شهد يوم التاسع من يناير/كانون الثاني الجاري إطلاق مسبار الفضاء "أينشتاين" في مهمة دراسة انبعاثات الأشعة السينية الصادرة عن الظواهر الكونية الفريدة، وهو ما سيعزز معرفة العلماء بموجات الجاذبية (الثقالية) والكون بمجمله. وتُعزى تسمية المسبار إلى عالم الفيزياء النظرية الألماني ألبرت أينشتاين.

وجاءت الخطوة كنتاج عمل مشترك بين كل من وكالة الفضاء الأوروبية ومعهد ماكس بلانك للفيزياء خارج الأرض، وانطلق "مسبار أينشتاين" التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، على متن صاروخ تشانغ تشنغ الصيني من مركز شيتشانغ المخصص لإطلاق الأقمار الصناعية الواقع جنوب البلاد.

وقد باشر المسبار عمله بعد نجاح عملية الإطلاق في مهمة طويلة في مسح السماء والبحث عن آثار لأشعة سينية صادرة عن أجسام غامضة مثل النجوم النيوترونية والثقوب السوداء.

ولغرض مراقبة السماء وتنقيبها كاملة بكفاءة عالية ولاكتشاف مصادر جديدة للأشعة السينية على نحو روتيني، عمل المهندسون على تجهيز "مسبار أينشتاين" بجهازين يوفران معا رؤية واسعة للكرة السماوية وهما، تلسكوب الأشعة السينية واسع المجال وتلسكوب الأشعة السينية للمتابعة.

وقد استوحى المهندسون تصميم عدسة تلسكوب الأشعة السينية واسع المجال من عيون سلطعون البحر؛ إذ تشتهر بتصميمها الفريد والفعال في التقاط كميات كبيرة من الضوء ومعالجته. وهذا من شأنه أن يمنح "مسبار أينشتاين" قدرة فريدة على مراقبة ما يقارب عُشر الكرة السماوية في لمحة واحدة وآن واحد. كما سوف يعمل التلسكوب الآخر المعني بالمتابعة والذي يتمتع بمجال رؤية أضيق لكن أكثر حساسية، لاستخراج التفاصيل المهمة من الأشعة القادمة بعد تحديد موقعها.

وعلى المدى البعيد سيساهم المسبار في اكتشاف مصادر جديدة للأشعة السينية ومراقبة كيفية تغيرها مع مرور الوقت، وهو ما يجعله أمرا جوهريا في تعزيز قدرة العلماء على فهم العمليات الأكثر نشاطا في الكون. وبشكل مستمر تحدث الانفجارات الكونية القوية التي ينتج عنها أشعة سينية مثل تصادم النجوم النيوترونية، وانفجار مستعر أعظم، وابتلاع الثقوب السوداء للأجرام السماوية الضخمة وغير ذلك.

موجات الجاذبية

ويقول إريك كولكرز، عالم مشروع المسبار التابع لوكالة الفضاء الأوروبية "إنني أتطلع إلى الاكتشافات التي سيحققها "مسبار أينشتاين"، فبفضل مجال رؤية عدسة التلسكوب الواسعة والفريدة، سنكون قادرين على التقاط الأشعة السينية الناتجة عن الاصطدامات بين النجوم النيوترونية ومعرفة سبب بعض موجات الجاذبية التي نكتشفها على الأرض. ففي كثير من الأحيان، عندما تُسجل هذه التموجات الزمكانية، لا يمكننا تحديد مصدرها. ومن خلال اكتشاف انفجار الأشعة السينية على الفور، سنحدد أصل العديد من موجات الجاذبية."

وسيقبع "مسبار أينشتاين" في مداره حول الأرض على ارتفاع حوالي 600 كيلومتر، وسيتم دورة كاملة حول الكوكب كل 96 دقيقة بميل مداري يبلغ 29 درجة، وبهذا الشكل يستطيع المسبار مراقبة السماء ليلا بالكامل في ثلاث مدارات. وفي الأشهر الستة المقبلة، سيشارك فريق العمليات في اختبار ومعايرة الأجهزة، وبعد هذه المرحلة التحضيرية، سيقضي "مسبار أينشتاين" مهمته المقدّرة بثلاث سنوات على الأقل في مراقبة السماء والتنقيب عن خفاياها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأشعة السینیة

إقرأ أيضاً:

موجات الحر الشديد تسرّع الشيخوخة البيولوجية

توصلت دراسة جديدة إلى أن من تبلغ أعمارهم 56 عاماً أو أكثر، والذين يعيشون في مناطق بها المزيد من موجات الحر الشديد لديهم شيخوخة بيولوجية متسارعة.

ويعني ذلك، أن يؤثر المناخ الذي يعيش فيه الشخص على مدى سرعة تقدمه في السن على مستوى الخلايا.

ويشير العمر البيولوجي إلى عمر خلايا الجسم، وليس مقدار الوقت الذي مر منذ الولادة.

ووفق "مجلة هيلث"، لم يثبت البحث العلاقة السببية، وإنما فقط أن الحرارة الشديدة كانت مرتبطة بعمر بيولوجي أعلى.

مناطق تواتر الحرارة

وأجرى البحث فريق من جامعة ساوث كاليفورنيا، ووجدوا أنه مقارنة بالذين يعيشون في مناطق أكثر برودة، فإن من يقيمون في مناطق بها حرارة شديدة أكثر تواتراً، لديهم عمر بيولوجي متسارع.

واستعان فريق البحث بعينات الدم المأخوذة من 3679 مشاركاً، أعمارهم 56 عاماً أو أكثر، مسجلين في دراسة الصحة والتقاعد الوطنية بالولايات المتحدة.

وفحص الباحثون العينات التي تم جمعها في نقاط مختلفة على مدى 6 سنوات، بحثاً عن التغيرات الجينية، وهو مقياس لكيفية تأثير العوامل البيئية الخارجية على مفتاح "التشغيل" و"الإيقاف" للجينات الفردية من خلال عملية تسمى مثيلة الحمض النووي.

ولقياس هذه التغييرات، استخدم الفريق الساعات الجينية، وهي أدوات تقدر العمر البيولوجي للخلايا.

ثم قارن العلماء التحولات في العمر البيولوجي للأشخاص بقراءات مؤشر الحرارة التاريخية لموقعهم وعدد أيام الحر المسجلة بواسطة مخطط مؤشر الحرارة التابع للخدمة الوطنية للأرصاد الجوية بين عامي 2010 و2016.

وبرزت مناطق فينيكس وتوسان في جنوب أريزونا، وبراونزفيل ولاريدو في جنوب تكساس، وميامي وتامبا في فلوريدا كبعض من أكثر المناطق حرارة.

14 شهراً من الشيخوخة

وشهد المشاركون الذين يعيشون في هذه المناطق ما يصل إلى 14 شهراً من الشيخوخة البيولوجية الإضافية، مقارنة بمن يقيمون في مناطق بها أقل من 10 أيام حرارة سنوياً.

وصمدت هذه الروابط حتى عندما نظر الباحثون في عوامل مثل النشاط البدني، واستهلاك الكحول، والاختلافات الاجتماعية والاقتصادية. 

وللبقاء آمناً، نصح الباحثون بشرب الكثير من الماء، والبقاء في الداخل إذا أمكن عند ارتفاع الحرارة، والبحث عن أماكن مكيفة الهواء، مثل مراكز التبريد المحلية. 

مقالات مشابهة

  • إطلاق مبادرة "مزرعتك في مصر" لتعزيز استثمار المصريين بالخارج بمشروع المليون ونصف فدان
  • موجات الحر الشديد تسرّع الشيخوخة البيولوجية
  • إطلاق منصة اليخوت المحلية لتعزيز السياحة البحرية في مصر
  • إطلاق البرنامج القومي لتعزيز الخبز التمويني للوقاية من أنيميا نقص الحديد
  • وزير الصحة يشهد إطلاق البرنامج القومي لتعزيز الخبز البلدي التمويني للوقاية من أنيميا نقص الحديد
  • انطلاق "أسبوع الأمن الإلكتروني" بـ"تعليمية جنوب الباطنة" لتعزيز المعرفة بالتهديدات الأمنية الإلكترونية
  • إطلاق مسابقة الإجادة للمكتبات والمراكز الثقافية الأهلية
  • إطلاق البرنامج القومي لتعزيز الخبز البلدي المدعم للوقاية من الأنيميا -تفاصيل
  • شهداء وجرحى شرق غزة إثر انتهاكات جديدة لوقف إطلاق النار
  • “حماس”: جهود الوسطاء مستمرة والمؤشرات إيجابية