يحل اليوم عيد الآثاريين 14 يناير وهو اليوم الذى تم فيه تعيين أول مصرى رئيسًا لمصلحة الآثار بعد أن كانت حكرًا على الأجانب فقط وهو الدكتور مصطفى عامر أول مصري يتولى مصلحة الآثار عام 1953، وقد جاءت فكرة عيد الآثاريين ترسيخًا لمفهوم الانتماء لأرض مصر الغالية لأبنائها الآثاريين الذين لم يدخروا جهدًا إلا بذلوه حبًا وإجلالًا وتقديرًا وعرفانًا ووفاءً لأم الحضارات.

سعر الدقيق اليوم الأحد عند التاجر بالأسواق للجملة وللمستهلك

ولنعلم الدور الوطنى لمفتشى الآثار باعتبارهم حراس الحضارة والأمناء على تاريخ الوطن وهويته نرصد مواقف فى حياة الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، حين كان مفتشًا حديثًا للآثار بمنطقة جزيرة فرعون بطابا وكان جزءًا غاليًا من طابا ما زال تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلى 

دوم طابا 

الحكاية الأولى هى حكاية ثلاث ثمرات من دوم طابا يحتفظ بهم الدكتور ريحان منذ عام 1989 وقد شهد مراحل ما قبل التحكيم واستلام طابا فى 19 مارس 1989 وكان مفتشًا للآثار بقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا، وكان يمر بالسلك الشائك الذى يفصل بين طابا التى تم استلامها والبقعة المتنازع عليها بطابا والتى تبلغ مساحتها 1020متر مربع والتى تضم شجر الدوم وفندق سونستا فى ذلك الوقت والذى تحول اسمه إلى هيلتون طابا الآن

وكان وقتها مفتشًا حديثًا لآثار طابا ويقيم بجزيرة فرعون التى تبعد عن طابا 6كم، ويمر بين يوم وآخر حين الذهاب لشراء مستلزمات تفتيش آثار طابا اليومية من المحلات بطابا للاستمتاع بجمال خليج العقبة ويزرف الدمع حين مشاهدته لطابا المحتلة وشجر الدوم السيناوى الذى يؤكد سيادة مصر على طابا وهو يظلل على من يغتصبون الأرض ويستغلون ثرواتها ويستمتعون بجمالها وظل أشجارها.

وكان حلم الدكتور ريحان بأن يعيش يومًا ليجلس تحت ظل شجر الدوم وهى تحت السيادة المصرية حتى جاء يوم 19 مارس 1989 ورفع العلم المصرى على طابا ودخل إلى منطقة شجر الدوم ليستظل بظلها المصرى ولم تكتف هذه الشجرة الخالدة بأن تظلله بل شاركته فرحته بالنصر وأهدته ثلاث ثمرات تساقطت بجانبه يحتفظ بهما منذ عودة طابا ليحكى من خلالهما لكل شعب مصر قصص البطولة ومعنى الانتماء والحب لهذا الوطن الذى تجسّد فى أروع صوره فيمن ضحوا بأرواحهم وبأجزاء من أجسادهم حتى تم النصر فى أكتوبر المجيد وبمن استكملوا المسيرة بعقولهم وعلمهم وفكرهم ومثابرتهم وتصميمهم على عودة الحق حتى عادت طابا للسيادة المصرية، وتوجد أشجار الدوم حاليًا بالقرب من ساحة العلم بطابا على شاطئ خليج العقبة

رفض رفع علم إسرائيل 

ويروى الدكتور ريحان الموقف الثانى حين تصوير فيلم " فخ الجواسيس" إنتاج 1992 إﺧﺮاﺝ: أشرف فهمي، بطولة محمود عبدالعزيز  وهالة صدقي  وأحمد خليل  وإيمان  خالد محمود  وهاني رمزي

وجاء طاقم الفيلم ومعه كل الموافقات الأمنية وموافقة المجلس الأعلى للآثار، وكان الدكتور ريحان مفتش الآثار المتواجد بجزيرة فرعون بطابا والمطلوب منه تسهيل مهمتهم وقام بذلك على أكمل وجه، وجاء ميعاد تصوير لقطة يتم نزول العلم المصرى من على قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا ورفع العلم الإسرائيلى، وهنا تغير لونه إلى ألوان الطيف السبعة ورفض نزول العلم المصرى ورفع العلم الإسرائيلى ولو كلفه ذلك الفصل من العمل، وتحمّل التهديدات من فريق الفيلم بالاتصال بالوزير المختص، وأصر على موقفه ولم يتم تصوير اللقطة داخل الجزيرة وأمام عينيه، لعدم قبول قلبه وعقله لرؤية هذا المنظر حتى ولو بشكل تمثيلى 

المراكب الإسرائيلية والحفائر

ويروى الدكتور ريحان الموقف الثالث الذى يؤكد طبيعة الكذب والملاوعة للإسرائيليين حيث كانت مراكبهم السياحية تأتى من إيلات لزيارة جزيرة فرعون للغوص فى شعابها المرجانية الشهيرة وزيارة القلعة، وكانت مراكبهم لا ترسو على الجزيرة بل فى وسط المياه قرب الجزيرة وترسل زوارها للجزيرة عبر قارب صغير 

وكان الدكتور ريحان يقوم بعمل حفائر أثرية داخل قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون على التل الجنوبى، ومن الطبيعى أن تحرك الرياح الأتربة ناحية المراكب الإسرائيلية دون قصد، فقاموا بتقديم شكوى رسمية للقنصل المصرى فى إيلات أن مفتش اثار يقوم بقذفهم بالحجارة وربما يصيبهم بأذى، فجاء ضابط أمن الدولة فى المنطقة للدكتور عبد الرحيم من أجل الشكوى، فقام الدكتور ريحان باصطحابه بنفسه إلى أعلى التل وطلب منه أن يأخذ أكبر حجر وأصغر حجر ويقذفه ناحية المراكب ليرى مداه إلى أين يصل فتأكد بنفسه ان الشكوى كيدية وهذه عادتهم لا يعرفون إلا الكذّب والخداع، ورغم ذلك أدبيًا قام الدكتور ريحان بتغيير مكان وضع الرديم حتى يقلل من تأثير الأتربة على المراكب السياحية 

وأوضح الدكتور ريحان أن هذه الحفائر هى التى أعادت كتابة تاريخ سيناء بالعثور على لوحتين تأسيستين بهما اسم منشىء فرن لتصنيع الأسلحة داخل القلعة وتحصينات للقلعة وإنشاء القلعة فى عهد صلاح الدين الأيوبى بعد أن نشرت سلطة الاحتلال بحثًا علميًا ناتج حفائرهم بدون وجه حق أثناء الاحتلال بالجزيرة بغرض تزوير وتهويد تاريخ سيناء وذكروا استخدام جزيرة فرعون أيام نبى الله سليمان لربطها بتاريخ اليهود، والذى فنده الدكتور ريحان ببحث علمى نشر بدورية الآثاريين العرب


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تعيين مصلحة الآثار اول مصرى أم الحضارات الدکتور ریحان صلاح الدین مفتش ا

إقرأ أيضاً:

مجلس الآثاريين العرب: ما حدث من تكسير بالهرم الأكبر يؤكد وجود عشوائية

أصدر المجلس العربى للاتحاد العام للآثاريين العرب برئاسة الدكتور محمد الكحلاوى بيانًا اليوم بخصوص ما يجرى في الهرم من أعمال تكسير .

وأشار الدكتور محمد الكحلاوى إلى أن ظهور العمال وهم يمسكون بأيديهم مطارق من حديد وينزعون بقوة قشرة من حجارة الأهرام أمام أعين العالم المتواجد بكثرة في الموقع الأثري المسجل تراث عالمى والمترقب على شغف افتتاح المتحف المصري الكبير، إلا واهتزت الأرض اهتزازًا وانفجرت المشاعر المعبرة عن خوفها الشديد على آثار مصر وتراثها التليد أمام مخاطر المشروعات الحديثة التي تلتهم من أمامها كل ما يعترض طريقها حتى ولو كان تراثًا معماريًا فريدًا، ومسجلًا على قائمة التراث العالمي كما حدث في مقابر القاهرة التاريخية دون حساب أو عقاب ولكن تدخل  رئيس الوزراء كان كافيًا لتهدئة الرأي العام المصري وإقراره بحدوث تجاوزات نبه إليها مجلس الآثاريين العرب  مرارًا وتكرارًا، ووعد  رئيس الوزراء بوقف الأعمال فورًا.

وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير المكتب الإعلامى لمجلس الآثاريين العرب بأن بيان مجلس الآثاريين العرب بخصوص مطارق ومعاول التكسير في حجارة الهرم الأكبر يرفض تعليق المسؤول بالمجلس الأعلى للآثار ويعتبره أخطر ضراوة من معاول التكسير نفسها التي دمرت وجه الحجر، حيث قال بأن الأعمال القائمة هي لتكسير القشرة الإسمنتية الخاصة بالشبكة الكهربائية وهذا في حد ذاته يؤكد عشوائية التعامل مع الآثار وطرق صيانتها وترميمها دون رقيب أو تطبيق للمعايير الدولية في التعامل مع الآثار، ودون تكليف لشركات ذات خبرة في أعمال الصيانة والترميم للآثار بينما في الحقيقة يتم التعاقد مع مقاولين أنفار لا خبرة لهم، وهذا ما أوضحته أعمال التكسير العشوائية والتي تعد إهانة للحجر والبشر.

وعدد البيان أمثلة سابقة مثل كسر في ذقن أبو الهول وفقد جزء منها، وما حدث لتمثال رمسيس الثانى الذى رفع بواسطة لودر في حفائر المطرية، وغيرها من التجاوزات التي تستوجب التحقيق فيها ومحاسبة المسئول أيًا كان منصبه.

وأشار البيان في أنه يجد بريق أمل في شخص   وزير السياحة والآثار الحالي والذى يتعامل بشفافية حقيقية مع التراث الحضارى المصرى والذى اتضح عن قرب في تصريح الدكتور أيمن العشماوى رئيس قطاع الآثار المصرية الذى صرح في برنامج تيلفزيونى أمس بوجود أخطاء جسيمة سابقة في أعمال توصيلات الشبكة الكهربائية باستخدامها الأسمنت الأسود المجرّم استخدامه في الآثار وإخفاق الشركة في أخذ التدابير اللازمة من أعمال تغطية وحجب للموقع الذى يحدث فيه أعمال الصيانة وإنما تركت العامل ينثر ردش الحجارة على الزائرين في صورة غريبة وبشعة، وأكد على ضرورة معاقبة مفتشى الآثار الذين أهملوا في أداء واجبهم من مدير المنطقة إلى أصغر مفتش وتركوا هذه الأعمال دون مراقبة، وهذا التصريح من مسئول ينبئ بأنه لا تهاون مع المخطئ، هكذا تعالج الأمور التي تؤكد للجميع أن آثار مصر وراءها مئة مليون مصري ولا تقتصر مسئوليتها على موظفيها.


 

مقالات مشابهة

  • خبير آثار: مصر استردت 29 ألف قطعة أثرية في عهد الرئيس السيسي
  • خبير: متلازمة بين السلوك الإسرائيلي في غزة والدعم الأمريكي والعجز الدولي
  • خبير سياسي: هناك متلازمة بين السلوك الإسرائيلي في غزة والدعم الأمريكي والعجز الدولي
  • خبير سياسي: السلوك الإسرائيلي بعد «7 أكتوبر» أدى إلى وفاة منطق حل الدولتين
  • مقتل خبير جيولوجي بالجيش الإسرائيلي جنوب لبنان "جاء لدراسة مقام النبي شعيب"
  • الكشف عن مقتل خبير آثار إسرائيلي بكمين لحزب الله جنوب لبنان (شاهد)
  • خبير آثار: مدينة طيبة القديمة تراث عالمي يجب الحفاظ عليه
  • خبير آثار: تمثال حمار برونزي نادر من آثار اليمن يعرض في المتحف البريطاني
  • خبير: عقوبات أمريكا على الاحتلال الإسرائيلي بسبب العنف في الضفة «ديكورية»
  • مجلس الآثاريين العرب: ما حدث من تكسير بالهرم الأكبر يؤكد وجود عشوائية