولى جلساتها يوم الخميس الماضي الحادي عشر من كانون الثاني الجاري، واستمعت إلى مرافعة وكيل دولة جنوب أفريقيا، ووزير العدل رونالد لامولا، واستمعت في جلستها الثاني التي عقدت الجمعة إلى مرافعة "إسرائيل".
وينتظر أن تصدر المحكمة قرارا عاجلا يفضي بوقف فوري للعدوان على قطاع غزة ويضمن تدفق المساعدات الانسانية ويمنع التهجير القسري، وآخر نهائيا لادانة "إسرائيل" بتنفيذ جريمة "الإبادة الجماعية" في قطاع غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإبادة الجماعية الاحتلال الفلسطينيين غزة فلسطين غزة الاحتلال الإبادة الجماعية كارثة إنسانية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جنوب أفریقیا فی قطاع غزة مجلس الأمن من تشرین أکثر من
إقرأ أيضاً:
العدوان الصهيوني أدى إلى مسح بيانات أكثر من ألفى أسرة بالكامل
يمانيون../ قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن أكثر من 61 ألف شخص راحوا ضحية حرب الإبادة الصهيونية في القطاع، والتي تسببت أيضا في نزوح أكثر من مليوني فلسطيني من بيوتهم.
وأوضح المكتب أن من عدد الشهداء تجاوز 48 ألفا وصلوا إلى المستشفيات في حين بقي أكثر من 14 ألفا مفقودا تحت الركام أو بالطرقات، وتجاوز عدد الجرحى 111 ألفا .
وأضاف أن عدد من اعتقلهم الاحتلال زاد على 6 آلاف معتقل “يتعرضون لأبشع أشكال التنكيل ومختلف صنوف التعذيب واستشهد منهم العشرات تحت التعذيب، في حين طال النزوح القسري أكثر من مليوني إنسان بعضهم نزح لأكثر من 25 مرة في ظروف معدومة الخدمات.”
نساء وأطفال وعائلات
كما كان من العناوين البارزة لحرب الإبادة الصهيونية استهداف الأطفال والنساء، فكان من بين الشهداء 17 ألفا و881 طفلا، منهم 214 رضيعا ولدوا وماتوا خلال العدوان، وتيتم أكثر من 38 ألف طفل منهم 17 ألف طفل فقدوا كلا الوالدين، في حين قتل الاحتلال 12 ألفا و316 امرأة.
وتابع أن الاحتلال ارتكب أكثر من 9268 مجزرة بحق العائلات خلال الحرب، أدت لمسح بيانات وإبادة 2092 أسرة بالكامل من السجل المدني، في حين قتل الاحتلال 4889 أسرة ولم يبق منها سوى فرد واحد “ليبقى يعاني مرارة الفقد وألم الفراق.”
كما قتل الاحتلال 1155 من الطواقم الطبية و205 من الصحفيين و194 من رجال الدفاع المدني، في حين تضررت أكثر من 150 ألف وحدة سكنية في قطاع غزة خلال الحرب.
وأكد المكتب الإعلامي أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أخرجت نحو 34 مستشفى عن الخدمة في القطاع، في حين بلغت خسائر قطاع المواصلات جراء الحرب أكثر من مليار ونصف المليار دولار.
وفي القطاع التعليمي، تضررت 1661 منشأة تعليمية، منها 927 مدرسة وجامعة وروضة أطفال ومركز تعليمي هدمت كليا، و734 منشأة تعليمية تضررت جزئيا، في حين قتل الاحتلال 12 ألفا و800 طالب ونحو 800 كادر تعليمي، وحُرم 785 ألف طالب من مواصلة تعليمهم في مختلف المراحل التعليمية.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي قطاع غزة منطقة منكوبة إنسانيا، تنعدم فيها كافة مقومات الحياة وسبل العيش الآدمي، ما يلقي على المجتمع الدولي ومنظماته المختلفة مسؤولية التداعي العاجل والسريع لإنقاذ أكثر من 2.4 مليون إنسان معرضين لخطر الموت جوعا وعطشا وبردا ومرضا.
وحمّل المكتب الاحتلال وإدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وكل من قدم أي شكل من أشكال الدعم والإسناد السياسي والاقتصادي والعسكري للاحتلال، مسؤولية هذه المأساة الإنسانية التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني.
وأكد أن خطة إعادة إعمار قطاع غزة بمراحلها المختلفة واحتياجاتها المطلوبة، قد تم بلورتها بالشراكة بين المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع الأهلي واطلاع المؤسسات الدولية، و”نطالب بسرعة و”نطالب بسرعة تنفيذ التدخلات المطلوبة على صعيد الإغاثة العاجلة والإيواء السريع وفي مقدمتها ألف خيمة و60 ألف بيت متنقل وكافة مستلزمات الإيواء.”