فورين بوليسي: المساعدات قبل المحادثات في السودان.. وإسهام السعودية والإمارات متواضع
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
في السودان، ضعوا المساعدات قبل المحادثات.. هكذا تقول الباحثة في شؤون السودان والشرق الأوسط الكبير، والمقيمة في نيويورك سها موسى، في مقال لها بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، مشيرة إلى تواضع المبالغ التي قدمتها القوى الفاعلة لمساعدة السودانيين، مثل الولايات المتحدة والسعودية والإمارات.
وتقول الكاتبة إنه مع مقتل أكثر من 12 ألف شخص ونزوح 7.
وتشير التقارير إلى أن أكثر من 24 مليوناً من سكان البلاد البالغ عددهم 46 مليون نسمة يحتاجون إلى المساعدة؛ وارتفعت حالات الكوليرا إلى أكثر من 8200 حالة بحلول أواخر ديسمبر/كانون الأول؛ وما بين 70% إلى 80% من المستشفيات في الولايات المتضررة توقفت عن العمل.
اقرأ أيضاً
بلغ ضحاياها 24 مليون طفل.. يونيسيف: حرب السودان كارثية
التفاوض ليس أهم من المساعداتومع ارتفاع أعداد العنف والنزوح، لم تتواصل جهود المساعدات الإنسانية.
وبدلاً من ذلك، كانت الأولوية لمبادرات التفاوض بين القوى المتحاربة، القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" من جانب المجتمع الدولي، متجاهلاً المعاناة التي تحملها المواطنون السودانيون العاديون خلال الأشهر التسعة الماضية.
وبينما ظلت المحادثات متقطعة لعدة أشهر، لا تزال المبادرات الإنسانية الحيوية تعاني من نقص التمويل، تقول الكاتبة.
وتشير سها إلى أن الاعتماد على المفاوضات يعني افتراض أن أحد الفصائل المتحاربة سيفوز والآخر سوف يتنازل، مما يترك إما البرهان أو حميدتي مسؤولاً عن إعادة إعمار السودان.
وبالنظر إلى قرار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين مؤخرًا بأن كلاً من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية قد ارتكبت جرائم حرب، فإن دعوة هذه الأطراف إلى طاولة المفاوضات تشير إلى مستقبل قاتم للسودان.
اقرأ أيضاً
الخرطوم عن اتفاق حميدتي وحمدوك: يمهد لتقسيم السودان
الفصيلان المتحاربان يرفضان التراجعوتطالب الكاتبة المجتمع الدولي بدلاً من إعطاء الأولوية للمفاوضات بين الفصيلين اللذين يرفضان بشدة أي فكرة عن أخطائهما والتي يرفضها المواطنون بأغلبية ساحقة باعتبارها غير ممثلة، بأن يعيد توجيه الاهتمام للحد من التمويل الأجنبي للصراع.
وترى سها أن الفصيلان المتحاربان كلاهما يعيق تقدم أية حكومة مدنية لحكم السودان، وهو ما يجب أن يدفع القوى الخارجية والمنظمات الدولية إلى وجوب أن ينصب تركيزها الأساسي على استعادة الحياة المدنية، بدلاً من المفاوضات غير العملية التي كثيراً ما فشلت في الماضي.
وتشير الكاتبة إلى انهيار النظام الصحي في مناطق واسعة من السودان، جراء الحرب، وكذلك تسبب الصراع في محدودية قدرة السكان على الوصول إلى الغذاء والموارد، لا سيما مع تدهور الاقتصاد ومعدل تضخم يصل إلى 256% مقارنة بمتوسط أسعار المستهلك.
اقرأ أيضاً
السودان المنسيّ.. أين العرب؟
التحرك الأكثر إلحاحاوتعتبر الكاتبة أن التحرك الأكثر إلحاحا بالنسبة إلى السودانيين الآن هو تقديم المساعدات الإنسانية، لكن لا تزال تراوخ مكانها بسبب نقص التمويل، حيث تم الحصول على 41.8% فقط منه، ولذلك فإن خطة الاستجابة التي وضعها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لم تكن فعالة كما ينبغي.
وتهدف الخطة إلى تقديم المساعدة المنقذة للحياة للحد من معدلات الإصابة بالمرض والوفيات المباشرة وإبعاد المخاطر المعلقة من خلال اتخاذ إجراءات وقائية.
وقد سمح التمويل المحدود لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالوصول إلى 21% فقط من الأشخاص المستهدفين المحتاجين، لذا فإن الضغط المتزايد على الجهات الحكومية يعد أمرًا أساسيًا لضمان المساعدات الإنسانية.
ومن أصل 2.57 مليار دولار اللازمة لتفعيل الخطة بالكامل، قدمت الولايات المتحدة 549.1 مليون دولار من التمويل المضمون الحالي، لكن السعودية - الوسيط الرئيسي الآخر - ساهمت بمبلغ 38 مليون دولار فقط، وقدمت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية أقل من 100 ألف دولار.
اقرأ أيضاً
مع حرب إسرائيل على غزة.. كيف بات السودان مأساة منسية؟
وبينما تهدف القوى المتفاوضة إلى جلب الإمارات إلى محادثات بشأن دورها في الصراع، فقد منحت حكومتها أقل من 400 ألف دولار لجهود الإغاثة.
ويشكل تشجيع الحلفاء في الغرب على المساعدة في الخطة الحالية أمراً بالغ الأهمية على نحو مماثل، لأنه يقدم استجابة أكثر فورية، كما تقول الكاتبة.
المصدر | سها موسى / فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليح الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الحرب في السودان قوات الدعم السريع الجيش السوداني صراع السودان مساعدات إنسانية السعودية الإمارات اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
أوكسفام تكشف عدد شاحنات المساعدات التي دخلت لشمال غزة
الثورة نت/..
كشفت منظمة “أوكسفام” غير الحكومية صباح اليوم الاثنين عدد شاحنات المساعدات التي سمح العدو الصهيوني بدخولها إلى شمال قطاع غزة.
وذكرت أوكسفام في بيان صحفي أن 12 شاحنة مساعدات إنسانية فقط وزعت الغذاء والماء في شمال غزة خلال شهرين ونصف الشهر منذ بدء الاحتلال عمليته الواسعة.
وأكدت أن هذا يدق ناقوس الخطر بشأن تدهور الوضع في القطاع المحاصر.
وقالت أوكسفام إن “تأخيرات متعمدة وعمليات عرقلة ممنهجة من جانب الجيش الإسرائيلي أدت إلى تمكين 12 شاحنة فقط من إيصال مساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يتضورون جوعا”، بما يشمل عمليات التسليم.
وأوضحت أنها “من بين الشاحنات القليلة الـ34 المحملة بالغذاء والماء التي سمح لها بالدخول إلى محافظة شمال غزة خلال الشهرين ونصف الشهر الماضية”.
وبيت أوكسفام أنه “في حالة ثلاثة منها، وبمجرد توزيع الطعام والماء على المدرسة التي لجأ إليها سكان، تم إثر ذلك إخلائها وقصفها بعد ساعات قليلة”.
وأكدت أوكسفام أن الاحتلال منعها مع غيرها من المنظمات الإنسانية الدولية “بشكل مستمر من تقديم مساعدات حيوية” في شمال غزة منذ 6 أكتوبر، عندما كثفت إسرائيل قصفها.
وقدرت أن “آلاف الأشخاص لا يزالون معزولين في شمال قطاع غزة، ولكن مع منع وصول المساعدات الإنسانية، يستحيل إحصاؤهم على نحو محدد”.
وذكرت أنه “في بداية ديسمبر، كانت المنظمات الإنسانية العاملة في غزة تتلقى اتصالات من أشخاص ضعفاء محاصرين في منازل أو ملاجئ، وقد نفد لديهم الطعام والماء”.
ويوصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية الواسعة شمال القطاع والتي تؤكد منظمات دولية وجهات إسرائيلية أنها تهدف لتحقيق إبادة جماعية.