أكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أنه بعد مائة يوم، من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة باتت الحرب التي تخوضها إسرائيل مع حماس تتحول إلى صراع طويل الأمد بلا نهاية واضحة، ويهدد بالانتشار إلى مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وعرقلة جهود الولايات المتحدة.

وول ستريت: اغتيال العاروري أول توسع مميت للاحتلال خارج قطاع غزة وول ستريت: إبادة ثلثي غزة خلال 4 أشهر من العدوان

 

وأفادت الصحيفة، بحسب وكالة إنباء الشرق الأوسط،إن واحدة من أكبر الأحداث الجيوسياسية في هذا القرن، هي تلك الحرب التي تحولت من هجوم حماس في 7 أكتوبر -والذي تقول إسرائيل إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص- إلى انتقام شرس للجيش الإسرائيلي ضد الحركة في قطاع غزة.

ووفقا للسلطات الفلسطينية فإن أكثر من 23 ألف فلسطيني استشهدوا، معظمهم من النساء والأطفال، كما تعرض ما يقرب من 70% من منازل غزة البالغ عددها 439 ألف منزل ونحو نصف مبانيها لأضرار أو دمرت .

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة قد بادرت بمساعدة إسرائيل في حرب تشكل أحد الاختبارات الحاسمة للسياسة الخارجية للرئيس جو بايدن. وقد ترددت أصداء الصراع ودعم الإدارة القوي لإسرائيل في السياسة الداخلية للولايات المتحدة، الأمر الذي أثار موجة من الاحتجاجات في حرم الجامعات وزاد من تأجيج الحروب الثقافية في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس انتخابات مثيرة للجدل.

وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن الصراع في غزة قد أجبر الولايات المتحدة على التركيز مجددا على الشرق الأوسط بعد سنوات من إعادة توجيه الموارد الدبلوماسية والعسكرية لمواجهة الصين التي يتصاعد نفوذها. كما أنها صرفت الانتباه عن الجهود الأمريكية لمساعدة أوكرانيا على التصدي للحرب الروسية.

ومضت الصحيفة تقول الآن، أصبحت مسألة كيفية حل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، الذي تجاهله المجتمع الدولي وإسرائيل إلى حد كبير لسنوات، مرة أخرى قضية محورية في الدبلوماسية العالمية وذلك على الرغم من أن الطريق إلى حل الدولتين يبدو وعرا أكثر من أي وقت مضى.

ونسبت الصحيفة إلى سانام فاكيل، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، وهي مؤسسة بحثية في لندن قولها: "لقد اعتقد الجميع أن المنطقة كانت تسير على ما يرام" ، وأضافت: ولكن كانت مسألة تجاوز القضية الفلسطينية أشبه بالسراب.

ومن المرجح أن يكون لتوقيت وكيفية اتخاذ إسرائيل قرار بإنهاء الحرب تأثيرا على جبهات متعددة، بما في ذلك أمنها على المدى الطويل.

ووفقا للصحيفة فإنه بعيدا عن ساحة المعركة في غزة، تعمل الولايات المتحدة على احتواء إيران الداعمة لحماس وحلفائها، بما في ذلك حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، مشيرة إلى أن عملية السلام الهشة في اليمن، التي ساعدت الولايات المتحدة في التوسط فيها والتي تعد حجر الزاوية في التقارب الأخير بين المملكة العربية السعودية وإيران، باتت الآن في خطر.

وتعليقا على ذلك قال هيو لوفات، وهو زميل سياسي بارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "عندما تمتد الحرب في غزة إلى ما هو أبعد غزة، وإلى ما هو أبعد من إسرائيل، إلى المنطقة، وهو ما يحدث الآن، فعندها سيكون لديك تداعيات عالمية".

وزادت الضربات من التدخل العسكري الأمريكي بعد أن نشرت سفنا حربية في المنطقة في الأيام الأولى من الصراع بين إسرائيل وحماس لردع حزب الله عن مهاجمة إسرائيل. وقد زودت الولايات المتحدة إسرائيل بقنابل كبيرة خارقة للتحصينات، إلى جانب عشرات الآلاف من الأسلحة الأخرى وقذائف المدفعية للمساعدة في طرد حماس من غزة .

وفي جميع أنحاء العالم الغربي، نزل المتظاهرون واحتشدوا ونظموا مسيرات لإدانة إسرائيل ودعم الفلسطينيين. كما تسببت التوترات في استقالة رؤساء جامعة هارفارد وجامعة بنسلفانيا.

وحدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أهدافا تتمثل في تدمير حماس كقوة مقاتلة، وإنهاء سيطرتها على غزة، وتحرير الرهائن الذين احتجزتهم حماس ، ومع ذلك، فقد تبين أن الحرب عبارة عن معركة دموية تظهر حدود القدرات العسكرية الإسرائيلية، ومدى تعقيد شبكة الدفاع السرية التابعة لحماس، حسبما رأت الصحيفة.

وقال غسان الخطيب، المحاضر في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية ومنظم استطلاعات الرأي الفلسطيني: "من الواضح أن ما حدث حتى الآن قد هز ميزان القوى الإقليمي ضد إسرائيل والولايات المتحدة". "إن إسرائيل، حتى الآن وبعد مرور ثلاثة أشهر، غير قادرة على هزيمة حماس ".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة وول ستريت جورنال الحرب الاسرائيلية قطاع غزة إسرائيل الولايات المتحدة الولایات المتحدة الشرق الأوسط وول ستریت

إقرأ أيضاً:

مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة اقترحت لغة جديدة بشأن مقترح الرهائن ووقف إطلاق النار بغزة

(CNN)-- قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، الجمعة، إن الولايات المتحدة اقترحت مؤخرًا لغة جديدة، لسد الفجوات في الاقتراح الأخير للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس.

ويحدد الاقتراح الإسرائيلي المكون من ثلاث مراحل، والذي كشف عنه الرئيس الأمريكي، جو بايدن الشهر الماضي، شروطا تهدف إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في نهاية المطاف، مقابل وقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، ردت حماس على الاقتراح الإسرائيلي بمزيد من التعديلات أدت إلى تعثر الاتفاق بشكل أكبر.

وقال المسؤول، الذي رفض تقديم المزيد من التفاصيل، إن اللغة التي اقترحتها الولايات المتحدة تهدف إلى سد الفجوات، حول ما ستتناوله المفاوضات بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من الصفقة المقترحة. ومن غير الواضح متى تم اقتراح تلك اللغة.

وأعلن الصحفي المتعاون مع شبكة CNN، باراك رافيد لأول مرة عن الخبر في موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلا عن ثلاثة مصادر لديها اطلاع مباشر، ولم يذكر أسماءها.

وبحسب المصادر التي استشهد بها رافيد، فإن اللغة الجديدة التي قدمتها الولايات المتحدة تركز على "المادة 8"، وهي الفترة خلال المرحلة الأولى من الاقتراح حيث يُتوقع أن تبدأ إسرائيل وحماس المزيد من المفاوضات بهدف تفعيل المرحلة الثانية، حيث سيتم تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس، مقابل السجناء الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

وقالت المصادر إن اللغة الأمريكية المقترحة تهدف إلى سد الخلاف الحالي الناجم عن مطالب حماس، بأن تركز المفاوضات خلال المرحلة الثانية فقط على عدد وهوية السجناء الفلسطينيين المُفرج عنهم من السجون الإسرائيلية في عملية التبادل، بينما تريد إسرائيل أن تكون لديها القدرة على إثارة نزع السلاح من غزة وقضايا أخرى، بحسب ما ذكر رافيد.

وقال رافيد إن الولايات المتحدة تدفع مصر وقطر نحو الضغط على حماس لقبول التغيير في اللغة. وقال أحد المصادر التي استشهد بها رافيد، إنه إذا قبلت حماس اللغة الجديدة فإنها "ستسمح بإتمام الصفقة".

ولم تطلع شبكة CNN على الاقتراح الأخير وتواصلت مع مسؤولين قطريين ومصريين.

وشكلت المرحلة الثانية (من الصفقة) مصدر خلاف في المفاوضات التي استمرت شهورًا بين إسرائيل وحماس. ودعت حماس إلى إنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب عسكري إسرائيلي كامل، بينما تعهد سياسيون إسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمواصلة الحرب حتى القضاء على حماس.

وقال نتنياهو للقناة 14 الإسرائيلية، الأحد، إنه مستعد لإبرام "صفقة جزئية" مع حماس لإعادة بعض الرهائن فقط من غزة، في تعليقات تتعارض مع الاقتراح الذي وافق عليه مجلس وزرائه الحربي. وأضاف نتنياهو أن إسرائيل ستواصل القتال في القطاع بعد وقف إطلاق النار.

وتراجع عن التعليقات بعد يوم واحد إثر ردود فعل عنيفة من عائلات الرهائن والعديد من السياسيين الإسرائيليين.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة اقترحت لغة جديدة بشأن مقترح الرهائن ووقف إطلاق النار بغزة
  • "وول ستريت جورنال" تتساءل ماذا سيحدث في غزة مع استعداد إسرائيل لإنهاء حربها الكبرى
  • السيسي يحذّر من توسع الصراع بالمنطقة ويطالب بوقف إطلاق النار
  • نيويورك تايمز: واشنطن تضغط لتجنب حرب أوسع بين إسرائيل وحزب الله
  • صحيفة: الولايات المتحدة طلبت من قطر التوسط في حل الصراع بين إسرائيل و"حزب الله"
  • مع اتساع الصراع بالمنطقة.. أمريكا تدعو وزراء خارجية إسرائيل ودول عربية لقمة الناتو
  • صحيفة: مصر والإمارات أبدتا استعدادهما للمشاركة في قوة أمنية في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يتوغل في مدينة غزة ويأمر الفلسطينيين بالتحرك للجنوب
  • 6.5 مليار دولار قيمة الأسلحة الأمريكية المقدمة لاسرائيل
  • موسى أبو مرزوق: أمريكا لا تريد توسيع الصراع