إطلاق مسبار أينشتاين لتعزيز المعرفة عن أصل مصادر موجات الجاذبية في الكون
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
شهد يوم التاسع من يناير/كانون الثاني الجاري إطلاق مسبار الفضاء "أينشتاين" في مهمة دراسة انبعاثات الأشعة السينية الصادرة عن الظواهر الكونية الفريدة، وهو ما سيعزز معرفة العلماء بموجات الجاذبية (الثقالية) والكون بمجمله. وتُعزى تسمية المسبار إلى عالم الفيزياء النظرية الألماني ألبرت أينشتاين.
وجاءت الخطوة كنتاج عمل مشترك بين كل من وكالة الفضاء الأوروبية ومعهد ماكس بلانك للفيزياء خارج الأرض، وانطلق "مسبار أينشتاين" التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، على متن صاروخ تشانغ تشنغ الصيني من مركز شيتشانغ المخصص لإطلاق الأقمار الصناعية الواقع جنوب البلاد.
ولغرض مراقبة السماء وتنقيبها كاملة بكفاءة عالية ولاكتشاف مصادر جديدة للأشعة السينية على نحو روتيني، عمل المهندسون على تجهيز "مسبار أينشتاين" بجهازين يوفران معا رؤية واسعة للكرة السماوية وهما، تلسكوب الأشعة السينية واسع المجال وتلسكوب الأشعة السينية للمتابعة.
وقد استوحى المهندسون تصميم عدسة تلسكوب الأشعة السينية واسع المجال من عيون سلطعون البحر؛ إذ تشتهر بتصميمها الفريد والفعال في التقاط كميات كبيرة من الضوء ومعالجته. وهذا من شأنه أن يمنح "مسبار أينشتاين" قدرة فريدة على مراقبة ما يقارب عُشر الكرة السماوية في لمحة واحدة وآن واحد. كما سوف يعمل التلسكوب الآخر المعني بالمتابعة والذي يتمتع بمجال رؤية أضيق لكن أكثر حساسية، لاستخراج التفاصيل المهمة من الأشعة القادمة بعد تحديد موقعها.
وعلى المدى البعيد سيساهم المسبار في اكتشاف مصادر جديدة للأشعة السينية ومراقبة كيفية تغيرها مع مرور الوقت، وهو ما يجعله أمرا جوهريا في تعزيز قدرة العلماء على فهم العمليات الأكثر نشاطا في الكون. وبشكل مستمر تحدث الانفجارات الكونية القوية التي ينتج عنها أشعة سينية مثل تصادم النجوم النيوترونية، وانفجار مستعر أعظم، وابتلاع الثقوب السوداء للأجرام السماوية الضخمة وغير ذلك.
موجات الجاذبيةويقول إريك كولكرز، عالم مشروع المسبار التابع لوكالة الفضاء الأوروبية "إنني أتطلع إلى الاكتشافات التي سيحققها "مسبار أينشتاين"، فبفضل مجال رؤية عدسة التلسكوب الواسعة والفريدة، سنكون قادرين على التقاط الأشعة السينية الناتجة عن الاصطدامات بين النجوم النيوترونية ومعرفة سبب بعض موجات الجاذبية التي نكتشفها على الأرض. ففي كثير من الأحيان، عندما تُسجل هذه التموجات الزمكانية، لا يمكننا تحديد مصدرها. ومن خلال اكتشاف انفجار الأشعة السينية على الفور، سنحدد أصل العديد من موجات الجاذبية."
وسيقبع "مسبار أينشتاين" في مداره حول الأرض على ارتفاع حوالي 600 كيلومتر، وسيتم دورة كاملة حول الكوكب كل 96 دقيقة بميل مداري يبلغ 29 درجة، وبهذا الشكل يستطيع المسبار مراقبة السماء ليلا بالكامل في ثلاث مدارات. وفي الأشهر الستة المقبلة، سيشارك فريق العمليات في اختبار ومعايرة الأجهزة، وبعد هذه المرحلة التحضيرية، سيقضي "مسبار أينشتاين" مهمته المقدّرة بثلاث سنوات على الأقل في مراقبة السماء والتنقيب عن خفاياها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأشعة السینیة
إقرأ أيضاً:
بدعم من حملة “شفاء” الألمانية… محاضرة حول الأشعة التداخلية وتطبيقاتها في حلب
حلب-سانا
أقامت مديرية صحة حلب، بالتعاون مع مشفى الرازي الجراحي، وبالتنسيق مع حملة “شفاء” التابعة للمكتب الطبي للتجمع السوري في ألمانيا، محاضرةً علميةً اليوم بعنوان “الأشعة التداخلية وتطبيقاتها الطبية”، بمشاركة نخبة من الأطباء والمختصين.
وشارك في المحاضرة التي أقيمت في قاعة محاضرات المشفى، الدكتور عبد الله السبتي، استشاري الأشعة التداخلية والتشخيصية من ألمانيا، والدكتور أحمد حيدري، طبيب في مشفى ابن سينا بغازي عنتاب– تركيا، وذلك في إطار تعزيز التبادل المعرفي ودعم المنظومة الصحية السورية.
الدكتور السبتي أوضح في تصريح لمراسلة سانا أن الهدف من المحاضرة هو “التعريف بهذا التخصص الحديث الذي يُعد مستقبل الطب، لكونه يُقلل من الاعتماد على العمليات الجراحية التقليدية، ويُخفف الآلام، ويختصر فترة النقاهة، ويُقلل التكاليف على القطاع الصحي”.
وقال: “نعمل ضمن حملة شفاء على دعم الرعاية الصحية وعلاج المرضى، إلى جانب تعزيز الكفاءة الطبية عبر ورشات عملية تُترجم المعرفة النظرية إلى تطبيقات ميدانية”.
من جانبه، أوضح الدكتور حيدري أن المحاضرة ركزت على “تبسيط مفاهيم الأشعة التداخلية وتوضيح استخداماتها في تشخيص وعلاج الأمراض دون تدخل جراحي”، وأشار إلى أن “حملة شفاء تسعى لاستمرار مثل هذه المبادرات، وخاصةً في تدريب الأطباء الجدد، وهو واجبنا كسوريين تجاه وطننا”.
تأتي هذه المحاضرة ضمن فعاليات حملة “شفاء” الطبية، التي أطلقها أكثر من 90 طبيباً سورياً مقيماً في ألمانيا تحت رعاية المكتب الطبي للتجمع السوري، بالتعاون مع منظمة الأطباء المستقلين ووزارة الصحة السورية.
وتهدف الحملة التي شعارها “يداً بيد من أجل سوريا” إلى تقديم الدعم الطبي العاجل للمرضى غير القادرين على العلاج في ظل تدهور البنية التحتية الصحية بعد سنوات الحرب والعقوبات.
وبدأت الحملة أنشطتها في سوريا مطلع الأسبوع الجاري بخدمات مجانية تشمل العمليات الجراحية والاستشارات والفحوص الدقيقة، مع التركيز على المناطق الأكثر تضرراً، وتستمر حتى ال 26 من نيسان الحالي.
وتعتبر هذه المبادرة تجسيداً لواجب الأخوة والمسؤولية الوطنية؛ إذ يعمل الأطباء السوريون معاً سواء داخل الوطن أو في المهجر على تخفيف معاناة المرضى وإعادة الأمل للمجتمع السوري معتمدين على أحدث التطورات الطبية والتكنولوجية، وعلى روح التضامن والعمل المشترك لتجاوز أزمات الحاضر وبناء مستقبل صحي أفضل للسوريين.